أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمني - إرهابيونا في الخارج















المزيد.....


إرهابيونا في الخارج


سيد القمني

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 18:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



نشر في 13/6/2005

يعود أول تماس مهم لي بالمسلمين الأمريكان؛إلي برنامج حواري علي قناة MBC وكان عنوانه ( الفوبيا إسلام ) أو الخوف من الإسلام ؛ و المقصود هو بحث ما شاع عن كون أمريكا أيامها تبحث عن عدو بديل بعد السقوط السوفيتي الهائل ؛ و أنها وجدته في الخطر الأخضر أو المسلمين ؛ و هو شائعة راجت قبل ضرب القاعدة لأمريكا في مانهاتن وواشنطن كما لو كانت توطئة لإشاعة جو مشحون بالحذر و الترقب ؛ لأن أمريكا نوت والنيات لله ... الاعتداء علي بلاد العرب و علي المسلمين فهم الخطر البديل للسوفيات؛ دون مبرر واضح لوضع المسلمين العرب محل الاتحاد السوفياتي؛لأن هذا الاتحاد كان يملك أكبر قوة ضاربة في العالم مما خلق وقتها ما سمى ميزان الرعب النووي؛ كما كان أكبر دول العالم من حيث المساحة ؛ وكان السابق إلى ارتياد الفضاء ؛ حتى أصبح هو والولايات المتحدة يتناوبان الخطوات كفرسي رهان ؛ فمن نحن حتى نضع أنفسنا محل الاتحاد السوفيتي عدواً أخضرا ًأو مشجراً (؟!).
إن الشائعة كانت شديدة القوة بينما كان المسلمون في الواقع أشد شعوب العالم ضعفاً و تخلفاً و أمية و فقراً فأين الخطر من شعوب لا تملك لنفسها أمراً؟وقد فسر الأمر نفسه عندما ضربت القاعدة في أمريكا ؛ لردع أمريكا عن ضرب الخطر الأخضر ؛ و تبريراً لهذا الردع الهائل الذي ما خطر على قلب بشر ؛ و عندها لابد أن نفهم أن من أطلق الشائعة و مولها في الصحف العربية و الأجنبية ؛ هم من كانوا يقفون وراء تسويق الخطر الأمريكي للمسلمين قبل 11 سبتمبر 2001؛ و ضمن هذه العملية التسويقية كانت الحلقة التليفزيونية المشار إليها التي جمعتني مع نهاد عوض و جماعته (كير ).
عرض ( عوض) فيلماً تسجيلياً صنعته مؤسسة (كير ) يخاطب نخوه المسلمين و شهامة العرب إزاء ما ورد بالفيلم عن شهادات من مسلمي أمريكا تشير إلى المعاناة و الاضطهاد الديني الذي يلقونه في بلاد الحريات ؛ ومع ذلك يعضون علي إسلامهم بالنواجذ في انتظار المعونات النفطية.
كان فيلما بالفعل ؛ فيلما كاذباً يرتب شيئاً غير ما يظهر علي السطح . لأن مسلمي أوروبا و أمريكا لم يتعرضوا هناك لشيء من أكاذيب هذا الفيلم و إلا عادوا إلى ديارهم التي خرجوا منها و هجروها سعياً من أجل عيش أفضل و كرامة أعلى و أكثر صوناً.
كانت الكذبة الثانية من جاري على المنصة الملتحي السيد نهاد عوض أشنع من فيلمه؛ فقد رفع كتابا كان أمامه و فتحه على صفحات بذاتها ليقول لنا كيف يكره الأمريكان دين المسلمين ؛ حيث ذكرت تلك الصفحات أن النبي محمد تزوج بصفية بنت حي بن أخطب بعد أن قتل أبيها و زوجها و عامة عشيرتها .
كان عوض بهدوئه الرهباني المدروس وصوته الناعس المشيخي يقدم للمسلمين سبباً أخر لكراهية أمريكا المحرقة ؛ بعد أن افترت على نبينا ظلما ً؛ و يقدم لهم أيضا نفسه و مؤسسته ترويجاً لجمع الأموال ؛ شارحاً كيف رفعوا دعوى قضائية ضد هذا الكتاب الذي تم تأليفه هناك .
و كيف كسبت (كير ) القضية بعد أن أمر القاضي بحذف هذا الجزء من الكتاب .
