أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟














المزيد.....

الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 19:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


منذ انخفاض سعر النفط و ايران تعيش في حالة ترقب قصوى، بعد ان كانت تعتقد انها مجرد حالة مؤقتة و تزول خلال ايام او شهر على الاكثر، تاكدت انها عملية مخططة و مبرمجة منذ امد و الان بدا العمل بها وفق استراتيجية امريكية خليجية لم يكشف عنها، و لواعيبها كبار القوى العالمية مع التابعين لهم . خلال المرحلة السابقة و تبعد ان تنفست ايران الصعداء نسبيا بعد تقارب وجهة نظرها مع امريكا حول الملف النووي الى حد ما، عاد و خُضعت لاختبار اخر و هو قدرتها على تحمل الازمة الاقتصادية التي يمكن ان تواجهها نتيجة خفض وارداتها المالية . تاثرت شيئا ما حياة الناس في الدول المصدرة للنفط و ايران في مقدمتهم بالحالة الجديدة و هي في بداياتها، و تنتظر المزيد لو لم يتم الحل في اقرب وقت . بدات الناس تتكلم عن الحرب الاقتصادية التي تعودت عليها امريكا مع خصومها، و تقول انها اخضعت الاتحاد السوفيتي لما حصل له من الانفكاك و الانهيار الى الامر الواقع، و ها اليوم تعيد الكرٌة امام اشرس منافسيها و هي ايران اضافة الى فنزويلا و روسيا بعدما برزت راسها دون حساب لاي طاريء .
امريكا تريد ان تفرض شروطها النووية على ايران و تخضعها هي ايضا للامر الواقع كما فعلت مع الاتحاد السوفيتي السابق، و اصبحت لامريكا هدف واستراتيجية، فان نجحت في ما سارت عليه سابقا فهل تنجح اليوم؟ انها على يقين بانها تُرضخ خصومها و تفرض عليهم ما تريد، كما يظهر منذ بداية هذه الازمة .
ان الاستراتيجية التي تتبعها امريكا ليست مرتبطة باسلوب هذا الرئيس او ذاك سواء كان ديموقراطيا او جمهوريا، فانها استراتيجيات خاصة سرية تُبحث من قبل المراكز البحوث العظمى التي يعمل فيها من الخبراء و الباحثين الذي لا يُحصى و لا يُعد و ليس على الرئيس الا تنفيذها في الوقت المناسب و بالطريقة التي تُطرح امامها عندما يتاكدون من تخصيب الارضية السياسية و الاقتصادية لتنفيذها على الصعيد العالمي و الداخلي الامريكي .
يشهد الوضع الداخلي الايراني تململا و بدات تبرز الى العلن مناشدات لايجاد حلول للمعضلات الاقتصادية المستديمة و جدالات ذات الصلة يشتم منها الاعتراض و كما تلمح بعض الصحف الى حالة البلد و ضرورة العلاج قبل وقوع الفاس على الراس كما قال احد المحللين . يتصور العديدون بان امريكا لم تدع ايران تصل لمرحلة بعيدة بعدما وصل اليها الاتحاد السوفيتي و من ثم تم التعامل معه، ايران وصلت لحال تمددت و اعتبرت افعالها خارج المقبول و وصلت الحال الى اشهار السيف بقوة . و هذا ما تبينه الظروف الانية .
بعد تورط ايران بافعال كبرى و ربطت نفسها بصراع خرجت اكثر من المقبول خارج حدودها و صرفت من امكانياتها لتصبح اقوى خصم للقوى الكبرى في هذه المنطقة و ارادت الاتساع و التمدد افريقيا، فانها تلقت الضربة القاضية لحد ما و هي تلف حول نفسها و تدير ما اصابها من الردود الافعال جراء ما يجري للسياسة العالمية في هذه المنطقة بشكل ليس بامكانها الاستمرار فيها في ظل ازمتها الاقتصادية، فعليها التراجع بعد ان تتاكد من تواصل انخفاض اسعار النفط و استمرارها . انها تعلم ليس بامكانها ادامة فعالياتها الخارجية بذات المستوى فيما بعد، لذا سوف ترى داخليا تغييرا او ترى المنطقة تغييرا واضحا في المرحلة القادمة و ربما تؤثر على الداخل الايراني بشكل اسرع كما نرى منذ الان ما تصدر من الاراء و المواقف و الاقاويل المختلفة حول ما يجري في المنطقة و ابعادها المؤثرة على ايران و ما يحصل و ما المنتظر في احسن الاحوال، اي التاثيرات متابدلة بين الداخل و الخارج الايراني .
بالامس ظهر المطهري العضو المحافظ في البرلمان الايراني و طرح دون سابق انذار موضوعا حساسا و خاصة للمحافظين و هو اخضاع الموسوي و الكروبي للاقامة الجبرية منذ عام 2011 و اعدها غير شرعية و خرقا للدستور الايراني و ما جلب معه مشادات كلامية و فوضى و اندفاعا نحو منصة الكلام مما ادى الى تاجيل الجلسة لدقائق .
ان من يقيٌم هذا الموقف و في هذا الوقت يتاكد لديه بان هناك ما يطبخ وراء الستار و لا يمكن لعضو محافظ متشدد ان يطرح مثل هذا الموضوع دون تلميح او موافقة من المرشد، و هذا يدل على ان التعاطي مع متطلبات امريكا بدا يفرض نفسه من الناحية السياسية الايرانية الداخلية، و هذا يؤكد ايضا ان ايران بدات تحس بصعوبة موقفها و ما تتجه اليه لو استمرت اسعار النفط على مستواها . و انتقد السيد المطهري مواقف التي طرحت في ذكرى البيعة للخامنئي ازاء بناء مسجد سني في طهران و ما تدعيه الشيعة من الوحدة مع السنة و هو بعيد عن الصدقية ايضا .
اننا ننتظر تغييرا واضحا في مواقف ايران و تعاملا مغايرا مع المستجدات و هذا ما يحدو بالجميع الى توقع انكماش سياسة ايران و تقوقعها بعد تراكم التاثيرات السلبية لاتخفاض سعر النفط عليها و هذا ما يؤثر داخليا على وضعها السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي بشكل كبير . فان ارادت امريكا ما تهدفه من تغيير واقع ايران فانها تتمكن خلال سنة تقريبا في مثل هذه الظروف، اما اذا كانت مخططها هو التوصل الى اتفاق نووي فقط فانها ستصل الى مرامها في اقرب وقت ممكن .
و تعتبر هذه التجربة الثانية لامريكا و هي تصارع المنافس لها سياسيا بقوة اقتصادية و لعب و حيل و اتفاقيات سرية مع مواليها من الدول المؤثرة اقتصاديا، و ربما ستنجح للمرة الثانية الا انها ستصل الى حد تؤثر على نفسها و نظامها و ستقف عند حدها و ننتقل بما يحصل فيما بعد هذا الى مرحلة مقبلة من النظام العالمي .
فالوضع الداخلي الايراني اليوم على حافة التحولات و يمكن ان ننتظر انحرافا حادا و تغييرا جذريا و تبدا التنافس الشديد بين المعتدلين و المتشددين و يحتدم الصراع ليخرج منه وضعا ايرانيا جديدا لم تشهده من قبل و ربما تتغير معها المعادلات التي لهاالصلة بالقوة و التاثيرالمباشر على المنطقة، و بدورها تشهد منطقة الشرق الاوسط تغييرا ملحوظا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي و لجان التحقيق
- اهل القلم الموالي للسلطة اشد من أهل السيف
- المجتمع الدولي يغض الطرف عن السبايا الايزيديات
- ليس حبا او كرها بامريكا
- لحد الان لم يعثروا على قتلة ساكينة جانسز في باريس !
- لازال العراق مبتلى برجال العهد المباد
- ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!
- هل فرضت ايران منطقة عازلة في الاراضي العراقية الحدودية ؟
- التناقض البنيوي للمجتمع العراقي الى اين ؟
- هل يمكن انتاج الفاشية من اتباع مجريات التاريخ الاسلامي ؟
- من يتمكن من هزيمة الارهاب في منطقتنا، و كيف ؟
- هل تتحقق المواطنة الحقيقية في العراق ؟
- منظمات المجتمع المدني و دورهم في العراق
- يمكن الاستفادة من انخفاض سعر النفط في العراق ؟
- الشجاعة لا تكفي لوحدها
- توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص
- هل تعقمنا من البعثية في كياننا ؟
- هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟
- التمنيات كثيرة و الجميع بانتظار الايام لتحقيقها
- من هو مصدر التهديدات لهيفاء الامين


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