أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - هل ستصبح اوروبا قارة اسلامية















المزيد.....

هل ستصبح اوروبا قارة اسلامية


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ستصبح أوروبا قارة اسلامية؟

على اوروبا ان تختار و لا تحتار

دعبدالله ريكاني

لقد نشرت هذا المقال في سنة 2010، و لكن الاحداث الحالية في فرنسا، تستوجب اعادة نشره

مستقبل اوروبا الأن على مفترق طرق: هل ستتحول الى جزء من العالم الاسلامي، هل ستستطيع الحفاظ على تراثها المسيحي المتميز ام سيكون هناك تركيبة او توليفة اندماجية وتوافقية بين الحضارتين؟.

الجواب على هذا السؤال ذات اهمية بالغة لان اوروبا و لو انها تشكل 7% فقط من مساحة الكرة الارضية و لكنها وعلى مدى الخمسمائة سنة الماضية (1450-1950) كانت الماكنة العالمية التي احدثت كل التغييرات (الجيدة منها والسيئة) والاكتشافات العلمية والتطور الصناعي ومثل الحضارة الحديثة من حقوق الانسان وغيرها التي نراها اليوم في العالم المعاصر ولهذا فان اي تطور او تغيير يحصل فيها مستقبلاً سيؤثر بالتاكيد ليس على اوروبا فقط بل على مسار البشرية عامةً و بخاصة على بعض الدول المتفرعة من اوروبا (بنات اوروبا) مثل استراليا، نيوزيلندة، كندا، ايسلندا و التي لا تزال تحتفظ بروابط خاصة ووثيقة مع القارة القديمة. على ضوء المعطيات والاحداث الراهنة فان معظم المراقبين يتوقعون واحداً من ثلاث مسارات محتملة لمستقبل القارة الاوروبية:

1. حتمية الهيمنة الاسلامية: يؤكد الباحث و الصحافي الايطالي (اوريانا فالاسي) ان اوروبا في طريقها ان تتحول شيئاً فشيئاً الى امارة او مستعمرة اسلامية. الباحث الكندي (مارك ستيون) يجادل ويحاول ان يبرهن ان العديد من الدول الاوروبية لن تستطيع الصمود امام اسلمة الحياة وزحف الثقافة الاسلامية في القرن الحادي والعشرين معللاً رؤيته بثلاث عوامل رئيسية: (عامل الثقافة والعقيدة، العامل الديموغرافي السكاني وعامل احساس المسلمين باحقيتهم في وراثة اوروبا).

عامل الثقافة والعقيدة: ان سيادة الثقافة العلمانية والليبرالية في اوروبا وخاصة بين طبقات النخبة والصفوة منها ادت الى عزل اوروبا عن موروثها اليهودي-المسيحي والى تفشي الظاهرة اللادينية او فراغ مقاعد الكنائس من المسيحيين المؤمنين والمصلين وبيع هذه الكنائس في المزادات العلنية الامر الذي تلقفه المسلمون بكل سرور ليشتروها ويحولونها الى مساجد كما وادت وبصورة غير متوقعة الى ازدياد الاعجاب بالاسلام على الرغم من كل ما يسببه المسلمون من متاعب للاوروبيين. مقابل هذه العلمانية الاوروبيية فاننا نلاحظ الحماس والهيجان والتشدد الديني الذي يتفشى الان بين المسلمين، النزعة الجهادية والاستعداد للتضحية بالنفس دفاعاً عن الدين والقيم الدينية عند المسلمين فقط دون غيرهم من الشعوب والاديان وكذلك الشعور بالاستعلاء والتميز المتولد عند المسلمين تجاه الاخر من غير المسلمين واليقين المتزايد عندهم بان اوروبا هي الان في طريقها للتحول الى الاسلام وما عليهم الا المثابرة والصبر والاستغلال الامثل للقيم الاوروبية نفسها من حرية التعبير وحرية العقيدة و حرية التدين وحقوق الانسان وحرية التنقل والسفر ومحاربتها بنفس قيمها ومثلها علماً بأن هؤلاء المهاجرين يركبون الأهوال كي يلجأوا إليها، ويستظلوا بقوانينها وشرعتها وحمايتها، وينعموا بخيراتها ومساعداتها، وعدلها وأمنها، ومدارسها ومستشفياتها.

