أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر














المزيد.....

شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 17:15
المحور: الادب والفن
    


شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر
الحدث بدأ في توليدو خلال فترة اجتياح جيوش نابليون ومن ثم مشاهد لاعدام مع صرخات تنادي بالموت لفرنسا،وعندما يحاول احد الجنود تقبيل ثمثال إمرأة،يهم تمثال زوجها الذي كان بجانبه بضربه ضربه خاطفة وخارقة..
هذه المقدمة التي تتميز بمنحى تهكمي عالي مع حبكة فنتازية عالية السخرية،بدت خادعة لأن بونويل سينتقل وبسرعة ألى تاريخ معاصر فرنسي شارك في كتابة أحداثه جان كلود كاريير معتمدا على المقتطفات واللمحات التي في اطولها كانت سريعة مع عدم التواصل السردي المنطقي وهو نفس الأسلوب الذي شاهدناه في الفيلم السابق (الجاذبية الخفية للبرجوازية)،وان كان العنصر المركزي في هذا الفيلم المذكور هو مجموعة من البرجوازيين الحمقى،ولكن العنصر المركزي في هذا الفيلم هو القاء نظرة على عالم معاصر وفقا لزاوية رؤية بونويل الساخرة والناقدة في نفس الوقت.
عندما يوحي ان رجلا يعمل على ان يري قاصرتين صورا اباحية،في تورية مقصودة يتابعها بونويل عندما تعلق (مونيكا فيتي) ب(تلك الرائحة الجنسية القديمة)،ولكنها في النهاية لن تكن سوى صور مختلفة من ايطاليا.
إذا كان الموضوع فني،فبالتأكيد أن مونيكا فيتي تذكرنا بالراحل الرائع (مايكل أنجلو أنتونيوني) وهذا التسلسل يقودنا فعلا الى فيلم(انفجار) فالصورة تحمل كناية كبيرة،والصورة من الممكن ان تقول من غير ان تخضع لأي منطق،وفعلا هم يعاملون هذه الصور من دون أي منطق،كما انهما يعملان على طرد الخادمة لأنها لم تنتبه للفتاتين أثناء هذه الرحلة.
ولكن يبدو لي أن الموضوع هنا مختلف،فالصورة ليست أحد معطيات عالم معاصر يعبق بالحرية،ولكن ان كانت هذه الصورة اباحية فهذه ليست حرية،بل هو شبح للحرية بحد ذاته،والتعبير يجب ان يكون مقصورا مختصرا بعيد عن تعبيرات لغوية معقدة...
لاحقا تنتاب الزوج احلام...فهو يشاهد في الغرفة ديكا ونعامة وامرأة متشحة بالسواد،وساعي بريد مع دراجة هوائية يقوم بتسليمه رسالة،ولاحقا يقول للدكتور:
أنا اعاني من شيء ما...من مرض،لأن أحلامي ليست أوهام،فساعي البريد قد سلمني رسالة فعلا وتنتهي هذه اللقطة الى هنا...
هذه اللقطات بالتأكيد لن تعيد مجد بونويل السينمائي الذي كان يدعى ذات مرة بالكلب الأندلسي،ومن ثم العصر الذهبي،على ان هذه اللقطات تذكر بقوة بالعصر الذهبي،ولكن العصر الذهبي بحاجة الى فترة تاريخية معينة حتى يكون فيها العصر الذهبي،بل أن فيلم على شاكلة فيلم العصر الذهبي لو صنع في زمن هذا الفيلم(1974) لن يكون عصرا ذهبيا على الاطلاق..
إذا كانت الأحلام العابرة في الفندق عبارة عن استعارات رمزية لتيار يخص زمنه،فهذه الأحلام لن تعيد ذلك الزمن الحقيقي الذي نشأ في ذلك التيار...
من ثم ينتقل بونويل على طريقة الأحداث العرضية الى الممرضة التي نراها في المشهد التي ترغب باجازة لمدة يومين لأن والدها يعاني من جلطتين،ومن الطبيعي ان نشاهد تحولات تامة في المسار الفيلمي،لنعيش فترة في بنسيون أثناء ليل وجو ماطر...
ومع تقاطعات لرجال دين يدعون انفسهم الى غرفة الممرضة بحجة الصلاة على والدها،ومن ثم تنتهي هذه الجلسة الى جلسة قمار وميسر مع كثير من التدخين وخمر مع امرأة تتوسط أربع رجال دين...
إذا كان فيلم بونويل هذا المدعو شبح الحرية حافل بشدة في الكنايات التي لاتحتاج ألى جهد كبير لفك رموزها أو طلاسمها فهذا الانتقاد واضح ومفهوم بشدة...
هل سبب الحاد بونويل هو رجال الدين أنفسهم؟!
هل هو من الغباء بحيث انه يظن ان هؤلاء الرجال (مدعيين الدين) يمثلون الحقيقة الدينية؟
