أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاضل الخطيب - كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها..















المزيد.....

كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها..


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 23:35
المحور: المجتمع المدني
    


كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها..
لا يكون احترم الإسلام إلا إذا أمسكت القرآن وتصوّرت معه؟ لا يكون احترم المسيحية إلا إذا علّقت صليباً برقبتي ليراه المسيحيين "ع بلولح". لا أكون ضد الطائفية، إلا إذا شتمت دين الدروز/الذي وُلدت عليه بدون إرادتي؟. كل هذا نفاق. سأنتقد الإسلام حين أرى نقيصة، وسأنتقد المسيحية حين أرى نقيصة، وسألعن شيخ عقل الدروز كلما شفت "مايلة" منه، وإذا كان الله يعلم ما في النفوس، فسيكون مسروراً لصراحتي.
تعتبر محافظة السويداء أفقر محافظات سورية وأكثرها إهمالاً خلال حقبة الطاعون الأسدي، أكاد أجزم أن مجموع ما "وفّره" مجموع أنصار عائلة الأسد من مجموع وظائفهم الحكومية من أبناء السويداء خلال كامل الحقبة الأسدية، لا يعادل قصر رستم غزالة السني. ويضطر غالبية أبناء السويداء، وربما أكثر من نصفهم إلى السفر للخارج من أجل لقمة عيش بكرامة. تحتضن السويداء ما يعادل حوالي نصف عدد سكانها من اللاجئين، وغالبيتهم من السنة الهاربين من الموت الأسدي. في هذه المنطقة الدرزية، لم تحصل خلال سنوات الثورة أي عملية اختطاف للاجئ أو محاولة اعتداء على امرأة أو زواج قاصر، كما فعله ويفعله رجال من السنة مع طفلات من السنة في مخيمات دول الجوار السنية، لم تبنى في مناطق الدروز خيمة لجوء واحدة، ولم يمت أي طفل من البرد أو الجوع. فُتحت عيادات بعض الأطباء مجاناً لعلاج اللاجئين، تجمع مئات الشباب والصبايا في مجالات الإغاثة بشكل طوعي ومجاني، وبعض أصحاب كروم الزيتون والعنب وغيرها قدموا منتوج كرومهم السنوي بالكامل لتوزيعه على اللاجئين مجاناً. تعرض ويتعرض بعض أهل الجبل للخطر خلال تقديم المساعدات للاجئين من قبل أجهزة النظام وبعض مأجوريهم من الجبل. ويسمى اللاجئون عند أهل الجبل بالضيوف.
رغم هذا، هناك الكثيرين الذين يتجاهلون ذلك، بل حتى ينكرون أي دور إيجابي للدروز في ثورة 1925، ولاعتبارات مذهبية وحكم مسبق في العقل الباطن/رغم أن نسبة شهداء الدروز كان من مجموع شهداء سورية 65%، بينما نسبة الدروز حوالي 3% من مجموع سكان سورية. ولم يكن ذلك دفاعاً عن "سيدي سلمان أو حمزة بن علي أو في سبيل نصرة يوحنا المعمدان أو غيرهم من الرموز المقدسة عند الدروز".
يقولون أن السويداء موالية للنظام، لكن حتى الآن لم تخطف جبهة النصرة "المغوارة"، إلا الناس الذين لا علاقة لهم بالنظام ولا بالسياسة، إضافة إلى خطف عدد من أبناء الجبل العسكريين الذين كانوا يشكلون كتيبة تابعة للجيش الحر واستشهد بعض أفرادها في قتالهم قوات النظام على أرض الجبل والسهل. أنا لا أطالب بالخطف، لكن عن الحلال والحرام، فقط واحد من المقربين من الحاكم الأسدي وفيق ناصر.
وعودة للحاضر، لو قامت جماعة إرهابية بعمل إجرامي باسم الدين المسيحي أو البوذي أو اليهودي، ورفعت شعارات وأعلام ترمز إلى تلك الديانات، هل يُصدّقهم أحداً في العالم/حتى لو كان ذلك صحيحاً؟. لا تنفع الإسلام والمسلمين تبريرات "الماسونية والصهيونية والنصارى والمجوس..إلخ. لماذا لا تحارب الماسونية والإمبريالية والصهيونية والمريخية إلا الإسلام؟ حتى حكم وفساد نظام عائلة الأسد وصدام حسين وغيره، دخل من تلك الثقوب أيضاً، لابد من مد اليد إلى ما هو مؤلم للكثيرين، لابد لمشرط الحضارة والمدنية أن يستأصل بعض ما أصبح عبئاً على جسم المسلمين وحرية معتقدهم ومعتقد غيرهم.
كلما ظهر واحد من الأكثرية الدينية تاجر ومتعهد قبور يقولون هذا خائن لا علاقة لنا به، كلما ظهر فساد واحد من الأكثرية الدينية يقولون هذا ليس نظيفاً، كلما رجع واحد قيادي من الأكثرية الدينية إلى حضن الأسد يقولون هذا واحد جبان، كلما تحاور زعيم من الأكثرية الدينية مع النظام يقولون هذا لا يمثلنا، كلما هوى نجم من الأكثرية الدينية في الثقب الأسود للأمير الداعشي يقولون حرية رأي وموقف..إلخ.
ماذا عمل ويعمل المسلمون الذين يهمهم دينهم كي لا يتعرف العالم على الإسلام من خلال السكين الداعشي أو الانتحاري؟ لا يكفي أن يقول المرء عن نفسه جيد، بل يجب أن يعمل ما يجعل الآخرين يقولون عنه ذلك. لا يكفي أن يقول القرضاوي أن الإسلام كرّم المرأة ويتزوج وهو التسعيني من طفلة أو يبارك هكذا زواج. كيف تستقيم "ثورية الإسلامي السوري" الذي يهمه مصير مرسي أكثر من رزان زيتونة وغيرها؟. انتهى زمن التجامل، انتهت فترة النفاق الديني/السياسي.
الصراع مع بعض أو غالبية العلويين ليس لأنهم علويين، بينما جماعات الإسلام السياسي تحاربهم لأنهم علويين قبل كل شيء. من الواجب التركيز على الخطاب السياسي، وليس الديني الطائفي في الموقف من نظام الأسد. العداء لعائلة الأسد ليس بسبب علويتها، والعداء لعمران الزعبي وصحبه اليوم وبالأمس لمصطفى طلاس لم يكن بسبب سنيته. علونة الأسد ليست سبباً لإسقاطه، وسنية عمران الزعبي وفيصل المقداد ووليد المعلم وغيرهم ليست سبباً لإعفائهم من دورهم الجرمي..
وختاماً، بعض من "مسك الطائفية"، أريد تأكيد ما كتبته مرات كثيرة/خاصة للمعارض الذي وُلد درزياً في سورية، وبغض النظر عن درجة تدينه أو عدمه بالمرة، وهو أن فتح كل الأسلحة على كل العلويين، يُعتبر موقفاً خاطئاً وخطراً، خصوصاً إن كان يريد بذلك تأكيد رسالة ود وغزل للإسلاميين/سواء داخل سوريا أومموليهم في الخليج. سأكون واضحاً أكثر، وبلكنة طائفية أكثر (مُجبراً عليها منذ بضع سنوات)، أقول أنه لو قام الدرزي وتقدم كل السنة المعادين للعلويين/النصيريين المجوس الزنادقة المرتدين..إلخ. لو تقدم في كل الحروب ضد العلويين، سيبقى درزياً زنديقاً مرتداً عند استخدام التصنيفات الطائفية/الدينية. إن تقدم الدرزي قوافل المحاربين السنة ضد العلوية، لن تلغي زندقته وارتداده، طالما الخطاب دينياً.
لماذا يعترف ويعتبر البعض أن السني الذي بقي مع الأسد، هو خائن للثورة، ولا يعترف أو يعتبر أن يكون هناك بعض العلوية خونة للأسد؟ أي ضد عائلة الأسد، أي مع الثورة؟.
التفكير من أي معارض، ومن أيّ خلفية دينية أو سياسية بعداء أو استئصال للعلويين بدون تمييز، هو عداء لروح مدرسة درعا. أنا لا أجد تمييزاً بين المجرم الأكبر وصغار رهطه الذي يضم جميع الطوائف والأديان، وهذا لا يعني مساواة في الجريمة والعقاب....
فاضل الخطيب، 9/ يناير/ 2015...



