أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مصطفى محمد غريب - ماذا حل بمشروع قانون الأحزاب في العراق ؟















المزيد.....

ماذا حل بمشروع قانون الأحزاب في العراق ؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 21:37
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


قانون الأحزاب الذي طالبت بإقراره العديد من الأحزاب الوطنية والديمقراطية وضمنها الحزب الشيوعي العراقي والعديد من منظمات المجتمع المدني، هذا القانون الذي يعتبر ركناً من أركان إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الذي ينعش الحياة السياسية أكثر فأكثر، ظل يراوح ما بين التأجيلات والرغبات والأمنيات، وفي كل مرة عندما يُعلن عن قرب تقديم مسودة مشروع قانون الأحزاب وطرحه على أعمال اللجنة القانونية في مجلس النواب يركل بدلاً من الركلة عشر ركلات إلى الخلف ويعود وكأنه حلم يراود الأذهان بدون تحقيق النتائج، وكنا نعرف الأسباب الحقيقية التي تهدف إلى تعطيل إقرار قانون الأحزاب أو حتى إلغاء انبثاقه بأي صورة كانت أو أية طريقة تمنع من تقدميه إلى البرلمان حتى أصبح تقريباً في طي النسيان ، واليوم والأحداث المتسارعة التي تجتاح العراق والاوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي نحاول العودة لهذا الموضوع القديم والمعلق أو المركون على رفوف البرلمان أو في أدراجه، وهذا الأمر يجعلنا أمام استفسار أو سؤال ومن حقنا أن نستفسر أو نسأل عنه
ــــ أين أصبح مشروع مسودة قانون الأحزاب ؟
وهنا نتذكر تقاعس البرلمان الذي يدار من قبل الكتل المتنفذة صاحبة القرار، ونتذكر الاعتراضات التي صاحبت طرح المشروع أو ما قيل حول عدم الإقرار والموافقة، وتبين أن وراء الاعتراضات ومحاولات ركل القانون في مقدمتها مصالح تخص الأحزاب والكتل صاحبة القرار ، والخوف من كشف مصادر التمويل التي تقدر بملايين الدولارات ،أو أن تفقد هذه الكتل السياسية التدخل في قرارات وأعمال الحكومة وكذلك الدوائر التابعة للدولة هذا التدخل الذي يتيح لها الكثير من فرص التعيينات وإجراء المحاصصات الوظيفية والمالية وغيرها أو الكشف عن قضايا تخص البرامج والانتماء والعلاقات مع قوى خارجية، أو دور الأحزاب والكتل السياسية والدينية في مشروع إقرار قانون الأحزاب وقيام الدولة المدنية، وبهذه المناسبة فقد صرح السيد سليم شوقي عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب(لوكالة اليوم الثامن) بتاريخ 3 / 1 / 2015 عن العديد من المحاولات التي تعتمدها الأحزاب والكتل السياسية لكي لا يتم إقرار القانون وأشار " هذا قانون الأحزاب مركون في رفوف المجلس منذ الدورة الماضية من دون أن يتم تفعيله لغايات سياسية تقودها بعض الكتل المتنفذة كونه يُحجم تدخلاتها بعمل الحكومة ومؤسسات الدولة ويكشف مصادر تمويلها لاسيما أن بعض الأحزاب تحولت إلى محال تجارية تعرض بضاعتها وفقا للمنطقة والمكون الاجتماعي الذي يتبعها "
أية مهزلة هذه!! " بعض الأحزاب تحولت إلى محال تجارية " هذا هو الحال وإذا صح الأمر فأقرأ على الوضع السياسي السلام، هذا هو تصريح عضو اللجنة القانونية لمجلس النواب، تصريح واضح وبدون تستر وهو توثيق لما قيل حول البعض من الأحزاب والكتل السياسية والدينية ومواقفها السلبية من تشريع قانون مهم جداً في حياة البلاد السياسية لأنه ينظمها ويحدد رؤية كل حزب وتكتل من خلال ما تطرحه في النظام الداخلي وفي برامج على المستويات كلها، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فضلاَ عن رؤيتها الآنية والمستقبلية لبناء الدولة المدنية التي يجب أن تكون إضافة لكونها دولة القانون دولة المواطنة التي تتساوى فيها حقوق المكونات القومية والعرقية والدينية بدون تمييز أو انحياز وبها تتحقق لأكثرية الشعب العراقي الحريات الشخصية والعامة والحياة السياسية الديمقراطية الحقة.
لقد أثبتت الوقائع أن البعض من التكتلات السياسية كانت تعرقل إقرار قانون الأحزاب وباعتراف عضو اللجنة القانونية سليم شوقي أن " الكتل السياسية هي من تعرقل إقرار قانون الأحزاب خشية فقدانها القدرة على التدخل مستقبلاً بعمل الحكومة ودوائر الدولة التابعة له " وفي كل مرة تطرح مسودة القانون تقوم البعض من الكتل بعرقلة حتى مناقشته لكي يتم تأجيله وفي كل تأجيل يطلب تعديله لكي يتم تأجيله وهكذا استمر الحال حتى أصبح الحديث أو المطالبة بطرح مسودة قانون الأحزاب في طي النسيان وبهذا نجحت هذه الكتل المتنفذة بحجبه وعدم المطالبة به، وفي الجانب الآخر أن القوى الوطنية والديمقراطية باتت رهينة لهذا الواقع المؤسف فنرى أكثريتها قد تناسته أو غضت النظر عنه بالالتفات إلى قضايا انتخابية ومطلبية وهذا لا يعني أن ذلك يشكل سلباً على توجهاتها ولكن عليها أن تعيد المطالبة وتشن حملة سياسية واسعة وبلا مهادنة لكي يتحقق إقرار قانون الأحزاب لان بقاء الحال كما هو.. أي حياة سياسية برلمانية بدون قانون للأحزاب سوف يضرها بالذات ويضر الحياة البرلمانية الديمقراطية، ويضر مئات الآلاف من المواطنين العراقيين،إن عدم سن قانون للأحزاب سيجعل الحياة السياسية والانتخابية رهينة للتزوير والتزييف والتدخل المباشر وغير المباشر واستغلال الأعلام الحكومي ودوائر الدولة والمؤسسات الأمنية وشراء الذمم والأصوات والرشوة وإطلاق الشعارات الطائفية والدينية المتطرفة.
إذا كانت اللجنة القانونية في مجلس النواب عازمة على " الانتهاء من مشاريع القوانين" فعليها أن تعيد الكرة لدراسة مشروع قانون الأحزاب وجعله من أولويات جدول أعمالها لأنه سوف يوفر الحماية القانونية للأحزاب الصغيرة ويحدد توجهات الأحزاب والكتل السياسية التي كانت ومازالت تتدخل بطرق مكشوفة وغير مكشوفة في مسيرة الحياة الانتخابية وتحاول أن تجعلها أسيرة لقراراتها وخدمة أهدافها، على اللجنة القانونية أن تدرك بان تأخير إقرار قانون الأحزاب ووضعه في أدراج مكاتب البرلمان سوف يضر العملية السياسية ويجعل البرلمان عبارة عن تابع للقوى السياسية والدينية والطائفية صاحبة القرار، ومثلما أكدت مقررة لجنة العلاقات الخارجية إقبال الماذي أن "عددا من القوانين ما زالت في أدراج المكاتب " فنحن نسألها وغيرها من أعضاء اللجنة القانونية
ـــ هل مسودة قانون الانتخابات أيضاً قد وضع في احد الأدراج كي لا يرى النور؟
ـــ كم من الوقت والزمن يحتاج لإخراجه ودراسته وتقديمه للبرلمان كي يتم إقراره؟
ـــ أم أن هناك تخطيط مسبق كي يبقى في الأدراج حتى تحل الدورة الانتخابية القادمة للبرلمان أو قد يبقى إلى الأبد في الأدراج؟
كل شيء محتمل ولكن الذي لا يحتمل استمرار التغاضي عن إقرار القوانين المهمة وتعديل البعض منها مثل قانون الانتخابات الذي مازال أعرجاً وغير مستقيم إضافة إلى قوانين العمل والضمان الاجتماعي والأحوال الشخصية وغيرها .. قد ننتظر الجواب مثلما انتظر بطل رواية كافكا أمام أبواب المحكمة سنيناً طويلة كي تفتح الأبواب.. ولكن هيهات!
مع ذلك نؤكد أن الدستور العراقي وفي الفقرة الأولى من المادة ( 39 ) اقر على " تأسيس الجمعيات والأحزاب السياسية، وتكفل هذه المادة حق الانضمام إليها، ويتم تنظيم ذلك بقانون". والعجيب في الأمر هناك حوالي 30 حزباً سياسياً ينشط أكثريتهم وقسم منهم يقود الدولة ولكن دون وجود قانون للأحزاب يحدد مثلما اشرنا ضمناً المبادئ الأساسية للتأسيس وفي مقدمتها عدم معارضتها لبنود الدستور العراقي ووجود نظام داخلي يكشف عن هوية الحزب ثم الإيمان بالتداول السلمي للسلطة، ومعرفة مصادر التمويل المالي الضخم الذي يعتمد عليها الحزب، وعلى أن لا يكون ميليشيا عسكرية وأن لا يتبنى العنف ولا يؤمن بالتعصب القومي أو الديني أو الطائفي وينبذ الإرهاب حسب المادة رقم ( 7 ) من الدستور التي توضح بشكل جلي التوجهات المضرة بالبلاد وبوحدة الشعب العراقي .
على القوى السياسة الوطنية والديمقراطية وكل من يؤمن بعراق ديمقراطي تعددي أن يرفع صوته ولا يتراجع عن المطالبة بتقديم مسودة قانون الأحزاب لكي يتم إقراره من قبل السلطة التشريعية ( البرلمان ).



