أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - شكرًا لطبق السوشي














المزيد.....

شكرًا لطبق السوشي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 14:33
المحور: المجتمع المدني
    


فقط في مصر، تجد يدًا تزرع، ويدًا تحصدُ، ويدًا تبني، ويدًا تكتبُ، ويدًا تعزفُ، ويدًا ترسمُ، ويدًا تمسكُ الكتابَ وتقرأ، ويدًا تطهو للصغار، ويدًا حملُ رضعيًا يتأهب للحياة، ويدًا مشبوكة في يدٍ في لحظة حب. ووراء كل ما سبق، في خلفية الصورة البانورامية، ترى يدًا تحملُ السلاح لتحمي كل ما سبق من أياد، وتذود عن الوطن ضد لصوص الأرواح أعداء الحياة والحضارة.
فقط في مصر، وفي أقسى لحظات تاريخها، لحظة الإرهاب الأسود، وفي أقصى درجات استنفارها الأمني، وفي أعتى لحظات حراكها السياسي وتحوّلها المفصلي بعد ثورتين هائلتين أجرتا في النهر مياها كثيرة، بوسعك أن تقف على كورنيش النيل فوق كوبري قصر النيل، فتأتيك الموسيقى من وراءك تنهمرُ على ميادين وسط البلد، من دار الأوبرا المصرية الجميلة، فتعرفُ أن أعضاء أوركسترا القاهرة السيمفوني في حللهم السوداء الأنيقة قد اتخذوا مقاعدهم أمام ألفي مُشاهد يملأون مقاعد قاعة المسرح الكبير وبنواره ولوچه في ملابسهم الرسمية، ليعزفوا “بحيرة البجع” فيهمس تشيكوڤ-;-سكي في سمائه: “أهلا بمصر!” تُلقي ببصرك إلى الأمام، وتصيخ السمعَ، فتأتيك أصواتٌ متداخلة تميّز بينها أناشيدَ الصوفيين في طرقات حي الحسين، وترانيمَ الشمامسة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مضّفرةً بحلاوة صوت سيد النقشبندي في آذان المغرب مع نغم أجراس الكنائس تُقرع استعدادًا لصلاة الغروب.
فقط في مصر، وفي لحظة من أصعب لحظات حروبنا مع صهيون، لأن العدو الإرهابي يكمن لنا في شقوق الحوائط ويتربّص بأولادنا في ظلمة الأنفاق، يخرج الناسُ للمتنزهات ودور السينما والمسارح والمقاهي، ويتأهبون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعد أسبوعين، لأن المصريين يعرفون أن وراءهم وعلى جبهتهم جيشًا يحمي ظهورهم ويؤمّن ديارهم.
وفقط في مصر، في لحظة معتمة، تُدشّنُ جريدة “الأهرام” والمجلة الجميلة التي أسعد بالانتماء إليها: “نصف الدنيا” حفلا ثقافيًّا ديبلوماسيًّا كوزموبوليتانيًّا ضخمًا ضمّ عشرين دولة من دول العالم، جاءت تقدّم أشهى أطباقها، لنبني جسورًا بيننا وبين الآخر اللبناني والياباني والمغربي والسويسري والكوري والفرنسي والإيطالي والمكسيكي والهندي. علّ في هذا رسالةً حاسمةً وواضحة لكل الدنيا: أن مصر باقيةٌ، راسخةٌ، تعيش وتحيا وتحبّ وتقرأ وتكتب وتعزف وتطهو، رغم أنف الإرهاب، ورغم أنف خونة الأوطان. رسالة تقول لكل السفارات التي أغلقت أبوابها في مصر: أنتم الخاسرون. فمصرُ دولة مركزية لها ثقلها ولها تاريخها العريق ومستقبلها القادم بكل خير لا محالة، ولو كره الكارهون.
يبقى أن أقول إنني مدينة باعتذار لكل الدول السابقة، إذ لم أتذوق من صحونها شيئًا، إلا طبق السوشي الذي أعشق. فشكرًا لسفارة اليابان، وشكرا لجريدة “الأهرام”، وشكرًا لمجلة “نصف الدنيا”. وشكرًا لحبيبتي مصر.

***

"تبقينَ الأجملَ / رغمَ صحرائِكِ/ وربيعِهم/ رغمَ الضجيجِ/ يُصدِّعُ رأسَكِ/ والزحامْ/
يمزّقُ شرايينَ نهارِكِ/ ورغم الهدوءِ الصحوِ الذي/ يكلّلُ صدحَ عصافيرِهم/ وحفيفَ أشجارِهم.
أنت الجميلةُ/ رغمَ زعيقِ الشاحناتِ في سمائِكِ/ وهديلِ اليمامِ في سمائهم/ تبقين الأبهى/ رغم الغُبارِ يسكنُ فضاءَكِ/ والنسيمِ/ يملأ صدورَهم/ هنا/ في بلادِ الجليدِ النظيفة/ تبقين أرقى/ رغم الأقلامِ التي تقصفينَها كلَّ نهارٍ / مع أعناقِ حامليها/ والأفواهِ التي/ لا طعامَ يلمسُها/ وماءُ الصمتِ/ يسكنُها.
جميلةٌ/ رغم فوضاكِ وضوضاكِ/ وسعيرِك وصريرِكِ/ وظُلمِكِ وظلامِكِ/ ….
لا تصدّقي الواشين/ بأن القبحَ يسكنُكِ/ فأنتِ أنتِ الجميلةُ/ رغمَ أنفِ عيونِنا. ”
***

***
* قصيدة "الجميلة" | ديوان "الأوغاد لا يسمعون الموسيقى" تحت الطبع | فاطمة ناعوت | دار ميريت



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نُعلنُ التنويرَ عليكم
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد
- صالون حجازي
- خبر مدهش: عودة الصالونات الثقافية
- حذارِ أن تصادق شربل بعيني
- يا معشر الثيران
- حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!
- ناعوت ل«الوطن»بعد إحالتها للجنايات:لا توجد دولة تحاكم شخصا ع ...
- ناعوت تدفع ضريبة التنوير ومناهضتها الإخوان
- جِنيّةُ الشجر
- صباح الخير يا تونس
- الأسطى داعش يسكن سيدني
- مبارك في محكمة -ماعت-
- لقاء الرئيس السيسي بالأدباء والمثقفين
- ماذا ينقص ثورتنا؟
- كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم
- البودي جارد


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - شكرًا لطبق السوشي