أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فتاتي - موقف للنقاش في تشكيل الحكومة والموقف الديمقراطي














المزيد.....

موقف للنقاش في تشكيل الحكومة والموقف الديمقراطي


محمد فتاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت ومازلت من انصار فكرة ان يتولى حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية تشكيل حكومة تتولى تطبيق برنامجه الاقتصادي والاجتماعي الذي حاز على ثقة جانب مهم من الناخبين. وان تتولى هذه الحكومة ومن خلال برنامج هذا الحزب الانتخابي وضع كل السياسات والخطط لتحقيق الاهداف على المستوى الداخلي وعلى مستوى الديبلوماسية الخارجية والعلاقات الدولية التي وعد بها الحزب الشعب التونسي لاخراج البلاد من الازمة الآخذة في الاستفحال والتعمق.كنت اتمنى ان يتحلى هذا الحزب بالجراة السياسية اللازمة ويتسلح بالثقة التي اودعها فيه ناخبوه ليعلن على تشكيل حكومة من صلبه اساسا وملتزمة ببرنامجه الانتخابي لا حكومة " لقيطة " لا طعم ولا رائحة لها. فرئيسها ممثلا في "الصيد" اوتي به من مخزن القطع المستعملة والمهترئة فلا تاريخ مشرق له ولا كفائة تحسب له ولا رمزية سياسية تميزه غير الولاء والطاعة لولي نعمته، وهذه حقيقة تاريخية نقولها وليس من باب التجني المجاني على شخصه.اختيار الصيد لرئاسة حكومة النداء فيه جبن سياسي ورفض مقنع على عدم القدرة والاستعداد لتحمل المسؤولية والالتزام بما وعد به الشهب من خلال برنامجه الانتخابي. فالبحث على اطراف سياسية تشاركه الحكومة هو من الامور العادية جدا وليس في الامر اية غرابة ولكن هذا التمشي يخضع الى مقاييس وثوابت سياسية محددة،ذلك ان المرحلة المقبلة ( وهي تمتد لخمس سنوات كاملة ) ، ليست بالمرحلة الانقالية بالمعنى الذي عشناه مع الحكومات التي تلت ١-;---;--٤-;---;-- جانفي ٢-;---;--٠-;---;--١-;---;--١-;---;-- ، او مع حكومات الترويكا، بل هي مرحلة مستقلة بذاتها وعليها تقع مسؤولية انجاز مهام تاسيسية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والديباوماسية والسياسية ....... الخ تقطع مع كل ما هو انتقالي ، وهي من هذه الزاوية تشكل اللبنة الاولى او حجر الزاوية الذي سنقيم عليه صرح تونس الجديدة او الجمهورية الثانية .غير ان التمشي المعتمد الآن من حزب النداء لا اراه يؤسس لهذه المرحلة من خلال مقاربته في تشكيل الحكومة ، فهو لا يبحث عن الانسجام والتكامل السياسيين ، ولا عن الجدوى والفاعلية في الاداء الحكومي ، بل نراه مهموما اكثر بتشريك " اكثر ما يمكن " من الاطراف السياسية وفي مقدمتها حركة النهضة ل" ترويضها " وجعلها شريكا في تحمل اعباء الفشل المرتقب والعجز على اخراج البلاد من "عنق زجاجة "السيد الباجي .وحركة النهضة واعية تمام الوعي بان المنحى الذي اتخذه الباجي( وهو صاحب القرار الاول والاخير في حزبه وحتى في علاقة ببعض الاحزاب التي اعلنت تحالفها معه) ، في تشكيل الحكومة من خلال التجائه الى مخزن القطع المستهلكة لتعيين " وزيره الاول " ومن خلال لهثه وراء " تحالفات حكومية " تحمل في احشائها كل عناصر التعطل والفشل، ترى في كل هذا مؤشرا على العجز وضبابية الرؤية وتردد في القرار يعيشه النداء وهو بمثابة الانشوطة التي يضعها في رقبته ويسلم طرفها الى من اجهد نفسه طوال المرحلة السابقة في تخريب البلاد واستورد الارهاب ورعاه على امتداد فترة حكمه ، ليجهز عليه عندما تدق ساعة الخلاص منه.