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمتاز عام 2014 بالجرائم والخطف والاغتيال والحرب!
- تصريحات مبطنة ضد البيشمركة والكرد هدفها زرع الشقاق والتخريب
- المصالحة الوطنية طريق لعودة الأمن والبناء
- هل سيستجيب نوري المالكي والمسؤولين للحضور إلى البرلمان؟
- هل تسمع صوت الموجودات على الأرض؟!
- لترتفع الأصوات للتضامن مع هيفاء الأمين وكل النساء العراق
- إصلاح النظام والمؤسسة القضائية في العراق ضرورة وطنية ملحة
- إلى متى تستمر جرائم الخطف والابتزاز والاغتيال ؟
- لأيام سرت عابرةً
- تصورات طرْطميس اللغوية
- وأخيراً حُلتْ عقدة وزراء الداخلية والدفاع
- تداعيات للكشف عن اللؤم المخزون
- دعوة لإجراء تحقيق قضائي في قضايا الفساد ومسؤولية الاضطراب ال ...
- صدى يضيء دم العراق
- المخاطر المحدقة التي تؤدي إلى تقسيم العراق
- ماذا بعد تشكيل الحكومة الجديدة ؟
- أيام على انتهاء تكليف حيدر العبادي لتشكيل الوزارة
- جريمة إبادة الآزيديين والمسيحيين وجريمة -سبايكر -
- مشوارٌ انتهى وغطاء انكشف عن المرحلة القادمة في العراق
- متى يتخلص الشعب الفلسطيني من الاحتلال وتنصف حقوقه المشروعة


المزيد.....




- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...
- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مصطفى محمد غريب - ماذا حل بمشروع قانون الأحزاب في العراق ؟