أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد حياوي المبارك - الأمرأة التي تحب عمرها... وتعشق الحياة















المزيد.....

الأمرأة التي تحب عمرها... وتعشق الحياة


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 19:14
المحور: سيرة ذاتية
    


الإمرأة التي تُحب عمرها ... وتَعشق الحياة

قسّمَ المعنيون مراحل حياة الإنسان حسب فئاته العمرية ... طفولة وصبا ومراهقة وشباب... وهكذا حتى سن الشيخوخة.
ومن وجهة نظري، فإن الارتقاء من مرحلة لأخرى، يعتمد على نضوج الشخص نفسه وتقبله ذلك، لذا فهي تحدث في أعمار تختلف من شخص لآخر.
ففترة الطفولة بكل تفاصيلها البريئة الجميلة، تنتهي بالصبا، بتحررنا من قيود البيت، لننطلق إلى فضاء أوسع وأرحب، مساحة أكبر من الاستقلالية والحرية، نختار لوحدنا أصدقائنا وملابسنا وحتى تسريحة شعرنا، ونكبر فنختار تعليمنا العالي وشريك الحياة وتأثيث البيت ولون السيارة... كلٌ بحسب اجتهاده وبما يسمح به جيبه وذوقه، وهكذا نستمر نتنقل من مرحلة للتي بعدها...
ومادام كل منا يتمنى أن تطول حياة أهله ومحبيه ويعيش مراحلها حتى الكهولة، أن تكون نظرتنا شاملة لجميع خلق الله، وأن لا نعتبر عيباً أيضاً ويتمتعون بحياتهم مثلما يشاءون هم حتى عمر الكهولة.
× × ×

قبل وفاتها بأسابيع، قرأتُ ـ على صفحات الفيس بوك ـ لأحدهم يقول بأن المطربة صباح تمر اليوم بـ (أرذل العمر) وأنه لم يعد يتحمل أن يراها... وقذفها بكلام لئيم خارج عن الذوق العام.
استخدام جمل جارحة بحق فنانة كبيرة، أطربت وأسعدت الملايين من خلال تاريخ فني أمتد لأكثر من خمسون عاماً، أغنتْ فيه مكتبتنا العربية برصيد فني ثر، هو تجاوز بغير محله، ومصدر استياء للكثير من أصحاب الذوق الرفيع الذين لا ينكرون الجميل.

ما الجميل الذي قدمته (صباح) لجمهورها؟

أنه رصيد فني يمتد للعام 1943 حين ظهرت صباح وهي بعمر 18 عاماً، بأول فيلم سينمائي لها أمام أنور وجدي ـ القلب له واحد ـ فغنّتْ فيه من ألحان رياض السنباطي وزكريا أحمد، وتخلله ما يزيد على 3000 أغنية بين مصرية ولبنانية.
بطولاتها السينمائية بلغت حوالي 85 فيلماً بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية.

عُرفت صباح بإجادتها غناء التراث اللبناني والمواويل، وغنت لعمالقة العالم العربي، منهم محمد عبد الوهاب (عالضيعة) وبليغ حمدي (يانا يانا) وفريد الأطرش (يا دلع دلـّع) ولملحنين كبار آخرين أمثال زكريا أحمد، محمد القصبجي، رياض السنباطي، محمد الموجي.
ولشعراء أمثال حسين السيد، مرسي جميل عزيز، عبد الوهاب محمد، مأمون الشناوي ومحمد حمزة.

وشاركها كبار المغنين في أفلامها، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، محمد فوزي، وديع الصافي، فهد بلان وطلال مداح، وكذلك كبار النجوم، أنور وجدي، حسين صدقي، رشدي أباظة، عماد حمدي، كمال الشناوي، شكري سرحان، فريد شوقي، يحيى شاهين وحسين فهمي.

ويقال إن السنباطي هو من دربها على الغناء في القاهرة، ولاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتاداً على الأغاني الشعبية المتسمة بطابع فولكلور لبنان وسوريا.

تعتبر صباح أول فنانة عربية غنت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية منتصف السبعينات، كما وقفت على عدة مسارح معروفة منها كارناغري هول في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا، وألبرت هول في لندن وعلى مسارح لاس فيغاس وغيرها.
× × ×

إن مسألة أن تذهب هي أو أن يذهب الفرد محاولاً إصلاح ما أفسده الدهر، ليس فيه ما يُعيب، أي ليس بالضرورة أن يلتزم النسان الفراش عند الكبر مستسلماً بإنتظار... عزرائيل.

