أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رنا كواليت - لماذا القضية الفلسطينية؟














المزيد.....

لماذا القضية الفلسطينية؟


رنا كواليت

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 11:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


كفتاة نشأت وسط عائلة لا تعود أصولها إلى فلسطين، قلما كان يتردد على مسامعي أحاديث تدور حول فلسطين بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص، فكل ما أتذكره هو سماعي لتعليق عابر لوالدي خلال متابعته الأخبار أو سماعي لأطراف حديث بين الفينة والأخرى يدور بينه وبين أحد الأقارب حول مواضيع تتعلق بالقومية العربية والفدائية أو تعليقهم على حدث سياسي مستجد قد يكون متعلق بالقضية الفلسطينية، على الرغم من عيشي في بلد يشكل الفلسطينيون أكثر من 50% من سكانه، ولكن لا أتذكر واقعة كان الحديث حول موضوع المعاناة الفلسطينية هو عنوانها الرئيسي، فإذا حصل وتم التطرق إلى الموضوع كان في غالبية الأوقات حوار عقيم يتمحور حول العنصرية التي لا تجدي نفعا بل تحدث ضرراً. كما أنني لم أكن يوماً من متابعي السياسة، فهذه أشبه إلي بلعبة تتحكم بها أمم ذات نفوذ عسكري واقتصادي لا يفهم أحد غيرها قواعدها وشروطها.

لقد كان أول لقاء لي بالقضية الفلسطينية في النصف الثاني من عام 2011 عندما اعطتني صديقة لي فيلم "باب الشمس" واوصتني بمشاهدته. يحكي الفيلم، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، تاريخ فلسطين منذ عام 1943 من خلال قصة حب يتم تناولها بطريقة سينمائية مميزة، بعيده كل البعد عن العديد من الأفلام التي أنتجت حول فلسطين والتي تتسم بالضعف العام والتسطيح. وعلى الرغم من عدم مشاهدتي للجزء الثاني من الفيلم، إلا أن الجزء الأول وحده كان كفيلاً بجعل مشاعري تتموج وتتلاطم، فأكثر ما هزني هو الجانب الإنساني والمتثمل بالألم والمعاناة لدى هذا الشعب الذي أجبر على ترك أرضه ووطنه والنزوح أو اللجوء إلى مكان آخر، حاملاً معه أمل العودة في وقت قريب.

ومن هنا بدأت رحلة اطلاعي على تاريخ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وتبعاته على الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال مطالعتي للكتب ومشاهدتي لبرامج تتناول القضية الفلسطينية، كان آخرها مسلسل الدراما البريطاني "الوعد"، والذي يتناول أحداث تدور في فترتين زمنيتين مختلفتين؛ الأولى في السنوات الأخيرة من الانتداب البريطاني على فلسطين حتى صدور وعد بلفور، في حين تصور الثانية الوضع الراهن في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

فلماذا القضية الفلسطينية؟

لأن الاحتلال الإسرائيلي هو الأطول في العالم، ولأن الشعب الفلسطيني تاريخياً هو أكثر شعب تعرض لأبشع أنواع الظلم والقهر، حيث يتسم ذلك بطرد وتشريد الشعب من أرضه – بما هو أشبه بالتطهير العرقي - ليجبر على العيش في الشتات، في حين ينعم المحتل بأرضه وخيراته، كما أن هنالك عدد كبير من الفلسطينين محرومين من حقوق المواطنة، في حين ينعم بها المحتل. وتظهر الاحصائيات بأن حوالي 29% من بين 5.35 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيمات في البلاد المجاورة وفلسطين، ونحن أعلم بمستوى المعيشة والخدمات المقدمة في المخيمات؛ فالطرقات تملأها مياه الصرف الصحي وتنتشر فيها النفايات، والمساكن لا تنم على تطور المدن ولا تقي من حر الصيف أو برد الشتاء، بالإضافة إلى سوء الخدمات الصحية والتعليمية. وهذا العدد هو للفلسطينين المسجلين لدى وكالة الغوث، فهناك الكثير غير المسجلين.

ويقدر نسبة الأطفال الفلسطينين الذين قتلوا منذ نهاية شهر أيلول من عام 2009 إلى يومنا هذا بحوالي 2,060 طفل، حيث قتلوا خلال قيامهم بأحد النشاطات الاعتيادية اليومية كذهابهم إلى المدرسية أو لعبهم في الخارج أو حتى تواجدهم في البيت. وبالطبع، فإن هذه الإحصائيات لا تضم الأعداد الهائلة الأخرى التي قتلها المستوطن منذ النكبة، بما فيها العدوان المتكرر على غزة. أما فيما يتعلق بأعداد باقي القتلى الفلسطينيين خلال نفس الفترة، فهنالك تحفظ كبير على ذلك، ولكن يفوق عددهم 10 آلاف، وهذا هو العدد الأدني، فعلى سبيل المثال لم يتم تسجيل المتوفين بسبب عدم تمكنهم من الحصول على رعاية طبية إما بسبب الحصار الاسرائيلي أو إغلاقهم للطرق أو غيرها من الأساليب اللاإنسانية.

وتشير التقارير الصادرة عقب آخر عدوان على غزة العام الماضي بأن عدد القتلى فاق 2000 شهيد، في حين قدر حجم الخسائر الاقتصادية بـ 3.6 مليار دولار من بينها الثروة الزراعية والحيوانية، كما أن هنالك نحو 200 ألف عائلة يسكنون في العراء.

وعلاوةً على ذلك، فمنذ عام 1948 وسياسة التهويد تمضي على قدم وساق، هذا بالإضافة إلى معالم التمييز العنصري وانتهاك اسرائيل للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، ومن أبرز هذه المظاهر الجدار العازل والذي تسميه إسرائيل بـ "الجدار الواقي"، وهو في الواقع يمثل أكثر من فصل عنصري. أضف إلى ذلك تزوير التاريخ وتهميش اللغة والثقافة العربية، وعرقلة العملية التعليمية، وانتهاك المقدسات الدينية وغيرها.

ومع كل الأدلة على التطرف الإسرائيلي، ولا يزال الإعلام الغربي، وتحديداً الأمريكي، يروي لنا قصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أنه صراع تاريخي تعود جذوره إلى الزمان الغابر، كما يصور لنا العدوان الإسرائيلي على أنه "انتقام" أو "رد فعل" لعمل "إرهابي فلسطيني"، وهذا بلا شك جزء من أجندتهم لخدمة المصالح الصهيونية والأمريكية في الشرق الأوسط.

فلماذا القضية الفلسطينية؟

لأنها ببساطة نداء الأرض والحياة والحق.



#رنا_كواليت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين المثالية والواقع


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رنا كواليت - لماذا القضية الفلسطينية؟