أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بعض التفسير الضروري...















المزيد.....

بعض التفسير الضروري...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض التفسير الضروري...
من صدف دروب الحياة, تعرفت على إنسان سوري, له خبرة بالسياسات السورية وخفاياها وظواهرها وملابساتها التاريخية المختلفة. لأنه كان من إنتاجها وصناعتها. وهو الآن نصف متقاعد يعيش في فرنسا من سنوات معدودة قليلة. بعد أحداثها المؤلمة طبعا... وأنا أحترمه نظرا لبراغماتيته الهادئة, خلافا لطبيعتي البركانية التي لا تعرف البراغماتية.. وتصدم غالبا أصدقائي وغير أصدقائي بصراحتها.. ووضوحها وتسميتها الفورية الآنية للأشياء بأسمائها.. دون ديبلوماسية. مما خلق لي كثيرا من الصعوبات مع من أسميهم بشكل عادي أصدقائي وغير أصدقائي.
هذا الإنسان السوري والذي لم يعرف الضائقات المعيشية كغالب السوريين الذين لجأوا إلى فرنسا.. تعود على ممارسة السياسة, كهواية رفيعة ولعبة شطرنج عالية المستوى.. لذلك لما بدأ الضجر يظهر له بأيامه الطويلة.. قرر العودة إلى السياسة.. فــاراد إعادة تنظيم ما سماه " جمع الشمل " للجاليات السورية الهيتروكليتية الاتجاهات والأفكار.. وحتى التي لا فكر لها على الاطلاق.. ويمكنني أن أقول حتى الخطيرة منها... مما دفعني أن أطرح عليه السؤال فيما إذا كان يقبل أن يضع داعـــش.. بــســلــة "جمع الشمل" أيضا.. ولم أنتظر الجواب على تساؤلي هذا... لأنني كما صرحت عدة مرات, لدى محاولة هذا الإنسان وبعض (الأصدقاء القدماء) بهذه البلد, بأنني لست على استعداد على الإطلاق للمشاركة بتشكيل أية جمعية أو رابطة أو نادي, نظرا لتجاربي المتعددة السابقة بأوساط الجاليات السورية المتعددة الاختلاف... ما لم يكن الرابط الأول والقاعدة الأولى لهذه اللقاءات والتجمعات والنوادي.. قبول مــبــدأ العلمانية كاملة, لأي مسعى ثقافي أو اجتماعي أو سياسي, يتعلق بمصير مستقبل وطن مولدنا ســوريـا... وأن تكون العلمانية قاعدة أي تنظيم مهما كان شكله الاجتماعي أو الثقافي.. أو حتى بمجالات المساعدات الإنسانية والخيرية.. تجنبا لكل المطبات والخفايا التي يمكن أن تتسرب من خلال هذه التجمعات... وخاصة أنني لاقيت عديدا من المصاعب, خلال السنوات الطويلة التي عشتها هنا من الجهات التي ما زالت متلبسة بالعديد من الموروثات الدينية المتعصبة, والتي لا تتوافق سياسيا وفكريا مع مبادئ العلمانية الواضحة الصريحة... وحتى لا نعيد الوقوع بنفس الأخطاء والانحرافات والعصبيات التي أدت ببلد مولدنا ســـوريــا إلى هيمنة داعش وفظائع داعش.. علينا أن نتجنب التكتلات والجمعيات وكل الحاضنات التي ما زالت تحمل توجيهات وتفسيرات هيمنة أفضليات وأكثريات دينية على مـا سمي تسهيلا : الأقليات. دون أن ننسى أن ما سمي خطأ: الأقليات. كانت دوما مخزنات الحضارة والوطنية السورية, وناشرة ثقافتها وحامية تراثها. ورأينا خلال الستين سنة من تاريخ هذا البلد, ما فعله التقوقع وتعصب الحلقات الدينية المتزمتة والتي خلقت عادات وتقاليد وأزياء ومظاهر.. لم تنتج سوى مزيدا من التقوقع والتراجع.. خلال ستين سنة متعبة حزينة من تاريخ هذا البلد.. وخاصة خلال السنوات الأربعة الأخيرة.. حيث تدفقت جحافل تحمل أعلاما إســلامية, لا علاقة لها بتاريخ البلد وحاجاته وتوقه إلى الحريات والتغييرات الديمقراطية والإنسانية التي اجتاحت المشرق والعالم العربي بأكمله.. وحولت مطالبه الشرعية إلى حرب طائفية جهنمية, أحرقت الأخضر واليابس.. ودمرت كل علامات سوريا الحضارية وآثارها الثقافية.. لتحولها إلى أمارات إسلامية.. لم يعرفها الإسلام التاريخي خلال خمسة عشر قــرن من الزمن.. قاطعة الرقاب, نــاهــشــة القلوب.. مغتصبة النساء وبائعة للطفولة البريئة...رافعة أعلام الشريعة.. واصطنعت إلــهــا غريبا عنا وعن أية ديانة معروفة مقبولة....