وهكذا يضحك المسلمون على ذقن العدالة الأمريكية ؛ و يضربون أكثر من هدف بطلقة واحدة ؛ فهذا المكسب كان خليقاً بتدفق مكاسب أخرى عظيمة على تلك المؤسسة الإسلامية الأمريكية التي أقامها أبناؤنا في الخارج .. ولا فخر!!
إن قصة (صفية بنت حي بن أخطب كما رواها الجزء المحذوف من الكتاب المؤلف ضد الإسلام خصيصاً و يدرس للطلبة و هنا الكارثة في مدارس أمريكا ) لا يخلو منها مصدر إسلامي وسأحكيها لكم بنصها من ثلاث مصادر أساسية لكل دارس للإسلام بالأزهر وخارج الأزهر.
من ابن كثير زعيم طبقة كتاب السنة ؛ وابن سعد صاحب كتاب الطبقات الكبير ؛ والبهيقي صاحب دلائل النبوة ؛ صفحات (ابن سعد مج 2ج1ص84 )؛ و(ابن كثير البداية والنهاية ؛ج4؛ص197 )؛ و البهيقي (دلائل النبوة ج4ص232:23 )تروى هذه المصادر فتقول في راويتها لما حدث في غزوة خيبر "عن أنس ؛ جُمع السبي ؛فجاء دحية الكلبي فقال رسول الله أعطني جارية من السبي ؛ قال : اذهب فخذ جارية ؛ فأخذ صفية بنت حيي بن أخطب ؛ فجاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال : يا نبي الله ؛ أعطيت دحية صفية بنت حيي سيد قريظة و النضير ؛ ما تصلح إلا لك ؛ قال: ادعوا بها ؛ فلما نظر إليها (ص) قال : خذ جارية من السبي غيرها" ؛ و يحكى ابن كثير"عن أنس بن مالك قال :قدمنا خيبر ؛ فلما فتح (ص) الحصن ذُكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب ؛ و قد قتل زوجها ؛ وكانت عروساً؛ فاصطفاها لنفسه ".
وما ارتحل جيش المسلمين عن خيبر حتى أناخ في سد الصهباء على الطريق إلى يثرب؛ و ضربت للنبي وصفية خيمة ؛ ظلا فيها معاً ثلاثة أيام " و أقام ثلاثة أيام يبني بها .. وكانت التي جملتها لرسول الله و أصلحت من أمرها أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك "وقد بات أبو أيوب ليلة دخل بها رسول الله (ص) قائماً قريباً من قبته ؛ فلما خرج الرسول من القبة سأله عن طوافه حول القبة كل ذلك الوقت ؛ فرد أبو أيوب :" لما دخلت بهذه المرأة و تذكرت أنه قتلت أباها و أخاها و زوجها و عامة عشيرتها ؛ فخفت لعمر الله أن تغتالك".
نحن ( القارئ و أنا ) مع من هنا ؟ نحن مع الضمير الصاحي الحي بالطبع؛ نحن مع الراوية الصادقة ؛ ولسنا مع كير وعوضها فيما فعل نصباً على المسلمين و على الأمريكيين ؛ كما لو كان الحدث يقاس على قيم اليوم وخاصة قيم الأمريكان وقوانينهم . لأن الحدث كان حدث زمانه بظروف زمانه بمنطق زمانه بقوانين حروب زمانه ؛برق و سبي زمانه ؛ وذوق زمانه ؛ ولم يكن شأناً معيباً لصاحبه بل كان مصدراً للفخر والعزة بالانتصار ؛ لأن القيم تتغير معاييرها بين زمن و زمن و مكان و مكان ومجتمع و مجتمع؛ ولم يكن العالم قد اجتمع بعد ليضع مواثيق معاهدة جنيف .
هكذا كانت قيمهم و علينا أن نعترف بهذا ببساطة ؛ و أنها مثلها مثل كثير في تراثنا لم يعد يصلح لزماننا . فلا شئ في الدنيا يصلح لكل زمان و مكان كما يريد مشايخنا أن يوهموا المسلمين البسطاء . كان السيد عوض جالساً إلى جواري ؛تناولت الكتاب الذي رفعه مؤكداً كيف يهزأ بالإسلام و نبيه و كيف كسب قضية زوراً ضد الله وضد المسلمين و ضد الأمريكان و ضد القانون وضد نفسه ؛ فإذا بعنوان الكتاب The relegion in the world أي " الدين في العالم " أي أن الكتاب ليس موجهاً ضد المسلمين بمؤامرة محبوكة ضدنا ؛ فنحن من يصنع المؤامرات ولو كذبا على أنفسنا ؛ الكتاب حسب الفهرست يعطي فكرة عامة عن كل دين مع نصوص من تلك الأديان : فهم هناك لا يدرسون التربية المسيحية ولا اليهودية ؛ فقط من يدرس هناك تربية دينية هم المسلمون ؛ يدرسون تربية إسلامية في مدارس خاصة تزيد على المئتين تدعمها الحكومة الأمريكية مالياً !!! إضافة بالطبع إلى مدارس اللاهوت المتخصصة .