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة مُفرَغة، أم ممتلئة؟!...
- ردّي على ردّهم.. ومازالت مستمرة -خيانة الدخيل، وسقوط غالبية ...
- مازالت صحيحة، أو مازلت هكذا أعتقدها...
- في خيانة الدخيل، وسقوط الجبل....
- لماذا يجب قتل السوريين للسوريين؟ ولماذا يحاول بعضنا خلط الحا ...
- بين -عزيزة- حمزة الخطيب ومقص العرعور، ثورة...
- شبيحة الأسد يصعدون إلى الجبل، ليُنزلوه إلى عندهم....
- انتفاخ وتوّرم الأعراض الجانبية للربيع السوري...
- بين المازوت والجلّي في عصر ثيران و-ثورات التصحيح-...
- المجد لا يُعطي سعادة للذي يسرقه، بل للذي يخدمه...
- نجاح -البعبع- ليس نهاية التاريخ...
- زوايا دينية في حضرة الثورة الشعبية، -فيسبوكائيات-...
- أزمة أقليات مذهبية، أم أقليات مأزومة!؟...
- الهروب من مواجهة آخر آثار النظام....
- مغامرة الحرية، والخوف منها...
- افتراضية الحكم الذاتي فرضت انتقاداً غير افتراضياً...
- هل يُعطي الأسد حكماً ذاتياً للأكراد، قبل محاولة هروبه لحكمه ...
- إله العقل في أزمة أخلاق؟ أم على وثبة انعتاق؟!..
- تجربة المجر في التغيير الديمقراطي...
- غزوة غازية...


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاضل الخطيب - كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها..