أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي القسيمي - نصلي من أجل السلام ونقتل بإسم الدين !















المزيد.....


نصلي من أجل السلام ونقتل بإسم الدين !


سامي القسيمي

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تطورت مراحل تصور العقل الإنساني للدين علي مر العصور . ففكره وجود "دين" هي فكره متاصله في النفس البشريه , هو دوما في حاجه إلى مايؤمن به ويعتقد فيه .مما ولد أنوعا وأشكالا من العنف ظهر متسلسلا علي طول حلقات التاريخ نتيجه لصراعات المؤمنين اللامنتهيه ! .

نظرة لتاريخ العنف الديني
كانت تلك الصراعات تقوم غالبا علي أسس سياسيه واقتصاديه ودينيه تَمثل هذا في محاربه فرعون لموسي حيث جرت عادة الديانه المصريه القديمه التي تقتضي تقديس الحاكم الذي هو إبن الاله وبينما كان الفكر
الناشئ لتوه يدعو لابطال تلك الخرافات مما يهدد النفوذ السياسي للحاكم المتشكل في بسط سطوته الدينيه علي شعبه . أصبحت الحاجه مُلحه لوأد هذا الانقلاب الديني في مهاده للمحافظه علي نفوذه السياسي .
جري هذا أيضا عند ظهور المسيح وتمت محاربه أفكاره التي لم تكن في واقع الامر داعيه إلى دين جديد بل كانت تشكل تجديدا وتنقيحا لليهوديه فتمت محاربته علي أساس ديني.
وكانت النتيجه استخدام العنف معه واتباعه لإثناءه عن هرطقاته وشذوذه بحق الديانه اليهوديه !.
لم يكن الإسلام أوفر حظا ونصيبا من اليهوديه والمسيحيه عند ظهوره فقد ظهر في بيئه عربيه وثنيه تعتمد على أوثانها في تحقيق أرباحا تجارية طائله حيث كانت مكه مركزا تجاريا هاما يفد إليه الناس
من كل الاصقاع في موسم الحج للتبادل التجاري. وكانت الدعوه لنبذ هذه الاصنام عديمه الفائده واستبدالها بعباده الله الواحد كفيله بهدم تلك التجاره الرابحه علي رؤوس رجالها .
ومن هنا نلاحظ أن استخدام العنف الديني ضد أفكار (محمد) أدت لمحاربته والتنكيل برجاله في بدايه دعوته.
في النهايه انتصرت تلك الديانات لمريديها وحققت الانتشار الواسع بين البشر حتي تلك الديانه التي كانت تدعي انها جاءت مجدده لروح اليهوديه قد انفصلت بذاتها وشكلت دينا خاصا قائما بذاته . ولكن حتي تلك الديانات السماويه الساميه لم تخل ولم تنج بافرادها من هذا العنف الديني المقيت . بل كانت هناك فيما بينها وفي داخل الديانه نفسها صراعات وفجائع داميه اصلت ذلك الانفصال والانقسام والكراهيه التي نراها فيما بيننا الان , لبعضها البعض وداخل الديانه نفسها !! .

الصراع السياسي الديني

>.يسوع المسيح ،.

<< إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً >>. <سورة النساء - الآية 56>.

<<ووَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، 8فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، 9بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا>> <التوراة - سفر التثنية 13: 6-9 >.

العنف بإسم الدين غالبا مايصف أولئك المرضى النفسيين الذين يحوّرن ويلوّنون ويأوّلون الكلمة الإلهية وآيات الله بما تتناسب مع أغراضهم الهدامة التدميرية الخاصة.
المسيحيون اليون يستنكرون الأعمال الوحشية التي ارتكبها أسلافهم من المتدينيين خلال محاكم التفتيش والحروب الصليبية .الرئيس بوش في واشنطن بوست، قال ذات مرة "أن الإسلام دين السلام" وطالب في خطابه الأمريكيين بألا يُظهروا غضبهم على العرب والمسلمين الأمريكيين الأبرياء على الرغم من أحداث الحادي عشر من سبتمبر والذي قتل كثيرا من الأبرياء وكله في سبيل الله وبإسم الدين!.
لكن هل هذا العنف الديني ناتج من الناس أنفسهم أم من الكتب المقدسة المذكورة آنفا والتي يؤمنون بها ؟!
على مر التاريخ فإن القتلة والسفاحين قد وجدوا روح الوحي والإلهام في آيات الله في الكتب المقدسة في القرآن والإنجيل والتوراة ،ومع ذلك تجد كثيرا من المتدينيين مسالمين والكثير منهم حفزتهم الآيات المقدسة لدعم وعمل الخير والشفقة ورحمة وحب الإنسان.
الديانات الرئيسية الثلاثة تعطي مبررا لكل من الخير والشر وفقا للكاتب هيكتور أفالوس سنة 2005 كتاب "أصول العنف الديني":
هناك عنف في كل الكتب المقدسة أكان فيما تسمونه العهد القديم أو العهد الجديد أو القرآن وكل من هذه الكتب يحتوي على آيات تؤيد العنف هناك وتدعو إليه ! <بروفيسور الدراسات الدينية في جامعة ولاية أيوا (lowa)>.
أتباع التيار الديني يشيرون إلى أن الآيات المقدسة تحتوي وتتضمن المحبة والحب والسلام ويدّعون أن مرتكبوا الجرائم من القتل وتفجير القنابل وقتل الإنسانية ليسوا في الطريق الصحيح ولايتبعوا آيات الله الصحيحة !!!.
يقول أفالوس "المشكلة هي أن العنف الموجود في الكتب المقدسة هي في الحقيقة تمثّل حقيقية للدين وحكم اللاهوت كما أن السلم الموجود في هذه الكتب متساو للعنف " هناك فعلا إختلاف طفيف جدا في إختيار العنف على السلم أو العكس.ومع ذلك العديد من رجال الدين يقولون أن هناك أسباب لاهوتية لنبذ العنف لصالح السلام.
في الفصل رقم 13 من سفر التثنية كما هو مذكور أعلاه، وهو جزء من كلا الكتابين الإنجيل والتوراة يدعو المؤمنين بقتل أخوتهم وأصدقائهم وأقربائهم حتى ولو كانوا من أفراد أسرتك!.

تفسير الآية السابقة (التثنية 13 – 6-9):
<< ليس عجيبًا أن يتحدَّث عن الأخ أو الأخت أو الابن والابنة أو الصديق الذي يحاول سرَّا أن يجتذب الإنسان إلى الخطيَّة، فقد استخدم الشيطان حواء لتغوي رجلها آدم، وظن أيضًا أنَّه قادر أن يخدع يسوع المسيح خلال تلميذه بطرس.
الإغواء إلى الشرّ يحوِّل القريب إلى عدو، إذ يصير قاتل نفسٍ. من نحبُّهم ونعتز بهم، إن أساءوا استغلال هذا الحب فيخونونا بإهلاك نفوسنا يأخذون موقف الأعداء الذين يجتذبوننا إلى خطيَّة مهلكة.
يبدأ الشخص المُتَّهم بالرجم أولًا ليحمل المسئوليَّة أمام الله أنَّه صادق في اتهامه لقريبه أو لصديقه أنَّه يغويه سرًّا على العبادة الوثنيَّة، ثانيًا لكي يعلن أن الله قبل كل قريب أو صديق، هو فوق الكل>>.
إذا كان أخيك،ابن أمك أو أبنك أو إبنتك أو الزوجة أو الصديق والذي يعتبرون هم روحك ،كلمك أو كلمتك سرا: "لنذهب ونعبد آلهة أخرى" ...أنت بالتأكيد ستقوم بقتله كما يتوجب عليك بنص الكتاب المقدس، وبذلك لطخت يدك بدماء أخوك أو صديقك ..الخ، وكما بدأت بقريبك وروحك ستبدأ بعد ذلك بباقي الناس وستقتلهم دون أدنى شعور بالرحمة ولو برميه بالحجارة حتى الموت وكله لنيل رضا الله، ولكنك تسعى بعيدا عن الله في الحقيقة.
ويقول الأورثودوكس رابي ليفي فوجلمان من مركز شاباد في ناتك : " أن هذه الآية لاتعطيك تعليمات على أن تقتل بالعكس أنها أضاءة لك لتمنع اليهود من أخذ القانون بأيديهم !!.
وقال أن الإنجيل كتب بالتقليد اليهودي كملاحظات واهية تستطيع أن تفهمها من خلال التقليد الشفوي الذي بعثه موسى في جبل سيناء وبالأخير نقل وكتب وأصبح كتاب التلمود.
في الشريعة والقانون اليهودي، القتل والخطف تعاقب عليها بالموت وذلك يتم أمام 23 قاضيا في المحكة والتي ممكن أن تدين أي شخص لو كان هناك شهودا على ذلك.
ويقول هذه المحاكم لم تعد موجودة البتة ولاتطبق في أيامنا هذه ولايطبق الإعدام في الوقت الحاضر من قبل 2000 سنة حين هدمت المعابد، والآن وفقا للقانون اليهودي لايسمح للتعامل بعقوبة الإعدام في وقتنا الحاضر،
حتى العبودية التي كان يسمح بها (التوراة) لم تعد موجودة ولا يسمح بها بموجب القانون اليهودي ".
يسوع المسيح الحاخام اليهودي والذي يعتبر ابن الله عند المسيحيين إلى يومنا هذا ينشرون رسالة السلام والبعض يحتج بإسم المسيح لتبرير العنف.