هذه الكذبة التي تخرق القتاد جعلت من كير وصاحبها أكبر مؤسسة دعوية إسلامية في أمريكا ؛ وصاحبة أكبر مسجد ؛ زاره الرئيس بوش بعد ضربة القاعدة مباشرة ؛ ووقف إلي جوار السيد نهاد عوض ؛ ليحذر الأمريكيين من تعميم كراهية القاعدة علي كل المسلمين ؛ مؤكداً علي مواطنة مسلمي أمريكا ؛ وعلي سماحة الإسلام ؛بغرض عدم تعرض المسلمين لأذى من إخوانهم في الوطن هناك من غير المسلمين ؛ كنتيجة للضربة الهائلة في 2001.
وهكذا كان السيد كير مستمراً في فيلمه الرديء وكذبه الرخيص لكنه أثمر و أنجز وتضخم شأنه بعد هذه الأحداث بحسبانه من المسلمين المعتدلين.
تذكرت هذا كله و أنا أطالع تحقيق الأستاذة إقبال السباعي بعدد روز اليوسف الصادر في 4/6/2005 حول المسلمين في بلاد الغرب؛ وكيف طرقت الموضوع مع أطراف عدة وقدمت تقارير قادمة من السفارات هناك ؛ واستقصت أراء المتخصصين حول هذه التقارير ؛"لإيجاد حلول ..تعيد إلى الإسلام صورته الصحيحة ".
وإن كانت صورة الإسلام الصحيحة هذه دوننا و دونها بحر الظلمات وجبل قاف ؛ فالتجديد الوهابي للمذهب الحنبلي ومعه مشايخ مصر التابعين لهم بإحسان ؛ وتلفزيون وتعليم مصر ؛ التابعين لهم بدون سبب ؛ كلهم يؤكدون أن الوهابية الحنبلية القطبية هي الدين الصحيح... .( الدين الصحيح ) عبارة استخدمها قبلهم المرابطون وأقاموا دولتهم ؛ وقالها بن عبد الوهاب لابن سعود وأقاما دولتهما ؛ وقالها الفاطميون للمصريين و أقاموا دولتهم ؛ وقالها العباسيون وقتلوا بها الأمويين ؛ وأقاموا دولتهم ؛ وقالها الأمويين و أقاموا دولتهم فوق جثث آل بيت النبي في عملية إفناء ؛ و أباده تامة ؛ و قالتها المهدية في السودان ؛ وقالتها الخوارج ؛ وقالها كل طامع في الحكم منطلقاً من حيازته لصحيح الدين ؛و كلهم كان بإمكانهم ( لمدى الخلافات الهائلة بينهم في فهم الدين و تطبيقاته ) أن يقول كل منهم بدين جديد ؛ ولكن لأن محمد كان خاتم النبيين فلم يعد مسموحاً بوجود أنبياء جدد ؛إنما المسموح كل واحد يعمل له دين جديد و ينسبه للإسلام باعتباره الإسلام الوحيد الصحيح ؛ بينما هي إسلامات لا تلتقي بالمرة .
لو لم يقل محمد أنه الخاتم لكان كل من هؤلاء مسيلمة جديد ؛ و سجاح جديدة؛ أو هم كذلك فعلاً .
المسألة في الإسلام لا تحتاج جهداً كبيراً لأن الإسلام لم يأت بمعجزات كإحياء الطير المقطع أو تحويل العصا إلى حية أو إشفاء الأكمة و الأبرص ؛ و مادامت المسألة مجرد كلام و أفكار ؛ فقد قاموا يقولون لنا كلاماً يفتئتون به على ديننا و آيات ربنا ؛ و آهو كله كلام في كلام !!
