أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي عياد فرج - فقاعات الصابون














المزيد.....

فقاعات الصابون


مجدي عياد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 15:18
المحور: الادب والفن
    


إستلقت إمرأه منهكه علي ظهرها وهي تصرخ وتتأوه من شدة الآلم حتي إندفع طفلا خارجا من رحمها داخلا إلي عالمنا. سرعان ما التقطته الممرضات وأخذوه إلي سريره الصغير الذي يبلغ طوله 80 سم. مرت ثلاثة أيام ظل فيها يبكي بشكل شبه مستمر من الم مجهول في بطنه.

الطبيب المشهور زيوس حصل علي جائزة نوبل في الطب لأختراعه جهاز يوضع في البطن فيمتص الآلم.
اندفع الاهل حاملين الطفل إلي قسم جراحة الباطنه في المستشفي إلي الدكتور زيوس ، في اليوم الخامس من ميلاد الطفل تم إجراء العمليه الجراحيه للطفل الذي كف بعدها عن البكاء ونام في هدوء ملائكي.

1 بس يا سيدي ، هي دي الحكايه يا مؤمن ، أديك عندك 18 سنه ومن يومها وبطنك بطل يوجعك ، بس أنت لازم تروح للدكتور زيوس مره علي الاقل كل أربعين يوم علشان تشرب المحلول اللي بيشغل الجهاز.
2 آه دي الميه اللي بشربها كل ماروحله.
1 لا دي مش ميه دا محلول تمنه غالي جدا ، بعدين لو ميه يا عمي مؤمن كانت هاتشغل الجهاز إزاي؟ وكانت هاتمتص ألم بطنك إزاي؟!
2 آه صحيح ، بس دي طعمها زي الميه؟
1 يابني ما انت وانت عندك سبع سنين قلتلنا كدا ، سألنا الدكتور قالنا إنه عمل طعمها زي الميه علشان تكون مناسبه للاطفال.
2 بس انا كبرت
1 انت دايما تاعبني بأسألتك الغريبه دي ، مش وقت فلسفه يلا علشان ميعاد الدكتور.

تلك الزياره كانت مختلفه ، اخبرت الدكتور زيوس عن شكوكي بأن المحلول مجرد ماء فضحك ساخرا وقال " دعني احضره لك لتشربه ودعك من الشكوك الطفوليه الساذجه ، فقد مر ثمانيه وثلاثون يوما دون أن تأخذ جرعه "
بعدما تجرعت كميه المحلول الصغيره إندفعت مسرعا للخارج دون القي عليه التحيه علي غير عادتي ، حتي إندهش لما فعلت. أما أنا فقد اسرعت إلي الحمام وبصقت الجرعه في كيس كنت قد خططت ووضعته في جيبي.
بمساعدة أستاذ العلوم بالمدرسه علمت أن المحلول هو ماء مختلط بالليبايز والاميلايز وغيرها من سوائل لعاب الفم.

عدت في اليوم التالي للدكتور وأخبرته فغضب زيوس وأخبرني أن الجهاز الذي وضعه في بطني تحت سيطرته ويستطيع أن يفجره في أي لحظه عن بعد حتي لو كنت في المريخ. ارتجفت خوفا عندما سمعت تلك الكلمات. ظللت افكر كعادتي وأنا أستحم في المأزق الذي وضعت نفسي فيه وانا اسأل نفسي ناظرا لبطني ، ماذا لو كان كلامه صحيح؟ لكني لم اتناول الجرعه منذ واحد واربعين يوما ولا أشعر إلا بألم خفيف ! لا لا انه مجرد خوف وماذا لو كنا اخطأنا في تحليل مكونات هذا المحلول ؟ فقد قال لي أستاذ العلوم ان التجربه تحتمل خمسه بالمئه كنسبة خطأ ، هل يمكن أن يفجره .. ألا يوجد طريقه لإخراج الجهاز مني ؟
بينما أنا أتسائل محدقا في بطني زهلت عندما لاحظت للمرأه الاولي أنه لا أثر للعمليه الجراحيه. خرجت مسرعا ليس كعادتي وأخبرت أبي ، توسل لي بأن أذهب واعتزر للدكتور واتناول جرعة المحلول ، غضب مني حينما رفضت ، أما انا اندفعت عائدا لقسم المحاسبه في المستشفي وظللت ابحث ثلاثة شهور بمساعدة احد أقربائي الموظف في المستشفي عن فواتير الاسبوع الاول من ميلادي الذي قضيته في المستشفي. ياللمفاجأه ، اليوم الخامس تم صرف ثلاث جرعات مسكنه وجرعه منومه.

ذهبت مره أخيره للدكتور زيوس وأخبرته بأنني لن اتناول المحلول ولا اخشاه ، ضعف بغضب وتوعدني بتفجير بطني بضغطة واحده ، أما انا أخرجت له لساني في برود وتركته.

اليوم عيد ميلادي الحادي والعشرون ، وأنا أستحم استعدادا للحفل الصغير مع اصدقائي ، وكعادتي انظر بإعجاب لفقاعات الصابون التي تنساب في سلام علي بطني الذي لم يفجر حتي اليوم.



#مجدي_عياد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبض علي الموضوعية - الجزء الثاني -العلم تحت المجهر
- أصلبوا داعش
- القبض على الموضوعية
- الدراسه العملية والدراسه النظرية


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي عياد فرج - فقاعات الصابون