علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 14:49
المحور:
الادب والفن
قمحانة
لم نُخلق للفناء بل للبقاء ...
هي الأرض ذاتها ...
كانت خضراء ...
تضج بالمواسم و الأطفال ...
والآن ...
جف ماؤها ...
اختلف ملحها ...
يتمتمُ خالد:
حتى الأرض تحب المداعبة ...
وا أبو تركي الغالي:
رَقتْ عيناي شوقاً لرؤياها ...
أدمعتَ عيني على طفلٍ بكى أمه ...
وعلى رجل بكى بيته و أرضه ...
لقد شممت تراب وطننا الغالي من بعد ...
اشتقت لكم أحبتي ...
الخير كل الخير في بسمة طفل فوق تراب أرضه ...
اللَّيْل والنَّهَار يعملان فينا ...
فَبَادِرُوا الْعَمَلَ ...
***** ***** ***** *****
غربال
لدي ذكريات عنيفة مليئة ...
صاعقة كإعصار اللاذقية ...
تستحق الترتيب ...
وإعطاؤها شكلاً تعبيرياً ملائماً ...
ولدي ذكريات أخرى فارغة ...
تعاني الهزال ....
كما محادثات البرجوازية الصغيرة التافهة ...
في شارع بغداد ... وحي الأمريكان ...
مذ أن عرفت ذلك ...
وأنا أمارس ...
فن العلاج الصحي الجسدي والروحي ...
لغربلة الذكريات ...
***** ***** ***** *****
مازن
كل من لديه ...
غرفة صغيرة وضيِّقة ...
لكنها صالحة للنوم ...
ومزراب مطر على مقربة منها ...
صوبيا عَ الحطب ...
ومنفضة سكائر بحجم القطيلبية ...
وإرث غنائي عصامي متخم بالحب و الغضب ...
سيكون لديه بالتأكيد ما يكفي من العمق ...
كي تكون مياهه صالحة للشرب ...
وكي يصرخ ...
ويده اليسرى مرفوعة إلى الله بإشارات غير مفهومة:
لجيناتنا سؤال واحد..من أنتم ؟!!"
***** ***** ***** *****
فيتامين فلسفي
لم يكن في نيتي يوماً ...
الاهتمام بما يعرف الناس ...
بل الاهتمام ...
بأحاسيسهم ...
بما لديهم من رهافة الحس ...
وماذا يشعرون ...
أخذتُ في حياتي مساراً مختلفاً ...
وما زلت على الطريق ....
طريق الدفاع عن مشاعر وأحاسيس الناس ...
الطريق الذي اخترتُ ... بحرية كاملة ....
حيث لا تستطيع أية حدود اعتراض تقدمي ...
وحيث المعرفة لا اعتبار لها ...
وحيث تُؤذى المشاعر ...
وأنا أقف على الضفة ...
حيث المشاعر يومياً ...
تُجرحْ و تُضربْ وتُهانْ ...
بمطارقٍ حديدية ميتة ...
خالية من الإحساس ...
وحيث المشاعر تنزف ...
من التعذيب ...
وحيث تُثقب ...
بفعل طَرقِ المسامير الصدئة ...
فيها ...
والآن اسألكم أصدقائي ...
أين هو الحزب ... الكنيسة ... الجامع ...
الذي يحمي ...
الأحاسيس النازفة ...
والمشاعر المجروحة ....
***** ***** ***** *****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