أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - صديقتي الألمانية والدين والسياسة.














المزيد.....

صديقتي الألمانية والدين والسياسة.


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 22:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست من الهوس الجنسي بمكان لأراقب ملابس النساء.. ولا أدري سر وقوفي أمام فاترينات الفساتين الحريمي في المولات مذهولا كأني أشاهد قناة ناشيونال جيوغرافيك..! على ما يبدو أني عاشق بالفعل لفساتين البنات..!


جسدها مثالي كراقصة باليه من الشرق الأقصى.. لا ترتدي إلا فساتين قصيرة وتجلس في نفس الركن الهاديء خافت الإضاءة، وتظل صامتة كالتمثال. تأخذ قهوتها وتكتب بأصابعها الطويلة البيضاء على جهاز لابتوب صغير.. لا تستغرق أكثر من نصف ساعة ثم تختفي في سرعة مذهلة..


في أحد المرات كانت ترتدي فستان أسود، والأسود دائما يشعرني بالقوة والسيطرة على الأمور.. توقفت أصابعها عن الكتابة وتابعت باهتمام حديث أحد قادة المجلس العسكري المصري على الشاشة الموجودة في الكافيه، ثم أشارت لأحد العاملين وطلبت منه على ما يبدو ترجمة حديث الجنرال للإنجليزية..


يا إلهي.. إنها تتكلم ككل البشر.! كنت أظنها كائن صامت يتكلم بأصابعه، يستمع فقط للناس حوله كرهبان الكنائس..
الشاب طلب مني التدخل. وبالفعل ساعدتها.. وصرنا من هذه اللحظة أصدقاء..


إسمها سوزان كروجر، من ألمانيا اتقابلت معاها في فترة وجودها في مصر في أواخر 2011.. كانت بتشتغل مراسلة لجريدة ألمانية وباحثة في الإسلام السياسي... علمتني حاجات كتير جدااا. زي قيمة الوقت، والعمل واني مصرفش فلوسي كلها في حاجات فاضية وأحاول أستثمرها.. وإزاي أحب كل حاجة حواليا الطبيعة والناس والحيوانات والنباتات حتى الأكل اكتشفت إن كل الأكل المصري غلط ومينفعش يتاكل غير مرة تفاريح في الشهر...


سوزان في علاقة حب مع شاب تركي بيشتغل في شركة صرافة مالية في نيجيريا، علاقتهم عمرها أكتر من 10 سنين ومخلصة له جداا، ودايما تسافر نيجيريا في أجازاتها علشان تبقى معاه.. أنا وهو بقينا أصدقاء من خلال النت..


كنت مستغرب إن عندها 21 سنة، وقادرة تعمل كل ده ومعتمدة على نفسها.. سألتها مرة عن عيلتها..
قالتلي أنا أمي بتشتغل مدرسة علوم، وأبويا مدير في شركة بورش للسيارات.. لكن أنا قررت أختار حياتي بنفسي وأخوض تجربة الحياة وكأنها مغامرة..


سألتها عن شغلها كباحثة في الإسلام السياسي، قالتلي إن رجال السياسة والدين في كل بلاد الدنيا بيخدعوا الناس ويستغلوهم، وانهم للأسف اختيارنا وعلشان كده لازم نتحمل مسئولية أفعالهم لأن الشكوى منهم كأننا بنشتكي من نفسنا... ولو دورنا كويس هنلاقي رجل دين أو رجل سياسة صغير مستخبي جوانا.


وبتقول إن الاطفال بييجوا للعالم من غير أي طموح، وأحرار من شهوة السلطة والقوة، أو أي أفكار من نوعية إنهم أعلى وأقدس من غيرهم. لكن نفس العصابة تستمر في افساد كل طفل بييجي للدنيا.. والعصابة دي هي: العيلة، المجتمع، النظام التعليمي، السياسيين، ورجال الدين... وطبعا الطفل بيكبر علشان يمارس دوره في إفساد غيره هو كمان.. دايرة مغلقة وشريرة بنلف جواها ولازم نكسرها ونقفز منها...


كان غريب جدا أسمع الكلام ده من بنت في سنها، لكن نسيت إن بنات ألمانيا طبعا مش زي بناتنا في مصر ولا حتى رجالتنا.. كانت بتمارس نوع غريب من اليوجا افتكرته نوع من انواع الطقوس الدينية..!


ضحكت وقالتللي إن أبوها وأمها كاثوليك متدينين جداا.. وحبيبها التركي كمان مسلم متدين.. لكن هي لحد دلوقت لا تزال تبحث عن الله وشايفة إن التدين استحالة يكون عادات وتقاليد. لأنه في الحالة دي بيتحول لآداه في خدمة الشيطان أكثر من خدمته لله... وبيكون آداة لخدمة الموت على حساب الحياة. وخدمة رجال الدين ورجال السياسة والمؤسسات والمنظمات والكنائس والمساجد.. لكن لا يخدِم روح الإنسان أبدا... وبيقفل أبوابه في وجه المستقبل. لأن العادات لا تنظر سوى للخلف، للماضي والأطلال. أما الحياة فتطلب منا التقدم للأمام..


وأنا بوصلها للمطار طلبت مني أكتبلها آية قرآنية على الإهداء الخاص بلوحة هدية اشترتها من مصر لحبيبها التركي..


كتبتلها آية: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة"..


طلبت مني توضيح المعنى، فقلت لها أن الناس أشكال وألوان زي الطيور.. ومختلفين في اللغات والأديان والثقافات.. لكن الله وحده وليس البشر هو من له الفصل بين كل هؤلاء المختلفين سواء كانوا مؤمنين أو يهود أومسيحيين أو صابئيين أو مجوس أو حتى مشركين... لا علاقة لنا نحن البشر بذلك الأمر..

وبذلك تصير التعددية فريضة دينية أقوى من القانون ذاته.. إرادة إلهية وأصل دنيوي. ومن يحاول استعباد الناس وقهرهم باسم السماء، وفرض تصوره عليهم فهو تاجر ومنافق... والله قال أيضا "ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة" لكنه لم يشأ...



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام يضطهد المرأة!
- عنصرية النشيد الوطني الجزائري
- إمرأة غيرت التاريخ
- دفاعا عن الإسلام
- تياترو مصر
- المرأة والجنس والرجل الشرقي
- الكريسماس ومتعة السفر
- بائعة الجزر
- بائعة الذرة، والبيتزا
- حضن ووداع 2
- إقفل تليفونك
- بائعة الجبنة
- صديقي الشرقي والجنس
- رسالة حنين
- إزدواجية الأخلاق
- الليلة الأخيرة
- كلام أطفال عن أمريكا
- كنتاكي
- ساعة في مستشفى حكومي
- كابوس الموت


المزيد.....




- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - صديقتي الألمانية والدين والسياسة.