أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - استقراء في (هدوء الفضة) للشاعر مقداد مسعود














المزيد.....

استقراء في (هدوء الفضة) للشاعر مقداد مسعود


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


حين ينطلق النص من فكرالشاعروروحه بأبعادها الغامضة

استقراء في المجموعة الشعرية ( هدوء الفضة ) للشاعر (مقداد مسعود ) .

ناهض الخياط

صدرت للشاعر ( مقداد مسعود ) مجموعته الشعرية ) ( هدوء الفضة ) عن دار الضفاف للطباعة والنشر والتوزيع لسنة 2014 . وقد اكتنزت المجموعة بواحد وخمسين نصا . صمم غلافها ( رفيف فارس )، لوحة الغلاف للفنان التشكيلي البصري عبد الملك عاشور كما دونت على واجهة الغلاف الأزرق كلمات التعريف بالمجموعة بحروف فضية ناصعة ، كما دونت على الوجهة الثانية ، وباللون الفضي ذاته ما كتبه الشاعر بتوقيع ( معتزلي معاصر ) ، ومنه
: ( في اجتراح كائن لغوي - تصدى بعزيمة طفل - لكل ما يجري من أسلاك ) .
فهل تمكن التصميم بمجمله أن يكون مدخلا ميسرا لعالم مجموعته ، وهي تواجهنا بصفحتها الأولى :
يا صانع البروق
من ذا الذي رأى فضة
تجفف بقاماتهم يديها

مع ما تواجهنا بقصيدته الأولى ( مرتجى الفضة ) ، حيث بدايتها :

ما تصورتها
......................
الآن ..
.. بعد آلاف وآلاف من الخطوات والكدمات
تيقنت ...
أن كتابة ًصابرة انتظرت خطوي
لأقرأ فضتها ...
وظل الشاعر مراوغا في غموض نصوصه ، بدءا ًمن قصيدته الأولى ( مرتجى الفضة ) حتى الأخيرة منها ( مؤجل الفضة ) : ( هاهي تتهاطل - فتيت قداح - ملء راحتي ...) ليكشف استقراؤنا لها ما الذي ينطوي عليه هذا الغموض من خيبته بما كان يأمله من معرفته بجوهر الحقائق في كل ما يراه ، وجزائه عن نضاله من أجلها .
غير أن عنوان المجموعة ( هدوء الفضة ) ، مع تبديات لتشخيص جمالها ، هنا وهناك ،لأن الجمال يأبى التعبير عن نفسه بغير فصاحته ، فهو بذلك يساعدنا على استجلاء هذا الغموض . فالشاعر حين أسبغ الصفات الأنسانية على هذا المعدن الثمين ، جعلنا نتعامل معه خلال النصوص ، بكونه إنسانا جميلا ونافعا ، فلا يخرج عن اعتقادنا بأن هدوء الفضة هوهدوء الشاعر نفسه ، بل هوالفضة نفسها : ( الفضة وحدة الأضداد في مكنونها) ص 27






( وها نحن ..
نخترق المصد بسراجنا
عابرين بفضتنا .. ذلك الجسر ) ص25
وكذلك : ( هذه الفضة تشعشع في روحي ) ص30
تتميز الفضة ، كما نعرف ، بقيمتها ورحابة استعمالها بين الناس في شؤونهم الحياتية المختلفة :
أدواتٍ وحليا وتحفا ، وما تحمله من دلالات مباركة في الخواتم ، والشمعدانات والمباخر في الطقوس والمناسبات المختلفة ، ولا أدل من الآية الكريمة ( وحلو أساور من فضة ) على ما فيها من بركة وجمال .وها هو الشاعريحمل شمعداناته : ( بعزيمة الفضة أحمل شمعدانين /ص10) كما يصوغ منها حجلا لحبيبته : ( أصوغه لقدمك اليمنى حجلا /ص11)..
إن الاستقراء المتأني لهذه النصوص بكتلتها الشعرية ( الفضة بهدوئها ) كما اجترحها الشاعر، نرى صورا ومشاهد وتأملات متداخلة مع بعضها بانزياحاتها في بنيتها المائزة بين ما ألفناه من بديع النصوص ، وقد مارس الشاعر في استغرقه بها ما يمارسه الصوفي في شطحات القول والخيال :
( ها أنا الآن في لحظة فضية
لا الأمام أمام
ولا الوراء وراء / ص 77)
ويأخذنا استقراؤنا تارة أخرى إلى أن الشاعرذاته ، بكونه إنسانا وديعا ، وشاعرا مبدعا يفتح قلبه وذراعيه لما تنبض وتتألق به الحياة ، وما تصهل له رجولته ، فيجد (الأيروسيون ) في بوحه الساخن ما يمارسونه حقيقة مع الحب والجمال :
( ... مطري لا يبلل سواك ِ
في شرشفك أنبض نجمة صحراوية اللهاث ...
تجاعيد شرشفك وحدها
تكتب تماوجات زرقة البارحة / قصيدة غيرة الشيقون)
كما يكشف لنا ، في غفلة منه ، كيف يدهشنا الكلام في بساطته :
( ترتفع البحيرة بفضتها
مثل من ينفض شرشفا فضيا بكلتا يديه)
فهل تمكن استقراؤنا من الإحاطة بالمغزى الذي أوحت به إشاراته ورموزه الخاصة في سياق بنيته الشعرية التي صمم على اجتراحها ليتيح لأعماقه الانطلاق بحدود التوازن بين لغة التجريب البنيوي في انزياحاته لأقصى حريته وسلطة اللغة الضابطة التي درج الشاعر على إخضاع ثقافته للوصول إلى أهدافه الفكرية والجمالية
( فالسعادة : جورية تندلع من لهب الاكتشاف ، وليس الأمر منبجسات هذيان فضي /21)*ال

المقالة منشورة في( طريق الشعب )/11/ كانون الثاني/ 2015



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعرية الومضية في نصوص فضية / في (هدوء الفضة) لمقداد مسعود
- المرأة..وليس الملوك مستقبل العالم
- الكتابة في معنى المعنى/ الشاعر مقداد مسعود في ..(شمس النارنج ...
- موتيفات محمود عبد الوهاب
- رضوى عاشور...من قاعة الدرس الى درس البلاد
- الزجاج ..أثناء النص
- الملعقة والكوب /الأتصالية التأثيمية في (تفاحة حواء) للروائي ...
- جائزة ابن رشيد بين الحوار المتمدن وراشد الغنوشي
- سنبلة سمعان : منديل الحياةأضواء على المسيرة الشعرية للشاعر أ ...
- الشاعر صلاح فايق في(دببة في مأتم)...من اقتصاد المجاز الى اقت ...
- اللمسة :درس سينمائي
- شمعة حسين عبد اللطيف
- نارك خضراء / ليل أبيض ...ملف عن الشاعر حسين عبد اللطيف
- موضة أدبية
- طاغور
- الغناء..أسلوب لتمجيد الحياة...فريدة / رواية نعيم قطان
- في حركية الاشياء/ أسئلة الاخضر بن يوسف
- سيرة فراشات ماكنة الخياطة / كتابة من داخل الكتابة/ الروائية ...
- كلاندك...كابوند...كلاس
- قلادة شمشو/ وآليات السرد والشخوص...في (الأمريكان في بيتي) لل ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - استقراء في (هدوء الفضة) للشاعر مقداد مسعود