أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياس عوض البصري - الأثر القرآني في شعر أحمد مطر بحث في آلية التناص















المزيد.....



الأثر القرآني في شعر أحمد مطر بحث في آلية التناص


ياس عوض البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 23:31
المحور: الادب والفن
    


الأثر القرآني في شعر أحمد مطر بحث في آلية التناص
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿-;---;-- إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾-;---;-- يوسف : 2.
رغم أنَّ العرب أمة شاعرة اشتهرت بالبلاغة في جاهليتها وبرز منها قس بن ساعدة وسحبان بن وائل و ٱ-;---;--مرؤ القيس وزهير والأعشى والنابغة وغيرهم من خطباء وشعراء أصبحوا حجر زاوية في العقل الجمعي للمبدع العربي آنذاك ,استطاع القرآن الكريم ولفترة قصيرة أنْ يترك أثراً في نفوسهم ـ رغم كفرهم به (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ) ـ النمل : 14وذلك للغته العالية وبلاغته المُعْجِزَة فتحداهم أنْ يأتوا بعشر سور وإنْ كانت مفتريات (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) هود : 13.فعجزوا عن ذلك فتحداهم بسورة واحدة (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) البقرة : 23.فعجزوا كذلك,ثمَّ بعد اتساع رقعة الإسلام تأثر أكثرهم بالقرآن وكان الشعراء أسبق القوم في هذا المضمار فزينوا أشعارهم بما تأثروا به من معاني القرآن كقول جرير :
نال الخلافة إذ كانــت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر(1)
فالإتيان بقصة موسى ع هو تأثر واضح وجلي بالقرآن وإلا فما الذي أوصل هذه القصة لجرير غير القرآن, ومثل هذا في الشعر كثير إذ لم يكن حِكْراً على عصر وشاعر محدديين ,فالمتنبي ,وكما هو معروف في عصر الدويلات, لم يكن بمنأى عن أصدقائه الشعراء إذ يقول:
يقول:بشعب بوَّان حصاني أعن هذا يسار إلى الطعان
أبوكــم آدم سنَّ المعاصـي وعلمـكم مفارقة الجنان(2)
فقذ استطاع خبر خروج آدم من الجنة أن يترك أثرا في صناعة هذا الصورة التي أُخذت من قوله تعالى((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)) البقرة :36,35.
وبانتقالة سريعة نجد أن الشاعر البصري المغترب احمد مطر قد نهل من ماء هذا النهر العظيم ـ الممتليء معاني تعجز الشعراء فتحفزهم على أخذ معانيه وتزيين قصائدهم بما يوظفونه أو بما يتناصون به مع هذا الإعجازـ فتأثر به فوظف قصصه وتناص مع آياته كما سيتضح خلال البحث.
التناص في شعره:ـ
ظهر مصطلح التناص جليا في كتابات جوليا كريستيفا وهو عندها(حضور فعلي لنص ما في نص آخر)(3) ,وهذا الحضور يكون بثلاثة طرق:ـ 1ـ النفي الكلي:ـ ويكون فيه المقطع المتناصص منفيا كليا والمعنى المرجعي مقلوبا. ـ2ـ النفي الجزئي :ـ ويجرى فيه نفي جزء من النص المقطعي المرجعي.ـ3ـ النفي المتوازي :ـ وفيه يظل المعنى المنطقي للمقطعين هو نفسه مع احتمال زيادة أو إضافة في النص الجديد)(4), ويضع الدكتور شجاع العاني للتناص أنواعا ثلاثة هي التناص المستتر والتناص الظاهر والتناص نصف المستتر(5),وسنعمل في بحثنا هذا على تقسيم د.شجاع العاني مع إضافة ما رأيناه في شعر الشاعر.
التناص الظاهري:ـ
وفيه(يكون التناص ظاهرا عندما تكون النصوص التي تتداخل في نص أو خطاب المؤلف جزءا من الموروث الثقافي الجمعي لجماعة بشرية معينة كالنصوص الدينية والأساطير الملحمية والأمثال والأقوال السائرة)(6) .ونحن نرى أنَّ هذا النوع واسع ولا يغطي كل التناصات الأخرى في شعر أحمد فلهذا اجترحنا له أربعة أقسام علنا نكون صائبين: هي الكامل ,والمُزَوَّر,المقلوب, والكبير.
1ـ التناص الكامل: وهو أن يُأتى بالنص كاملاً من دون أن يحذف منه أو يضاف عليه وهو ما يسمى (اقتباسا) في النقد القديم وهو(أن يتضمن الكلام شيئا من القرآن أو الحديث لا على أنها منه)(7) إذ أنَّ هذا المقتبس يمكن حذفه أو إبقاؤه أمَّا في شعر مطر فلن يمكن حذفه لأنه عمادة النص (طابوقة سِنِمَّار) إنْ حذفت انهدم النص بأكمله وأصبح النص ركاما لا كما ذهب إليه كمال أحمد غنيم ـ والظن لدينا أنه جانب الصواب في بعض النصوص ـ أنَّ هذا اقتباس وجعل له نوعين (اقتباس حرفي واقتباس دلالي)(8) وسيتضح رأينا في النصوص التي اختارها في هذا البحث تباعا. مع أننا لا ننكر وجود اقتباس في شعره من القرآن ولكنه قليل.
يقول الشاعر في لافتته(قلة أدب):
قرأت في القرآن:
"تبت يدا أبي لهب"
فأعلنت وسائل الإذعان
"إنَّ السكوت من ذهب"
أحببت فقري لم أزل أتلو
"وتب
ما أغنى عنه ماله وتب"
فصودرت حنجرتي
بجرم قلة الأدب
وصودر القرآن
لأنه حرضني على الشغب(9)
لقد صورت اللافتتة حال الشاعر ومن معه من أبناء شعبه الذين يرفضون الخضوع في زمن الاضطهاد بعد منعه من ممارسة طقوسه الدينية, ومن قراءة القرآن تحديدا لأنَّ فيه ما يدعو للثورة كون الحكام يمنعون تداول كل ما يحرض على الثورة ,والقرآن أحد تلك الممنوعات, فأبو لهب في النص ليس عمُّ النبي محمد ص بل هو الحاكم الذي أعلنت وسائله الإذعانية المنقلبة من الإعلام,وهي دلالة قمع أخرى لحرية الصحافة, أن السكوت من ذهب وهو قلب آخر لدلالة المثل ليدل على التهديد بالسكوت القسري وكأنها تصرخ بهم: سكوت وإلا فالموت هو المصير المقدر, فيستمر الشاعر في تلاوته رغم فقره الذي هو فيه وهو تحد بارز في إكمال مسيرة الثورة"ما أغنى عنه ماله وما كسب" تدل على رفض الشاعر لاستقبال الرشاوى أو التخويف بالجيش الذي يمتلكه فيختم نصه بالمفارقة العجيبة/ الواقعة التي يفعلها الحاكم بمصادرة الحنجرة واعتقال القرآن المحرض على الثورة!
إن الأسباب التي دعت الشاعر أنَّ يتناص مع سورة المسد التي تحكي قصة أبي لهب وهو يحارب الإسلام (حركة الإصلاح الجديدة)ـ التي يقوم بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتعاليم تأتيه عن طريق القرآن الكريم ـ لأنها تتعارض مع مصالحه الشخصية وهو خادم الكعبة مشابهة لحال الحاكم الذي يحارب كل حركة تدعو للإصلاح لإنها تتعارض مع مصالحه وبقائه في السلطة, ولو أردنا أن نحذف الآيتان لأصبح النص عاريا وهذا ما يؤيد قولنا بالتناص وليس الإقتباس.
يقول في (حوار على باب المنفى)
*شبابك ضائع هدرا
وجهدك كله هدرُ
برمل الشعر تبني قلعة
والمد منحسرُ
فإنْ وافت خيول الموج
لاتبقي ولاتذرُ
ـ هراء ذاك
إن الحرف قبل الموت ينتصر
وعند الموت ينتصر
وبعد الموت ينتصر(10)
يجعل الشاعر في نصه هذا شخصا يخاطبه (وهي نفسه) ففي خطابها مايدعو الشاعر للتوقف عن مهاجمة السلطة إذ لا جدوى من فعله ولا ثمر فهو يبني قلعة من رمل الشعر وخيول الموج إنْ هجمت فلا تبقى ولا تذر بمعنى أنّه يبني بالشعر فقط( القول فقط) قلعة لحماية الوطن ـ إن صح القول ـ هوبناء من رمل وخيول الموج لمَّا تأتِ بعدُ فالسلطة صامتة فإنْ حركت ساكناً فلا بقاء بعد ذلك, فسطره الأخير هو من قوله تعالى حين يتحدث عن عقابه للكافرين(سَأُصْلِيهِ سَقَرَ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ) المدثر : 26 – 28.ورغم ذلك فهو ملتزم ومتمسك بمبدئه فعنده أنّ الحرف يصنع أمرا عظيما.
2ـ التناص التزويري:ـ وهو إبقاء أجزاء من النص الأصلي تشير إليه فيُضافُ عليه أو يُحذف منه أو يُغير في مفرداته أو يُقلب حاله النحوية.
يقول الشاعر في لافتته(قف ورتل سورة النسف على رأس الوثن):
أنت مطلوب على كلّ المحاور
لا تهاجر
اركب الناقة واشحن ألف طن
قف كما أنت
ورتل سورة النسف على الوثن
إنهم قد جنحوا للسلم
فاجنح للذخائر
ليعود الوطن المنفي
منصوراً إلى أرض الوطن(11)
فالآية تقول(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) الأنفال : 61.وقد قلبت حالها النحوية من الشرط إلى الأخبار المؤكد وغيَّرت دلالة (السلم) فأصبح يدل على الاستسلام و(اجنح لها) اجنح للذخائر والخطاب ليس لقوم أراد الآخر المختلف معهم سلماً بل إنَّ المتآمرين مع السلطة جنحوا للخضوع للظلمة ومثقفو السلطة كذلك فالشاعر يصرخ هنا إنْ اجنح للثورة واسحق الخانئين فهي بعد إن كانت في القرآن شرطا أصبحت في نصه فعلا واقعا لا بد من التصدي له.
أمَّا في لافتته (إنَّ الإنسان لفي خسر) يقول:
فإذا الصبح تنفس
أذنَّ في الطرقات نباح كلاب القصر
قبل أذان الفجر
وانغلقت أبواب يتامى
وانفتحت أبواب القبر(12)
فليلُ الشاعر مأساة وصبحه مأساة أخرى فقبيل طلوع الشمس تؤذّنُ كلاب القصر /المخابرات/ وهو في الأصل أذان الديك الذي يدل على الرحمة والأمن خلاف صبح الشاعر الذي تنبح فيه الكلاب!!.
والصبح..تنفس هو استعمال قرآني جاء بصيغة القسم في سورة التكوير(وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) التكوير : 18. فالصبح إذا أقبل أقبل بإقباله روح ونسيم(13) وصبح الشاعر صبح تقبل به النوائح والمصائب فيغدو مظلما بفعل الطغاة فتحولت صيغته إلى الإخبار بعد إن كان إنشاءً باسلوب القسم ليدل على حدوث ذلك فعلاً.
وفي(عاش....يسقط)يقول:
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذرُ
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا
وأنا ضعيفٌ ليس لي اثرُ
عار عليَّ السمع والبصرُ
وأنا بسيف الحرف انتحرُ
وأنا اللهيب .. وقادتي المطرُ
فمتى سأستعرُ ؟!
هزي إليك بجذع مؤتمرٍ
يساقطْ حولك الهذرُ
عاش اللهيب
....ويسقط المطرُ(14)!
يخاطب الشاعر القدس أن تهز جذع المؤتمرات العربية ليساقطْ عليها هذراً!/خطابا لاجدوى منه ولا ثمر إذ يتناص مع قوله تعالى مخاطبا مريم ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)) مريم : 25.والذي دعا الشاعر إلى الإتيان هو إنَّ مريم عليها السلام بعد ولادة السيد المسيح(ع) كانت بحاجة ماسة لتعويض ما فقدته فهزت الجذع اليابس فسقط الرطب أمَّا القدس وبعد فقدها أهلها لم تعوض شيئا بعد إن هزت العرب شيبا وشبانا,رجالا ونساء وما تساقط منهم عليها سوى الخطابات الفارغة وإن هزت أُناسا أحياء لاموتى كما مريم هزت جذعا يابساً.
ويعود مرة أخرى وهو يتحدث عن بيروت ليتناص مع معنى آخر من القرآن الكريم يقول في (كلمات فوق الخرائب):
قفوا حول بيروت
صلّوا على روحها واندبوها
وشدوا اللحى وانتفوها
لكي لاتثيروا الشكوكْ
وسلوا سيف السباب لمن قيدوها
ومن ضاجعوها
ومن أحرقوها
ورصّوا الصكوكْ
على النار " كي تطفؤها " !
ولكن خيط الدخان
سيصرخ فيكم : دعوها
ويكتب فوق الخرائب
…………
إذا دخلوا قريةً أفسدوها(15)
فبيروت المحترقة بنيران الطغاة ستبقى على حالها هذه إنْ لمْ تفعلوا شيئاً أيها القادة المسؤولون عن ذلك الخراب فهو يأمرهم مستهزءاً بما فعلوه أنْ صلوا واندبوا وابكوا وافعلوا ما يحلو لكم فسينادى ويكتب فوق الخرائب .......إذا دخلوا قرية أفسدوها فالسطر الأخير جيء به من القرآن وهو يتحدث على لسان ملكة سبأ(قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل : 34.وقد حذف من الشاعر من النص "إن الملوك" واكتفى بوضع النقاط ليقول أن الحكام أبناء من؟ ربما أبناء بنات الهوى أو..أو..الذين دمروا بيروت الجميلة.
3ـ التناص المقلوب:هو قلب معنى الفعل إلى ضده , بمعنى أنَّ الشاعر يعمد إلى لفظ قرآني مشهور فيكسبه دلالة تخالف دلالتها الأصلية ففعل التصعير جاء في القرآن الكريم فعلا مذموما في قوله تعالى(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) لقمان : 18.وجاء في اللسان(الَّصعَر: مَيَلٌ في الوَجْهِ، وقيل: الصَّعَرُ المَيَل في الخدِّ خاصة،وقد صَعَّرَ خَدَّه وصاعَرَه:أَمالهُ من الكِبْرِ )(16),أمّا عند الشاعر فهي فعل ممدوح كونه يصعر خده لظالم متكبر وكأن التصعر له ردٌّ عليه يقول في(من المهد إلى اللحد):
(كان وحده
شاعراً صعَّر للشيطان خده
حين الكل عبده)(17)
فهو يمدح هذا الشاعر/ نفسه حين يصعر خده للطاغية بعد إنْ كان كل الشعراء عباد له فهو واعٍ كل الوعي بما يفعل فالآية تقول" للناس" أمَّا هو يقول"للشيطان/الحاكم" وكأنه غير مشمول بالنهي عن ذلك الفعل.
ثم أعادها مرة أخرى في (الإله):
"لهذا الإله
أصعر خدي
وأعلن كفري وأشهر حقدي
وأجتازه بالحذاء العتيق"(18)
فقصيدته هذه في "بوش" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والشاعر يصعر خده له ـ بعد إنْ صيَّر نفسه إلهاً/حاكما عامَّا للبشرـ كونه ليس من البشر نتيجة ما فعله من جرائم فهو ليس مشمولاً بآية النهي.
والفعل كفر أيضا في هذا النص قد قُلِبَ من الذم إلى المدح فهو في القرآن فعل ذم كما في قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)النساء : 136.أمَّا كُفْرُ الشاعر بهذا الطاغية فعل ممدوح لأنه إله كاذب وكأنه يعمل بقول الله(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة : 256. وإشهار الحقد أمر مذموم وهو ممدوح عند الشاعر كذلك.
ثمَّ كفر مرة أخرى بالأقلام والدفاتر والشعر العقيم الذي لايلد شيئا ولا يجدي نفعا يقول في (التكفير والثورة):
"كفرت بالأقلام والدفاتر
كفرت بالفصحى التي تحبل وهي عاقر
كفرت بالشعر الذي
لايوقف الظلم ولا يحرك الضمائر"(19)
فهو يرفض الأقلام والدفاتر التي لاتأتي بشيء وكأنه يشير من بعيد إلى قول الزهاوي :
نحن في حاجة إلى الأعمال لا إلى زخرف من الأقوال(20)
وكفره بها جاء من كونها أصبحت رباً لبعض الكتاب أصحاب الأقلام المأجورة والمتوسلين على أبواب الحاكمين الظلمة, ويكفر مرة ثالثة بالرب الكافر/ الحاكم الظالم في لافتته(كيف تتعلم النضال في خمسة أيام):
تريد أنْ تمارس النضال ؟
تعالْ
إغسل يديك جيداً من ذلة السؤال
لدى (أبي رغال)
وكف عن قتل عيال الناس
في مقصلةٍ قصيدةٍ
أو خنجر مقال
معتذراً بعيشة العيال!
واكفر بربّ كافرٍ
واخرج على ديانة الريال
هذا هو النضال(21)
4 ـ التناص الكبير:ـ وهي أن يُأتى بالنص بأكمله متناصا مع نص آخر أكبر منه أو يساويه كما فعل في لافتته (يوسف في بئر البترول):
سبع سنابل خضر من أعوامي
تذوي يابسة في كف الأمل الدامي
أرقبها في ليل القهر
تضحك صفرتها من صدري
وتموت فتحيـى آلامي
يا صاحب سجني نبئني
ما رؤيا مأساتي هذي
فأنا في أوطان الخير
ممنوع منذ الميلاد من الأحلام
وأنا أسقي ربي خمراً بيدي اليمنى
واليسرى تتلـقى أمراً بالإعدام
وأرى شعري مزقاً في أيدي الحكام
وأرى قبري ممنوعاً في كل بلاد
وأرى ملك الموت يجرجر روحي
أبد الدهر ما بين نظام و نظامِ
وأرى حول البيت الأسود بيتاً أبيض
يجري بثياب الإحرام
يرمي الجمرات على صدري
ويقبل خشم الأصنام
ويحد السيف على نحري يوم النحر
وأرى سبع جوار كالأعلام
غص بهن ضمير البحر
تحمل عرش عزيز المصري
بطل العنف الثوري
وعروش الأنصاب الأخرى و الآزلام
وأراها تحت الأقدامِ
تشجب ذل الاستسلامِ
وتنادي بجهاد عذري
MADE IN USA
من سابع ظهر
يمضي بالفتح إلى النصرِ
ويخط سطور الإقدامِ
ويعيد الفتح الإسلامي
بصهيل الروليت الجامحِ
من فوق الرايات الخضرِ
أو تطويق عذارى الشرك بيوم الثأرِ
فوق الخصر وتحت الخصرِ
منذ حلول الليل و حتى الفجرِ
وأنا أرقدُ في غيَّابةِ بئري
أشرب فقري
رهنَ البرّدِ ورهن ظلامي
وتمرُّ السيارةُ تشري
من بقيا جلدي و عظامي
نيران بنادقها المزروعة في صدري
بالمجان
وتطلب خفض السعر
وأُولو الأمر
لاأحد يدري في أمري
منشغلون إلى الأذقان
بتطبيق الإسلام
كف تمسك كأس القهوة
والأخرى تمتد لظهر غلامِ
يطمع في جنات تجري
حين يطيع ولي الأمرِ.(22)
إنَّ (سبع سنابل خضر من أعوامي) تأخذنا إلى السنابل التي رآها الملك الفرعوني المذكورة في القرآن(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) يوسف : 43.وهي في نص الشاعر سبع سنوات من عمره تذوي في انتظار الأمل رآها في الواقع وليس في الحلم ثم يسأل صاحب سجنه عن واقعه المر ومعنى رؤياه الواقعية بعد إن عمد في هذا النص إلى إخفاء تفسير رؤياه إذ لانجد تفسيراً للرؤيا وذلك كونها واقع حدث ولاحل له.
وفيها يرمز إلى بعض شخصيات العرب وبعض الأماكن التي يراها قد استسلمت للظلم والاستعمار:
وأرى حول البيت الأسود بيتا أبيض
يجري بثياب الأحرامِ!!!
وقوله:وأرى سبع جوارٍ.... فالسبع جوار هي دول الخليج ـ باستثناء العراق ـ حملت عرش جمال عبد الناصر فقد رأت فيه قائدا عظيما إلا العراق الذي كان يحكمه عبد الكريم قاسم فهو يخالف العرب في هذا القول فالعرب جعلت لناصر وغيره من قادة العرب مكانا لن يستحقوه أبداً.
وهم تحت الأقدام يشجبون الذلَّ ,ـ ويشجبون لفظة اعتاد العرب استعمالهاـ وهي تنادي لجهاد عذري مصنوع في أمريكا!!.
إنَّ (سبع سنابل)و(صاحب سجني),(أسقي ربي خمراً) والسؤال عن تعبير الرؤيا جاء به الشاعر من قصة يوسف (ع) المذكورة في سورة يوسف (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) يوسف : 43.و(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) يوسف : 36.


التناص نصف المستتر:ـ
(وهذا النوع من التناص يقوم على أن يلمح المؤلف على خطابه ـ سواء أكان التلميح في عنوان النص أم في متنه ـ وينشر بعض العلامات التي تنشد قارئا معيناً إلى مرجعيات النص ومظاَّنه)(23), وهذا ما نجده في شعر مطر حاضراً حضوراً ليس بالقليل يقول في (إعجاز):
"لو البحار أصبحت
جميعها دواة
لو شجر الغابات
صارت جميعا قلما
ما نفدت إفادتي لدى المخابرات"(24)
إنَّ الطريقة التي تعتمدها المخابرات مع المطلوبين في التحقيق تتضمن إعجازا فلو كانت الغابات أقلاما والبحار حبرا لم تنفد إفادة الشاعر لديها وهذا المعنى جيء به من قوله تعالى(قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) الكهف : 109.والألفاظ "البحار,نفد" إضافة لمعنى النص الذي يقترب من القرآن وما يربط بين النصين هو عدم النفاد , فالشعب في تحقيق دائم وهو يرسف تحت ظلم الحاكم.
ويقول في (طلب إنتماء للعصر الحجري)
أهل الضفة .... أنتم حقٌ
وجميع الناس أباطيل!
أنتم خاتمة الأحزان
وأنتم فاتحة القرآن
وأنتم إنجيل الإنجيل
يا من تعتصمون بحبل الله جميعاً
وبأيديكم حجر من سجيل
سيروا... والله يوفقكم
هزوا الدنيا(25)
في هذا النص جلب الشاعرمعنيين من القرآن الكريم الأول:خاطب أهل الضفة الثوار بقوله "يا من تعتصمون بحبل الله" لأنهم ثوار الحق وقد جاء من قول الله في كتابه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران : 103.وإن كان الشاعر لا يأمرهم بالإعتصام بحبل كونهم معتصمون بالفعل بحبل الله, والثاني: هو انَّ أهل الضفة يحملون من سجيل ستقضي على إسرائيل وقد جاء به من قوله(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) الفيل :3ـ4.والرابط بين معنى القرآن والمعنى الذي أخذه الشاعر من القرآن هو أنّ ابرهة أراد إحتلال مكة المكرمة فجوبه بالحجارة فرد خائبا الذين احتلوا غزة سيعودون خائبين بصمود أهل الضفة ونضالهم.
في لافتته ( اتركونا)
"أيها المنشغلون الآن
في عدّ الملايينِ
وفي نقل الدكاكينِ
وفي صقل العناوينِ
وفي قتل الفلسطيني
في حبل وسام أو قلادة
سدد اللات خطاكم
فاستروا من ورق الطين خصاكم
وضعوا أغصان زيتون على ادباركم
وانبطحوا خلف المتاريس بباريس
على صدر الوسادة(26)
يخاطب الشاعر الساسة المنشغلين في عدّ الملايين وتكديس الأموال لحسابه الخاص متناسين هموم الشعب ففي هذا النص نجد "سدد اللات خطاكم" وهو تغيير لصيغة الدعاء الأصلي الذي نستعمله في حياتنا اليومية عندما ندعو لأحد بالتوفيق وهو "سدد الله خطاكم" والشاعر قلبه من دعاء لتأكيد فقد سدد اللات/الصنم المشهور في الجاهلية/إسرائيل فاستروا عوراتكم بورق التين قد بان كل شيء وهو يأخذه من قوله تعالى يصف حال آدم وحواء بعد إن عصيا ربهما (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) طه : 121.فمعصية آدم ظاهراً ـ وفيه عصيانه آراء ليس هذا محلها ـ كان عقابها التعري والخروج من الجنة وأنتم أيها القادة عصيتم مبادئ الإسلام والأخلاق فعوقبتم بالتعري فاستروا عوارتكم...ثمَّ قوله" وضعوا أغصان زيتون على أدباركم" هو خير سخرية من وضع هؤلاء الخائنين.
التناص الخفي المستتر:ـ
(وغالبا في هذا النوع من (النسق) التناص التصويري الذي يعمد فيه المؤلف إلى تدوين خطابات في نصه أو خطابه بعد أن يضفي عليها سمات جديدة وغنية)(27), وفي شعر أحمد مطر نجد هذا النوع من التناص يقول:
"لو أنَّ أرباب الحمى حجرٌ
لحملت فأسا دونها القدرُ
هوجاء لاتبقي ولا تذرُ
لكنما أصنامنا بشرُ"(28)
إذ يتمنى الشاعر لو أنَّ القادة أصنام لحمل فأسا دونه الموت وهدمهم واحداً تلو الآخر ولكنَّ منيته لا تجد لتحقيقها سبيلا فهم بشر ولا ينفع معهم فأسا بعد إن عبدوا ,عند مدعي الثقافة المتسولين على أبوابهم,أصناماً . والشاعر تعامل مع مفردة الفأس التي حطم بها إبراهيم أصنام قومه التي يعبدونها من دون الله إذ هدمها به.
ولم يقف استعماله لهذا اللفظة عند هذا الحد بل يقول في لافتته(ذكرى):
"لا تسألوا
كيف اختفت لافتتي الشعرية
لا تسألوا
فهذه الأوطان
تعتقل الفأس
إذا ما حلت الأوثان
وهذه الأوطان
تودع الملاك دوما
عندما تستقبل الشيطان
وهذه الأوطان
إذا أتاها ظالم
تذبح كل طائر
وزهرة برية
لأنها تخشى على شعوره
من منظر الحرية(29)
فقد بلغ بالأوطان أن تعتقل المناضل والثائر الذي يحمل الفأس المحطم ,أمِّا الجائر فيحكم ويسيطر على الأمور ثمَّ يأخذ المفردة مرة أخرى حين يتحدث عن الشاعر ويقصد بذلك نفسه في (من المهد إلى اللحد):
" كان وحده
شاعراً صعَّر للشيطان خده
حين كان الكل عبده
واحتوى في الركعة الأولى
يد الفأس وألقى هامة اللات
لدى أول سجدة
فتسامت به أرواح السماوات
ولكن وقفت كل كلاب الأرض ضده"(30)
فالشاعر هو محطم أصنام الجهل وهو الذي قد قضَّ مضاجع الظالمين ومفردة الفأس مأخوذة من حادثة تحطيم إبراهيم نبي الله للأصنام في قوله تعالى(وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) الأنبياء : 57 – 58.

يقول في لافتته (فبأيَ آلاء الولاة تكذبان):
" وقضية حبلى
قد انتبذت مكاناً
ثمَّ أجهضها المكان
فتململت من تحتها
وسط الركام قضيتان" (31)
فقضايانا العربية هي قضايا ولود ولكنها تجهض ساعة الولادة فالقضية التي انتبذت مكاناً بعيداً عن الأنظار قد اجهضها المكان وحتى المكان هو آلة بيد الظلمة وهو هنا يتناص مع قوله تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا) مريم : 16.فابتعاد مريم جاء بولادة المسيح بعيدا عن أعين المعبد وبالخلاف كان نص الشاعر.
وحين يتحدثُ عن غربته في لافتته (أحرقي في غربتي سفني):
" لكن لي وطنا
تعفر وجه بدم الرفاق
فضاع في الدنيا
وضيعني
وفؤاد أمّ مثقلٍ بالهم والحزنِ
جاءت تودعني
وكان الدمع يخذلها
فيخذلني
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقاءِ
وما رضيتُ لقلبها أنْ يرتدي كفني(32)
فأمُّ الشاعر تفارق ابنها وفؤادها مملوء بالحزن خلاف أمّ موسى (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) القصص : 10.ذلك إنَّ أمَّ موسى كانت تعرف مصير ابنها وإلى أين ذاهب هو بخلاف أم الشاعر الذي سار في طريق الغربة وانقطع خبره.
بهذا البحث البسيط نصل إلى نتيجة مفادها أن الشاعر استطاع وبقدرته الفائقة على توظيف المعاني القرآنية ليحكي حاله وحال مجتمعه والحكام الظالمين ساخرا منهم مرة ومقرعهم مرة أخرى ,وتناصه معها كان مختلفا عن غيره من الشعراء فهو يتناص تناصا ينم عن وعي عال ودقيق, ثمَّ وبمقدرته الشعرية العالية أن يعمد إلى ألفاظ قرآنية فيكسبها دلالات أخرى تحمل دلالة وعمقا كبيرين جداً ونأمل أن يدرس هذا الموضوع دراسة واسعة في بحوث لاحقة لأنَّا نرى أن الذين درسوا شعره لم يعطوه حقه وقد حركت الأهواء القومية أو العصبية بعضهم في تحليل نصوصه الشعرية.
الهوامش:ـ
1. ـ ديوان جرير,جرير,ت حمدو طمَّاس,93,دار المعرفة,بيروت,لبنان,2008 .
2. ـ ديوان المنتبي,علي العسيلي,420,ط2,منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات,بيروت لبنان ,2005 .
3. ـ ينظر: التناص في الشع العراقي الحديث(رسالة ما جستير),أمين صالح,جامعة البصرة ,كلية التربية,2007, 18.
4. ـ المصدر نفسه:27.
5. ـ ينظر قراءات في الأدب والنقد,د.شجاع العاني,75,منشورات اتحاد العرب ,1999 .
6. ـ المصدر نفسه, الصفحة نفسها.
7. ـ الإيضاح في علوم البلاغة ,الخطيب القزويني,إيمان الشيخ,132,ط4,دار إحياء العلوم بيروت,1998 .
8. ـ الإبداع في شعر أحمد مطر,كمال أحمد غنيم,189,ط1,مكتبة مدبولي ,القاهرة مصر,1998.
9. ـ الأعمال الشعرية الكاملة,أحمد مطر,14,دار الحياة للتوزيع والنشر.
10. ـ المصدر نفسه,99 .
11. ـ المصدر نفسه, 49 .
12. ـ المصدر نفسه, 42 .
13. ـ ينظر: تفسير الكشاف,الزمخشري,عادل أحمد عبد الموجود وآخرون,ج6 ,325,ط1, مكتبة العبيكان,1988 .
14. ـ الأعمال الشعرية الكاملة,مصدر سابق,27 .
15. ـ المصدر نفسه,31 .
16. ـ لسان العرب,ابن منظور,مادة صعر,2424 .
17. ـ الأعمال الشعرية الكاملة, مصدر سابق,86 .
18. ـ مختارات(أحمد مطر),41,ط1, 2008 .
19. ـ الأعمال الشعرية الكاملة,مصدر سابق,54 .
20. ـ ديوان الزهاوي, جميل صدقي الزهاوي,55 .
21. ـ الأعمال الشعرية الكاملة ,مصدر سابق,130 .
22. ـ المصدر نفسه:92 .
23. ـ قراءات في الأدب والنقد,مصدر سابق, 77 .
24. ـ الأعمال الشعرية الكاملة ,مصدر سابق, 107.
25. ـ المصدر نفسه, 137 .
26. ـ المصدر نفسه, 136 .
27. ـ قراءات في الأدب والنقد,مصدر سابق, 77.
28. ـ الأعمال الشعرية الكاملة ,مصدر سابق, 27 .
29. ـ المصدر نفسه,73 .
30. ـ المصدر نفسه, 66 .
31. ـ المصدر نفسه, 48
32. ـ المصدر نفسه, 88.





#ياس_عوض_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأثر القرآني في شعر أحمد مطر بحث في آلية التناص


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياس عوض البصري - الأثر القرآني في شعر أحمد مطر بحث في آلية التناص