إذن كيف تريدونني أن أجمع أي شمل وأشارك باجتماعات (تبويس شوارب) ومسايرات مزيفة شرقية مع هذه الجماعات التي لا تعرف أية تطبيقات ولا أي معني لكلمات مثل : الإنسانية أو الديمقراطية.. معتبرة العلمانية كفرا وزندقة وحربا على دين الإسلام... أو قبول ما فعلته هذه الجحافل التي جعلت من القتل شريعة.. وأن تفجير الآخر ضمان للوصول إلى الجنة الموعودة... وأننا اليوم, وبعد أربعة سنين من حرب رهيبة إجرامية ضد سوريا وشعبها, مورست فيها كل التجارب المعقولة وغير المعقولة, ولم يــعــد هناك وهنا أي مجال لتجارب أخرى.. وآن الأوان لوضع النقط على الحروف واختيار الحقيقة وحدها, دون لف ودوران وخطابات ولغات مزيفة معسولة, مارسنا استعمالها أجيالا وأجيالا. كنا نلتقي دون أن نختلط أو أن تتزوج مبادؤنا وأفكارنا ونماذج تطورنا, هنا وهناك.. وبقينا نتواجه دون اختلاط ودون أي توافق فكري.. وبقيت جدران باطونية شرائعية, تجنزر أقدامنا وتــجــرنــا دوما إلى الخلف حتى لا نلتقي, ولا نكون خلايا متمازجة متوحدة... صحيح أن التعدد والاختلاف والتنوع يؤدى إلى إبداع وخلق أفكار جديدة.. بشرط أن تكون كل من هذه الخلايا قابلة للتطور والخلق والإبداع.. ولكن خلط خلايا عقيمة وزرعها مع خلايا إبداعية خلاقة منتجة... لا تؤدي سوى لتكاثر الــعــقــم.. وخاصة العقم الفكري... وأنا أريد تجنب العقم الفكري وتجدد خلاياه وديمومة استمراره... وهنا عــقــدة اخــتــلافي مع خلايا " جــمــع الــشــمــل "... والتي باعتقادي الشخصي سوف تلملم الأخطاء على الأخطاء.. دون أي أمل بالوصول لأية نتيجة إيجابية تخدم هذا الوطن الممزق...
هذا هو موقفي.. ولا أطالب أحدا مشاركتي مسؤوليته. لأنني دوما كنت وما أزال أتحمل نتائج وأخطار ومسؤوليات صراحتي... وكنت منذ بدايات فتوتي وشبابي ذلك البورجوازي الأناركي العلماني الراديكالي.. ولم ولن أتغير حتى هذه اللحظة.. دون لف أو دوران أو ديبلوماسية مزورة.. مسميا الأحداث والواقع وما أعتقد بأسمائها الواضحة.. متجنبا تبويس الشوارب الشرقي المعهود بالظاهر.. واستمرار الحقد والكراهية والنميمة الشرقية بالباطن.. وشحذ السكاكين بالخفاء طويلا حتى يطعن الجار جاره... ولنا أن نحفر قليلا بتاريخنا الحديث.. حتى نتأكد من حقيقة ما أبدي... نــقــطــة على الــســطــر...
***********
على الهامش:
ــ أرجو ألا يفهم القارئ من المقطع الرئيسي بهذا المقال, أن جميع المهجرين السوريين الجدد من أصحاب الملايين والمليارات.. نــعــم هناك عدد قليل منهم ينعم بالثراء الظاهر. ولا يعاني أيا من ضائقات الهجرة.. ولم يتغير من سهولة ورخاء عيشهم أي شــيء... وبالعكس هناك آلاف المهجرين السوريين الجدد خلال السنتين الأخيرتين, موزعين بكافة المدن الفرنسية... يعانون صعوبات الهجرة, لأنهم أمــا وصلوا بلا فيزا, أو بفيزا مؤقتة محدودة.. واضطروا لطلب اللجوء الإنساني.. تاركين وراءهم كل ما أنتجوا وذكرياتهم الماضية.. ولم يستطيعوا إنقاذ سوى حياتهم... ويعيشون يوما بيوم بانتظار المساعدات الإنسانية من السلطات أو المؤسسات الخيرية الفرنسية...
ولهؤلاء.. ولهم فقط يتوجه قلقي واهتمامي...
ولمن بقوا على أرض الوطن, بالعديد من المدن والقرى السورية المحرومة من أبسط ضروريات العيش اليومية...
بــــالانــــتــــظــــار........
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...
- سنة الفشل... سنة داعشية حزينة
- عودة برسالة حب إلى دمشق
- خلاف و اختلاف
- أعياد و معايدة...
- محاضرة.. واعترافات أمريكية
- مسطرة مصغرة
- الرئيس الأسد بمجلة Paris MATCH الفرنسية...
- عذرا من القديسة بربارة...
- زيارة إلى سوريا...أو عودة.. وتصفية حساب
- تحية للجالية الأرمنية في فرنسا
- تحية للجاليات الأسيوية في فرنسا...
- وعن إمكانيات - جمع الشمل - أو عكسها.. وديمومة فشلها...
- وعن البرنامج... أي برنامج؟؟؟...
- فايا و ريحان يونان.. من سوريا
- وعن - جمع الشمل -...
- وماذا بعد الصقيع والصمت؟؟؟!!!
- عودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...
- كلمات صريحة لأصدقائي...وغيرهم...
- التعايش المشترك؟؟؟!!!...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بعض التفسير الضروري...