أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - ولد لكم اليوم المخلص














المزيد.....

ولد لكم اليوم المخلص


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 02:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



هذا هو اليوم الذى تفرح فيه وتبتهج به البشرية كلها ‘ لأنه كما قال الملاك منذ أكثر من ألفين عاما للرعاة حسب قول الكتاب المقدس" وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما.فقال لهم الملاك لا تخافوا. فها انا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا فى مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السموى مسبحين الله وقائلين .المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة."لو2: 8-14. وكقول المرتل قبل الميلاد بحوالى الفين وخمسمائة سنة " فلتفرح السموات ولتبتهج الأرض وليتحرك البحر وكل ملؤه ‘ يبتهج كل شجر الغاب قدام وجه الرب لأنه جاء."مز96: 11-13‘وأيضا" هلم لخلاصنا .ياألله ارجعنا وانر بوجهك فنخلص."مز80: 3.
التدبير الإلهى للخلاص:
يقول القديس الأنبا أثناسيوس الرسولى البابا العشرون للكنيسة القبطية فى كتابه الخالد التجسد" لقد كان فى علم الله السابق إمكانية سقوط الانسان ونتائجة‘ كذلك أيضا عملية التجسد وحتميتها ‘ فقد خلق العالم بالكلمة وأيضا لابد أن يخلصه بالكلمة الذى به خلق العالم أولا‘ولأن صفات الله لا تتغير ولا تتبدل ‘ لا تسمح بأن يؤخذ قرار التجسد والخلاص بعد سقوط الانسان. إن نتائج السقوط هى موت الانسان الذى ابتعد عن الله مصدر الحياة‘ وفقده لكل معرفة عن الله ‘ لذلك كان لائقا بصلاح الله أن يتدخل لإصلاح ماأفسده الانسان‘ فلأجل قضيتنا تجسد لكى يخلصنا‘ وبسبب محبته للبشر ارتضى ان يتأنس ويظهر فى جسد بشر.
لماذا كان التجسد حتميا؟:
لم يكن ممكن لله التراجع عن قراره بموت الانسان إن أخطأ‘ ولم يكن ممكنا أيضا أن يهمل الله ولا يبالى بهلاك البشرية وفنائها‘ فعدم الاهتمام كان سيظهر الله وكأنه غير صالح أو كأن طبيعة الله غير ثابتة.لذلك كان الموت حتميا وتجسد كلمة الله وحده ضرورة للخلاص. ولماذا كان لائقا أن يتخذ الكلمة جسدا بشريا كأداة ليخلص بها الانسان ؟ ‘ أسباب كثيرة ونلخص منها:
1- التوبة عن الخطية لم تكن كافية لكى يعود الانسان الى عدم الفساد والخلود(لأن الانسان الذى خلقه الله تعدى وسقط فى المعصية فحكم بالموت كقول الله الصادق)‘ ولا تقدر التوبة أن تغير طبيعة الانسان ‘بل كل ما تستطيعة أن تمنعه عن أعمال الخطية. لأن سقوط الانسان كان عمل خاطئ تبعه الموت والفساد ‘ وبالتعدى نزعت منه نعمة مماثلة صورة الله فى القداسة والبر‘ هذه النعمة التى كانت تمكنه البقاء فى شركة الحياة وعدم الفساد.
2- الانسان المخلوق الموجود فعلا وكان منحدرا الى الفساد والهلاك هو الذى كان محتاجا الى ان يأتى الكلمة بالتجسد لخلاصه.
3- لا البشر ولا الملائكة كانوا قادرين على تجديد خلقة الانسان على مثال صورة الله‘ لأن الانسان مخلوق على مثال الصورة وليس الصورة نفسها‘ وكذلك الملائكة ليست لهم صورة الله.
4- كى يعرف كلمة الله مرة أخرى بين البشر وبه يعرف الله الآب.
النتيجة الحتمية:
1- لم يكن ممكنا أن يحول الفاسد الى عدم فساد إلا المخلص نفسه ‘ الذى خلق كل شئ منذ البدء من العدم.
2- وأيضا لم يكن ممكنا أن يعيد خلق البشر ليكونوا صورة الله إلا الذى هو صورة الآب.
3- لم يكن فى الاستطاعة ان يجعل الانسان المائت غير مائت إلا ربنا يسوع المسيح الذى هو الحياة ذاتها.
4- لم يكن مستحقا ان الذى يعلم البشر عن الآب ويقضى على عبادة الأوثان إلا الكلمة الذى يضبط الأشياء وهو وحده الابن الوحيد الحقيقى.
وإذا كنا نحتفل اليوم بميلاد المخلص فى بداية عام جديد‘ نبدأه بقلب جديد وبعقل وفكر جديدين ‘ نترك سيئات الماضى كله ‘ ولنتذكر قول الرسول" الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا." 2كو 5: 17. وهذا مايريده الرب منا اليوم القلب الجديد والروح الجديدة‘ قلب لحم حي يؤمن بالمخلص والفادى وليس بحرف الوصية المكتوبة على لوحي الحجر. وينادينا اليوم القديس بولس الرسول" أنها الآن ساعة لنسيقظ من النوم فأن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا‘ قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ." رو13: 11و12.
وكل عام وحضراتكم وعائلاتكم وأولادكم طيبين ‘ وفى عيد ميلاد الرب المجيد نهنئكم بالنور الذى أنار قلوبنا بالمحبة والتوبة وأنقذنا ونقلنا من سلطان الظلمة الى ملكوت ابن محبته.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاما أتركه لكم
- معا على الطريق
- هوذا الزارع قد خرج ليزرع
- الميلاد الثانى
- طريق الخلاص
- طريق الله
- مجنون أعمى وأخرس
- إبعد الى العمق !!
- الإيمان العامل بالمحبة
- البشرية الخاطئة
- موتى العهد الجديد
- ليس موت لعبيد بعد
- ليس موت لعبيدك بعد
- الهاوية والجحيم كتابيا
- الموت ومابعده
- الحياة بعد الحياة
- ومن مريم العذراء نتعلم
- شفاعتك ياست ياعدرا
- أين المجتمع الدولى؟؟
- شخصيات الكتاب المقدس


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - ولد لكم اليوم المخلص