إن ما يَسُرنا فعلاً، إعادة الاعتبار المُشرق لفنانينا الروّاد، وبالتالي فمن خلف هيئة إنسانة عجوز، نرى الوجه المشرق لهم، وبالتالي صورة تلك الصبوحة الحلوة.

ليس لـ(أرذل العمر) من معنى برأيي سوى بذهن قصيري النظر، فليس عاراً أن يشيخ بشر، أو حيوان أو حتى شجر، فهذهِ إرادة خالقها، وله في ذلك حكم وآيات,

كما أن الأمر نسبي، فهناك من شاخ في شبابه، وسواه من لم يشِخ في كبره، ليحافظ بفضل الله وبعناية منه على صحة بدنه وشباب عقله، ولتصقله شيخوخته فتزيده نضجاً ورويّة.

أمّا ما يُعيب فعلاً، هو أن ننسى ونتناسى عطاء فنانونا الروّاد، ألم يكُن في الإساءة لهم، نكران جميل وعدم وفاء ؟

عالضيعة يمّة عالضيعة

لاحظ جمالية ورقة المعنى، وحلاوة ونقاوة الصوت في أداء الموال ـ المقطع الثالث ـ وكيف أستخدم الملحن الأسطورة محمد عبد الوهاب أدواته الموسيقية كل على حدة
آلة القانون والناي والكمان والبزق الرائعة

http://www.youtube.com/watch?v=orDelUB7_DQ
http://www.youtube.com/watch?v=Pq9lakrCLco

على الضّيعة يمّة عالضّيعة
ودّيني وبلا هالبيعة
جينا نبيع كبوش التوت
ضيعنا القلب ببيروت
ياشماتة شباب الضيعة

لِمَنْ بَدنا نحكي قصتنا؟
يامصيبتنا وياجرستنا
هالشاب ال تسَبب بلوعتنا
بايع قلبو إثنعش بيعة

ياليلي القمر مُش داري
في قلبي وفي حرقة ناري
وبالضيعة كل الحواري
عم يحكوا قصة هالبيعة

غلِطنا اللي بنظرة حبينا
يارَيت شوية تروّينا
إحنة كل الحق علينا
عمرها ما كانت هالبيعة

http://nadycinema.com/file.php?f=28275
http://www.youtube.com/watch?v=77bB7GCfASQ
الفنانة صباح في فيلم (كانت أيام) مع رشدي أباضة، تخللته علاقة ومن ثم كانت أحد زيجاتها التسعة، فالإنفصال السريع عنه.
في (كانت أيام) عام 1970 كانت بعمر الخمسة وأربعين، القوام الرشيق والوجه ... الصبوح.

برأيي الشخصي أن صباح ـ كفنانة ـ حالة فريدة ومتميزة في تاريخ الأغنية العربية، تستحق منا كل ثناء ومحبة، وأنّ كل ما يتعلق بحياتها الخاصة واهتماماتها خارج المحيط الفني هو ملكها وحدها، لذا فلن يحق لنا أن نتطرق له، فكل ما علينا مطالبة الفنان به، إنما يقع ضمن إطاره الفني، بعيداً عن التأثُر بكلام التأويل والمبالغة لأنه حقل خصب لتبادل الشتائم والأقاويل وبالتالي الخروج عن الكياسة المطلوبة بأي حديث.

لنستمع معاً (ساعات ساعات) كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولحن جمال سلامة، ولنتمعن في فلسفة الحياة التي تصدر من أعماق النفس، أغنية جاءت بمقاس صباح بالضبط.
لا ضير بأن الإنسان يحب نفسه إذا كان يتمنى الخير للناس ويحبهم، ساعات ساعات هي أعمارنا ومثلما نأتي الدنيا... نغادرها...

لنستمع معاً لاُغنية (ساعات ... ساعات)
https://www.youtube.com/watch?v=5yEY5Og9Iuw

يرجى متابعة آخر عشر دقائق من الحلقة الأخيرة من مسلسل يتناول حياتها ولنرَ بألم كيف عاشت الصبوحة آخر أيامها.
http://www.youtube.com/watch?v=KNoDMoDOOng
ثقيلة خطوة الزمان، ثقيلة لعبة الحياة
وغريبة غريبة .. دقة الساعات

ساعات ساعات .... ساعات ساعات
احب عمري و اعشق الحاجات
احب كل الناس
و اد ايه احساس
و احس جوايا بميت نغم
ميت نغم يملى السكات
ساعات ساعات
ساعات ساعات احب عمري و اعشق الحاجات

و ساعات ساعات
احس اد ايه وحيدة
و اد ايه الكلمة ف لساني مهيش جديدة
و اد ايه منيش سعيدة
و ان النجوم النجوم بعيدة
و ثقيلة خطوة الزمن ثقيلة دقة الساعات
ساعات ساعات
احب عمري و اعشق الحاجات

ساعات ساعات
اضحك و العب زي عصفورة ربيع ... زي النسيم
زي النسيم ما يعدي و ف لحظة يضيع .. اضيع
افرح اوي و اضحك اوي ... اوي
و احب عمري و اعشق اليوم اللي فات
ساعات ساعات
احب عمري و اعشق الحاجات

غريبة و غريبة
نفس اللي بيفرحني ... ح يفرحني
و غريبة نفس اللي بيريحني ... ما يريحني
و احس ان عمري فات
من غير ما احب عمري و اعشق الحاجات
كده ساعات ... و كده ساعات
و غريبة .. غريبة دقة الزمن
و غريبة ... غريبة لعبة الساعات
غريبة غريبة لعبة الساعات
ساعات ساعات .... ساعات ساعات يبحث عن ماهيته
احب عمري و اعشق الحاجات .


مقتطفات من أغانيها الخالدة
http://www.youtube.com/watch?v=qrfnA45sO30



عماد حياوي المبارك




تحية محبة في ذكرى وفاة (صباح):
بالرغم من أن لكل فنان حالتي موت، الأولى كفنان حين يتوقف عن العطاء بفنه، والأخرى كانسان حين تأتي أرادة خالقه، وأحياناً يصادف أن يموت الفنان وهو بقمة العطاء فتكون طامة كبرى مثلما رحل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفائزة أحمد وكثيرون...
كثير من الفنانون يتقدمون بالعمر ولا يستطيعوا تقديم المزيد فيأفل نجمهم وهم أحياء، لكن الراحلة (صباح) تلك الفنانة التي سحرتنا في أيام مراهقتنا وقدمت فن جميل للمسرح والسينما ولأسطوانات التسجيل وأشرطة الكاسيت خلال نصف قرن من الزمان ولسبب يتعلق بخصوصيات حياتها التي لا تُعجب الكثيرين، ضلت الأضواء تلاحقها ...
الإنسان ضيف على الحياة ولم يبقَ منه حين يرحل سوى عطاءه وما قدمت يداه وما سخي به عقله وموهبته...
لكِ الرحمة أيتها الإنسانة التي أحببتي نفسك وكل الناس وعشقتي الحياة.
كلمة حق تقال عند رحيل الإنسان، الأولى بحق ما قدمه بسيرة حياته والأخرى بحقه كبشر، الرحمة والغفران لكِ حبيبة الملايين.

https://www.youtube.com/watch?v=5yEY5Og9Iuw
https://www.youtube.com/watch?v=-E_szoh8t2g

عماد حياوي المبارك



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنّ الشاعرَ موسيقارٌ؟
- أميريغو فسبوتسي
- أول مَن نطقَ (أحبكِ)... مجنون!
- مورفي... مورفي
- كارتير... بوري
- قوم الآنسة (بك كي)
- قضية أمن دولة!
- مجرد كلام قادسية الذبان
- صرخة الحبانية
- شمسنا الغالية
- دعوة سياحية
- غضب سانت هيلنز
- هل تخلع (أنتركتيكا) ثوبها الأبيض؟
- سيفن فل يُشهرْ
- جرذ... جرذين... جرذان
- عقول من تراب
- طوكيو تحت الصدمة
- وصيّة البابا البطران
- طليان
- صغيرة على الحب


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد حياوي المبارك - الأمرأة التي تحب عمرها... وتعشق الحياة