أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اردوغان و من يشجعه على احلامه














المزيد.....

اردوغان و من يشجعه على احلامه


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم ينتظر اردوغان كثيرا و اعلن بنفسه بشكل واضح و صريح عن حلمه الاول خلال استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس و في قصره العثماني الذي يريد به ان يمثل به عصره و يعيد الهيبة العثمانية و كأن القيمة و المكانة و الثقل يمكن فرضه و الاعتبارمنه من خلال بناء او قصر و من زاوية النظر اليه كرمز للقوة التي يفتخر بها، و هو يعلم قبل غيره ان التاريخ مر و لا يمكن ان يعود بالشكل الذي كان، مهما ادعى مطالبه .
ان كان العهد العثماني يتميز بعدة سمات لا يمكن ايجادها في الوقت الحاضر من كافة المجالات الاجتماعية و السياسية و الثقافية و الاقتصادية و مستوى وعي شعوب المنطقة و خلفيتهم الفكرية العقيدية، و ما حصل من التغيرات الكبيرة من النواحي هذه اضافة الى حجم التقدم التكنولوجي و التواصل و النقلة النوعية في الخلفية الفكرية لجميع شعوب المنطقة و نظرتهم الى الدين و ما يتضمن، ناهيك عن تعامل العالم مع ما موجود في المنطقة في هذه المرحلة من منطلق المصالح التي تختلف عما كانت في حينه، و هذا كله واضح امام مراى اردوغان، و هذا يدل على ان سلوكه الحالية مبنية على ضرورات داخلية في بلده . كان لتركيا دورا رئيسيا كبيرا في عهد الامبراطورية العثمانية، و معظم دول المنطقة كانت تحت امرتها و هي التي عبرت عن موقف و راي و مذهب و اتبعتها قوى و اعتبرتها رمزا لما تؤمن و دعمتها امام الاخر المخالف لها . كان هذا في الوقت الذي لم يكن هناك مفاهيم و مباديء و قيم و عقائد و افكار كما هي موجودة اليوم و التي غيرت معها الخلفية و العقلية . كانت الهيبة و القوة العثمانية في الوقت الذي لم تكن العلمانية مؤدية لدورها او لم تبرز بشكلها و اهميتها الحالية في اية بقعة من العالم و لم تصل بصيصها الى رقعة الامبراطورية العثمانية بكاملها . ان كان اردوغان يريد القفز على الحقائق و تشغيل شعبه بمظاهر لاغراض اخرى، ام يريد اخضاع من يعيش تحت كنف دولته بمثل هذه الذكريات، يعتقد القريب منه او البعيد بانه على خطا و لا يمكنه سياسيا ان يحارب بالسيف الاسلحة الاوتوماتيكية ان جاز التعبير .
ان كان اردوغان يقصد بما يعمل اعادة دور تركيا في المنطقة باية وسلة كانت، فله الحق في اية محاولة و ان كانت فاشلة من الاساس و لا يضر به الا بلده. و ان كان يريد اذابة شعوب دولته في بودقة دولة عن طريق هيبة و ذكرى لعهد مر عليه الزمان و نفذ صلاحيته، و يريد ان يتملص من الواجبات التي تقع على عاتقه في حل القضايا المصيرية الداخلية الموجودة في بلده فانه لا يمكن ان يعمي العيون و يخدع الاخرين بخربشته هذه . لا يمكن لتركيا ان تعرٌف نفسها بالبهلوانيات و المظاهر مبنية على اساس هش فضفاض و تهدف طمس الحقائق.
ان تركيا منذ كانت امبراطورية دينية مذهبية و لم تماهي بعد القومية و الدين في بودقة واحدة في البلد في حينه، الا انه بعد العلمانية التي ثبتها اتاتورك لا يمكن فصل ما اقدم عليه و كان لصالح الاخرين على الرغم من محاولة اردوغان فرض التعصب و الشوفينية القومية عن طريق النظام العلماني، و لا يمكن تحقيق ذلك الهدف بامنية و في مختبر لا يملك عوامل مساعدة لتفاعل المواد و تحقيق المعادلات اصلا . فان كان اتاتورك لم يتمكن من اذابة المكونات الاخرى بعلمانيته و ما سار عليه، فلا يمكن لاردوغان بعد اعتلاء حزبه الديني الحاكم على اسس علمانية البلد ان يعيد الظروف التي كان الوعي العام لشعوب غير القومية التركية الموجودة في تركيا على مستوى خضع لاهداف قومية تركية بحتة، و بعد ان ارتفع اليوم الوعي الثقافي و القومي للاخرين فلا يمكن اخضاعهم لما حدث في العهد العثماني و كما يعلم اردوغان قبل غيره .
انه دخل في عملية المصالحة مع الكورد رغم التقدم و التراجع الذي تشهده و يعتمد على الظروف المرحلية و التكتيك في مسيرته و تعامله مع القضية، الا انه بدخوله في التعامل مع القضية اثبت للجميع انه ادرك ما يجب فعله مع القضية الكوردية في هذه المرحلة و ليس العودة الى العهد العثماني كما يحلم، و ما يفعله اليوم من الحركات البهلوانية يبين بها مدى التناقض الموجود في شخصية اردوغان و سياسته في تركيا .
اليوم برزت القضية الكوردية عالميا و لا يمكن انكارها و لم تعد قضية داخلية و ليس امام اردوغان ان يفعل كما حصل ايام اتاتورك و انكر الحقوق لغير الترك و اراد اذابتهم في بودقة القومية التركية اولا و لم يتمكن من انهائهم عسكريا ثانيا، كما نرى اليوم ثورتهم و استبسالهم في محاربة الارهاب يشهد له العالم كله . و عليه فان احلام اردوغان العظمى ستضعه في مازق لم يخرج منه ان لم يعد الى ما استهله من الاتفاق على خارطة الطريق مع الكورد التي بداها بوقف اطلاق النار وما انجزه من الخطوات البسيطة من قبيل اللغة الكوردية وبعض الحريات، والمهم هو الوصول الى الحل النهائي الذي سيعظم به دولته على النطاق الدولي و ليس قصر فخم و مظاهر عثمانية لم تصلح لهذا العصر، و لابد لمفسري احلامه ان يضعوه امام الحقائق و يفسروا له احلامه واقعيا دون اثر رجعي الى العهد العثماني .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا اصاب العالم في هذه المرحلة ؟
- لماذا الاهمال في قيادة محاور البيشمركة مع داعش
- الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟
- البرلمان العراقي و لجان التحقيق
- اهل القلم الموالي للسلطة اشد من أهل السيف
- المجتمع الدولي يغض الطرف عن السبايا الايزيديات
- ليس حبا او كرها بامريكا
- لحد الان لم يعثروا على قتلة ساكينة جانسز في باريس !
- لازال العراق مبتلى برجال العهد المباد
- ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!
- هل فرضت ايران منطقة عازلة في الاراضي العراقية الحدودية ؟
- التناقض البنيوي للمجتمع العراقي الى اين ؟
- هل يمكن انتاج الفاشية من اتباع مجريات التاريخ الاسلامي ؟
- من يتمكن من هزيمة الارهاب في منطقتنا، و كيف ؟
- هل تتحقق المواطنة الحقيقية في العراق ؟
- منظمات المجتمع المدني و دورهم في العراق
- يمكن الاستفادة من انخفاض سعر النفط في العراق ؟
- الشجاعة لا تكفي لوحدها
- توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص
- هل تعقمنا من البعثية في كياننا ؟


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اردوغان و من يشجعه على احلامه