العامل الديموغرافي: الاختلاف العقائدي بين المسلمين والاوروبيين ادى الى اختلالات سكانية خطيرة. ففي الوقت الذي وصلت فيه نسبة الانجاب عند المراة المسيحية في اوروبا الى 1.4 لكل امراة (اقل من ثلث النسبة التي تحتاجها اوروبا للحفاظ على تركيبتها السكانية الحالية) نجد ان نسبة الخصوبة والانجاب لدى العائلة المسلمة اكبر بكثير بحكم العقيدة الاسلامية التي تشجع المسلمين على الانجاب و كذلك للحصول على المعونات والمساعدات والضمانات الاجتماعية التي يدفعها الانسان الاوروبي من جيبه للعوائل المهاجرة ومن المتوقع ان تصبح كل من المدينتين امستردام ونوتردام في عام 2015 اول مدينتين اوروبيتين ذات اغلبية مسلمة. كما ان روسيا في عام 2050 ستصبح ذات اغلبية سكانية مسلمة اذا استمر التفاوت الحالي بين نسب الانجاب فيها ناهيك عن انه اذا تم قبول تركيا ذات الخمس والسبعين مليون مسلم (لا سمح الله) في الاتحاد الاوروبي فان نسبة المسلمين في اوروبا ستصل الى 20% من العدد الاجمالي لسكان اوروبا. هذا الخلل في الولادات يضاف اليه حاجة اوروبا المتزايدة الى اليد العاملة البشرية والتي ستكون في معظمها من الدول الاسلامية بحكم قرب الموقع الجغرافي والروابط الاستعمارية القديمة معها والاضطرابات والحروب المستمرة في العالم الاسلامي والتي تدفع الشباب الى الهجرة قسراً. وقد صرح الخبير الروسي ألكسي غروميكو من معهد الدراسات الأوروبية الروسي أن أوروبا لا تجد أمامها إلا سبيلين لمواجهة التراجع في حجم السكان: إنجاب 5 أو 6 أطفال لكل أسرة أو استقدام المهاجرين.

يضاف الى ما سبق ان الانسان الاوروبي لم يعد يعتز كثيراً كالسابق بتاريخه وقيمه وعاداته كما ان الشعور بالذنب لدى الانسان الاوروبي من جراء سياسياته الامبريالية والفاشية السابقة ولدت عنده الاحساس بان ما عنده من تراث وثقافة ليست بالضرورة افضل او اكثر مما هو عند المهاجر. هذا الاستنكاف الذاتي لدى الانسان الاوروبي ولد شعورا لدى المهاجر الذي هو اصلاً متردد في قبول الثقافة الاوروبية بعدم تبني القيم والعادات الاوروبية ما دام الاوروبي نفسه مستنكفاً منها وهذا يبدو واضحاً الان في المقاومة والممانعة المستمرة التي تبديها الجاليات الاسلامية ضد محاولات التطبيع والاندماج والتكيف الاوروبية. النتيجة الطبيعية لهذا المسار اذا ما استمر بهذه الوتيرة هو تحول اوروبا تدريجيا الى ان تصبح جزء من شمال افريقيا.

2. حتمية المقاومة الاوروبية: بالمقابل هناك رأي اخر يقر بحتمية مقاومة الاوروبيين الاصليين الذين يشكلون حاليًا 95% من سكان اوربا لاي محاولة جدية لتغيير النسيج و الثقافة والقيم الاوروبية والتي ضحت اوروبا بالملايين من شعوبها للدفاع عنها. هذا التوجه بدا واضحاً في القرار الفرنسي ضد الحجاب وفي الفيلم الهولندي (فتنة) وفي التعميد العلني من قبل البابا شخصياً امام شاشات التلفزة العالمية للصحفي المشهور مجدي علام وفي ازدياد شعبية الاحزاب المعارضة للهجرة المستمرة الى اوروبا وازدياد الحركات الوطنية في عموم اوروبا التي تركز على خطر الاسلام والمسلمين مثل (الحزب الوطني البريطاني، حزب فلاسما بالانج الباجيكي، الجبهة الوطنية الفرنسية، حزب الحرية الاسترالي، حزب الحرية الهولندي، حزب الشعب الدانماركي والديموقراطيون السويديون). ان هذه الحركات والاحزاب ستزداد نمواً كلما ازدادت اعداد المهاجرين و في حالة وصول هذه الاحزاب الى السلطة فانها بالتاكيد سترفض التعددية الثقافية الاوروبية الحالية وستمنع الهجرة كلياً الى اوروبا وستشجع ترحيل المهاجرين الى اوطانهم و ستدعم المؤسسات المسيحية مع تشجيع الولادات بين الاوروبيين الاصليين.

