أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رشيد بحماني - الأزمة المغربية المصرية... نحو فهم أعمق















المزيد.....

الأزمة المغربية المصرية... نحو فهم أعمق


رشيد بحماني

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 04:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تفاجأ الجميع بإطلالة القناتين التلفزيتين المغربيتن الأولى و الثانية و هما قناتين رسميتين، عبر تقريرين غير متفاوتين كثيرا زمنيا، صدرا في نشرتي الأخبار الليلية يوم 30 دجنبر عن القناتين بمناسبة ما سمي بقراءة في أهم الأحداث السياسية على المستوى الإقليمي بمناسبة رأس السنة الميلادية.
التقريرين شكلا انقلابا تاما في الموقف الرسمي المغربي تجاه ما تشهده القاهرة، حيث وصفا التغيير الذي طرأ على النظام السياسي المصري بالإنقلاب كما وصفا الجنرال عبد الفتاح السيسي بالإنقلابي الذي انقلب على رئيس شرعي منتخب بطريقة ديموقراطية - في اشارة لمحمد مرسي -، كما تناول التقريرين مصر على أنها تعيش أزمة أمنية و اقتصادية و اجتماعية صعبة منذ عام و نصف.
كون المخزن المغربي كان ضمن الخمس دول التي بعثث برسائل تهنئة لرئيس المحكمة الدستورية المصرية عدلي منصور المفروض من طرف الجيش رئيسا مؤقتا لمصرعقب الإطاحة بمرسي، ثم حضور وزير الخارجية المغربي لمراسيم تنصيب السيسي رئيسا ممثلا للملك كلها اشارات تضع الخرجة الإعلامية السالفة الذكر موضع تساءل، خصوصا و أنها أتت بدون سابق إنذار و بدون مناسبة و تتناول حدثا قديما نسبيا و لكن بموقف مغاير كليا.
الطريقة التي تم بها إذاعة التقريرين و في قناتين رسمين تنفي كل شك عن كون الموقف المعبر عنه مباشرة و بشكل صريح ليس مجرد رأي صحفي و ليس حتى راي هيأة تحرير الأخبار و إنما هو تقرير يتجاوز الحكومة نفسها ليكون موقفا صادرا عن الدوائر العليا التي تنسج الخطوط العريضة للدبلوماسية و السياسة الخارجية المغربية، أريد له أن يصرف على هذه الشاكلة ردا على شيء ما، و هو ما سنحاول ان نكتشفه.
هل استفاق المخزن المغربي بعد عام و نصف من سباته لكي يكتشف بأن ما حدث بمصر كان انقلابا عسكريا ؟؟
ما الأسباب الحقيقة الواقفة وراء هذا التغيير الفجائي في الموقف الرسمي تجاه الأزمة المصرية؟
كلها أسئلة سنحاول الإجابة عنها في ما يلي من السطور....
لقد أسيل الكثير من المداد على هذا الحدث، و أطلق الكثيرون العنان لأقلامهم في محاولة لتحليل و فهم السر الكامن و راء هكذا موقف، فاختلفت التحليلات بين تلك التي تربط بين الخرجة الإعلامية المغربية المثيرة بالرد على مثيلاتها من الخرجات الإعلامية المصرية خصوصا تلك التي يهاجم من خلالها المغاربة و يتم اتهامهم بنعوت قدحية من قبيل الدعارة و الشعودة، و ذهب اخرون الى النقد الموجه للنظام السياسي المغربي و للملك شخصيا على يد قنوات مصرية، و التي ازدادت حدتها خصوصا و التقارب الأخير للمغرب مع دولة تحكمها حكومة اسلامية ذات توجه معاد للنظام في مصر هي تركيا و اتجاهه (المخزن) نحو تطبيع العلاقات مع ايران و هما الدولتان اللتان تقعان في حلف نقيض للحلف الذي تصطف فيه مصر الى جانب دول البيترودولار الخليجية خصوصا السعودية و الامارات و الكويت و الذي للمصادفة هو حلف تقليدي للمغرب لن يخاطر بخسارته بأي ثمن، كلها تحليلات تساهم في تفسير تغيير لهجة المغرب تجاه مصر و لكنها في اعتقادنا تبقى بعيدة عن ملامسة جوهر الإشكال و تبقى مجرد تخمينات مردود عليها.
