|
إذا شارلي ايبدو مؤامرة فماذا عن ولد مخيطر ؟ .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 15:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد أن تبت فشل خدعة التطرف و الاعتدال للتنصل من تحمل مسؤولية مجزرة شارلي ابيدو ، هاهم المسلمون يبدؤون استعمال حيلة أخرى للتنصل من هذه المجزرة ، حيث وقبل يومين بتنا نشهد حملة منظمة من قبل الإعلام و رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتشكيك في صحة مجزرة شارلي ايبدو ، حيث هناك من ينسبها للموساد ، و هناك من ينسبها للسي أي إيه ( بل و حتى من ينسبونها للمخابرات الفرنسية نفسها) للهروب من تحمل المسؤولية ، و السؤال الذي نسأله على إثر هذا هو : فلنقل أن مجزرة شارلي ايبدو مدبرة كما يزعم المسلمون ، وأن هناك أطراف خارجية فعلتها (وطبعا هذا كلام فارغ فمما صرحت به المخابرات الجزائرية فالحادث كان متوقع ، وقد تم تحذير السلطات الفرنسية به ) و لكن ماذا عن الحكم بالإعدام على الصحفي محمد الشيخ ولد مخيرط ؟ فهل كذلك الحكم بالإعدام عليه مؤامرة ضد الإسلام لتشويهه ؟ وهل الحكومة الموريتانية متآمرة على الإسلام ؟ فكما نعلم الحكم بالإعدام على ولد مخيطر لا يختلف قيد انملة عن مجزرة شارلي ابيدو ، فكلامهما اتهم بالإساءة للنبي ، وكلاهما واجه الموت ؟ وهو ما يعني أن الإسلام حتى بدون شارلي ايبدو في قفص الاتهام ، فأين الرد من هؤلاء ؟ فهل سيقرون بالواقع .. أم سيتحايلون للهروب كالقول أن هذا لا يمثل الإسلام ، والسؤال على اثر هذا إذا حصل هو : و أين التنديد من قبل المسلمين ضد ما تم فعله إذا كان ضد الإسلام ، فهل سمعنا مثلا تنديدا من الأزهر على هذا ؟ وهل رأينا اعتراضا من هيئة الإفتاء السعودية على الأمر لنقول أنه ضد الإسلام ؟ و طبعا هنا يجب الانتباه إلى أن ما جرى في شارلي ايبدو يبقى لا شيء أمام ما جرى لولد مخيطر ، فولد مخيطر لم يحاكمه جماعة من المهوسين يمكن القول أنهم شواذ والتغاضي عنهم ، بل حاكمته دولة بكل ما للدولة من مكانة إعتبارية ، وهو ما يعني أن ما تم بحق ولد مخيطر ليس أمر عبثيا ، بل هو القار و المتبع في مناهج المسلمين ، وعليه فالقبول به هو اعتراف رسمي بحقيقة أن الإرهاب هو ركن من أركان الدين الإسلامي فهل هناك تعليق على هذا ؟ أم سيقال أن الأزهر لا يمثل الإسلام ، و أن هيئة الإفتاء السعودية لا تمثل الإسلام ؟ وهو يقودنا للسؤال التالي :و من يمثل الإسلام إذا كان كل هؤلاء لا يمثلون الإسلام ؟
في الحقيقة مهما يكن الجواب على هذا السؤال ففي النهاية الإسلام ليس ذلك الكيان المتخيل الذي في ذهن كل مسلم ، بل الإسلام هو الواقع المفروض على الأرض ، فمادام بإسم الإسلام حكم على ولد مخيطر فهذا هو الإسلام ، ولمن يريد رفض هذا فليعن تبرءه الشخصي منه ، لكن أن ينكر هذا على الآخرين ، فهذا غير ممكن لأنه في الواقع و لولا أن هذا هو الإسلام الرائج في جل البلاد الإسلامية لما تم الحكم به على ولد مخيطر ، فولد مخيطر ليس الأول ولن يكون الآخرين ، فما حكمه عليه به ، هو ذاته ما يفرض على المسلمين كإسلام ، وهو ذاته ما يدرس في كل الكليات الدينية الإسلامية ، وهو ذاته ما يصدح به كل داعية وفقيه مسلم من فوق المنابر ، وهو ما يدفعنا للقول أن مسألة شارلي ايبدو لا تحتاج في الحقيقة لأن ندقق في فاعلها ، فحتى لو إنعدمت شارلي ايبدو فالحكم بالقتل على المخالف في الفكر مقر في الشريعة الإسلامية ، وعليه فالقول بهمجيتها ووحشيتها هو القول السليم ، فهذه الشريعة تحكم بالقتل على المختلف في الفكر وهذا إرهاب ومنه حتى بدون وجود إرهابيين كالإخوة كواشي أو أحمد كوليبالي ، فإن الإرهاب الإسلامي سيبقى موجود، لأنه بدل هؤلاء المجانين فهناك رعاية حكومية لتنفيذ الأمر على غرار حكومة موريتانيا التي تمارس الإرهاب ضد ولد مخيطر ، أو الحكومة السعودية التي جلدت رائف بدوي ، أو الحكومة المصرية التي تطارد كتاب وصحفيين بتهمة ازدراء الأديان على غرار قضية فاطمة ناعوت ، وقضية إبراهيم عيسى الخ ، فكل هؤلاء نتاج الإسلام الحالي ، وليس نتاج فبركة مخابرات ومؤامرة فالحقيقة هنا أن القضية ليست قضية شارلي ايبدو فقط، بل القضية هي في وجود أمة كاملة تؤمن بدين عماده الإرهاب و العنف و الإجرام ، فصاحب كتاب الصارم المسلول في حق شاتم الرسول ليس شيخ هامشي في أمة الإسلام ، بل هو شيخ له وقاره و إحترامه ، وحين يتحدث الحويني على ضرورة قتل منتقد الرسول ، وأنه لا تجوز استثابته فهذا ليس لان الحويني متطرف ، بل الأمر لأن هذا ما اجتمع عليه علماء المسلمين ، فمن أقر الإرهاب هم المسلمون ، ومن وينفذه هم المسلمون ، وحين يصرح القرضاوي على الملأ أنه لولا حد الردة لما بقي إسلام ، فهذا ليس تطرف ، بل هي الحقيقة المرة لأمة الإسلام ، فهذه الأمة أمة إرهابية تؤمن بعقائد إرهابية ، وكل إرهاب تمارسه فهو من صميم عقيدتها ، و منه فلا يوجد أي مؤامرة لتشويهها ولا يحزنون لأنها هي بذاتها تشوه .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .
-
الخوف على فرنسا أولى من الخوف على المسلمين .
-
المسلمون و الفهم السلبي لله .
-
اللهم أحفظ الكفار و المشركين .
-
اللهم أهلك العرب و المسلمين .
-
حول العنصرية إتجاه المسلمين .
-
تضامنا مع المناهضين للإسلام .
-
في إنتظار المحاكمة الهزلية .
-
التحقيق المضاد الذي فضحنا .
-
كان يجب أن تموت معهم يا كمال .
-
حتمية نهاية الإسلام الأصولي .
-
لا إصلاح للإسلام إلا بنقضه .
-
الأزهر متسقا مع نفسه .
-
الإسلام بين خياري التحريف أو الإنقراض .
-
ما فعله الجنس بالمسلمين .
-
في مديح الدياثة .
-
الدياثة كشرط من شروط الحضارة .
-
ما خسره المسلمون بتجريمهم للحب .
-
المسلمون أمة لا يمكن أن يكون لها أخلاق .
-
أخلاقنا الإسلامية المنحطة .
المزيد.....
-
الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف
...
-
الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج
...
-
هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
-
اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة
...
-
خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض
...
-
تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل
...
-
“toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة
...
-
فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات
...
-
“العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|