أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - مجزرة شارل ايبدو














المزيد.....

مجزرة شارل ايبدو


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجزرة شارل ايبدو شان فرنسي داخلي و نحن المغاربة مسلمون و لكننا لسنا اوصياء على الاسلام مهمتنا الاساسية جميعا في اطار الصراع الدولي و الحضاري الحالي هي اعطاء صورة مشرفة عنا لكي نشرف بها الإسلام الذي هو عقيدتنا التي ورثناها عن ابائنا و اجدادنا و هذه الصورة المشرفة تفرض علينا الوقوف الدائم الى جانب الضحايا و المضطهدين عبر العالم و على جميع المستويات و لهذا السبب الذين وقفوا الى جانب الرسامين الذين تم اغتيالهم بشكل و حشي يكونوا قد قدموا صورة حضارية عن الاسلام لأن ذنب هؤلاء الرسامين الوحيد هو انهم اختاروا مهمة القيام بنقد السياسيين و رجال الدين على الدوام و هذه المهمة لا يقوى على القيام بها جيوش الضعفاء من الرسامين الذين يطمحون الى الجاه و المال و حب السلطة.
هل من حقنا نحن المغاربة المحاربة في جميع بقاع العالم من اجل الدين الاسلامي الذي هو الدين الرسمي للمملكة المغربية و هو في نفس الوقت الدين الرسمي الذي تتكفل به دول أخرى. الإسلام هو دين الدولة في المملكة العربية السعودية و هو دين الدولة في الجمهورية الجزائرية و الجمهورية الايرانية و الجمهورية التونسية و غيرها من الدول الاخرى وكل هذه الدول تتكفل بالدفاع عن الدين الاسلامي كما تحدده ائمتها و فقهاؤها.
هنالك فرق ما بين الاسلام كدين ارسله الله لجميع الامم و الشعوب و الدين الاسلامي كما هو منظم من حيث العبادات و الشعائر من طرف الائمة و المؤسسات الدينية للدول التي تعتبر الدين الاسلامي دين دولة و بما ان الدين الاسلامي تمثله الدول التي تعتبر الدين الاسلامي دين دولة فان الاسلام كدين ارسله الله لجميع الامم و الشعوب بقي بدون تمثيلية دولية على المستوى الاممي، لهذا السبب قامت الولايات المتحدة الامريكية خلال حرب افغانستان بتوظيفه و الاستفادة منه سياسيا و جيوستراتيجيا بحكم انه ليست هنالك مؤسسة كونية تمثله. لقد كانت الولايات المتحدة الامريكية هي البلد الاول الذي اكتشف بان الاسلام الذي ارسله الله لجميع الامم و الشعوب هو ريع عقائدي دولي مستباح فقامت بتوظيفه لخدمة مصالحها الاقتصادية و الجيوستراتيجية و بمجرد ما نجحت الى حدود ما في جني ثمار هذا الاستغلال حتى سارعت باقي الدول في استغلال و توظيف هذا الريع العقائدي الدولي المستباح الذي بدل ان يخدم الانسانية و البشرية جمعاء التي جاء من اجلها اصبح بسبب التوظيفات المخزية يزهق الارواح و يهدد الدول.
فكما ليس من حق المملكة المغربية التدخل في اسلام المملكة العربية السعودية و اسلام الجمهورية الجزائرية و اسلام ايران و قطر و غيرهما كذلك ليس من حقها التدخل في اسلام الجمهورية الفرنسية و اسلام المملكة المتحدة او غيرها. جميع الدول التي ذكرتها الاسلام بالنسبة لها هو دين دولة و ليس دين اشخاص و جماعات متضاربة. الاسلام هو دين دولة و ليس دين اشخاص و جماعات. لماذا هو دين دولة و ليس دين اشخاص و جماعات؟ هو كذلك لأن المجتمعات البشرية انتقلت من مجتمعات قبلية و اتنية الى مجتمعات مدنية متشعبة و هذا الانتقال المدني و السياسي المتشعب جعل من الاديان بصفة عامة شانا من شؤون الدولة و ليس شانا من شؤون الاشخاص و الجماعات. الاشخاص و الجماعات من حقهم ان يؤمنوا و من حقهم ان يعتقدوا و لكن ليس من حقهم ان يستثمروا في المعتقدات و يقوموا بتوجيه المجتمعات و يسيطرون عليها سواء باسم الدين او باسم المعتقدات بشكل عام.
فكما ليس من حقنا التدخل في اسلام المملكة العربية السعودية و اسلام الجمهورية الجزائرية و اسلام ايران و قطر و غيرهما ليس من حق اسلام هذه الدول كذلك التدخل و الاستثمار ماديا في شؤوننا الدينية و في معتقداتنا الفكرية و الايديولوجية.
الاشخاص الذين قاموا باغتيال الرسامين الفرنسيين حصل لهم تحول حيث انتقلوا من اشخاص يؤمنون و يعتقدون في الدين الاسلامي الى اشخاص يريدون ان يفرضوا على باقي افراد المجتمع الذي ينتمون اليه معتقداتهم و تمثلاتهم الدينية المنحرفة لهذا السبب تم توظيفهم لاغتيال رسامين يرسمون بالريشة ما يعتقدون فيه بدون ان يعملوا هم الاخرين الى فرض ما يعتقدون فيه بالقوة و العنف.
الرسم بالريشة شكل من اشكال التعبير و كل ما قام به هؤلاء الرسامين هو انهم اختاروا التعبير بريشتهم و قاموا بانتقاد الجميع سواء كانوا وزراء رؤساء دولة رجال دين و غيرهم, لقد سمعت تصريحا لأحد هؤلاء الرسامين المغتالين يقول فيه "حينما امر بالقرب من الكنيسة او المسجد انا الاخر لست متفقا على ما يصرحون به من اقوال و لكن هذا لا يعني انني سأفكر يوما في حمل بندقية او رشاش و اقوم بالهجوم على الكنائس و المساجد"
التعبير سواء باللسان او بالألوان و الخطوط على شكل صور و كاريكاتور لا يقلل شيئا من خلق الله، الشيء الذي يقلل من خلق الله هو ذلك التأويل المنحرف لكلام الله و لأقوال رسله و انبيائه. هذا التأويل المنحرف هو الذي يدفع الى الاقدام على اغتيال خلق الله.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش، الجماعات العنقودية التي تعمل على تغيير الخرائط
- المحددات الاممية لقضية الصحراء و مسؤولية ممثلي الامين العام ...
- من اجل ادارة الفراغ المقبل تم الابقاء على السيد كريستوفر روس
- نهاية التوجهات الاستراتيجية الكبرى و بداية مهمة المحاسبة و ا ...
- وجع التراب الاسباني
- استفتاء اسكتلاندا نهاية حتمية لجبهة البوليساريو
- فرضيات لفهم دور -داعش- في المنطقة
- الترتيبات الدولية الجديدة لإدارة مناطق النزاع
- أبي أفضل من أب يوهان باروك التركي
- لماذا لا احتساب عائدات الأنشطة الممنوعة ضمن الدخل الوطني الخ ...
- تندوف هي مكة الاحزاب السياسية في دولة الجزائر
- تفاهة الاخوان
- التقطيع الجهوي المرتقب و مقياس الكثافة السكانية
- الزيادة في الاجور كان من الواجب ان تتم سنة 2012 و ليس سنة 20 ...
- العقل الاستراتيجي الغربي و التقطيع الترابي لشمال افريقيا
- الاخضر الابراهيمي و نزاع الصحراء مرة أخرى
- الحكم الذاتي محلي و ليس جهوي يا سعادة وزير الخارجية الاسبق
- الحكومة المغربية و ثقافة المؤشرات: مؤشر تمدرس التلاميذ و الط ...
- الخلاصات الثلاث لعملية المراجعة الشمولية لقضية الصحراء
- مؤامرة غرداية و جاهزية المجتمع الجزائري للتغيير


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - مجزرة شارل ايبدو