أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية














المزيد.....

ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 23:06
المحور: الصحافة والاعلام
    


مَن فرَضَ علينا حظر التجول أربعة أيامٍ بلياليها، على منطقة الشرق الأوسط بكاملها، من يوم 7/1/2015 إلى يوم 11/1/2015؟
وهل الغايةُ من حظر التجول والاختباء في البيوت، بسبب قرب منخفضٍ جويٍّ عاديٍ وتعطيل الأعمال، هي الحفاظ على الأرواح، وعلى مصلحة الوطن؟
هل كان التحذير بريئا جدا؟
إنه هو الاستعمار اللذيذ الجديد، إنه الحاكم العسكري ذو الأصفاد الحريرية، إنه منتدى أباطرة التجار والسماسرة،إنه مايسترو الألفية، وصاحب الجلالة والرفعة والسمو، الآمر الناهي،المُغيِّر لأنظمة الشعوب، وباعث الحركات والثورات، ومُغيِّر العقول والأفكار، إنه السيد المُطاع ( الإعلام)!!
لقد أثبتَ الإعلامُ بأنه قادرٌ على تسيير الشعوب ، وتغيير أحوالها ، واسترقاقها واستعبادها، بلا جيوش أو سلاح، إنه السلاح الفتَّاك الذي يعطى بجرعات قائلة عن بعد، بواسطة الرموت كونترول.
فما أزال أذكر منذ أكثر عقد من الزمن كيف ألجأنا هذا السيَّدُ المُطاعُ إلى بيوتنا وفرض علينا حظر التجول، بحجة أن أجواءنا ستشهد كسوفا شمسيا، وجرَّعنا الرعب من النظر إلى أشعة الشمس، ففرضَ علينا حظر التجول، وسمح لنا بالتجول فقط في وسائله ومستحضراته، وأقنعنا بأن النظر إلى الأشعة يُسببُ العمى، أما النظر المُباح هو فقط لشاشاته الفضية!
ولكن لمصلحة مَن يعمل هذا الديكتاتور المُطاع؟
وما غايته؟
إن حظر التجول بالتأكيد يزيدُ من استهلاك الطعام، ويدفع الناس إلى استهلاك أكثر من ضعفي حاجتهم، ولا سيما الأطفال، وبهذا تنتعش مؤسسات ومنظومات التجارة العالمية،فتتضاعف الأرباح، فقبل الإعلان عن منخفض (هدى) الجوي يوم 5/1/2015 قام معظم سكان الشرق الأوسط بشراء أضعاف حاجتهم من الطعام واللباس والشراب، لدرجة أن محلاتٍ عديدةً فرغت من بضائعها!!
ولم يصاحب التحذير تحذيرٌ آخر من الإفراط في استهلاك الطعام والشراب، ولم يُشر هذا السيد المُطاع أيضا إلى أن زيادة الاستهلاك ستؤدي في النهاية إلى مرض العصر ومصيبة الزمان( السمنة) !!
ولكنَّ السمنة هي غايةُ هذا السيد اللذيذ ذي الأصفاد الحريرية، فبالسمنة تزدهر صناعات الطب والدواء، وتتحرك عجلة الاقتصاد في دول السيادة، الدول التي تملك لجام الإعلام، الدول التي تنتج الغذاء والدواء!
أما الهدف الثاني الذي نجح إمبراطور وديكتاتور الألفية في تحقيقه، فهو الانصياع والوثوق في كل ما يصدر عن هذا السيد الجديد، الذي تحول من مُرشد ، يُنير الطريق، ويهدي الجاهلين، إلى مُغرِّر يقود الجماهير إلى حيث يُريد، فهو يُدرِّبهم على فنون الانقياد والطاعة، فهو إذن سيَّد الألفية ، وما عداه ليسوا سوى عبيدٍ، فهو صاروخ الألفية العابر للقارات!!
إنه نخَّاس الألفية، ومالك سوق العبيد في القرن العشرين!
إن هذا السيد المُطاع كان يمكنه أن يصوغ العالم في بوتقة حضارية فكرية واحدة،ويسبك البشر في قوالب ثقافية واجتماعية متشابهة ومتكاملة ومتداخلة، ولكنه سار عكس الاتجاه، فصاغ العالم وفق أعراقها وإثنياتها وعقائدها ومعتقداتها، فأنتج صراعا وتفكيكا وقتلا وإرهابا.
إنه محتاجٌ إلى (ثوَّار الزنج) وإلى تمرد الشعوب، لكي تستعيد الشعوب وعيها من جديد، على أن تتمكن من تغيير دفة هذا المتمرد الخطير، لتقوده إلى إسعاد البشرية، وليس إتعاسها!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين العرب من عصر أفول النفط؟
- أشجار ميلاد الكهرباء في غزة
- أين تقع وزارة الامتصاص؟
- كرنفالات اللجوء إلى مجلس الأمن
- احتكار الثقافة وقهر النساء
- ابتسموا ولا تبكوا على العرب
- صراع على يهودية الدولة
- حرب الصحف في إسرائيل
- المعلمون بين غوركي وتشيكوف
- عاموس عوز الخائن والمسيح وحماس
- سجود البعير وعجين السمبوسه
- مستقبل القدس بعد حادثة شايا
- أغلفة البضائع أثمن من البضاعة
- المقدس الرجل والمدنس المرأة
- الأعياد بين الدين والدولة
- احذروا داعش على أبوابكم
- من قصص الإعمار في غزة
- الهجرة النفسية والإحباط
- شهادات متمردي وحدة 8200
- جرائم بيئية في غزة


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية