أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العصا - الثقافة المقدسية المقاوِمة دار الطفل العربي-القدس نموذجًا بقلم: عزيز العصا















المزيد.....

الثقافة المقدسية المقاوِمة دار الطفل العربي-القدس نموذجًا بقلم: عزيز العصا


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


http://alassaaziz.blogspot.com/
[email protected]
يتخذ الصراع على أرض فلسطين أشكالًا ومستويات مختلفة؛ عسكرية واقتصادية، وعلمية، وثقافية... الخ. أما الصراع على القدس وداخلها، وفوقها وتحتها، فتجتمع فيه كل أشكال الصراع، في آنٍ معًا، وبأعلى مستويات العداء الذي يستهدف الساكن والمتحرك في هذه المدينة الكنعانية-العروبية؛ الإسلامية-المسيحية. ويتخذ هذا الصراع مستوى "الذروة" في المشهد الثقافي المقدسي. هذا المشهد الذي هو حالة تراكم على مدى زمني، يقدره العلماء والباحثون بفترة تتراوح بين 5,000-10,000 سنة، وما يعنيه ذلك من تنوّع حضاري وفكري اجتمع على هذه البقعة الصغيرة من العالم.
لقد أضحت القدس رمز القداسة والسلطة السياسية، معًا، وهذا ما عمل وفقه الاحتلالان البريطاني والإسرائيلي، عندما عمل البريطانيون على تهيئتها وتجهيزها لتسليمها للحركة الصهيونية في العام 1948، التي عملت على "تهويدها" ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. ومنذ العام 1967، والصراع على قدم وساق على كل ذرة من تراب القدس، قائم بين الاحتلال الذي يسعى إلى تهويدها، المقدسيين القابضين على قدسهم كالقابض على الجمر. وكان الشهد الثقافي المقدسي أحد المشاهد التي تشهد على هذا الصراع.
لا شك في أن ما يحدد ملامح المشهد الثقافي، هو تلك المؤسسات التي يتم إقامتها على الأرض، وهذا هو ما يجري على أرض القدس بالفعل، فالاحتلال لم يضيع ثانية واحدة من الوقت دون العمل الجاد والمتواصل على إقامة المنشآت، التي تخطط وتنفذ المشاريع العملاقة المدعومة بأموال طائلة من أجل تحقيق القدس التي يريدونها هم وفق عقيدتهم المشبعة بنفي الآخر، وإخراجه من التاريخ والجغرافيا. ونقصد هنا بالمؤسسة الثقافية كل ما تتضمنه السلع (الأدوات والمعدات) المستخدمة في أنشطة الفنون والحِرَف؛ وفي أنشطة اللعب والرياضة، والتي تسهل القيام بأنشطة الثقافة بالمعنى الواسع.
يلاحظ، في الآونة الأخيرة، أن الخطاب الفلسطيني حول القدس مشبع باللطم والعويل على القدس ومستقبل أبنائها. إلا أننا هناك مصدرًا للتفاؤل والأمل الذي يشيعه، في المكان والزمان، أولئك الجنود المجهولين الذين يعملون، ليل نهار، باتجاهين اثنين، في آنٍ معًا، وهما: الأول؛ مواكبة روح العصر في مجال الأنشطة الثقافية، أسوة بما يتم في العواصم المختلفة في العالم. والثاني؛ مقاومة ممارسات الاحتلال التي تتم في السر والعلن لتهويد المشهد الثقافي في القدس.
إننا نجد صور الأمل، الموصوفة أعلاه، كظاهرة في جميع المكونات الحضارية-المقدسية، إلا أننا سوف نركز، في هذا المقال، على واحد من تلك المكونات، وهو "المتاحف". ولاحقًا للمقال السابق المنشور في العدد -4- من هذه الصحيفة (العاصمة) (ص29)، بعنوان: المشهد الثقافي المقدسي: رحلة ألمٍ وأمل -المتاحف والسينما نموذجا- سنقوم، فيما يلي، باستعراض إحدى المؤسسات المقدسية القابضة على أحد مكونات المشهد الثقافي المقدسي، وهو المتاحف؛ التي تشكل جزءًا حيويًا في المشهد الثقافي المقدسي، وتعمل في الاتجاهين المذكورين. إنها مؤسسة دار الطفل العربي، التي تدير متحف التراث الفلسطيني- ودار اسعاف النشاشيبي في القدس.