بإسم المسيح يطلب
في خطاب سنة 1095 الذي أطلقت فيها الحملة الصليبية الأولى تلبية للدعوة التي أطلقها البابا أوربان الثاني سنة 1095م في كليرمونت جنوب فرنسا من أجل تخليص القدس وعموم الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين وإرجاعها للسيطرة المسيحية.
المسيح نفسه في الإنجيل قال لأتباعه أنا لم آتي لنشر رسالة السلام وهذا مايوضحه الفصل العاشر من كتاب متّى: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، 38وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. 39مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. 40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُني يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَقْبَلُ بَارًّا بِاسْمِ بَارّ فَأَجْرَ بَارّ يَأْخُذُ، 42وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ". <متى10 : 34 -42 >.
بروس داجيت من منظمة باستور وهو قس الكنيسة المساعد في ويست جيت في ويستون يعتقد أن الكتاب المقدس أو الإنجيل هو كلام الله ولكن يجب تفسيرها بشكل مجازي وليس حرفيا في كثير من الأحيان.
وعندما تقول أنه كلام الله يجب أن تفهم أن هناك نظرة خاصة في أسلوب الخطاب الديني وهناك أسلوب بلاغي في الكلام.
وقال في تفسير الآية أنها لاتعني العنف بمعناها الحرفي وإنما الذي يقولون ذلك الذين يرفضون تعاليم السيد المسيح ويهاجمونه. ولكن سيف هنا معناه رمزي أو مجازي .
وقال نحن لانقرأ المقاطع أو الآيات على أنها حمل السلاح وهذا لايوجد بكلام المسيح بأي شكل من الأشكال وليس هذا معناه أن تحمل السلاح أو السيف وتجبر الناس ليؤمنوا بقوة السيف لا أنه العكس تماما.
ويكمل قوله : في سفر الرؤيا الباب الثاني (20-28) : يسوع يدين إيزابل لإرتكاب الزنا وليس التوبة عن زناها ليعاقبها المسيح قال : " وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ ".
فبدلا من النظر إلى هذه الآية بأنها تحريض على قتل الأطفال إنما السيد المسيح هنا يعطينا صورة عن نهاية الزمن عندما سيكون هناك محاكمة ضد إيزابيل وأطفال ليسوا من نسلها ولكن لأولئك الذين يتبعون نفس الطريق.