ان التشابه في البرنامج الاقتصادي بين النهضة والنداء وهي حقيقة وليس افتراء ، لا يجب ان يحجم علينا ما يفصل بينهما من خلافات سياسية اساسية تتعلق بنمط المجتمع ومدنية الدولة وقضية المساوات .... وغيرها ، ولكن هناك شيئا من السذاجة بل ومن الغباء السياسي لدى الشق المهيمن في النداء عندما نراه يلهث وراء " زواج عرفي" بالنهضة او مضاجعة غير طبيعية معها في الحكومة المرتقبة.فهذا المولود سيكون بالتأكيد مشوها وقبيحا ومرفوضا من اوسع الفيئات الشعبية وسرعا ما سترفضه وتتنكر له حتى الاحزاب التي هرولت و باركت هذا المنحى الندائي في تشكيل الحكومة.اما عن الجبهة الشعبية ، فاني اعتقد انها معنية طبعا بمتابعة كل الصراعات والتجاذبات التي يعيشها مخاض تشكيل الحكومة، بصفتها طرفا سياسيا ذو مشروع ورؤية يحملان صفة الخلاف الجوهري سواء مع حزب النداء او مع حركة النهضة ، وهي من هذا المنطلق غير معنية تماما في هذه المرحلة بالدخول للحكومة المزمع تشكيلها. وهذا الموقف الوجيه له كل دوافعه ومبرراته، وكان من الاجدى سياسيا التصريح به منذ مدة والقطع مع الانتظارية وملازمة " الفرجة " بما يوحي لدى مناضليها وانصارها ان في الافق امكانية اخرى غير هذه ، او الاعتقاد بان هذا الموقف " قد يشكل عامل ضغط على النداء في اختياراته الحكومية.فالجبهة الشعبية يجب ان تكون غير معنية وباي شكل كان في التواجد الحكومي، وعليها ان تنصرف وبصورة فعلية لمعاجة اوضاعها الداخلية ليس فقط بل وفي التفكير جديا في كيفية تنظيم القوى الساسية الديمقراطية والثورية المنتظمة وغير المنتظمة وهي التي تعيش حالة حيرة وتمزق بسبب وجودها على طرفي نقيض مع النداء والنهضة وتطمح في لعب دور يكون محددا في استحقاقات المرحلة المقبلة.الجبهة مؤهلة لكي تلعب هذا الدور المجمع والموحد السياسي والتنظيمي لهذا الطيف الواسع من القوى والمناضلين في شتى الميادين والمجالات، ولكن لن يتسنى لها ذلك الا متى انكبت اولا على نقد وتقييم تجربتها السياسية والتنظيمية ووقفت بجرأة السياسي المتواضع والمؤمن بوحدة وبتوحيد هذا المخزون النضالي الهائل الذي تمثله وتختزنه مجمل هذه القوى الخارجة تنظيميا عن الجبهة وليس فقط بعضها ممن ينتمون حاليا اليها.وثانيا باهتدائها من خلال النقاش الصريح والبناء والمتواضع مع مجمل هذه الاطراف ذات الاهداف والطموحات والتطلعات المشتركة الى تحديد الاطار التنظيمي الموحد والمنظم للارادة الجماعية.انها اوكد مهمات المرحلة وهي تقع على عاتق كل المناضلين والسياسين الديمقراطيين والثوريين سواء داخل مكونات الجبهة وبين انصارها او داخل الاحزاب الديمقراطية الاخرى وانصارها او بين صفوف المستقلين.

محمد فتاتي



#محمد_فتاتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فتاتي - موقف للنقاش في تشكيل الحكومة والموقف الديمقراطي