وللكتابة حول هذا الموضوع استندت إلى تلك البيانات والبينات التي تزودت بها من المربية الفاضلة "ماهرة الدجاني"/ رئيسة مؤسسة دار الطفل، والمهندس "خالد أمين الخطيب"/ مدير المتحف ودار اسعاف.
مؤسسة دار الطفل العربي-القدس: حملٌ شاق انتهى بمواليد جميلة..
قبل الحديث عن الإبداع لا بد من الحديث عن المبدع، فالمتحف قيد النقاش قد زُرِعت بذرته في العام 1962م، في مؤسسة دار الطفل العربي؛ التي تأسست بعيد النكبة العام 1948 من قبل رائدة العمل الاجتماعي/ المرحومة هند طاهر الحسيني، عندما عرضت بيتها كملجأ وكمدرسة لأطفال الشهداء الفلسطينيين من مذبحة دير ياسين. بدأت المدرسة مع 55 طفلا من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية، حيث جمعتهم، في البداية، في غرفتين في سوق الحصر في البلدة القديمة، ومن ثم بمساعدة أهل فلسطين فُتحت لهم هذه الدار التي تتكون اليوم من ست بنايات وعدد طالباتها يفوق الألف طالبة . وفي العام 1949 تكونت أول هيئة إدارية للمؤسسة، من السيدات والسادة: السيدة هند طاهر/ مؤسِّسة الدار ورئيستها، السيد أنور الخطيب/ المستشار القانوني للدار, السيدة باسمة فارس/ أمينة الصندوق, السيدة أمينة الحسيني/ عضوًا, الآنسة ليزي ناصر/ عضوًا, السيدة سميحة الحسيني/ عضوًا, السيدة نزهة نسيبة/ عضوًا, السيدة مليحة النجار/ عضوًا .
في العام 1962، ومع ظهور الحاجة الماسة إلى تعريف العالم الخارجي والجمهور المحلي، على حد سواء، بالتراث الشعبي الفلسطيني العريق، شرعت المرحومة هند الحسيني في إنشاء مركز شعبي فلسطيني. فبُدِئ بتجميع المقتنيات التراثية من خلال تبرعات الفلسطينيين، الشخصية، وتبرع سخي من سيدة بريطانية تدعى "فيوليت باربر"؛ التي أهدت المؤسسة مجموعة قيمة من الألبسة والقطع التراثية العربية الأصلية .
شهد العام 1978، أول افتتاح رسمي للمتحف تحت إسم "مركز التراث الشعبي العربي الفلسطيني"، في الطابق الأرضي من دار سليم الحسيني. كما شهد العام 1982, قيام المرحومة "هند الحسيني", رئيسة مجلس أمناء دار الطفل الفلسطيني في حينه, بشراء قصر أديب العربية محمد إسعاف بن عثمان النشاشيبي؛ الرابض على بقعة مرتفعة في حي الشيخ جراح شمالي القدس, لتضيفه لأملاك وعقارات المؤسسة في مدينة القدس. ويتكون القصر من طابقين تبلغ مساحة كل منهما 296 متراً مربعاً. وتسوية مساحتها 110 متراً مربعاً. ويقع على قطعة أرض مساحتها 1210 متراً مربعاً .
وهكذا؛ أصبحت الدار، حاليًا، عبارة عن خمسة أقسام، هي: القسم الداخلي، والحضانة والروضة، والمدرسة الأساسية والثانوية، متحف دار الطفل العربي للتراث الشعبي الفلسطيني ودار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب. أي أن المتحف ودار الفنون في حالة، شبه التحام، مع مؤسسة تربوية تربي أبناء القدس وتعلمهم، ثم تردف ذلك كله بأن تجعل الوطن، الذي لم يسكنوه ولم يولدوا فيه، يسكنهم؛ حتى يصبح جزءًا من كينونتهم وتكوينهم العاطفي والوجداني.
كما أنه بعد تلك الجهود المضنية التي بذلتها المرحومة هند الحسيني، والفرق العاملة تحت إمرتها، بأن غرسوا بذرة أثمرت شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. ولم تكن تلك الشجرة لتستمر لو لم تجد من يرعاها، ويحافظ على متطلبات وجودها واستمرارها. فها هي المربية الفاضلة "ماهرة الدجاني" لا تزال قابضة على هذه مؤسسة دار الطفل العربي، وفاءً لمعلمتها؛ هند الحسيني، ووفاءً للقدس وأهلها الذين يواجهون التهويد الذي يستهدف وجودهم. هذا هو موضوعنا الرئيس، حيث أننا أمام مؤسستين ثقافيتين متكاملتين، فيما بينهما. وسنتطرق فيما يلي إلى وصفهما وأهميتهما ودورهما في رفد الثقافة الفلسطينية في القدس القائمة على مبدأ المحافظة على عروبة القدس، التي تواجه الثقافة المضادة؛ القائمة على مبدأ تهويد القدس وإخراجها، بالكامل، من جوهراها العروبي؛ الإسلامي والمسيحي.
متحف التراث الفلسطيني–القدس: ثروة قومية.. مقاومة ثقافية.. ومصدر تثقيف دائم
بعد عملية إعادة تأهيل وتحديث معماري شاملة خلال الأعوام القليلة الماضية، وبمساهمة جهات محلية وعربية وإسلامية وايطالية، تم تجهيز المتحف وقاعاته المختلفة، لاستيعاب وعرض القطع التراثية القيمة واستقبال الجمهور بأفضل الإمكانيات والتجهيزات المتاحة. كما أصبح المتحف جاهزًا لاستضافة الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية المختلفة في جميع الأوقات.
حاليا؛ يضم المتحف قاعات العرض الدائم، وقاعات العرض المتغير، ومخازن، وغرفة تحضير وصيانة لمحتويات المتحف، وغرفة آلات تصوير وطباعة، وقاعات لورش العمل والنشاطات، ومكتبة، ومكاتب الإدارة. كما تم تجهيزه بنظام إنارة خاص، وبكاميرات مراقبة، وأجهزة إنذار مبكر حسب المعايير العالمية. ويقوم القائمون على المتحف بتنظيم جولات إرشادية لمجموعات الزوار للمتحف تستغرق قرابة الساعة الواحدة بمرافقة مرشد/ة متخصص، والعدد الأقصى للمجموعة (25) شخصًا، ويمكنهم مشاهدة ما يلي:
ثلاثة طوابق تشكل خلية نحل: إذ يستقي الزائر للمتحف، في كل طابق، معلومات هامة تضيف لثقافته المزيد، منها:
الطابق الأرضي:
• عرض أفلام وثائقية محددة للتعريف بالمؤسسة الحاضنة للمتحف (دار الطفل العربي ومبنى المتحف)، والأحداث الخاصة بقرية دير ياسين لعلاقتها التاريخية بتأسيس المؤسسة في العام 1948. ويضم مجسم لقرية دير ياسين، مع مجسم حائط لخارطة فلسطين التاريخية تُظهر (450) قرية فلسطينية مدمرة و/أو مهجرة بسبب العدوان الصهيوني منذ العام 1948.
• بعض المقتنيات الشخصية الخاصة بالسيدة هند الحسيني، كما تُعرض أدوات تراثية؛ تعكس الأدوات التي كانت تستخدم في البيوت الفلسطينية التقليدية في الريف الفلسطيني، وأدوات القش بشكل أساسي والتي كانت تستخدم في الحياة اليومية للعائلة الفلسطينية التقليدية في الريف.
الطابق الأول: حيث ينتقل الزائر مباشرة للممر المفتوح المطل على الفتحة السماوية في وسط المبنى حيث تعرض قطع السجاد التقليدي، المصنع يدوياً، والذي يرتبط بفكرة العمل والحياة اليومية للمرأة الفلسطينية في القرية، وأهم ما في هذا الطابق:
-;- عرض أدوات الغزل التقليدية، إضافة إلى ماكينات الخياطة الآلية، والتي كانت تستخدم بشكل واسع في البيوت الفلسطينية خلال القرن الماضي. كما يعرض الأثاث الدمشقي والمحلي الفلسطيني، الذي كان يستخدم في البيوت المقدسية في أوائل القرن العشرين وحتى النكبة في العام 1948، وبالأخص غرفة الصالون وما كانت تحتوي من أثاث وإكسسوارات وصور وأسلحة ونحاسيات وغيرها. وهنا يتم إبراز الدور المهم الذي تلعبه مدينة القدس في الوجدان الفلسطيني وأهميتها في الحياة السياسية والشعبية الفلسطينية ودور النخبة المقدسية في قيادة الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت.
-;- عرض الأزياء الشعبية من مختلف المناطق الفلسطينية، والمعادن والحلي الشعبية الفلسطينية الصغيرة كالقلائد والأساور والخواتم بمختلف أنواعها، والمهن المختلفة، التي كانت في المدن الفلسطينية، بخاصة القدس.