ان جرس الانذار الاسلامي المستقبلي قد تنباً به الكثيرون الى درجة انه يتم التخطيط لتدارك مضاعفاته منذ الان. وقد وضع المخطط الاميركي رالف بيتر مسودة سيناريو مستقبلي لسفن البحرية الاميركية ورجال المارينز راسية على ارصفة الموانئ في مدينة بريست الفرنسية وميناء بريمينهافين الالماني وميناء باري الايطالي لضمان الاخلاء الامن للمسلمين من اوروبا. يقول المؤلف بيتر انه وبسبب العدوانية المتاًصلة عند الانسان ولان اوروبا قد لا تتحمل المزيد فان المسلمين في اوروبا يعيشون الان في (الوقت الضائع) وبما ان اوروبا قد ارتكبت اصلاً عمليات تطهير عرقي سابقاً فان المسلمين سيكون محظوظين اذا استطاعوا النفاذ بجلودهم بطريقة اخلاء امنة. ولقد ادرك المسلمون انفسهم هذه الحقيقة وبداوا يتحدثون ومنذ الثمانينات من القرن الماضي عن مسلمين سيرسلون الى محارق الغاز مستقبلاً. لا يمكن منع الاوروبيين من القيام بعمليات عنف متبادلة رداً على الاستفزازات والعنف المستمرين من قبل المسلمين و ليس من المستبعد ان تكون ردود الافعال الاوروبيية اكثر عنفاً اذا ما تكررت احداث عام 2005 في فرنسا على سبيل المثال.
3. الاحتمال الاكثر مثالية هو ان يتمكن الاوروبيون والمهاجرون المسلمون من الانسجام والاندماج والعيش معاً ضمن تألف جديد. وقد ايدت هذا الاتجاه المتفائل دراسة اجريت في فرنسا من قبل كل من جين هيلينا وبيير باتريك. على الرغم ان هذا الاحتمال هو السائد عند معظم السياسيين والصحافيين والاكاديميين ولكنه يفتقر الى الحقائق التي تدعمه على ارض الواقع. نعم بامكان الاوروبيين اعادة اكتشاف واحياء ايمانهم المسيحي وانجاب المزيد من الاطفال والاعتزاز اكثر بميراثهم الثقافي وتشجيع الهجرة لغير المسلمين وحتى تغريب المسلمين الحاليين في اوروبا ولكن ليس فقط هذه التطورات غير واردة ومطبقة الان على الواقع ولكن فرص تحقيقها ايضاً تبدو خافتة وبخاصة ان الاجيال الجديدة من المسلمين في اوروبا بداًت تستثمر التظلمات والشكاوى عند مسلمي اوروبا في الاعتداء وخلق الفوضى وعدم الاستقرار بل وحتى محاولة فرض الشريعة الاسلامية بالقوة في العديد من مناطق تجمعاتهم وسكناهم سواءاً بالترغيب او الترهيب. أن الإسلاميين المتطرفين القادرين يلعبون دوراً أساسيا في تحويل الشعور العام بعدم الرضا والاستياء إلى غضب وثورة تقودان إلى أعمال عنف وإرهاب. “رسالتهم الى الغرب تتلخص في: أنتم أيها الغربيون ما عدتم تملكون الحق في قول ما تودون عن الإسلام، فالقانون الإسلامي (الشريعة) يحكمكم أنتم أيضاً" سوف نعود مرة عقب أخرى حتى يخضع الغربيون ويستسلمون أو يدرك المسلمون أن جهودهم قد باءت بالفشل.عملياً يمكن صرف النظر عن فكرة قبول المسلمين للتاريخ الاوروبي و التكيف مع الثقافة الاوروبية. وبهذا الصدد يقول الكاتب الامريكي Dennis Prager انه يصعب التكهن باي سيناريو مستقبلي لاوروبا لا يتضمن احد احتمالين (اما اسلمة اوروبا او الحرب الاهلية بينها وبين المسلمين).



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الكوردي-الكوردي في شمال كوردستان
- السلطان الاُلعوبان و فرص حل المعضلة الكوردية
- الايدز الداعشي: فقدان المناعة الدينية المكتسبة
- هل اصيب السيد أردوغان بمرض (الكوبانوفرينيا)؟
- هل استخدمت دولة الخلافة الاسلامية السلاح الكيمياوي في كوباني ...
- تركيا غاصت في وحل داعش في سوريا، كما غاصت امريكا في وحل القا ...
- وأخيراً، خذلنا كوباني، نكسة الكورد في كوباني
- هل تعتقد تركيا ان وقوفها على التل اسلم؟
- نحن و تركيا: ذاب الثلج و بان المرج
- اولاد الجن و احفاد القردة و الخنازير ينتصرون على اولاد..!
- من بني قريظة الى شنكال، مروراً بالانفال و دارفور - معاناة أل ...
- السلطان أردوغان عندما يغدُر بكوردستان
- مهمة أوباما المستحيلة
- غزوة داعش على كوردستان، لا تخلوا من فوائد ايضاَ!
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الثاني)
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الاول)
- لاب توب يوم القيامة- داعش و أسلحة الدمار الشامل
- حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط
- تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟
- دولة الخليفة إبراهيم البغدادي و العزيمة المتوحشة


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - هل ستصبح اوروبا قارة اسلامية