أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد النبريص - خناجر للجسد المُنهك














المزيد.....

خناجر للجسد المُنهك


أحمد النبريص

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 23:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أن انتهت الحرب الإسرائيلية على غزة ونحن نعيش شتى أنواع المعاناة، فلم ننسَ بعد صور دماء الشهداء التي انتشرت في جميع شوارع وأزقة غزة، ولم ننس أن الأطفال والنساء وقتها هم من كانوا أبطال المشهد الدامي، فالمئات منهم رحلوا بسبب آلة الحرب الإجرامية.

لا يزال الفلسطيني يذكر جيداً تلك الكوابيس التي أبادت عائلات بأكملها من خلال استعادة مشهد عائلة الحاج وغيرها من العائلات التي سقطت. صورة عائلة الحاج لم تكن إلا رقماً جديداً في السياق الإسرائيلي الوحشي تجاه الفلسطينيين، لأن كل هذا كان يحدث مدعوماً بفتاوى الحاخامات الإسرائيليين وكانت ترعاه تكنولوجيا الموت المتطورة، إلى أن غادرت المقاتلات الجوية والآليات البرية الساحة وانتهت حرب الخمسين يوماً، وتركتنا أمام الزلزال الذي أطاح بأحلام آلاف العائلات الفقيرة التي كانت تحتضن أحلاماً صغيرة لا تتجاوز في طموحها سوى توفير لقمة عيش بائسة لليوم التالي.

في هذا السياق كانت هناك افتراضات دائمة تشبه المساومات أن الدم الفلسطيني يوحّدنا جميعاً، لكن القيادات الفلسطينية أثبتت بأنها كانت كاذبة طوال الوقت. ووجد المواطن الغزي نفسه مسحوقاً بين مطرقة حماس وسندان فتح من جهة، ومطعوناً بوجوده من آلة القتل الصهيونية من جهة أخرى. وانقسم الشعب بين مؤيد ومعارض لتصريحات متناقضة من هذا التنظيم وذاك، وما بين هذه المتناقضات كسرت الروح المفرّقة العلاقة بين الفلسطيني والفلسطيني، إلى أن وصلنا في النهاية إلى هذا الوعي المجنون في إطار صراع داخلي عبثي ودائم.

عندما تم إبرام اتفاق المصالحة الفلسطينية في مخيم الشاطئ بغزة قبل الحرب، تفاءلنا خيراً وقلنا إن الفلسطينيين قد تجاوزوا حالة العجز والتبعية المطلقة للحزبية، وأن مجرد ما أن تكون المبادرة فلسطينية دون تدخل خارجي هو أمر رائع، بعد أن فشلنا في تحقيق هذا الحلم في مكة والقاهرة وقطر.  

وأخيراً تم الاتفاق الذي وضعنا أمام أسئلة صعبة كثيرة كان منها: هل نحن أمام نهاية أزمة، أم أن الاتفاق سيكون بداية لأزمات جديدة خلَّفها الانقسام؟

هذا السؤال كان جوهرياً بما يكفي ليفتح جبهات جديدة في الميدان وملفات لم تكن في حسبان الجميع، الأمر الذي جعل الأزمات تتوالى بشكل واضح على رؤوس الفلسطينيين وكان للمواطن الغزي النصيب الأكبر منها، ابتداءًا من أزمة الكهرباء وإنتهاءاًً بموضوع إعادة إعمار غزة وتناقض التصريحات بهذا الشأن.

ولأن ظاهرة تبادل الاتهامات وتناقض التصريحات بين حماس وفتح ظاهرة غير جديدة سيكون من المؤسف السكوت عنها اليوم، لأن الانقسام لم ينتهِ بشكل فعلي، ولأن ثمة مهام أكثر وأشدّ صعوبة لم نتجاوزها بعد، سيكون منها توحيد النظام السياسي والعسكري بشكل جدي، وتوحيد الخطاب الفلسطيني والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، ونفاذ أكبر باتجاه القضية الفلسطينية لفتح حالة من الاشتباك مع إسرائيل، وتحديد أدوات الصراع المستخدمة في المواجهة.

نحن كجيل شاب لسنا ضد اتفاق الشاطئ بل على العكس تماماً، لكننا ندرك بأن التوافق والوحدة ليستا مجرد شعارات وخطابات لفظية يمكن استعارتها من المعجم اللغوي واستخدامها متى شئنا. 

ومع تقديرنا لكل الجهود التي بُذلت لإتمام اتفاق الشاطئ، إلا أن رأينا المتواضع هو أن هذا الجهد لن يؤدي لشيء، لأن ثمة مشكلة ما قائمة في الوعي لدى تلك التنظيمات، التي يطرح كل واحد منها نفسه بديلاً عن الآخر لا مكملاً له.

علينا أن ندرك جميعا كفلسطينيين، أن الغباء السياسي الذي تمارسه القيادة الفلسطينية متمثلة بفتح وحماس لا يصنع وطناً ولا يحلّ أزمات، وأن دماء الأطفال الذين احترقوا برومانسية الشموع منذ أيام بسبب أزمة الكهرباء المفتعلة، هو أغلى من كل الرايات الحقيرة التي تُسقط العلم الفلسطيني لصالح هذا التنظيم أو ذاك.

علينا أن ندرك أيضا أن تبادل الاتهامات على القنوات الفضائيات لا يصنع قادة ولا أبطالاً بل يصنع تجاراً ومجرمين لا زالوا يطعنون بخناجرهم الجسد الفلسطيني المنهك.



#أحمد_النبريص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان على هامش الحرب
- قصيدة (إلى وطنٍ قتيل)


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد النبريص - خناجر للجسد المُنهك