أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة لأصدقائي الفرنسيين... وغيرهم.















المزيد.....

رسالة لأصدقائي الفرنسيين... وغيرهم.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة لأصدقائي الفرنسيين...
وغــيــرهــم...

بعد اهتمامنا معا بكل ما جرى حول جريدة شارلي هيبدو Charlie Hebdo. تعالوا نهتم سوية بما يجري بالمملكة السعودية أيضا هناك شـاب اسمه رائف بدوي. رائف بدوي, ناشط سعودي من أجل حقوق الإنسان اعترض على الشرطة الدينية السعودية والمشايخ المتعصبين الذين يوجهونهم ويديرونهم, وضد بعض الشروحات الشرائعية الوهابية المنافية كليا لأبسط القوانين البشرية وحقوق الإنسان.. فحكمت عليه محاكم هذه المملكة المصدرة للإرهابيين في العالم كله, بالإعدام. ولدى انتشار الخبر ببعض وسائل الإعلام, استبدل هذا الحكم بعشرة سنوات سجن وألف جلدة.. وزعت خمسين جلدة بالساحات العامة, كل أسبوع.
ومع هذا تصدر مظاهرة Je suis Charlie مسؤول سعودي رفيع المستوى من العائلة المالكة التي تحكم هذه المملكة النفطية, مع السيد فرانسوا هولاند الأحد الماضي.. ولم أرى سطرا اعتراضيا واحدا من أية جريدة أو وسيلة إعلام فرنسية أو أوروبية... رغم أن بعض جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان, نوهت عدة مرات عن نكبة ومظلمة الناشط السعودي الرائع رائف بدوي... هذا الإنسان الذي قد يموت جلدا واضطهادا بالسجون السعودية. سجون لا تعرف إطلاقا ولا حتى معنى كلمة "حقوق الإنسان", والتي تعتبرها من كلمات الكفر والزندقة. حسب قوانينها وشرائعها.
كما أسائل أصدقائي الإعلاميين الفرنسيين والأوروبيين, عن تعاميهم المقصود وغير المقصود وغير المقصود, أو حفاظا على أرزاقهم.. لماذا يهملون ماذا يحدث في بلد مولدي ســوريـا.. عندما يقولون هرب فلان أو فلان من الإرهابيين المطلوبين إلى سوريا.. حتى يظن القارئ البسيط العادي أن هذا الإرهابي لجأ إلى الحكومة السورية.. بينما هذا الإرهابي ــ بالحقيقة ــ وهم يعرفون أنه دخل لسوريا للانضمام لــداعــش أو جبهة النصرة.. بمساعدة القوات الأمنية التركية. وداعش وجبهة النصرة وغيرهم من الإرهابيين الإسلاميين, هم نفسهم الذين يدربون ويجهزون من يقوم بأعمال إرهابية في فرنسا وأوروبا. ولكن الإعلام الفرنسي كما السلطات الفرنسية, كما السيد برنار هنري ليفي أو السيد ساركوزي أو السيد هولاند والعشرات من المسؤولين الذين استقبلوا وساعدوا ومولوا وشجعوا كل المعارضات الهيتروكليتية المدعومة من السعودية أو من قطر أو من تــركيــا, هذه الدول المصدرة والمدربة والناقلة للإرهابيين إلى سوريا, وإلى كل مكان في العالم... هم نفسهم الذين فجروا أهلي وبلد مولدي ســـوريــا.. وهم نفسهم الذين يتحضرون من سنين طويلة لتفجير "بلاد الكفار" حيث ينعمون ويتمتعون بكل ما تقدمه لهم بلاد الكفار هذه من حريات ومساعدات اجتماعية ومادية وصحية وأنظمة تضمن لهم حرية ممارساتهم الدينية وجميع حقوق الجنسية أو اللجوء... وكما قال لي من زمن طويل جدا أحد أصدقائي من المسؤولين السياسيين أن الجمهورية والديمقراطية تستطيع هضم كل الإثنيات المختلفة التي تريد العيش فيها... أمــا اليوم وبعد الاعتداء الإجرامي على صحيفة شــارلي هيبدو.. والعديد من الظواهر والتظاهرات والمعارضات التي تعلن أن الشريعة الإسلامية فوق كل القوانين العلمانية الفرنسية.. إسمحوا لي يا أصدقائي الفرنسيين.. يا أخوتي وأحبائي الفرنسيين.. لأنني بعد اثنتي وخمسين سنة عشتها معكم وبينكم ومنكم.. لا أرى أن هذه الجمهورية ولا ديمقراطيتها, استطاعتا أن تطبق القوانين الحديثة الحضارية.. وخاصة كل ما يتعلق بالقوانين الصادرة سنة 1905, والتي بعد جهود مريرة, فصلت الدين عن الدولة. وأنتم ترون وتلمسون كل يوم في فرنسا وفي أوروبا, بأن السلطات المحلية لم تتخذ الوسائل الضرورية, لا في المدارس ولا في الجامعات ولا في المستشفيات ولا في المؤسسات العامة والخاصة, كل التدابير الضرورية, لتطبيق العلمانية على كل من يريد العيش بشكل دائم في فرنسا... وأن هناك بعض التفاسير الدينية ما زالت تطبق العنف وعدم الاعتراف بالمواطنة والعيش المشترك.. لدى عدد كبير من هؤلاء المواطنين من أصول عربية أو شمال إفريقية إســــلامـيـة.. وأن المدرسة فشلت.. والجامعات فشلت.. والمؤسسات فشلت.. وأن عديدا من الأحياء التي تكثفت بها هذه الجاليات الإسلامية, ترعرعت خلايا بها جماعات تفسر الدين الإسلامي بالوجه العنيف الذي اختارته.. مطبقة قوانينها وعاداتها وشرائعها.. غير آبــهــة لأي تفسير من القوانين الفرنسية وتطبيقاتها... ورأيتم كيف لم ينفذ حتى هذه الساعة قانون منع الحجاب والنقاب.. حتى وصلنا إلى البوركا الأفغانية بعديد من شوارعنا ومدننا.. ومستشفياتنا, حيث لا يستطيع أي طبيب إسعاف فحص امرأة محجبة.. كأننا تماما في المملكة السعودية.. هذه الدولة و جارتها القطرية لا تخفيان مساعدتهما للجاليات التي تتعصب وتتحجر وتتحجب.. وتشتريان بنفس الوقت أكبر مؤسساتنا التجارية والرياضية.. مما يدفعني للتساؤل إذا كانت لا تشتري بالوقت نفسه تغاضي وعمى مسؤولينا السياسيين بــفــرنــســا أو في أوروبــا!!!...
جـل ما أخشى أن يتهمني البعض من أصدقائي الفرنسيين هنا, بصراحتي وصرختي بوجههم هذه.. أن يتهمونني باليمينية المتطرفة. وهذا كان رأي وخشيتي منذ أكثر من أربعين سنة.. وكنت أصرخ بوجههم منددا, أن التعصب الإسلامي أخطر من الصهيونية.. وهما أحيانا مشتركان متوازيان... يخدمان ويغذيان بعضهما البعض وكلاهما معاد للفكر وحرية الفكر... وأذكركم بأن برنار هنري ليفي وبرنار كوشنر ولوران فابيوس, كانوا رســل تحريض وإثارة ما سمي ألف مرة خطأ " الربيع العربي " في العالم العربي والعالم الإسلامي... ورأينا خلال السنوات التي مضت ما سبب هذا الخريف المعتم من نكبات بكل من العراق وليبيا وسوريا ولبنان.. وحتى بــمــصــر.. من مــآس إنسانية وملايين الضحايا وملايين المهجرين بكافة أقطار المعمورة هاربين من هذه البلدان التي سعى من ذكرتهم وأسيادهم العالميين العولميين في واشنطن وزلم تبعية هذه السياسة في براين و لندن وبروكسل وباريس, مؤامرة تفجير خريطة الشرق الأوسط وكل ما يحيط بها.. فقط لتوسيع وديمومة دولة إسرائيل.. على حساب ملايين الضحايا من هذا المشرق الجريح... ممزقين الحريات الحقيقية لهذه الشعوب.. بعد أن حولوها إلى تجارة شعوب مهجرة........
***********
عـلـى الــهــامــش :
ــ اعتقلت داعش بمدينة الرقة السورية التي تسيطر عليها امرأة عمرها أكثر من سبعين سنة, بتهمة "الدعارة", لأنها كانت لابسة لباس شريعتهم الإسلامية كاملة.. ما عدا .. أنها لا تغطي وجهها بنقاب غرابي أسود سميك.. ونفذوا بها حكم الإعدام بالشارع, بعد تلاوة الحكم الإسلامي, رميا بالرصاص...
ــ اعتقلت جبهة النصرة بمنطقة الغوطة الشرقية حوالي دمشق, جنديا سوريا.. فتلا عليه أمير من جبهة النصرة حكم الإعدام الشرعي بالشارع دام أقل من دقيقتين.. ثم نفذ فيه حكم الإعدام أحد الجبهتالنصريين برصاصة برأسه.. ثم رموه بحفرة مجارير, متابعين إطلاق الرصاص عليه, و صراخات " الله أكبر"... نفس صراخات "الله أكبر" لدى تنفيذ حكم الإعدام السابق على المرأة العجوز الغير محجوبة كليا حسب الشريعة...
بالحالتين نفذت العمليتان الإجراميتان باسم إلـه... صرت أتساءل فيما إذا كان يقبل أن يقتل بشر بشرا باسمه... ولماذا لا يظهر ويتظاهر من يؤمنون به وبرحمته وعدالته.. بــأن هؤلاء القتلة لا يمتون للإســلام بصلة أو أية حقيقة أو إيــمــان... لماذا لا يصرخون بفرنسا وغير فرنــســا.. وخاصة لما يحدث بسوريا.. أو بأي مكان بالعالم.. حيث تتكاثر وتتفجر جرائم تحت صراخ الله أكبر.. بأن لا علاقة لكل من يحارب باسم الإسلام هــنــا أو هــنــا, , بشكل صريح واضح.. دون أي تردد. إدانة واضحة صريحة كاملة, أن هؤلاء القتلة.. لا علاقة لهم بالإســـلام ولا بأي دين.
ــ وعلى سبيل التذكير:
غالب جرحى داعش وجبهة النصرة, وغيرها من المحاربين الإسلاميين, كانوا يعالجون بالمستشفيات العسكرية الإسرائيلية... منذ سنتين وأكثر... بالرغم من أن هذه التنظيمات ــ على الورق ــ تعتبر من ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.... أو لم يكن السيد ناتانياهو بمقدمة المسؤولين الذين تظاهروا مع المسؤولين الفرنسيين بعد جريمة صحيفة Charlie Hebdo... مع مسؤول سعودي من العائلة المالكة السعودية؟؟؟..........
انتهت فترة التعازي والمشاركة والاستنكار...
وبدأت فترة التساؤلات المشروعة... لأنه من حقنا أن نتساءل... آملا ألا تــضــيــع الحقيقة الحقيقية بــطــول التساؤل والانتظار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية صادقة عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد مظاهرات - شارلي -؟؟؟...
- رسالة من أنا شارلي...
- كلنا شارلي...
- خواطر و أخطار
- بعض التفسير الضروري...
- وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...
- سنة الفشل... سنة داعشية حزينة
- عودة برسالة حب إلى دمشق
- خلاف و اختلاف
- أعياد و معايدة...
- محاضرة.. واعترافات أمريكية
- مسطرة مصغرة
- الرئيس الأسد بمجلة Paris MATCH الفرنسية...
- عذرا من القديسة بربارة...
- زيارة إلى سوريا...أو عودة.. وتصفية حساب
- تحية للجالية الأرمنية في فرنسا
- تحية للجاليات الأسيوية في فرنسا...
- وعن إمكانيات - جمع الشمل - أو عكسها.. وديمومة فشلها...
- وعن البرنامج... أي برنامج؟؟؟...
- فايا و ريحان يونان.. من سوريا


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة لأصدقائي الفرنسيين... وغيرهم.