تتعارض المعتقدات
يقول سام هاريس في كتابه الذي أصدر سنة 2004 "نهاية الإيمان" الدين والإرهاب ومستقبل العقل والتعصب هو جوهر الدين بسبب ماتدعو له الآيات المقدسة من الحض على القتل وسفك الدماء.
وهذه معتقدات تتنافى مع البشر وتقودهم إلى قتل بعضهم البعض.
ويقول هاريس عندما يؤمن الشخص إيمان حقيقي فإن الأفكار تقوده إلى السعادة الأبدية أو العكس وأنه لايستطيع تحمل أمكانية أن الناس تتسامح وتحبه وهذا يقوده إلى الضلال فالحياة الأخرى هي بشكل بسيط تتعارض مع التسامح.
ويقول هاريس على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه الدين في الحياة العامة والخاصة فيعتبر التيار الديني للمجتمع في نقد الشخص المؤمن من المحرمات.
عندما ينتحر المسلمين ويقوموا بتفجير أنفسهم ويقتلون الأبرياء يتجاهلون بذلك الدوافع الدينية وبدلا من ذلك تنسب الجرائم فحسب الى أهداف سياسية وأقتصادية .
المؤلف سام هاريس ملحد درس الفلسفة والدين وعلم الأعصاب ويكتب على نطاق واسع وينتقد الإسرائيليين واستيطانهم في غزة وفي الضفة الغربية واحباطهم للسلام وذلك من خلال مطالبهم بأحقية الأرض الفلسطينية حسب معتقدهم الديني وحقوقهم بالأرض الفلسطينية. ولكنه ينتقد وبشدة الإسلام ويصفه بأنه الأشد عنفا من أي عقيدة أخرى ،يقتبس هنا قصة العنف بين الهندوس والمسلمين في صحيفة النيويورك تايمز سنة 2002 والتي نجمت عن الإختلافات الدينية:
الأمهات يشوون بالسيوف أمام أطفالهن والنساء الصغيرات يضربون ويغتصبون على مرأى الجميع ثم يضعونهن على النار .وقد قطعت بطن إمرأه حامل وأخرج جنينها بالسيف ورمي في النار .
المسلمين المعتدلين وكذلك السياسيين الأمريكيين يسارعون بالقول بأن ليس هناك صلة بين الإسلام والإرهاب ولكن القرآن الكريم يعج بالآيات التي تدوعو إلى شن الحرب والقتال وذبح الكفار.
قال تعالى : <<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ>> (التوبة الآية 123).
قال تعالي : <<نَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا>> ( النساء الآية 56).
قال تعالي : <<فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ>> ( سورة التوبة الآية 5 ) .
ابراهيم هوبر المتحدث الرسمي بإسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية للحقوق المدنية في واشنطن رفض المناقشة بالآيات القرآنية والتي تحض على العنف والقتل واختصر ذلك وقال أن العنف الذي يصفه القرآن هي مجرد إشارات إلى صراعات وليس تعليمات وحض للقتل !!.
ويقول هوبر أن المجتمع الإسلامي يأخذون آيات القرآن الكريم ليحضهم على العنف والقتل إنما هذا سخف وتشويه للحقائق وعدم فهم معاني القرآن الحقيقية والسياق الديني.
وأن ابن وراق المولود في الهند كتب كتاب "لماذا أرفض الإسلام" يوضح أن الإسلام علاقتة بالإرهاب علاقة قوية وصدر هذا الكتاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ويقول الإدعاء بأن الإسلام ليس له علاقة بالإرهاب إنما هو تجاهل تماما لتفسير الأحداث وما يحدث اليوم. وأن ماعمله بن لادن واتباعه ماهو إالا تطبيق للإستراتيجية الإسلامية وتطبيق للقرآن الكريم.

أسس الحرب وأسبابه
ومن الأسباب البارزه محاولة فرض الزعامه والهيمنة السياسية وفرض النفوذ تحت سِتار الغِطاء الديني مثلما حدث من عنف ناتج عن صدور مرسوم الإيمان المسيحي القويم بمجمع "نيقيه" حيث كان الإمبراطور قُسطَنطين يتعجل إصدار هذا المرسوم لبسط نفوذه السياسي تحت غطاء ديني , فقد كان الخلاف محتدما بين "آريوس" و"الكسندروس" بابا الاسكندريه حول طبيعه ذات المسيح هل هي طبيعه إلهية أم بشريه فقد رأي أريوس أن طبيعه يسوع كانت بشرية وإنه لم يكُن أزليا بينما رأي الكسندروس إنه يمثل مع "الآب" و "الروح القدس" مثلث إلهي أزلي خالد ! , حيث كان الخِلاف في بدايته مجرد اختلاف في وجهات النظر !. لم يُطق الإمبراطور المتعجل صدور المرسوم لتدعيم وإرساء قواعد حكمه الإنتظار حتي ينتهي النقاش والحوار الذي وصفه بالتافه والسطحي وقرر في النهايه الانتصار لـ الكسندروس حتي يضمن قمح "مصر" السنوي الذي تُرسله للأمبراطوريه !, وترتب عليه إدانة وحرمان آريوس واتباعه وكل من شكك في طبيعه ذات المسيح الإلهيه وتحول الخلاف إلى بدعه آريوس ! .
في إسرائيل وغزة واليهود والفلسطينيين يتقاتلون فيما بينهم على الأرض وهذا ينبع من الإيمان بالدين ويقول أفالوس أسامه بن لادن يشكو من أن أمريكا تدنس الأراضي المقدسة من خلال وضع قواعدها في المملكة العربية السعودية.
قانون العودة الإسرائيلي الذي صدر في يوليو سنة 1950 والذي يسمح لليهود وليس للفلسطينيين للإستيطان هناك يعطي اليهود حق الهجرة والاستقرار في إسرائيل ونيل جنسيتها يعود إلى الإنقسام الديني وحظر الموارد على كامل الشعب الفلسطيني.
وقانون العودة نوع من امتياز الجماعة الممنوحة للفلسطينيين الذين لايملكونها وهذا يسبب النزاع وتستطيع أن ترى أن الدين مهم جدا في الشؤون السياسية وهي قوة مثلها مثل النفط والمال.

تفسيرات مختلفة
لآف السنين بعد أن بدأ الإنسان الأول في عبادة الآلهة، لا يزال الدين له التأثير العميق على المجتمع والحياة الشخصية لمعتنقيه. وتفسير الكتاب المقدس الديني لأغراض الخير والشر تستمر في تشكيل العالم لسنوات عديدة قادمة.
شيء واحد يجعلنا متأكدين من أن الآيات الموجودة في الكتاب المقدس أو القرآن يمكن أن يكون لها تفسيرات كثيرة مختلفة.
وقال الحاخام ديفيد توماس من مجمع بيت إيل، كنيس الإصلاح في سودبيري يمكن اعتبار أن كل ترجمة تترجم نفسها بنفسها.
يقول توماس أن الآيات التي تدعو إلى العنف في الإنجيل توجد بها تعاطف كبير ولكن من المهم أنه يؤمن أن هناك آيات يجب فهمها فهما صحيحا وليس تجاهلها وخصوصا الأجزاء السياسية الغير صحيحة في الكتب المقدسة.
ويقول توماس نحن هنا نميل إلى قراءة بعض من أكبر التحديات الصعبة التي نواجهها واعتقد أنها أهميتها أن نسعى لذلك وليس لتجاهلها .
وقال الحاخام فولجمان بدون السياق الصحيح للنص أنه من المستحيل على القراء أن يفهموا المعنى الصحيح للتوراة والتي تحض على ارتكاب الجريمة والقتل.
وانه إذا لم تكن لديهم الطريقة الصحيحة لفهم النص والسياق الديني في الآيات فإن ذلك يؤدي إلى فهمها بشكل خاطئ وخطير.
وتوماس يؤمن أن الكتاب المقدس من فعل البشر وليس الآلهة ويقول الآيات التي تدعو إلى العنف والقتل في سفر التثنية أنها أشكالية عويصة للغاية.
وقال توماس نحن لانشعر بالراحه من هذا النص منذ 2000 سنة إلى الآن.
فهؤلاء الكهنة ورجال الدين يصلون تارة من أجل السلام ويستغلون الآيات المذكورة بكتبهم المقدسة ليطبقوها وأهدافهم كما أتضح آنفا سياسية وإقتصادية وكله بإسم الدين والكتب المقدسة وبعيدا عن الإنسانية الحقيقية فهؤلاء وكلاء الله في أرضة يتحكمون في عقول البشر ويطبقونه عليهم كفئران التجارب ونحن علينا السمع والطاعة لهؤلاء الكهنة.
___________________________________________________________________________________________________________________________________________


المراجع /
1- The Washington post Editorials Tuesday October / 8
2- http://st-takla.org/
3- http://en.wikipedia.org/wiki/First_Crusade
4- مقتطفات من مقالة جون برودكن.




#سامي_القسيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزندقة في التراث الإسلامي
- صكوك سورة الإخلاص
- في وصف الجنة والنار
- الإله الغاضب
- مذابح ومجازر رسول الإسلام
- خطأ تاريخي قرآني - أسطورة يأجوج ومأجوج
- خطأ تاريخي قرآني - أسطورة أصحاب الكهف
- خطأ تاريخي قرآني - أسطورة ذي القرنين
- محمد الأمّي والتراث الإسلامي
- سلسلة إغتيالات الرسول الكريم
- أسطورة الملك سليمان في التوراة والقرآن
- محنة إبليس ومكر الله
- أخطاء علمية في القرآن الكريم
- محمد الإله الإسلامي
- مسرحية الإله
- النقد النصي للقرآن - الحلقة الثانية
- النقد النصي للقرآن - الحلقة الأولى
- العلم والدين
- افتراءات زندانية وزغلولية
- خرافة الإسراء والمعراج


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي القسيمي - نصلي من أجل السلام ونقتل بإسم الدين !