أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!














المزيد.....

هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام وخلال جلسة مع بعض الأصدقاء الأعزاء، تخللها كعادة العراقيين حديث عن السياسة وذكر بخير للدكتور العبادي، سألني أحد الأصدقاء إن كنت قد قرأت مقال محمد حسنين هيكل الأخير عنه، فأجبته بأنه لا يهمني أن أقرأ ما يكتبه هيكل بالشأن العراقي، لأنني أصلا لا أهتم بما يكتبه بالشأن المصري والدولي عموماً، ولا مصداقية عندي لآراءه وتحليلاته السياسية منذ سنوات طويلة، مع إحترامي له، لما لمسته فيها من سطحية ولاحيادية. وبعد إسترسال الصديق العزيز في طرح وجهة النظر الهيكلية، أخبرنا أنه يتنبأ بأن العبادي سيكون سبباً لحرب أهلية مستقبلية بين الشيعة والسنة والأكراد، لأنه يفرط بمصالح الطرف الأول ويتنازل عنها للطرفين الأخيرين، وحينما إطلعت على المقال لم تفاجأني الرؤية السطحية والتحليل الساذج اللذان لطالما لمستهما لدى الأستاذ هيكل، بقدر ما فاجأتني تفاهة رؤيته وتوصيفه للوضع العراقي، وتحامله غير المبرر على شخص لا تعاديه سوى مافايات الموت والفساد، ولم تمضي عليه بموقع المسؤولية سوى بضعة شهور خطا خلالها خطوات، مهما بدت رمزية وقصيرة، إلا أن سلفه المالكي الذي سكت عنه هيكل لم يخطوا عشرها خلال ثمان سنوات عجاف من حكمه الأسود. فهل يعلم هيكل مثلاً بأن العبادي قد فعل ما لم يجرأ المالكي على فعله لسنوات، وهو أن يتجول وسط أبناء شعبه في مدينة الأعظمية ببساطته البغدادية وبحمايات بسيطة ويشاركهم أفراحهم بالمولد النبوي دون خوف أو وَجل لكونهم من مكون طائفي آخر، لأنه لم ينظر لهم بهذه الصورة المَرَضية، وكذلك فعلوا هم رغم أنهم لم يروا منه الكثير، فما جمعهم وجعل قلوبهم سواجي هي بغداد التنوع والمدنية، الأكبر من كل إنتمائاتهم الطائفية والعرقية.
عموما لطالما كان هيكل بالنسبة لي رمزاً من رموز الخيبة والفشل في الواقع العربي، فهو بنظر الكثيرين مِن أهم مُنظري العالم العربي بالقرن العشرين، خصوصاً أنه عاصَر أغلب رؤساء مصر والعالم العربي، وكان قريباً من الكثيرين منهم، وكانوا بدورهم يستشيرونه بالكثير من الأمور، لذا لا غرابة أن تكون دولنا قد وصلت الى الحالة البائسة التي هي عليها اليوم! قد يكون هيكل منظراً، لكن للهزيمة، بدليل الهزائم التي أوصلنا اليها القادة الذين كان قريباً منهم! والغريب هو أن التجارب التي مَرّت به منذ زمن عبد الناصر مروراً بالسادات ثم مبارك ومرسي وإنتهائاً بالسيسي، كلها لم تنضج وعيه القومَجي الكلاسيكي، ولم تبلور رؤيته الضيقة، فظل يُحَلل ويُفلسف الأمور من وجهة نظر أضيق من خرم الابرة!
فمن قال بأن العبادي يقدم تنازلات! ولماذا لا تعتبر تذليل صعوبات ورفع تجاوزات وحلول مشاكل أوجدها وأفتعلها سَلفه أصلاً! فحينها سيصبح العكس هو الصحيح،وسيكون ماقام به المالكي خلال ثمان سنوات هو ما كاد أن يودي بالبلاد الى حرب أهلية،بدليل إستلام العبادي للبلاد وهي تعاني من أنهيار إقتصادي وأمني يتمثل في خزينة خاوية وعجز ومديونية بالمليارات، وفي جيش منهار وسيطرة لتنظيم إرهابي ومليشيات طائفية على ثلاثة أرباع البلاد. وإذا كان العبادي يفرط بحقوق الشيعة فهل كان ما يفعله المالكي بمصلحتهم وضماناً لهذه الحقوق! وهل مصلحة الشيعة على ضوء هذا الهراء هي في قطع أرزاق الأكراد وفي رمي البراميل المتفجرة على رؤوس السنة! وهل هي بتجويع الاكراد وقتل السنة وهدم بيوتهم! هل بهذه الطريقة تضمن حقوق الشيعة وتتحسن أوضاعهم ويبنى وطنهم ويعمر! ولماذا إذاً لم يحدث ذلك خلال ثمان سنوات من حكم المالكي كانت عجافاً على الشيعة قبل غيرهم! فباستثناءه هو وأقاربه وبطانتهم الفاسدة، وهم ليسوا من الشيعة فقط بل من كل العراقيين، فقد إزداد الشيعة فقراً وإزداد قتلهم وبَقِيت بيوتهم بلا خدمات ومُدُنهم بلا أمن وحياتهم بلا كرامة حالهم حال جميع العراقيين حتى من إنخدعوا منهم بالمالكي لأسباب طائفية وهم طبعاً ليسوا قلة. عموماً قد يكون المالكي ممثلاً لنسبة ليست بالقليلة من شيعة العراق، ولكن ليس كلهم، كما هو حال عدنان الدليمي مثلاً، الذي قد يمثل أيضاً نسبة من سنة العراق، ولكن لا هؤلاء ولا أولئك هُم مَن نُعَول عليهم ونأمل بهم خيراً لرَأب الصَدَع بذهنية الفرد العراقي وتركيبته المجتمعية، بل الأمل هو في مَن يفكرون بمصلحة العراق من وجهة نظر أوسع وأكبر من خرم إبرة الطائفة أو القومية.
المثير في الأمر هو أن الكثير من الصفحات الطائفية والمسمومة التابعة أغلبها للمالكي والشبيهة بسحنته الصفراء تلاقفت المقالة وسارعت لنشرها كوثيقة دامغة من باب"ها شفتو مو كلنالكم"على إعتبار أن هيكل هو(كيسنجر العرب) وكلامه"ما ينزلش الأرض أبداً"، مع أن نفس هذه الصحف ومن يقفون ورائها لطالما غلسوا وغضوا الطرف وتجاهلوا مقالات وكتب عديدة لهيكل ينتقدهم فيها، بل وهاجموه أحيانا بسبب هذه الكتابات وإعتبروه من وعاظ السلاطين ومن أزلام صدام!!
وبالمناسبة قد يحدث ما يتوقعه هيكل لا سمح الله، لكن ذلك لن يعني حينها بأن هيكل عبقري وفهيم وجايب الذيب من ذيلو ويلكفها وهي طايرة، ولن يكون بسبب الدكتور العبادي ولن يعني بأنه كان مخطئاً في ما يفعله وكان عليه أن يتبع طريقة المالكي وأسلوب القذر في التعامل مع الأهل والجيران بطائفية ودونية، بل سيعني حينها أن المشكلة هي في الشعب العراقي وهو وحده السبب في ضياع بلاده وموت أبناءه وأنه فعلاً شعب تنخره الطائفية والعنصرية حتى النخاع ولا أمل في شفاءه وعودته الى الحياة من حالة الغيبوبة عن الحياة والعالم التي يعانيها منذ سنوات وربما منذ عقود!!

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!
- يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق
- سِحر الطبيعة وأنغامُها في سمفونية بتهوفن السادسة
- المُجتمع العراقي بَين رَبع ما قبل 9 نيسان 2003 ورَبع ما بَعد ...
- قناة (mbc action) من التألق والريادة الى السطحية والإعادة!
- نواعم شوستاكوفتش.. الموسيقار الموسوعة
- دَولة العِراق الحَديثة وعَهد التأسيس الذي كان إعجازاً وحُلما ...
- شارلي شابلن.. وللموسيقى مِن عَبقريّته حُصّة
- ذهَب القائد المُناضِل الضَرورة وجائنا القادة المُجاهِدون الض ...
- جَنّة جَنّة جَنّة .. تمَنّينا تصير يا وَطَنّا
- جعفر باشا العسكري أبو الجيش العراقي.. سيرة عطرة
- الموسيقى الكلاسيكية اليونانية.. نغم راقص وعَبَق مِن سِحر أفر ...
- الإسلام السياسي وأحلام السُلطة
- آلوندرا دي لا بارا وآرتورو ماركيز.. قيثارتان مِن بلاد السِحر ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!