أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الرحمان النوضة - تتعاطف مع شارلي هيبدو، ولماذا لا مع الفلسطينيين ؟














المزيد.....

تتعاطف مع شارلي هيبدو، ولماذا لا مع الفلسطينيين ؟


عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)


الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 14:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في 7 يناير 2015، تابع الكثير منّا بفزع وسخط الأخبار المتعلقة بالهجوم على مقر صحيفة شارلي هيبدو (Charlie Hebdo) في باريس، حيث قُتِل عدد من الصحفيين، ورسّامي الكاريكاتير، وغيرهم من الأفراد، وهم كلهم ضحايا نيران أصوليين إسلاميين متشدّدين. وتضامنّا عاطفيا نحن أيضا مع أسر ضحايا تشارلي هيبدو ، ومع ضحايا البقالة المسمّاة هيبر كاشير (Hyper Casher). وتعاطفنا أيضا مع التعبئة الجماهيرية التي حدثت في عدة مدن في فرنسا، يومي 10 و 11 يناير 2015، بهدف الدفاع عن حرية التعبير، وحرية النقد، وحرية الفكاهة. وندين كل فعل إرهابي، وكل أصولية دينية متشدّدة، سواء كانت إسلامية، مسيحية، يهودية، أو غيرها.
لكنني صدمت من وجود الصهيونيّين نتنياهو وليبرمان في مظاهرة يوم 11 يناير كانون الثاني في باريس، بجانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وهذا يدفعنا إلى لطرح أسئلة عدة :
لماذا لا يريد معظم المواطنين في فرنسا أن يفهموا أن حرية التعبير المعترف بها للصّحيفة تشارلي هيبدو لكي تنتقد الأصوليين المسلمين، أو حتى لنقد الإسلام، لا تختلف في شيء عن حرية نقد الصهيونية، أو نقد إسرائيل؟ هل حرية التعبير التي تسمح بنقد الإسلام، وفي نفس الوقت تحظر نقد الصهيونية، أو نقد إسرائيل، هل هي حرية حقيقية ؟ هل حرية النقد التي لا تكون مباحة في كل شيء، هل هي حقّا حرية ؟ هل حرية النّقد التي تبقى محدودة، هل هي حقيقةً حرية !
لماذا يعتبر بعض الفرنسيين، وحتى بعض القوانين الفرنسية، نقد الصهيونية، أو نقد سياسة إسرائيل، معاداة السامية ؟ لماذا لا يريد بعض الفرنسيين، والأوروبيين، والأميركيين، أن يفهموا أن الصهيونية تختلف عن اليهودية ؟ لماذا لا يفهمون أن اليهودية هي دين، بينما الصهيونية هي أيديولوجية سياسية ؟ لماذا لا يرون أن الصهيوني يختلف عن اليهودي ؟ لماذا لا يلاحظون أن العديد من اليهود (مثل ألبرت أينشتاين) يدينون الصهيونية ؟
لماذا جزء من الشعوب الغربية لا يفهمون أن نقد الصهيونية، أو نقد إسرائيل، ليس على الإطلاق معاداة للسّامية، أو كراهية ضد اليهود؟
كم يلزم من الوقت لكي تفهم شعوب الدول الغربية أن الصهيونية في مجال الدين اليهودي، تُعادل الأصولية أو السلفية في مجال الإسلام؟
لماذا لا يرى الغربيون أن مشروع بناء دولة يهودية في إسرائيل، هو ما يعادل مشروع بناء الدولة الإسلامية من طرف تنظيم داعش ("الدولة الإسلامية في العراق والشام")؟
إذا لم يكن شرعيا للمسلمين بناء دولة إسلامية أصولية، على أساس المعتقدات الدينية التي ترجع إلى عهد النبي محمد في عام 622 بعد ولادة المسيح، لماذا سيكون مشروعا للصهاينة بناء دولة يهودية، على أساس المعتقدات الصهيونية، أو على أساس معتقدات الديانة اليهودية التي يعود تاريخها إلى حوالي 5000 سنة قبل ميلاد المسيح ؟
إذا كان الغربيون يعتبرون معتقدات الأصوليين الإسلاميين غباوة، لماذا لا يجرؤ الغربيون على اعتبار معتقدات الأصوليين اليهود (أو الصهاينة) أنها هي أيضا حماقة مماثلة ؟
متى ستفهم الشعوب الغربية أن نتنياهو وليبرمان هم إرهابيون مثل الأخوين كُوَاشي (اللذين هاجما صحيفة شارلي هيبدو )؟ لماذا يسهل على الغربيين أن يضعوا أنفسهم داخل أنفس اليهود والإحساس بمشاعرهم، بينما يصعب جدّا على الغربيين أن يضعوا أنفسهم داخل أنفس الفلسطينيين لكي يحسّوا بمعاناتهم ؟ لماذا لا يقدر بعض الغربيين على تصوّر قطاع غزّة مثل مقر واسع لصحيفة تشارلي هبدو ؟ بأي حق يلزم أن نسمح لصهاينة إسرائيل باستعمار الشعب الفلسطيني، وقتله، وهدم بيوته، ونزع أشجار زيتونه، أو إبادته ببطء ؟
لماذا يصعب جدا على كثير من الغربيين أن يفهموا أن الصهيونية ليست دينًا مقدسا، وإنما هي حركة سياسية، استعمارية، عنصرية، توسعية، وامبريالية ؟ هل ذكريات الاضطهاد الذي كان الغربيون يمارسونه ضد اليهود في بلدان أوروبا، منذ العصور الوسطى إلى حين الحرب العالمية الثانية ، وشعور الغربيين بالذنب تُجاه هذا التاريخ، هو الذي يجعل الغربيين عُميان (جمع أعمى)، أو متسامحين، أو متواطئين، تُجاه الجرائم التي يرتكبها الصهاينة، وإسرائيل؟ كيف يمكن للغربيين أن يحصلوا على غفران الجرائم القديمة التي اقترفوها ضد اليهود في أوروبا، هل بالسماح اليوم للصهاينة في إسرائيل بأن يرتكوا جرائم مماثلة ضد الفلسطينيين ؟
كيف يمكن لكفاح الغربيين ضد الأصولية الإسلامية المتطرفة، وضد الإرهاب، في مختلف أنحاء العالم، أن يكون مفهوما، ومقبولا، ومدعّما، إذا بقي الغربيون عُميان، أو متسامحين، أو متواطئين، تُجاه الأصولية اليهودية، وتُجاه الإرهاب الصهيوني؟ لماذا تظهر اسرائيل كأنها تُنوّم (hypnotiser) الغربيين، إلى درجة أنها تحوّلهم إلى عميان، أو عاجزين، تُجاه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل والصهيونية؟
ما الذي يمنع الغربيين من أن يكونوا منسجمين مع المبادئ التي يزعمون أنهم يؤمنون بها، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالصهيونية، وبإسرائيل؟ وفي حالة إذا ما استمرّ هذا العمى قائما لدى الغربيين، لماذا لا يحق لنا بأن نعتبره كتحيّز، أو كنفاق؟
عبد الرحمان النوضة (في 11 يناير 2015، 23:35).
(لقراءة نصوص سياسية مماثلة، زُرْ الموقع الالكتروني التالي : httm://LivresChauds.Wordpress.Com ). ء



#عبد_الرحمان_النوضة (هاشتاغ)       Rahman_Nouda#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل دستور المغرب لسنة 2011، هل هو ديمقراطي أم استبدادي ؟
- مصر 2013 : شرعية الانتخابات أم شرعية الثورة ؟
- عِبَرُ الثّوَرَات العَربية
- نقد الشعب
- كيف حال احزاب اليسار بالمغرب ؟
- ضِدّ الزّعَامية
- كيف نُدبّر الاختلاف والتكامل فيما بين مناضلي القوى السياسية ...
- الثورات العربية : نقد -حركة 20 فبراير- بالمغرب
- لماذا لا تقدر بَعْدُ حركة 20 فبراير بالمغرب على إسقاط الاستب ...
- علاقة الدين بالدولة وبالسياسة


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الرحمان النوضة - تتعاطف مع شارلي هيبدو، ولماذا لا مع الفلسطينيين ؟