أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا















المزيد.....

لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكد تفرغ الأخبار من نشر مقالى الأسبوعى على موقعها الإلكترونى مساء الثلاثاء الماضى حتى فاجأتنا جريمة الإرهاب على "شارلى إبدو" الفرنسية، وتوالت معها أسئلة واستفسارات المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء التى ربطت بعضها فى ذكاء لافت بين ماقلته وتوقعته فى المقال وبين ما كان من أحداث فرنسا. ذلك أننى أشرت فى المقال المذكور أن العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط بصدد سياسات أمريكية جديدة تستعيدها من خزانة تاريخها الإمبريالى لتمكنها من تحقيق أهدافها فى رسم خرائط جديدة للمنطقة وإعادة هندسة القوى الفاعلة فيها إحياءً لمشروعها التخريبى الذى كانت قد بدأته مع "الإخوان" الذين مكنتهم من حكم مصر ليكونوا رأس جسر لتنفيذ مخطط تقسيم المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية تماماً والعمل على أن تظل المنطقة أسيرة للصراعات والحروب الطائفية والمذهبية بتقسيم دولها إلى كنتونات صغيرة متناحرة وبما يحمى أمن إسرائيل ويضمن تفوقها كقوى إقليمية وحيدة فى المنطقة ويحقق لأمريكا السيطرة النهائية على العالم العربى بثرواته وقدراته وأفكاره وتياراته، ويضمن لها أيضاً قطع الطريق على القوى الدولية الكبرى الناهضة فى النظام العالمى ومايمكن أن تشكله فى الأمد القريب من منافسة الولايات المتحدة على النفوذ الدولى ومعادلة القطبية الأحادية التى تمثلها أمريكا، وأعنى هنا تحديداً الصين وروسيا، خصوصاً بعد التقارب المصرى معهما والذى يمكن أن يغير من المعادلات الجيواستراتيجية ويؤذن بنظام عالمى جديد يستعيد الثنائية القطبية ويحجم من الإنفراد الأمريكى بالمنطقة والعالم، ويستعيد معادلات التوازن العسكرى والاقتصادى لمصر كقوة فاعلة فى إقليم الشرق الأوسط ويحد من التفوق الإسرائيلى.
لم تنس الولايات المتحدة الأمريكية مشروعها للشرق الأوسط الكبير الذى بدأته بالفعل بتقسيم العراق والسودان وتدمير سوريا وتسليم ليبيا واليمن لتنظيمات الإرهاب المتلحف بالإسلام زوراً وعدواناً، ولم تتنازل عنه بعد صفعة 30 يونيو التى دخلت بها مصر مباشرة إلى عمق المخطط وطوقت احتمالاته وعطلت تنفيذه وعصفت بأهدافه ومؤامراته، وحافظت على مصر متماسكة بإبعاد شبح الحرب الأهلية ومحاولات استهداف الجيش المصرى الذى بقى وحيداً فى المنطقة يقاوم المخططات الأمريكية، بل عمل أيضاً على الاتجاه شرقاً لتضييق فجوة التفوق الإسرائيلى عليه بتنويع مصادر السلاح مع روسيا والصين. ولم تستسلم أمريكا كعادتها لتحركات ذلك الوافد الجديد على قصر العروبة التى اتسمت بالدهاء والتخطيط الاستراتيجى القادر على المبادرة ولعب أوراقه باقتدار وتميز وبكل الزخم الشعبى المؤيد له وبكل التضامن الواعى والداعم من الخليج العربى الذى يتحسب لاحتمال أن يأتى التقارب الأمريكى مع المشروع الإيرانى التوسعى فى المنطقة على حسابه، وبدا التحالف الأمريكى الأوروبى معادياً لـ 30 يونيو ومصراً على إدماج قوى الشر الإخوانى فى الحياة السياسية المصرية، الأمر الذى قوبل برفض قاطع من مصر، وهنا اضطرت أمريكا وحلفائها تكتيكياً لتغيير سياستها المتصادمة واعتماد سياستها القديمة الجديدة التى حادثتك عنها فى المقالات السابقة، وأعنى "سياسات الاحتواء"، فتوقف الغرب عن معاداته الصريحة لثورة يونيو وتلبس "ماسك" المتقبل لها ولرئيسها لعل ذلك يمكنه من تحقيق مالم يستطعه بالعداء والكبرياء والإملاء. وهنا نبهت إلى أننا أمام محاولات جديدة لإعادة هندسة المنطقة و"لخبطة" حساباتها واستراتيجياتها بتهدئة القوى المناوئة لمصر فى قطر وتركيا، وإعلان الإخوان رغبتهم فى التصالح والإندماج، وتسليم طائرات الأباتشى، إذ عندما تسلم حتى ولو شكلياً، قوة عظمى قاهرة كالولايات المتحدة بما تحاول أن تفرضه عليها مصر ودول الخليج، فاعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة وإنما وراءه سر علنا اكتشفناه ونبهنا إليه.
ولم يتأخر العم سام فى الإفصاح عن مخططاته، وكاد المريب يقول خذونى، فبدأ بمناوشة روسيا ومحاولة وضعها فى "خانة اليك" مستخدماً تدخلات حلف الأطلنطى والاقتراب بصواريخه من حدود روسيا والتحرش بها بزريعة المشكلة الأوكرانية، وفرض العقوبات عليها وضرب سعر البترول للتأثير ليس فقط على الخزانة الروسية وإنما أيضاً مدخولات الخليج العربى وتأخير مشاريعهما التضامنية فى الشرق الأوسط وبما يحاول تركيع مصر التى يخطط لأن تجد ظهرها عارياً من الدعمين الروسى والخليجى ولاتجد أمامها سوى الاستسلام لما تراه أمريكا وتحالفها الغربى. ولم يكن توسع "داعش" فى العراق وسوريا والحوثيون فى اليمن سوى تهديد محتمل للحدود السعودية والخليج الذى يضعها تحت رحمة محرك قوى الشر العالمية حتى تتوقف عن دعمها للمشروع المصرى-العربى الهادف للاستقلال الوطنى والحفاظ على تماسك المنطقة العربية وتنمية قدراتها وعدم انفراط عقد دولها ومكوناتها.
وتذكروا معى ماكتبه المؤرخ والدبلوماسي"جورج كينان" عن سياسة الاحتواء ضد الاتحاد السوفيتى في 1947، في مقال شهير له بمجلة "الشؤون الخارجية الأمريكية" والتى أسست لمفاهيم الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية، وهى مايحاولون وضعنا الآن تحت طائلة مخالبها المخاتلة، إذ يقول: "علينا أن نعمل جميعاً من أجل عالم لا يسوده أحد" ويقصد أحد غيرنا نحن الأمريكيون"، ولئن خسر الاتحاد السوفيتى معركته وتفتت بفعل سياسات الاحتواء والحرب الناعمة من وراء ستار، فعلينا أن نتعلم الدرس ونتحسب لاحتمالاته، فليس الذكى من يتعلم من أخطائه، ولكن الذكى من يتعلم من أخطاء الآخرين.
ذلك يقودنا مباشرة لجريمة الخسة والإرهاب فى فرنسا التى يجب تحديد موقفنا إزائها بالإدانة والاستنكار، وعدم التخلى عن مسئوليتنا كعرب ومسلمين عن أسبابها، إذ نحن مسئولون فى دفاعنا عن هويتنا العربية والاسلامية بإدانة القتل والإجرام باسم الإسلام، الذى ينبغى أن نجيش قوانا ومؤسساتنا الدينية والتعليمية والثقافية فى كل عالمنا العربى للقيام بثورة فكرية تنويرية على ظلام الأفكار وتسيد التطرف فى تفسير الثوابت الدينية على غير حقيقتها، وأن نقوم بفضح وتعرية وحصار منابع التطرف والإرهاب فى كتب التراث العتيق التى هى من صنع بشر غالوا فى التعسف ولى الحقائق تحقيقاً لمصالح وليس دفاعاً عن مبادئ. إنها معركتنا وليس علينا انتظار أحد للقيام بها، فالشاهد أن السيد أوباما يلعب ورقة دعم منظمات الإرهاب ويستخدمها زريعة لمحاصرة وتركيع الدول العربية والاسلامية، بل وتحميل مسلمى الغرب عبء الإرهاب الذين هم بالفعل من ضحاياه. إنها مسئوليتنا فالتأتى بيدنا لابيد عمرو، ورغم مايمكن أن يتقول به البعض من المحللين بأن فرنسا فى هذه الحادثة الإرهابية المشينة، إنما تدفع ثمناً لمواقفها التى بدت إلى حد كبير مستقلة بتصويتها فى مجلس الأمن مع إنهاء الاحتلال الاسرائيلى، وإصرارها على غير رغبة أمريكا بعدم تقسيم ليبيا وضرباتها الموجعة للإرهاب فى مالى وموقفها المتشدد حيال "داعش" حصان طروادة الأمريكى الجديد لمناوشة ومخاتلة العالم العربى. إتفق أو اختلف مع هذا الطرح، لكن كن على ثقة بأننا أمام حرب جديدة لايمانع فيها السيد الأمريكى الذى يتلبس عمامة داعش أو بن لادن أو الملا عمر ويحاول صنع 11 سبتمبر جديد يقلب به خرائط العالم كما فعل بوش الصغير، ولا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا. ولعل هذا موضوع مقال آخر.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بين سياسات الاحتواء وتجسيد الفكرة
- هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟
- إتجاه مصر نحو الشرق ضرورة استراتيجية
- رؤية المفكر وحيرة النخبة: لويس عوض دراسة حالة
- لئلا يرقص البيض مع الحجارة
- حكومة محلب والعقل المؤسسى المفقود
- المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى
- بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة
- الأزهر ينعى ويشجب ويغط فى سبات عميق
- سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد
- هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا