أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عطا درغام - الأرمن العثمانيون (1461-1909)-5















المزيد.....

الأرمن العثمانيون (1461-1909)-5


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 16:35
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ورغم أن بعض الأتراك قد استقروا نسبيا في البلاد العربية أو البلقان ، إلا أن غالبيتهم قد استقروا في الأناضول. وفوق هذا ، يعد الانأضول مصدرا زراعيا ومعدنيا أساسيا للعثمانيين ويضم طرقهم التجارية الرئيسية. ولذا ، فإن الطريق الأيسر بالنسبة للسلطات العثمانية لمنع أرمينية الغربية من الحصول علي استقلالها الذاتي عن الدولة العثمانية أو انضمامها إلي أرمينية الروسية هو تقليل عددهم في الولايات الست . هنا ، غدت المذبحة سياسة عثمانية رسمية؛ التخلص من الناس حتي لا يتشبثوا بأراضيهم. وطالما ارتضي الأرمن بوضع أقل مرتبة ، سيظلون في خدمة الدولة. ومن ثم ، فلا بد من تعويد الأرمن علي الإذعان.
وأيضا ، ساعد الموقف الدولي عبد الحميد علي الاستمرار في سياسته إزاء الأرمن. ويكفي أن نقتبس من مذكراته هذه السطور:" ..كنت أعلم في تلك الأيام بأنباء تصادم إنجلترا وروسيا في الشرق الأقصي، فلا روسيا ولا إنجلترا، ولا أيضا فرنسا التي تعمل حسابا لألمانيا ، يستطيعون التدخل بشكل جدي. وبالفعل لم يتدخلوا..لكن الدول الكبري كانت تعرف أني لن أعطي الاستقلال الذاتي لهؤلاء الأرمن المبعثرين الذين لا يكونون اكثرية في أي مكان قط. وكانت تعرف أني سأستطيع ان أضع عيني علي كل شيء..وهكذا أصبحت المسألة الأرمنية من المسائل التي تشغل الرأي العام العالمي، لكنها لم تكن بالمسألة الجادة دوليا...".
في ذلك الوقت، كانت سياسة عبد الحميد نشيطة أيضا ضد المثقفين والمنشقين الأتراك وكبح جماح عددا من رؤساء جماعة " تركيا الفتاة". هنا ، يعدل الثوريون الأرمن استراتيجيتهم، ويتحالفون مع المعارضة العثمانية ضد عبد الحميد بغية إعادة العمل بدستور 1876. ففي عام 1902 اتحدت تركيا الفتاة مع حزب الطاشناق الأرمني والعرب والألبان والأكراد والجراكسة واليونانيين واليهود في أول مؤتمر للاحرار العثمانيين المنعقد في باريس بين يومي 4-9 فبراير. ورغم انهم قد اتفقوا علي العمل من أجل إقامة دولة دستورية تحصل فيها جميع القوميات والأديان علي حقوق متساوية، إلا انهم لم يتفقوا حول التدخل الأوربي فيما يتعلق بالأقليات خاصة المادة "61" من معاهدة برلين التي أصر عليها الأرمن. وانتهي المؤتمر دون توحيد الجهود الثورية المعارضة ضد عبد الحميد.
وتستمر العمليات الأرمنية الإرهابية ضد السلطات العثمانية والمتعاونين معها . ففي 6 يناير 1903 حاول أرمني طاشناقي يدعي آجوب اغتيال ماغكيا أورمانيان بطريرك الأرمن الأرثوذكس بالأستانة (1896-1908) يوم عيد الميلاد الأرمني في كنيسة كوم كابو لاتهامه بالخيانة والضعف والتعاون مع عبد الحميد. بيد أن المحاولة قد فشلت.
وفي ذات الوقت ، تتواصل سياسة القمع العثمانية إزاء الأرمن. فتقع حوادث دامية ضدهم علي أيدي القوات العثمانية في جبل ساسون بين يومي 11-15 أغسطس 1903، ثم ثانية بين يومي 25-29 مايو 1904 . وقد رد الطاشناقيون عليها بأعمال انتقامية . خاصة محاولتهم الفاشلة لاغتيال عبد الحميد يوم 21 يولية 1905 في أعقاب خروجه من صلاة الجمعة.