التقاطعات في الفندق لن تقود الى هذا الموضوع فقط،بل ستقود ايضا الى سفاح قربى،ومجادلات دينية وتصرفات سادومازوشية،في مواقف لايعتمد فيها بونويل على الشرح المحكم للحالة،بل هو يقدم نموذجا فقط للحياة المعاصرة،فالحبكات الانتقالية القدرية مصطنعة بينما التدخلات القدرية حاصلة ايضا،ولا نستطيع القول ان التماسك السردي مفقود فعليا في الفيلم،لأن بونويل بدا متعمدا لهذه الانتقالات التي تبدو مقنعة في استخدامها خدمة لهدف الفيلم بشكل اكبر من الفيلم السابق عن البرجوازية،على ان الحالة العامة التي تجمع الفيلم هي حالة التقرير العالية والواضحة جدا في الفيلم...
عند المغادرة،يطلب استاذ القانون ضعيف الشخصية أن توصله الممرضة في طريقها،فيتحدث هذا الاستاذ عن تحولات العصر،وفي خضم دعوة من اصدقائه نرى الكل يجلس على كرسي قضاء الحاجة حول طاولة ليست في حمام بل في قاعة اجتماعات واستقبال للضيوف...
مناقشات حول حقائق عن البيئة وفضلات الانسان التي سوف تبلغ لاحقا 10 مليون طن يوميا...
من الممكن القول ان شبح الحرية هو فيلم عن تحولات ومشكلات العصر أو المجتمع المعاصر على طريقة لويس بونويل وصياغة جان كلود كاريير،وإذا كان بونويل لازال يعتمد على صياغة مواقف عرضية،فالانتقاد الغوداري يبدو ممتعا أكثر من هذه الحالات العرضية،ولكن ماذا اذا كانت البيئة الخاصة بكل هذه الأحداث غير واضحة؟
هل ينتقد بونويل المجتمع الرأسمالي؟
هل الحرية كلمة انسانية عامة،أم هي متعلقة بأيديولوجية معينة؟
يبدو لي ان بونويل ينتقد تصرفات مجتمع حديث،مع التكرار اللازم لحكمة بالغة(ينتقد تصرفات مجتمع حديث ومعاصر ومن عادات هذا المجتمع التدخين)
يصارح الدكتور المريض بانه مريض بسرطان الكبد،ومن ثم يعرض عليه سيجارة...
على هذه الطريقة التهكمية،يبدو بونويل بانه يقدم فيلما وعظيا ليس اكثر،خاصة عندما يحصل قاتل مهووس يقتل الناس من دون اي سبب واضح على الاعجاب الاجتماعي التقليدي....
انتقالات عرضية كوميدية ساخرة محسوبة بدقة،والفيلم فيه نوع من التشكيل والتجديد وبعيد في سرده عن قصة سينمائية تقليدية،ولكن هذا لم يحقق الشيء الكثير للويس بونويل.
بلال سمير الصدّر 11/10/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاذبية الخفية للبرجوازية 1972(لويس بونويل):مسرحية من الدرج ...
- تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة
- Scopophilia:Peeping Tom1960
- حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر
- مفكرة الخادمة 1963(لويس بونويل):قصة عن فساد كامن ولكنه بدأ ي ...
- الملاك المبيد 1962 (لويس بونويل):مسار غامض
- فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة ...
- علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والح ...
- نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو ا ...
- عن لويس بونويل والمنسيون 1950
- مشهد في السديم 1988 للمخرج اليوناني ثيو انجيلوبولوس:اليد الآ ...
- عناقات محطمة 2009(بيدرو ألمودفار):عن الشخصية الالمودفارية ال ...
- عودة-Volver 2006-بيدرو ألمودفار:عن عالم ليس فيه للرجل اي ضرو ...
- تحدث لها 2002(بيدرو المودفار):عن الميلودراما الرائعة
- كل شيء عن امي1999(بيدرو المودفار): هو فيلم يكافح بين الدراما ...
- اللحم الحي 1997(بيدرو المودفار):الرمز الأول للخفة البشرية
- الشريك1968(بيرناردو برتولوتشي):عن السينما والأدب والاسقاط ال ...
- زهور اسراري 1995 لبيدرو المودفار:التحولات
- شبق 2013(لارسن فون تراير):النقطة الفينومينولوجية
- مصارع الثيران1986(بيدرو المودفار):خليط مشوش


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر