أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - من «عصفورة حريتي» - ستة أعمار لو يهبُنيها الله















المزيد.....

من «عصفورة حريتي» - ستة أعمار لو يهبُنيها الله


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 16:24
المحور: الادب والفن
    



هامبُرڠ-;- 06/08/2000 (دينيا: تأصيل مرجعية العقل | سياسيا: الإسلامية الديمقراطية) - روجعت وأعيد صياغة بعض عباراتها في بغداد 01/12/2011 (فلسفيا: عقيدة التنزيه | سياسيا: الديمقراطية العلمانية)

هل سمعتم أن رجلا جاوز الخمسين
ودنى من الستين
ولما يزل يحبو؟
إنه أنا
ذلك الذي ولد من ظلمات ثلاث
خرج من ظلمة إلى ظلمة
ومن ظلمة إلى ثالثة
ثم خرج إلى نور
ثم من نور معتم
إلى نور قد لا يخلو من بقايا عتمة
وما زال يبحث عما هو أنور
وما زال يحبو
وهو في السادسة والخمسين
ومع كل هذا التأخر في الولادة
وفي تعلم المشي
فإني أتطلع
وأملي بالذي فطرني
لا إلى أن أقف من بعد الحبو ثم أجري
بل أتطلع إلى أن أتعلم الطيران
فأطير
وأحلق في آفاق السماوات
وأن أتعلم السباحة
فأسبح
وأغوص في أعماق المحيطات
وأنهل من كل هذا العمق
وذلك السمو
ما يمنحني عمقا أعمق
وسموا أسمى
هل رأيتم أميا مثلي
يخط بيمينه
ويفكر
وهو لا يقرأ
ولكني وإن كنت أمي القراءة
فقد أظهر الله معجزته عليّ
لتكون حجة عليّ
حيث أقرأني
رغم أميتي ثلاثة كتب
أمكنني جل وعلا من قراءة كتابـ(ـه) أولا*
ومن قراءة كتاب (العقل) ثانيا*
ومن ثم من قراءة كتاب (الحياة) ثالثا*
كتبي المقروءة
بأدوات قراءة الأميين
فانطبع فكري كله
بهذه الكتب الثلاثة
وغدوت أقرأ
وما أنا بقارئ
أقرأ كل شيء بأبجدياتها
حتى غلبت أبجديات كتاب العقل
كل ما سواها من أبجديات
عندما بلغت السابعة والستين
وقلمي الذي تعلم النطق وهو رضيع
يقف على ساحل الإنتاج عطشانا
ينتظر أن يروي ظمأه
لا بالشرب
بل بالعطاء
فلو خيرني الله أن أطلب أشياء
لرجوته أن يعطيني خمسة أعمار
عمرا لا شغل لي فيه سوى أن أقرأ
وأقرأ .. وأقرأ
ولا أكتفي بأن أجعل عيني وحدهما أداتي القراءة
بل أن تقرأ معهما أذناي
ويقرأ قلبي
ويقرأ عقلي
وتقرأ يداي
وتقرأ رجلاي
ولا يبقى من وجودي شيء
إلا ويقرأ .. ويقرأ .. ويقرأ
ثم يمنحني عمرا ثانيا أفكر به
ثم أفكر .. وأفكر .. فأفكر
وإن أردت أن أستريح من التفكير
أتأمل .. وأتأمل .. وأتأمل
ثم أتدبر
ثم أغوص في أعماق الفكر تارة
و أحلق في آفاقه أخرى
وعمرا ثالثا أريده
لأكتب .. وأكتب .. وأكتب
حتى يتحول قلمي
إلى طاقة بحجم طاقة الكون
فيتعانق مع الكون
ويملأه كلمات مكتوبة
ولا أكتفي أن أسخر أنامل يميني كأداة للكتابة
بل تكتب معها شمالي
بل تكتب أذناي
ويكتب لساني
ويكتب قلبي
ويكتب عقلي
ويكتب كل عضو في جسدي
وكل خلجة في فكري
وكل سعرة حرارية في مشاعري
بل تكتب كل ذرة من وجودي المادي والمعنوي
وأعتذر إلى الله
إذ جعلت رابع الأعمار
ذلك العمر المنذور لعبادته
ولم أجعله الأول كما ينبغي له
أقول أريد عمرا رابعا
لا شغل لي فيه
إلا أن أعبده سبحانه
لساني يسبحه
قلبي يسبحه
عقلي يسبحه
كل ما فيّ
ما فوقي وتحتي
ما بين يدي وما خلفي
كل ما يختزن في داخلي
وكل ما يلفني من خارجي
يغني أنشودة الوجود
يعزف سيمفونية الجمال
كل شيء فيّ
كل ذرة من ذرات وجودي
قائم يصلي
قانتا راكعا ساجدا يعبده
لا طلبا للذة يكافأ عليها
كيف والمكافأ من أجله
هو عين المكافأة
فهل من لذة هي ألذ من لذة عبادته
وذكره والعيش في قربه
والتحليق في آفاق ذكره
والذوبان في وجوده
وهل من سعادة يحققها وجود
أكثر من فرصة تجسيده لحقيقته
فيعيش وجوده بكل أبعاده
إذن هل من سعادة
يمكن أن أتصورها لنفسي
أكثر من سعادة
تحقيق كامل وجودي الإنساني
الذي لا يتحقق بكماله وتمامه
وبشموليته وكل آيات جماله
إلا من خلال التلذذ بلذات التعبير
عن منتهى العبودية لله جل ذكره
وعن كمال الانقطاع إليه
واستخلاص الذات له وحده
وعمرا خامسا
لا أعيش فيه لنفسي
بل أجعل كل لحظة من لحظاته
خدمة للإنسانية
فأحلق بإنسانيتي في سحق وجودها
من أجل تحقيق وجود وإسعاد
إنسانية الإنسان
كل إنسان
باستثناء من اختار لنفسه
خيار معاداة نفسه
ومعاداة خالقه
من خلال معاداة شركائه
في الحياة والوجود والإنسانية
فأقدم للناس على طبق عطاء غير مجذوذ
كل وجودي
أقدم لهم دمي
يرتوون منه من عطشهم
أقدم لهم فكري
يستنقذون به أنفسهم من الجهل
أقدم لهم قلبي
يتدفؤون على حرارة نبضاته
من صعيق الأجواء الباردة
أعطي للقعيد رجليّ يمشي بهما
للأعمى عينيّ يبصر بهما
للأبكم لساني ينطق به
للمشلول يديّ يحتضن بهما الحياة
أكون لليتيم أبا وأما
للوحيد أخا
للجاهل معلما
للضعيف مقويا
للمظلوم ناصرا
للشريد آويا
للحزين أغنية تملأ وجوده فرحا
للخائف أمنا
للقلق طمأنينة
للغريب عشيرة
للمستوحش أنسا لا وحشة بعدها
للفقير غنى وسعة
لمن لا يملك سراجا يستضيء به في الليل سراجا
بل أستحيل له قمرا
لا بل شمسا
تشرق نورا لا ينطفئ في كل ذرة من وجوده
أحترق ليتدفأ الإنسان
أظمأ ليرتوي
أعرى ليلبس
أجوع ليشبع
أحمل خشبتي
وأبحث عن ميدان صلبي
لأكون المخلِّص لكل المعذبين
ولأزرع حبا في كل حقول الحياة
وأقلع الحقد من صدر قابيل
ليحتضن أخاه هابيل
بكل أحاسيس الحب
وأكون مهديا
يملأ الأرض قسطا وعدلا
ورحمة وتراحما يسعان الوجود كله
وعمرا سادسا لا أختاره بنفسي
بل أجعل خياره لخالقي وربي وإلهي
وحبيبي وأنيسي
ومعيني وأملي ورجائي
ومسعدي وموجدي ومعدمي
ومبدئي ومعيدي
لعله يجعله لي عمر الحب
أحِبُّ فيه وأحِبُّ وأحِبّ
وأحَبُّ فيه وأحَبُّ وأحَبّ
ربِّ اختر لي عمرا له ابتداء
وليس له انتهاء
ليس المهم أن تكون جنة
أو جنات
وليس المهم أن يكون عرضها
عرض السماوات والأرض
ليس المهم قصورها ولا أنهارها
ولا فواكهها ولا حدائقها ولا ظلالها
ولا حورياتها ولا غلمانها
بل رضوان منك أكبر
وقرب منك ألصق
وحب منك أدوم
ومعية وإياك لا انقطاع لها

*: هذه كانت الكتب الثلاثة التي اعتمدتها في تكوين أفكاري لما يقارب الثلاثة عقود (القرآن والعقل وتجربة الحياة؛ اعتمدتها في الثمانينات، التسعينات، ولغاية صيف 2007، حيث انتقلت إلى المذهب الظني، ثم في آخر نفس السنة إلى عقيدة التنزيه، عندما كانت الغلبة لكتابي العقل وتجربة الحياة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من «عصفورة حريتي» - هذيانات القلم
- من «عصفورة حريتي» - التمزق في مركز تجاذب القوى
- من «عصفورة حريتي» - ضجيج القلم
- من «عصفورة حريتي» - تعريف بقلم جديد
- من «عصفورة حريتي» - كلماتي تأبى تنتظم شعرا
- عصفورة حريتي - مقدمة المؤلف
- سؤال: «سني أنت أم شيعي؟»
- عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة
- عصفورة حريتي - إهداء
- في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها
- درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا
- الإسلاموي أردوغان يرفض المساواة للمرأة
- أثر التعاطي الثقافي في تقويم سلوك السياسيين
- ملاحظات على النشيد الوطني
- مفارقات الحجاب
- الافتتاح ب «بسم الله الرحمن الرحيم» ما له وما عليه
- احترام الأديان أم احترام قناعات أتباعها بها؟
- دين خرافي مسالم خير من متين العقيدة مقاتل
- التقليل من فداحة مجزرة سپايكر جريمة
- هل عدم تكليف المالكي إلغاء للانتخابات؟


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء الشكرجي - من «عصفورة حريتي» - ستة أعمار لو يهبُنيها الله