هجومات الإعلام المصري على المغاربة، و إن كانت غير مبررة تبقى متفهمة نسبيا، كون مصر تعيش أزمة حيقيقية على كافة المستويات تتفرع لتشمل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و حتي الأمني، الشيء الذي يجعل العسكر يخوض في مصر حملة اعلامية كبرى هدفها المباشر هو توجيه الرأي العام المصري نحو الخارج و شغله بقضايا أخرى غير قضايا الشأن الداخلي و الإشكالات التي تقض مضجعه صباح مساء. و هي تستحق الرد في كل الأحوال ما دامت كفيلة لتلعب نفس الدور للمخزن المغربي و تستغل أيضا لثني المواطن المغربي عن اكتشاف حقيقة أفول نجم مقولة التغيير في إطار الإستقرار، واستيقاظ الشعب المغربي على حقيقة أن لا شيء تغير ثم التراجع الخطير الذي تشهده البلاد على المستوى الحقوقي، و رجوع نفس الأساليب العتيقة في القمع و التضييق و التنكيل، إلا أن كل ما سبق ليس كافيا ليغير النظرة التفليدية تجاه دولة (عربية شقيقة) حليفة و مهمة جدا على المستوى الإستراتيجي بالنسبة للمغرب.
أما عن التغيير في السياسية الخارجية المغربية، فهي حقيقة لا غبار عليها، كون النظام الحاكم في المغرب يقود في السنوات القليلة الماضية نهجا مختلفا كليا عما كان عليه على المستويين الدولي و الإقليمي، تبقى أهم سماته المميزة الإنفتاح على قوى عظمى سياسيا و اقصاديا تعتبر ( الصين و روسيا ) خارج الحلف التقليدي للمغرب ( فرنسا و أمريكا... ) و قد كانت من بين أهم نتائجه علاقات متوترة مع فرنسا أدت الى تراجع الأخيرة الى المركز الثاني بعد اسبانيا على مستوى المبادلات التجارية بعد أن كان هي الشريك التجاري الأول للمملكة، كما أدت الى تعليق التعاون الأمني و القضائي معها و أصبحت العلاقات الثنائية ( المغربية الفرنسية) في أحلك أيامها، و هو ما تؤكده التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المغربي الذي أكد لإحدى الجرائد الفرنسية أن زمن وصاية فرنسا على المغرب قد ولى، هو نفسه الموقف الذي ذهب اليه وزير الداخلية الفرنسي السابق بقوله ان فرنسا خسرت مصدرا استخباراتيا أساسيا في خسارتها للتعاون الأمني المغربي.
على صعيد اخر عرفت العلاقات مع الحليف الأخر ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية تراجعا مؤخرا، ترجع خيوطه الى الفترة التي طالب فيها المغرب بضرورة تغيير المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الأمريكي " كريستوفر روس" مبررا ذلك بانحيازه للبوليزاريو على حساب المغرب، ثم إذا ما استحضرنا كون الأخيرة هي من تقدمت بمقترح الى مجلس الأمن هدفه التوسيع من مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالصحراء قبل أن تتراجع عنه، و هو ما شكل تراجعا في خطيرا في موقف حليف استراتيجي قوي (عضو دائم في مجلس الأمن) يتعلقق بملف حساس يهم الأمن القومي و الوحدة الترابية للمغرب من قبيل ملف الصحراء.
أما اقليميا فان المغرب بصدد التوجه نحو اكتساب حلفاء جدد ( تركيا، ايران...) هو ما تفسره الزيارة الأخير للملك لتركيا و إن لم تكن رسمية، و التوجه نحو تطبيع العلاقات مع ايران ( و ان كان بحذر) و اعادة تبادل السفراء، هذين الأخيرين لن يصلا في كل الأحوال الى مستوى الحلفاء الكلاسكيين الاقليميين ( السعودية، الامارات، الكويت...) و لن يكون على حسابها خصوصا و الاختلافات تبقى كبيرة بينها في كثير من القضايا خصوصا فيما يتعلق بالموقف من النظام السوري، و من جماعة الاخوان المسلمين... هذا اذا ما تناسينا كون ايران تبقى خطرا قائما في نظر هذه الدول وجب مواجهته، غير أن خلق توازن بين هذه التحالفات سيصب لا محالة في مصلحة المغرب، و سيعزز من موقفه في ملف الصحراء التي يعتبرها قضيته الوطنية الأولى و خطا أحمر.
كل ما سبق لن يكون ذا تأثير كبير بذلك المستوى الذي يبرر الرد في مستوى ما ذهب اليه التقريرين الصادرين عن القناتين، ما حقيقة الأمور إذن؟
