أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طوني سماحة - أنا شارلي














المزيد.....

أنا شارلي


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 03:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"أنا اليوم شارلي".

لست "شارلي" لأني قارئ للجريدة، أو لأني مؤمن برسالتها، أو لأني أؤيد سياستها. لا بل على العكس أنا "شارلي" لأني أؤمن بحرية الكلمة وحرية الفكر وحرية التعبير عن الرأي مهما كان الرأي مخالفا.
لست "شارلي" لأني أفرح بالشتائم التي تتصدر صفحاتها الأولى. لكني "شارلي" لأني أؤمن أن الرصاصة ليست الرد المناسب للشتائم.
لست "شارلي" لأني أستمتع بالرسوم التي طالت محمد أو المسيح او الفاتيكان أو الحاخامات اليهود وغيرهم. لكني "شارلي" لكي أكرس حقي بالتعبير عن رأيي بعيدا عن الارهاب والضغط والسلاح.
أنا اليوم "شارلي" لكي أقول أن الارهاب لن يسكت الكلمة.
أنا "شارلي" لكي أقول أني أؤمن بمجتمع يحارب بالكلمة وليس بالبندقية.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بقوة الكلمة في مواجهة الكلمة، والفكر في مواجهة الفكر، والحجة في مواجهة الحجة.
أنا "شارلي" لأساهم ببناء مملكة المواطنة والمساواة على أنقاض مملكة الدين والتدين.
أنا "شارلي" لأني أؤمن ان القلم يستطيع ان يخوض حروبا تعجز عنها البندقية.
أنا "شارلي" لأني ضد الإرهاب والتطرف.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بأن اختيار طريقي في الحياة هو حق لي وليس للدولة أو الدين أو المرشد.
أنا "شارلي" لكي أقول أنه من حق المؤمن أن يؤمن، ومن حق الملحد أن يلحد، ومن حق الكافر أن يكفر دون أن يكون السيف مسلطا على رأسه.
أنا "شارلي" لكي أقول أن الجنة التي تشترى بدماء الأبرياء ليست بجنة، وأن السماء التي تحتاج لبندقية كيما تدافع عنها ليست بسماء، وأن الإله الذي يستأجر مرتزقة كيما يجبر الناس على تثبيت شرعه ليس بإله.
أنا "شارلي" كيما أقول أنه إن كان لا بد لي من شرب الدم قبل الجلوس على ضفاف أنهار اللبن والعسل، فلن أشرب اللبن والعسل إطلاقا.
أنا "شارلي" كيما أقول أنه إن كان لا بد لي من زهق الارواح قبل معاشرة الحوريات، فأنا لن أعاشر الحوريات إطلاقا.
أنا "شارلي" كيما أقول أنه إن كان الدين فرضا عليّ، فأنا لن أكون مؤمنا أبدا.
أنا "شارلي" لكي أبشر بثقافة الكتاب وثقافة الحياة وثقافة المعرفة وثقافة الحرية على حساب ثقافة الجهل وثقافة الموت وثقافة السجن الفكري، وثقافة القمع.

بالأمس كانت "شارلي" جريدة مجهولة، تعاني من خطر الإفلاس المادي والفكري إلى أن أتى الإرهاب وجعل منها بطلا قوميا وعالميا تقف على الخطوط الأولى في مواجهة التطرف والإرهاب.

أيها الإرهابيون،
إن العالم الذي دفع الدم كيما يكرّس ثقافة الحرية لن يعطيكم هذه الحرية على طبق من فضة. لكنكم كلما أطلقتم النار على "شارلي" مجهول ومفلس سوف تصنعون منه بطلا لا يموت.
بالأمس كان الرسم الذي نشره "شارلي" منسيا ومحدود التأثير ولا قيمة له وأنتم بغبائكم وإرهابكم جعلتم منه قضية فكرية من الطراز الأول.
كان "شارلي" حبرا على ورق وأنتم جعلتم منه رأس حربة في مواجهة الظلام والتطرف.

أيها الإرهابيون،
أنا لم أكن "شارلي" ذات يوم. لكنني اليوم شارلي.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بالحرية والمعرفة.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بحق الآخر في أن يؤمن بما يريد.
أنا "شارلي" لأني إنسان.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الاخير
- الجنة برسم البيع
- يا طفل المزود
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-12- تحديات الزواج
- الله أكبر
- صرخة مظلوم
- دون كيشوت التركي
- سيّدي يسوع
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-11- الجنس والزواج
- هل التنصير جريمة؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية والتطبيق- الجزء العاشر- دور ا ...
- هاتي يديكِ
- بين إيبولا وداعش
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء التاسع-دور ا ...
- إن كنت حبيبي... علّمني قطع الرؤوس
- عنصرية أم كبرياء؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الثامن
- عبادة الصليب شرك عقابه الذبح
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء السابع
- أريد جارية شقراء، زرقاء العينين، طويلة القامة، روسية الجنسية ...


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طوني سماحة - أنا شارلي