-;- كما يُعرض في هذا الطابق بعض "الفرمانات" العثمانية الأصلية، وبعض الوثائق القديمة والمخطوطات التي تروي قصة نهايات فترة الحكم العثماني. وكذلك زيّ الباشا الرسمي العثماني الموجود في المجموعة، حيث تمثل المحتويات صلة وصل بين الماضي العثماني الذي أثر بشكل كبير على العادات والتقاليد الشعبية الفلسطينية.
الطابق الثاني: ويختلف هذا الطابق عن سابِقَيْهِ، بأنه يضم أنشطة ثقافية، مختلفة إلى حدٍّ ما، منها:
-;- المكتبة: وهي جزء من العرض المتحفي، تضم مراجع متخصصة بالعمل المتحفي والتراث الفلسطيني بشكل محدد.
-;- ورشة العمل للفنون والحرف اليدوية: ويجري فيها برامج وأنشطة تدريب فنون يدوية، لطالبات وطلاب المدارس والأندية الشبابية والزائرين من فئات عمرية مختلفة.
-;- الساحة الخارجية: حيث تم تبليطها بالبلاط الحجري الأبيض الجميل، وتحيط بها أحواض الورود والشجيرات من جميع الجوانب. ويتوفر فيها جلسات هادئة بين أحضان الطبيعة مع تخصيص مساحة لألعاب الأطفال، ويُخطط لاستخدام الساحة للاحتفالات العامة.
وتشير البيانات إلى أن المتحف استضاف الكثير من الزوار المحليين والأجانب، على حد سواء، حيث تم تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف زائر خلال العام 2012-2013. هذا وقد زار المتحف مجموعات من طلبة المدارس والأندية من كافة الفئات العمرية حيث شملت الزيارات تنفيذ الإعمال الفنية في ورشة العمل، والتي استفاد منها أكثر من 4,000 طالبًا وطالبةً.
دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب : تحفة ثقافية تشهد على عروبة القدس
محمد إسعاف النشاشيبي (1885-1948)؛ هو أديب العربية، الذي قال فيه أمين الريحاني: ثلاثة سأذكرهم على الدوام: الحرم الشريف، وجبل الزيتون وإسعاف النشاشيبي. وهو رجل كريم طيب، يقول عنه خليل السكاكيني: (...) ثم أعلنت الحرب الكبرى، ومما أذكره له بالشكر والإعجاب أنه كان إذا عرف أننا لا نجد خبزاً يحمل شيئاً من الطحين على ظهره ويأتي به الينا.
بعدما دخل قصر إسعاف النشاشيبي في حوزة دار الطفل العربي في العام 1982، تم استخدامه على أكمل وجه، لخدمة الثقافة والعلم في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص. ويضم الآن دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب التي أُنشئت في العام 1999 بهدف المساهمة في إحياء النشاطات الثقافية والفكرية في مدينة القدس، حيث باشرت الدار، فور افتتاحها، بإقامة ندوات ومعارض وورش عمل ذات أبعاد وأهداف محددة. وتم تجهيز مكتبة الدار التي تحتوي على بضعة آلاف من الكتب والمراجع القيّمة، شملت :مكتبة الأديب إسعاف النشاشيبي، والمؤلف فوزي يوسف، وعارف العارف، وغيرهم من أدباء فلسطين المعروفين، إضافة إلى بعض الكتب التي تبرع بها مواطنين محليين لمصلحة مكتبة الدار.
أما بشأن أقسام الدار؛ فإن المدخل الرئيسي يقود، من الجهة الجنوبية مباشرة، إلى الحديقة المتدرجة المطلة على مدينة القدس ومنها إلى منطقة الجلوس الخارجية، ومن ثم المقصف الداخلي/ الكافتيريا في طابق التسوية.
أما الطابق الأول والذي يمكن الوصول إليه من الدرج الرئيسي الخارجي أمام المبنى فيحتوي على منطقة الاستقبال التي تقود إلى القاعة الرئيسية المتعددة الأغراض حيث تقام المعارض والندوات والمحاضرات. وفي الجهة الشرقية من القاعة هناك قاعة تدريب الفن التشكيلي، وقاعة تدريب الموسيقى القاعة الجهة الغربية. أما المكتبة ومركز الأبحاث وغرفة المخطوطات وقاعة القراءة ومكتب الإدارة وقاعة الاجتماعات فتقع جميعها في الطابق الثاني والأخير من المبنى.