ثم لخصت لنا الأستاذة إقبال مجموعة من التقارير القادمة من الخارج و التي أحيلت لمجلس البحوث الأزهري ليرى فيها رأيه (؟! تصوروا تقارير من وزارة الخارجية ؛ يعني أعلى مستويات الفهم السياسي بالفرض الجدلي في مصر ؛ تم تحويلها للأزهر ؟!؟! و ليس للباحثين المتخصصين في الشأن السياسي وفق مبادئ علمية صارمة ؛ ولا حتى لمركز بحثي من مراكز الحكومة ؟! فالأزهر أزهرنا و الخارجية خارجيتنا و زيتنا في دقيقنا !! ؛ تعالوا نقرا موجز هذه التقارير " تؤكد جميعها أن الإسلام يتعرض لحملة هجوم عنيفة في الخارج ؛ و أن معظم الغرب لا يعرف شيئاً عن الدين الإسلامي ؛ ويعتقدون أن العرب يكرهونهم ؛ و أن المسلم إرهابي متخلف يهوي تعدد الزوجات ؛ و يعامل النساء بعنف ؛ و يرغم زوجاته على ارتداء الحجاب كما يرغم بناته على الزواج ؛ بعد إخضاعهن لعملية الختان التي تعد من أقسى أشكال العنف ضد المرأة ".
و إن كانت التقارير ترى أن الغرب لا يعرف شيئاً عن الدين الإسلامي بموجب ما جاء في هذه التقارير ؛ فيبدوا أن دبلوماسيينا في الخارج هم من لا يعرفون شيئاً عن الدين الإسلامي ؛ و أن هذا الغرب هو من يعرفنا حق المعرفة ؛ وليس في مضمون تلك التقارير حسبما أوجزت الأستاذة إقبال ما يشكل حملة علي الإسلام ؛ بقدر ما هي تعريف بالمسلمين ؛ لأن الحملات أما تكون باختراع الافتراءات اختراعاً من عدم ؛ أو إخفاء ما يلزم إخفاءه لإنجاح الحملة ؛ و كل هذا لا ينطبق مع ما يعتقده الغرب عنا ؛ فما يعتقده عنا صورة نحن من رسم كل تفاصيلها ؛ ولا يحمل علينا بما يعتقد عنا ؛ لأنهم لم يخترعوا و يضخموا كراهية العرب لهم؛ و يكفي أن تدافع عن الغرب أمام أي مصري من أي مستوى ثقافي ليثبت لك أن عداء الغرب و كراهية أمريكا هما مقياس مدى صدقية مواطنة المواطن؛ وعدا ذلك هو الخيانة والعمالة والتآمر و ربما الصهيونية أيضا.ً ألا ترون أن تقاريرنا الدبلوماسية العليا تفكر بدورها بعقلية (كير ) ؟!
نعم بيننا من لا يكره الغرب ؛ و بيننا من لا يكره أحداً بل يحب كل ما خلق الله ؛ هناك علمانيون لا يمارسون أي كراهية ؛ لكنهم عند أهلهم مارقين خارجين بعلمانيتهم كأصحاب أي دين أخر؛ غير المسلم و العلماني المسلم هم كفرة و عدو مستباح عند القدرة. بل أن هذه الكراهية من وجهة نظر المذهب السائد حالياً في تفسير القرآن ؛ هي عمدة من أعمدة الدين و من أنكرها أنكر معلوماً من الدين بالضرورة ؛ أنكر ما يسمونه " عقيدة الولاء و البراء".
لا شك أن المسلم إذا كان يعيش في الغرب بهذه القيم و بهذه العقلية التي شاهدنا نموذجها تقاريراً في خارجيتنا التي حولت الشأن إلى الأزهر الشريف ليحل لنا مشكلة أبناءنا في الخارج .
إذا كان المسلم في الغرب يعيش وفق هذه المبادئ فلا شك أنه يعاني من مشكلة كبيرة و عظيمة ؛ لأن هذا الغرب لا يكرهه بدليل أنه استقبله و أدخل أبناءه و بناته معاهد العلم الرفيع ؛ و أسبغ عليه جنسيته ؛ ووضعه في المواطنة مثله مثل رئيس الجمهورية حقاً وواجباً ؛ و ذهب الأكثرية هاربون من بلادنا حيث إسلامنا ومشايخنا و استبدادنا .... إلى بلاد الغرب الكافر ؛ فأطعمهم من جوع و آمنهم من خوف ؛ لكن الفريضة تتطلب الضغينة و أن يضمر لهم البغضاء حباً في الله ؛ و إن تمكن من إظهار الكراهية فذلك عند الله أفضل جداً ؛ و هو كلام سبق و شرحنا و رصدنا مصادره ؛ مصدر يدعم مصدراً ؛ في هذه المجلة ؛ و في كتب نحيل إليها مثل ( شكراً بن لادن ؛ أهل الدين والديمقراطية ؛ الإسلاميات ) .
ولا شك أن الغربي المشغول بعلوم الزمن الآتي ليس لديه الوقت و ربما الرغبة ليطلع على تراثنا و يعرف أن كراهيته فرض علينا ؛ فلا شك أن ذلك قد تكون نتيجة فعالنا نحن في بلاد الغرب و فعال أبنائنا في الخارج .
وكون العربي يعامل زوجته بعنف ؛ فهو شرف لا ينكره العربي و مأثرة يدعيها و يفاخر بها أمام الناس ؛ أما كيف يتم ضرب النساء في الشوارع من الرجال ؛ فهناك فيلم موجود الآن على كل جهاز كمبيوتر تقريباً ؛ لرجل يضرب بالكرباج نسوة يلبسن الشادور لمجرد أنهن تجمعن و تكلمن بصوتهن العورة ؛ و ضربها مسموح به قرآنياً لتأديبها ؛ و الشرع يضع الرجل قواماً عليها ؛ وله الولاية عليها و طاعتها لزوجها مصدر رضى و ابتهاج سماوي ؛ بيده طلاقها ؛ و هي نصفه شهادة و ميراثاً .
قوانينا مصدر عز رجالنا و هي لنا فخر العالمين ؛ لكن لأن لكل بلاد و لكل زمن أعرافه و قيمه التي يرسيها القانون ؛ فقد هاجر محمد كمال مصطفى إلى أسبانيا و أرتقي إماماً لمسجد مدينة فيونغيرولا بجنوب أسبانيا ؛ لكنه كان مخلصاً لقيم بلاده وقوانينها ؛ فكتب كتاباً بعنوان ( النساء في الإسلام ) ؛ وشرح فيه للمسلمين في بلاد الغرب كيف يمكنهم تأديب زوجاتهم بالضرب الشرعي ؛ دون أن يتركوا في البدن أثراً يدينهم أمام القانون الكافر ؛ وفي المحكمة قال الإمام الكاذب المدلس للمحكمة التي حكمت عليه بالسجن :"إني أرفض العنف ضد النساء ؛ وإنما كتبت كتابي حسب نصوص القرآن /الشرق الأوسط 22/12/2004".
نعم يعيش أبناؤنا في الخارج مشكلة ضخمة ؛ فهم يهاجرون من مواطنهم ؛ و يرفضون الاندماج في موطنهم الجديد ؛ و مكلفون بكراهية من استضافوهم في بلادهم ؛ كما أنه ليس بإمكانهم ضرب نسائهم ؛ إضافة إلى كونهم لا يستطيعون الزواج الذي يحرمه القانون الدانمركي ( حسب الأستاذة إقبال ) قبل سن 24 ؛ بينما للفتاة المسلمة أن تتزوج و هي في سن تسع شرعاً ؟!
أترون كيف يرهبون أهلنا المسلمين في بلاد الشرك والطاغوت ؟ المخرج الهولندي فان جوخ الابن ؛ تم قتله لأنه أخرج فيلم بعنوان ( الخضوع ) فيه ما يسئ للإسلام فعلاً ؛ لكن هل الجزاء يكون قراراً فردياً يتخذه مواطن دون محاكمة و يقوم بتنفيذ القرار ؟ إن بلادهم حينئذ لن تفهم عنا سوى أننا برابرة همج متوحشين لا نحترم القانون .
داعية إسلامي في الدانمرك التي أرسلت سفارتنا فيها تقاريرها إلى الأزهر ؛اسمه سعيد منصور وزع على المسلمين شريطاً يدعوهم فيه الالتحاق بالزرقاوي في العراق ؛ رغم أن مواطني الدانمرك تحديداً دعموا قضايانا أكثر مما دعمتها حكومتنا أو شعوبنا .
كيف نريدهم أن يروننا إذن ؟ و أيمن الظواهري قد سمى الدانمرك والنرويج و استراليا وبريطانيا و طبعاً أمريكا لعمليات إسلامية انتحارية قادمة ؟!
خطيب المسجد التركي في ألمانيا ( التي تشكو سفارتنا فيها بدورها ) كان يحرض على العنف و العمليات الانتحارية ؛ فلما صدر ضده الحكم بالحبس والترحيل ؛ هرب ؛ و فضل أن يظل هارباً في ألمانيا على أن يعود إلى بلاد المسلمين حيث قضاياه ومبادئه أو للشهادة في سبيل الله في العراق أو إسرائيل أو أفغانستان أودارفور أو حيثما ألقت .
