أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شمخي جبر - استشهاد عثمان علي درس في الإخاء والتضامن وصفعة للطائفيين














المزيد.....

استشهاد عثمان علي درس في الإخاء والتضامن وصفعة للطائفيين


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عثمان علي شاب في مقتبل العمر ؛ الا انه قدم درسا عراقيا عظيما في الكرم والإيثار؛ عجز عن تقديمه الكثير من الكبار؛ وذهب على طريق الشهادة ؛ لا على طريقة أعداء الحياة زارعي الموت المجاني كل يوم في شوارع وحارات العراق الجريح ؛ بل على طريقة المدافعين عن الحياة وعشاق الإنسانية؛ علمنا كيف يسموا الفعل الإنساني على الشعارات الجوفاء الباهتة ؛ وكيف ترتفع الروح الناصعة البياض على العهر السياسي ؛ وكيف يكون الموت انتصارا ؛ فهتف (إن موتي انتصار) ؛ انتصارا على كل المرابين المتاجرين بالدماء والأرواح البريئة ؛ انتصارا على كل ألهويات الطائفية والقبلية التي يتخندق خلفها البعض ليقتل أخيه ؛ كانت روح عثمان ؛ أزكى واطهر هوية؛ ورمزا وطنيا يتشرف بحملها كل الوطنيين العراقيين ؛ روحا عبرت الطائفية الى صوب الوطن ؛ فعبرت عن شموخ الهوية العراقية وإنسانيتها وإيثارها وكرمها( الجود بالنفس أعلى غاية الجود) وأجاد بها عثمان بكل سكينة وهدوء وطيبة خاطر وتفان ؛ فصفع وأزاح جانبا كل العازفين على أوتار الفرقة والتشرذم .
ان استشهاد عثمان علي( لوى شارب) كل القوافي والبحور الشعرية فطرحها أرضا ؛ وتقزمت البلاغة أمام هذا المشد الضاج بالحب والمضمخ بالوطنية ؛ كل مفردات اللغة وعبارات المديح والرثاء نثرا وشعرا انسلت خجلا ؛ لأنها لا تستطيع ان تطاول كل هذا الكرم والجود .
جعل الطائفيين يقفون مصعوقين مبهوتين مذهولين فاغري الأفواه وكان على رؤوسهم الطير من هول الصدمة؛ فكأنهم كانوا ينفخون حين ينفخون بنار الفتنة والفرقة؛ كأنهم ينفخون في قربة مثقوبة؛ أمام هذا المشهد تهدمت آمال صانعي الموت بسياراتهم المفخخة ؛ او بأحزمتهم الناسفة ؛ وموزعي الموت المجاني؛ الشاربين دماء الأبرياء ؛ روح عثمان قالت لنا ليس ثمة أمل للتكفيريين والإرهابيين وقائدي فرق الموت؛ وممولي المليشيات ؛ وقائدي أسراب الجراد الأسود والأخضر وكل ألوان قوس قزح الموت العراقي .
لم يفق سدنة الموت من صدمتهم الى الآن لأنها أقوى مما يحتملون ؛ إلا أن عثمان لم يصدم او يتردد حين سمع نداء طلب النجدة والدعوة للإجارة والغوث وهي تنبعث من مكبرات الصوت في جامع أبي حنيفة النعمان .
لم يستشهد عثمان حبا بالموت او بغضا بالحياة ؛ بل لأنه أراد أن يمنح الحياة لآخرين وقد منحها لهم فعلا ؛ لم يمت على طريق الموت بل مات على طريق الحياة .
ان الحمامات البيضاء التي أطلقها عبر جسر الأئمة كانت صلة الوصل بين الرصافة والكرخ لترميم الهوية العراقية ؛ ومرسالا للحب بين الاعظمية والكاظمية ؛ وستطرد غربان الموت عن سماء العراق ؛ وستبقى عيون المها تتنقل بأمان بين الاعظمية والكاظمية ؛ حاملة الحب والسلام والوئام رغم أنوف الطائفيين الراكبين مطية الفرقة والتشرذم والاحتراب الطائفي .
فكان استشهاد عثمان علي تبديدا لأحلام الحالمين وبعثرة لأوراق المخططين وتقطيعا لخيوط التآمر الطائفي واطفاءا لنار الطائفية التي يحاول تأجيجها زعماء وسدنة الفتنة .
عثمان علي رمز من رموز السلام والحرية والحياة والأخوة والتسامح واحترام التنوع والاختلاف ؛ وسيبقى راية خفاقة لا تظلل إلا الوطنيين الشرفاء ؛ وسيبقى النخاسين والمرابين وزعماء الموت والفرقة الطائفية لا يظللهم إلا العار .



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الاستبداد وصناعة الرمز
- عثرات الحكومة من يقيلها ؟
- واقعة جسر الأئمة
- المواطنة وتجاذبات المكونات الفئوية و تأثيرها على كتابة الدست ...
- من ينام على سرير بروكست (قراءة في مرجعية العنف في العراق
- الحراك السياسي في العراق حضور القبيلة والطائفة _غياب المواطن ...
- أزمة المواطنة والهويات الفرعية
- الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر
- في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شمخي جبر - استشهاد عثمان علي درس في الإخاء والتضامن وصفعة للطائفيين