الملخص والخاتمة
تجولنا، فيما سبق، في أرجاء مؤسسة مقدسية الأصل والفصل والفكرة والتنفيذ والتنظيم والإدارة. ونقصد بذلك، أننا أمام مؤسسة موجودة في القدس، تم احتضانها في بيوت المقدسيين الأصلاء، ليس لأنهم لا يحتاجون تلك البيوت، وإنما وجدوا، فيما عملوه، صدقة جارية، لهم أجر استخدامها في خدمة المقدسيين والفلسطينيين عامة، كما تصل فائدتها إلى مستوى إقليمي وعالمي، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كما أننا أمام إرث لمقدسيين عملوا لأمتهم ووطنهم أكثر بكثير مما عملوا لأنفسهم؛ فحملوا هموم شعبهم وكأنها الهم الشخصي لكل منهم، وهذا هو حال المرحومة "هند طاهر الحسيني"، ومن عمل معها، حتى أوصلوا لنا هذه المؤسسة التي لا تقل في فعلها وتأثيرها عن وزارة بأكملها. كما لا يمكننا إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير إلى المربية "ماهرة الدجاني" والفريق العامل معها، الذين استلموا راية مؤسسة دار الطفل العربي، وأبقوا عليها خفاقة عالية على رواب القدس وسهولها، وأبقت على دورها الموصوف أعلاه، حتى أنهم يبدعون في تطويرها والنهوض بها نحو الأفضل بل أفضل الأفضل.
بهذا؛ نجد أنفسنا أمام نموذج واضح للثقافة المقدسية التي تواجه عملية التهويد، ليس بالخطابات والصراخ والعويل، وإنما بالعمل الجاد والمتواصل؛ دون انقطاع. ويجري ذلك كله بسواعد مقدسية وعقول مقدسية، أخذت على عاتقها توفير السبل كافة الكفيلة بأن تبقي على الوطن يسكن أبناءه، الذين حرمهم العدوان الهمجي من أن يسكنوه كما باقي شعوب الأرض الآمنة المستقرة.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 10/12/2014م



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوقافُ الإسلاميَّةِ في فلسطين المحتلة-1948: بِذْرَةٌ شَقّت ...
- اللغة العربية في يومها: بين الواجب العيني.. والواجب الكفائي! ...
- الشيخ -د. عكرمة صبري- في كتابه -الإسلام والأيام العالمية-: ا ...
- دائرة شؤون القدس في ندوتها: الخطر يحدق بالقدس وبالمقدسيين قر ...
- د. أمين الخطيب الكناني: امتشق العمل الخيري.. فذاد عن فقراء ا ...
- صابرين فرعون: تُظلّلُ قُلوبَنا بِنصوصٍ هادئةٍ.. رُغْمَ العاص ...
- زياد أبو عين: غبت جسدًا.. وبقيت رمزًا بقلم: عزيز العصا
- خطيب الأقصى والمقدسيون: يبثون رسائل إلى الأمة بقلم: عزيز الع ...
- المشهد الثقافي المقدسي: رحلة ألمٍ وأملٍ -المتاحف والفنون نمو ...
- محمد محمود شلباية في كتابه: مشاريع تسوية للقضية الفلسطينية ر ...
- رفعت زيتون.. شاعرٌ يُطِلُّ علينا من -نَوافِذِهِ- الواسعة قرا ...
- هاني عودة في روايته -لكِ إلى الأبد-: الاحتلال يعيق الحياة.. ...
- خليل شوكة في دراسته -المركز التجاري في بيت لحم-: وثيقة وطنية ...
- في رواية -امرأة اسمها العاصمة-: المرأة والمدينة وجهان لعشقٍ ...
- محمد علي الصالح: كرميٌ-مقدسيٌ.. دافع عن فلسطين بالقصيدة والب ...
- هشام أبو غوش: تركت فراغًا.. فمن يملؤه؟! بقلم: عزيز العصا
- المؤسسات المقدسية: كلمة حق.. يراد بها حق بقلم: عزيز العصا
- الشاعر والناقد -فاروق مواسي-.. يُوَزِّعُ سِيرَتَهُ على (33) ...
- فلسطينيو-48.. يتساءلون: من نحن؟! بقلم: عزيز العصا
- الشهيدان القواسمي وأبو عيشة: قمران يضيئان ليلنا الحالك


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العصا - الثقافة المقدسية المقاوِمة دار الطفل العربي-القدس نموذجًا بقلم: عزيز العصا