لقد شكل تقارب النظامين المصري الجزائري في الفترة الأخير تلك النقطة التي أفاضت الكأس، (الجزائر) التي تشكل العدو الأول للمغرب في ملف وحدته الترابية، بل ان الأخيرين في تنافس دائم على الزعامة إقليميا تظهر تجلياته بشكل واضح في سياسية البلدين تجاه افريقيا ( ملف مالي نموذجا). هذا التقارب المتفهم نظريا ما دامت طبيعة النظامين العسكريين متشابهة الى حد كبير، له بالضرورة ما يبرره، و هي مبررات متعددة لكن تبقى واءها مصالح متبادلة:
مصر تعيش أزمة سياسية و اقتصادية حقيقة، نتيجة التغيير المتوالي في الأنظمة تارة عبر انتفاضات شعبية و تارة بفرض من العسكر، تبحث عن تثبيت نظامها السياسي العسكري و ارساء أسسه التي مازالت غير مستقرة إلى الان، و ذلك بحشد أكبر دعم دولي ممكن، خصوصا مع أنظمة تتقاسم معها الكثير من القواسم من قبيل الجزائر، و هي (الجزائر) التي لعبت دورا حاسما في اعادة تفعيل مقعد مصر في الاتحاد الافريقي الدي كان معلقا منذ الاطاحة بمبارك.
الجار الليبي أيضا و الذي تتفاسم معه الدولتان ( مصر و الجزائر) جانبا كبيرا من حدودهما، و الذي تبقى رحى الحرب دائرة على أراضيه منذ الاطاحة بالعقيد القذافي و الذي يبدو ان افق استقراره لازال بعيدا، خصوصا امام اختلاف رؤى النظامين في التعامل معه، و استعداد مصر للتدخل عسكريا في ليبيا و هو الشيء الذي لا تقبله الجزائر، يبقى ملفا شائكا يفرض تعاونا و تنسيقا امنيا كبيرا على النظامين.
العامل الاقتصادي هو الاخر مهم بدرجة كبيرة في هذه المعادلة، فالجزائر قد تكون مزودا رئيسيا لمصر بمادتي البترول و الغاز و بأثمان تفضيلية رغم ان هذه الفرضية تنبقى ضعيفة خصوصا و تهاوي اسعار النفط و الغاز على المستوى الدولي.
الجزائر التي تعيش أزمة حقيقة لا تختلف كثيرة عن مثيلتها في مصر، سياسية بالدرجة الأولى، فهي الدولة التي يحكمها نظام يشكل أساسه جنرالات الجيش، و قد لا تمتد التسوية التى قام بها هؤلاء في مسألة الحكم و التمديد لولاية رابعة للرئيس بوتفليقة المقعد، الى الوقت الذي يمنون به أنفسهم، فقط حتى يرتبوا خليفة للرئيس الذي قد يغادرهم في اية لحظة
أمام الهدايا الكثيرة التي من المفترض أن تقدمها الجزائر لمصر، لا بد أن يكون هناك مقابل يستحق هذا السخاء، و الذي لن يكون سوى موقف ديبلوماسي مصري يخدم طروحات الجزائر في ملف الصحراء خصوصا و كونها هي المحتضنة لمخيمات الوليزاريو على أراضيها، و الذي سيزيد من تقويض موقف المغرب في الملف الذي يعتبره ( المغرب) ملفا مصيريا، و الذي بواسطه تستغله الجزائر لمحاربة الطموحات المغربية في القيام بدور ريادي على المستوى الاقليمي و القاري و الدولي و هي المكانة التي ستكون لا محالة على حساب دور الجزائر .
ملف الصحراء في الواجهة.... لقد وعت الدوائر العليا في المغرب الى حقيقة أن نظرة مصر تجاه المغرب و تجاه ملف الصحراء بصفة أساسية اخدة في التغير بما لا يخدم مصلحته، بل ان الأمور تسير بشكل خطير يهدد المصالح الإستراتيجية المغربية، خصوصا على المستوى الشمال افريقي، و تسير على وجه التحديد الى ان تتخد مصر موقفا ايجابيا من جبهة البوليزاريو الانفصالية لا يصل بالضرورة الى الاعتراف، -الذي يبقى مستبعدا حاليا- غير انه لا يخدم مصلحة المغرب مطلقا.
و هو ما يفسر المدى الذي وصل اليه موقف النظام المغربي الذي عبر بطريقة غير مباشرة، عبر قنواته التلفزية، و الذي لم يكن الغرض منه سوى أن يقول للعسكر في مصر أنه حين يتعلق الامر بملف الصحراء بامكاننا الذهاب الى أبعد الحدود.



#رشيد_بحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رشيد بحماني - الأزمة المغربية المصرية... نحو فهم أعمق