أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - الجمجمة














المزيد.....

الجمجمة


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 01:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هذا هو عنوان ثالث معجزة من معجزات علي بن ابي طالب المذكورة في كتاب ( نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة) لكاتبه أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الامامي، والذي يمكن تحميل الكتاب وهو على صيغة PDF من الرابط التالي:
http://www.narjes-library.com/2014/10/blog-post_62.html
تبدأ الحكاية بالتالي:
حدثنا العباس بن الفضل، عن موسى بن عطية الأنصاري، قال: حدثني حسان بن أحمد الأزرق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، عن عمار الساباطي، قال: قدم أمير المؤمنين ( يقصد علي بن أبي طالب ) المدائن، فنزل بإيوان كسرى، وكان معه دلف ابن مجير منجًم كسرى، فلما صلى الزوال قام وقال لدلف: قم معي، وكان معه جماعة من الساباط ( يقول في التذييل أنها مدينة قرب المدائن، بناها بلاش بن فيروز بن يزدجرد، وتسمى بساباط كسرى )، فما زال يطوف في مساكن كسرى، ويقول لدلف: كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا، فيقول دلف: هو والله كذلك.
فما زال على ذلك حتى طاف المواضع بجميع ما كان معه، ودلف يقول: يا سيدي فأنك وضعت الأشياء في هذه الأمكنة.
ثم نظر علي إلى جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه، خذ هذه الجمجمة، وكانت مطروحة، وجاء علي إلى الإيوان وجلس فيه، ودعا بطشت، وصب فيه الماء، فقال له: دع هذه الجمجمة في الطشت، فأتى ثم قال: أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من أنا، ومن أنت.
فنطقت الجمجمة بلسان فصيح فقالت:
أمًا أنت فأمير المؤمنين، وسيًد الوصيين، وإمام المتقين في الظاهر والباطن، وأعظم من أن توصف، وأما أنا فعبدالله وابن أمة الله كسرى أنوشيروان.
فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم، وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة: فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين، وحضروه، فقال بعضهم: قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبرونا عنك.
وقال بعضهم فيه مثل ما قال عبدالله بن سبأ وأصحابه ( جاء في التذييل عن عبدالله بن سبأ التالي: جاء في رواية نقلها الشيخ الطوسي في كتاب اختيار معرفة الرجال بإسناده عن ابن قولويه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عثمان العبدي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن أبيه، عن أبي جعفر: أنً عبدالله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله تعالى، فبلغ ذلك أمير المؤمنين، فحبسه أستتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار ).
ومثل مقالة النصارى في المسيح، إن تركتهم على هذا كفروا الناس.
فلما سمع ذلك منهم قال لهم: ما تحبون أن أصنع بهم، قالوا: تحرقهم بالنار كما حرقت عبدالله بن سبأ وأصحابه، فأحضرهم وقال لهم: ما حملكم على ما قلتم.
قالوا: سمعنا كلام الجمجمة النخرة ومخاطبتها إياك، ولا يجوز ذلك إلا لله تعالى، فمن ذلك قلنا ما قلنا.
فقال علي: ارجعوا عن كلامكم هذا، وتوبوا الى الله.
فقالوا: ما كنا نرجع عن قولنا، فاصنع بنا ما أنت صانع.
فأمر علي أن تضرم لهم النار، فيحرقهم، فلما احرقوا، قال: اسحقوا وذروا في الريح، فسحقوهم وذرًوهم في الريح.
فلما كان من اليوم الثالث من إحراقهم دخل إليه أهل ساباط وقالوا: الله الله في دين محمد، إن الذين أحرقتهم بالنار قد رجعوا إلى منازلهم أحسن ما كانوا.
فقال علي: أليس قد أحرقتهم بالنار، وأسحقتموهم، وذروتموهم في الريح.
فقالوا: بلى.
قال علي: أحرقتهم والله أحياهم.
أنتهت الحكاية ولم تنتهي الخرافة، خرافة كلامه مع الجمجمة، واحراقه لاناس آمنوا بأنه اله، ثم سحقهم وذرهم في الريح، وعادوا للحياة بعد الموت كما عيسى.
خرافة ما بعدها من خرافة.
وحكاية تصلح أن تكون فيلم هوليودي لمحبي الإثارة.
العقل نعمة لمن يستخدمه، ونقمة لمن يعطله.

محمد الحداد
10 كانون الثاني 2015



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبر ناقة ثمود
- أبقاء انتاج اوبك كما هو لمصلحة من ؟
- أعداءنا يعيشون بيننا
- الحسين في زمانه و مكانه
- الفرق بين السب والوصف
- فاطمة ناعوت والمذبحة
- بعض الملاحظات حول غزة
- النظام الرئاسي أفضل لعراق اليوم
- تعديل مقال
- يجب تجريم خطاب الكراهية
- خليفة وأخوته مع داعش
- أفضل حل للعراق هو التقسيم
- زواج متأخر
- أحب النساء
- تعري أمينة و هيفاء
- خالد 59 والبواسير
- ارتقوا .... فالقاع مزدحم
- عائشة ج20
- عائشة ج19
- عائشة ج18


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - الجمجمة