في قلب لندن خرج أبو حمزة المصري رافعاً يده الخطافية إرهاباً ووراءه حشد من المسلمين ليصلوا وسط الشارع إقفالاً له ووقفاً لحركة المرور ؛ فقام البوليس بحمايتهم إلى أن انتهت الصلاة ؛ وذلك إعلاماً لإنجلترا بدين الإسلام فإن لم يسلموا بعد هذا المشهد نكون قد بلغنا و اللهم فاشهد أننا سنستشهد .
و حزب التحرير الإسلامي الممنوع في كل بقاع المسلمين ؛ هو ناشط كبير في أوروبا ولندن ؛ يعلن أنه سيقيم الخلافة القرشية فوق الكرة الأرضية؛ و أنه سيعرض الإسلام على ملكة بريطانيا و إلا فعليها دفع الجزية ؛ وهم يأكلون و يشربون وينامون في حماية قانون اللجوء الذي جعل من دخل لندن كان آمناً!!... و يطلبون منهم الجزية !!
كان حل هذه المشاكل لأبنائنا في الخارج معلقاً بحبل الحلم المجيد القديم ؛ فيما لو تمكن العرب الفاتحون في عهد الفتوحات من اكتساح أوروبا بأكملها ؛ إذن لعاش العالم كله في هدوء و سكينة و تراض وراحة بال؛ ولما خرجت علينا حضارتهم الغربية وأنظمتهم السياسية الكفرية ؛ التي سمحت للمطاردين في بلادنا باللجوء لبلادهم و لذبحناهم في بلادنا دون مشاكل ؛ و لما عرفنا حياتهم الاجتماعية المغموسة في الرذيلة ؛ و لما كان هناك ضجيج آلات المصانع و بدع مبتدعة ؛ ناهيك عن دخان سياراتهم و مصانعهم الذي خرم طبقة الأوزون خرماً ؛ إضافة إلى ما لا نراه مباشرة من عوادم الصواريخ والطائرات و الغواصات و السفن و الدبابات .
و لما ظهر أصحاب البدع أمثال لافوزييه أو داروين أو آنيشتين أو فرويد أو الإخوة رايت أو المصيبة الكبيرة أديسون ؛ وبالتأكيد ما كان سيظهر مطلقاً روسو او فولتير أو دوركهايم ؛ ولا كانت الزيادة السكانية قد حدثت في بلادنا بسبب طبهم المتطور؛ فأصبحنا نعاني من زيادة سكانية أكلت الحرث و النسل ؛ ودفعتنا للاقتراض منهم و أخذ المعونات .
و لأمكن للجمل أن يحتفظ بهيبته كضرورة نقل استراتيجية ؛ و لظل الحصان حيواناً كريماً لا يركبه إلا العرب وحدهم دون كل الموالي و أهل الذمة في البلاد المفتوحة عملاً بشروط عهد الذمة العمري ؛ و لاحتفظت جزيرة العرب بأصالتها من بعير و بغال و بيوت شعر و غنم ؛ في صحة وعافية ؛ و لظل بترولها محفوظاً في بطن أرضها من غير سوء ؛ و لما ظهرت لنا مشكلة إرهابيونا في الخارج .
إذا كنتم تعانون سادتي في الغرب الكافر فلتعودوا إلى أرض الإسلام بما غنتم و كفى المؤمنين القتال ؛ لأن لدينا هنا في الداخل مشاكل حقيقية نريد أن نتفرغ لحلها ؛ وموضوعكم عند أزهركم؛ فكلاكما صنوٌ للأخر ... و دمتم .



#سيد_القمني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية أن كل مسلم إرهابي
- نظرية أن كل مسلم إرهابي !
- كل يوم كلمتين قلتهم زمان
- العلة والمعلول
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى 7 - الوجود والعدم 2
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى ( 7 )
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى(6).. الإله الحقيقي
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى (5).. ويسألونك عن الروح؟ ...
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى ( 5 ) ويسألونك عن الروح؟! ...
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى -4-.. هو الأول وهو الآخر
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى.. من التعدد إلى التوحيد - ...
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى 2
- التأملات الثانية في الفلسفة الأولى.. البحث عن المنهج -1-
- لحية برهامي
- عبور البرزخ
- اللاعنف والخراب العاجل (5)
- اللا عنف والخراب العاجل (4)
- اللاعنف ..... والخراب العاجل (3)
- اللا عنف.. والخراب العاجل (2)
- اللا عنف والخراب العاجل (1)


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمني - إرهابيونا في الخارج