أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أنا إنسان














المزيد.....

أنا إنسان


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 11:17
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا إنسان أيها الصهيوني، لم تقتلني؟ لم تسجنني؟ لم تعبث بي؟ لم تعتدي عليّ؟ فأنا إنسان مثلك، أم أنك تعتقد أن هذا البلد جنّتكم وأننا حمير تسوقنا حيث شئت كالرعاع، أم حسبت أنك من شعب الله المختار كما تزعم؟ ماذا ينقصنا؟ ولماذا تزدرون منا؟ أنتم لديكم السلاح ونحن نحمل الحجارة وتخافون منا وترهبون، أنتم تلبسون وتتنعّمون في حياتكم ونحن محتاجون، أنتم تعيشون حياة هانئة ونحن نعيش حياة بائسة، أمريكا والغرب يدافعون عنكم ولا أحد يدافع عنّا، العرب نائمون وهم دائما يندّدون ولكنهم غائبون عن الحدث، لا شيء يفعلون، القدس بلدنا ولن نستسلم حتى نموت، ننتصر أو نموت، لا نرضى بالعيش تحت ذلّكم ومن أراد العيش في مستنقعكم فهو عميل ذليل لا يسعد بدنياه ولا بأخراه، ما الذي تعتقدون أيها الصهاينة المجرمون، أقسم أنكم جبناء وأن طفلا واحدا يحمل حجارة يزرع الرعب في قلوبكم، من أين أتيتم يا ناقضي العهود والمواثيق، أعلم أنكم لا تلتزمون بعهد ولا ميثاق، أقسم أنكم تخافون من الموت ولا تتمنّونه، تعيشون في وهم الحياة الزائلة وتتمسكون بهذه الدنيا الفانية فما أنتم والله إلا بشر مثلنا لا فضل لكم علينا، بل أنتم ممسوخون قردة وخنازير لأفعالكم القبيحة وجُرأتكم الوقحة على خالقكم، أنتم حثالة، لا تمثّلون شيئا في التاريخ بل لا تاريخ لكم، تاريخكم كذب وافتراء وبهتان وتزوير واحتلال واغتصاب لأرض بعد أن اعتديتم على أصحابها، هجّرتموهم، نكلتم بهم، اغتصبتم أموالهم، هدّمتم بيوتهم، اقتلعتم أشجارهم، فرّقتم أسرهم، من أين جئتم؟ كنتم فرادى مشتتين أحرقكم هتلر لخبث أعمالكم وستحترقون بإذن الله من جديد، لعنة الله على بلفور اللعين، لعن الله كل من يقف وراءه، لعن الله كل من يساندكم، فأنتم لستم بشرا، ولو كنتم لأدركتم أننا بشر مثلكم من لحم وشحم وعظم ودم وعقل، ولكنكم مختلفون لم لا تخرجون من ديارنا؟، لم لا تتركوننا وشأننا؟، تزعمون أن هيكل سليمان على أنقاض القدس الشريف هل تستهزئون بنا أم بعقولكم الخاوية، ارحلوا اليوم برضاكم وإلا سترحلون غدا وأنتم صاغرون ذلك وعد لا يخلفه ربنا الغفور .
أنا إنسان، أيها الداعشي، أرجوك لا تذبحني مثل شاة جُرّت سيقاها ليوم العيد، ذبْحٌ من الوريد إلى الوريد، مشهدٌ مرعب لم نألفه من قريب ولا بعيد، أنا السوري الذي أتلظّى بالبرد الشديد تحت خيمة تكاد تسقط في كل وقت وحين، أنا اللاجئ الذي هرب من داره يبحث عن أمان فإذا بسكين حاد ينتظره ليقطع رأسه بلا وعيد، بطشٌ وتنكيل بالمسلمين والملحدين، كل من رفض البيعة، أصابته اللعنة، فلا يفرّ إلا ورأسه مقطوع عن جسده، مقابر جماعية لأولئك الكفار والملحدين، وكل امرأة ترفض أن تبيع نفسها للمجاهدين، نكاح جديد، بغاء أو زنا، لا تدري ماذا تريد، ماذا لوكانت أختك أو زوجتك من وهبت نفسها للمجاهدين هل ستجري على وريدها السكين، أنا إنسان أيها الملثّم قوي البنية، العالم من ورائك مرعَب، فأنتم الدواعش ملأتم مساحات شاسعة في الإعلام، فلا توجد قناة تلفزيونية ولا إذاعية في العالم لا تأتي بأخباركم، لم تذبحني، لم تهجّرني من بيتي؟ لم تتركني أتألم من شدة البرد في خيمة تجري المياه من تحتها؟ لم كل هذا العذاب؟ ألا يكفي القنابل والرصاص؟ ألا يكفي البؤس والشقاء؟ ألا يكفي الموت مجمّدين؟ والعالم كلّه يتفرج؟ أليست في قلبك رحمة؟ أو نزع الله من قلبك الرحمة؟ هل أنت شيطان أم إنسان؟ إني إنسان مثلك مثلي؟ لا شيء يفضّلك عني سوى هذا الفكر الجنوني، تخلَّ عنه وارحمني وارحم أهلي وأحبابي، ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء؟ من أين أتيتم؟ من علّمكم أن الإسلام ما تفعلون؟ إنهم ينافقونكم، تُهلكون أنفسكم بأيديكم، اتقوا الله، توبوا إلى الله، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
أيها العالم المجنون، أنا إنسان، أين المنظمات؟ أين مواثيق حقوق الإنسان؟ أين الأمين العام؟ حينما أنام في البرد وفي العراء لا أجد ما يرمق جوعي ويسد عطشي، حينما يطردني المحتل الغاصب من وطني، أين أنت وأنت من يندّد بالإرهاب في فرنسا ونسي إرهاب الصهاينة لم لا تقول إنهم إرهابيون ؟ أم هم من صنعوك على هذا الكرسي اللعين، أيها العالم، إن العالم قد تغير، وأن المبادئ قد أهينت وأنّ القيم قد دفنت في التراب فالبقاء للأقوى أهكذا تريد؟ وما الإعلام الفاسق إلا ذرّ الرماد في العيون حتى يبرّئ نفسه من الفسوق، أيها العالم استيقظ قبل فوات الأوان فالأمر ليس بيديك بل بيد المولى عز وجل في أي لحظة يمكن أن ينهار عليك وتقول بعدها يا ليتني كنت ترابا.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجتمع الإرهابيون في باريس
- لماذا تعارض المرأة التعدد رغم أنه الحل
- المرأة تعيش البؤس في العام الذي مضى
- المرأة العربية تعيش بين الوحوش
- العام الجديد كيف نستقبله؟
- صدمة الانتخابات في تونس
- الألم سر الحياة
- اللجوء قسوة لا تنتهي
- أيها التونسيون ... أليس منكم رجل رشيد؟
- تركيا وسط النار
- المرأة ستظل مستعبدة مالم
- هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟
- إنه الانتصار لتونس الشعب
- الغنوشي يستحقها
- وانكشفت اللعبة الخفية
- قطع الرؤوس سياسة أموية
- جربة تنتفض على وقع النفايات
- أبو سرور الذي لم يمت
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - أنا إنسان