وفي 27 سبتمبر 1907 ، قررت منظمتا " تركيا الفتاة" في باريس وسالونيك الانصهار في منظمة واحدة تسمي لجنة" الاتحاد والترقي". ومنذئذ ، هيمنت لجنة سالونيك علي الحركة ، وحل الضباط محل " تركيا الفتاة" التي مارست المعارضة في المنفي . وبذا ، انتقل مركزها من العواصم الأوربية إلي سالونيك.
وجدير بالذكر أنه خلال الفترة من 27-29 ديسمبر 1907، انعقد في باريس المؤتمر الثاني للأحرار العثمانيين بناء علي دعوة حزب الطاشناق. واتفق الأتراك والأرمن علي العمل سويا من أجل إسقاط عبد الحميد وإقامة دولة بدون مساعدة أوربية. وأعلن زعماء الطاشناق في هذا المؤتمر تمسكهم بوحدة الدولة العثمانية.عندئذ اتهم الهنشاكيون الطاشناق بالتعاون مع العدو.
وقتئذ، تدهور الوضعان الاقتصادي والاجتماعي عبر أنحاء الدولة العثمانية. ناهيك ان التطورات الدبلوماسية قد أضافت مزيدا من الهموم إلي هذه الدولة . ففي عام 1907 شكلت بريطانيا وروسيا وفرنسا كتلة مضادة للمثلث الألماني والنمسوي- المجري والإيطالي.. عندئذ، تخوف الرأي العام العثماني من احتمال تمزق دولتهم.
هنا، وجد المنتمون إلي حركة تركيا الفتاة أنفسهم وقد أصبحت ظهورهم إلي الحائط. ومن ثم، غدا حتميا عليهم السعي فعليا لإعادة الدستور بخاصة والحيلولة دون تمزيق الدولة بالأخص. وهكذا، بدأت تركيا الفتاة تتحرك.سار الجيش من مقدونيا تحت قيادة الشباب إلي الأستانة وأجبروا عبد الحميد- دون معركة – علي إعلان الحكومة الدستورية في 24 يولية 1908.
بعد شهور قلائل ، وبوحي من الدستور العثماني، قامت مجموعة من الأرمن الليبراليين وبعض أفراد الطبقة الوسطي الأرمنية بمحاولة تأسيس نوع مختلف من التنظيم السياسي مغايرا للتكتيكات الإرهابية. وفعلا ، أسس الثوار الأرمن كيانات لأنفسهم في الدولة العثمانية بنهاية استبداد عبد الحميد وتطلعوا إلي عصر جديد من التعاون التركي الأرمني.
ودخل "14" أرمنيا في مجلس" المبعوثان" الذي انعقد في 27 ديسمبر 1908 وتنبأوا بمستقبل زاهر. وحتي حزب الهنشاك الأرمني الذي رفض التعاون مع تركيا الفتاة ، قرر الإحجام عن أية نشاطات إرهابية في انتظار تنفيذ الإصلاحات.
بيد أن شهر العسل قد انتهي سريعا. ففي 5 أكتوبر 1908 ضمت النمسا البوسنة والهرسك. وفي اليوم التالي ، أعلنت كريت اتحادها مع اليونان، وأعلنت بلغاريا استقلالها.وفي مجلس المبعوثان أصبح حزب الأحرار العثمانيين نواة معارضة سياسية ما لبث أن اتهم لجنة الاتحاد والترقي بفرض ديكتاتورية وتسييس الجيش والتخلي عن المثل الأعلى للنزعة العثمانية لحساب الأتراك وحدهم.
وفي 13 أبريل 1909، جرت محاولة انقلاب مضاد بغية تطبيق الشريعة الإسلامية . عندئذ ، حاول عبد الحميد الثاني الثأر لنفسه. فأصدر أمره إلي مجلس
( المبعوثان)بضرورة احترام الشريعة، وحل الأحرار سريعا محل الاتحاديين. ووقعت في الأستانة عدة أحداث عنيفة.
بيد أن شيئا لا يضاهي التمردات التي نشبت في قيليقية خاصة أضنة.إذ أن إعلان تمرد الأستانة قد أثار النفوس بشدة هناك، وانتشرت إشاعة بين مسلمي أضنة مفادها أن الأرمن يستعدون للثورة مما عرضهم لمذابح اقترفها الرجعيون والقوميون الأتراك. وبدءا من 14 أبريل حتي 27 أبريل 1909 توالت عمليات العنف والذبح حتي راح ضحيتها عدة آلاف من الأرمن. ورغم أن أكثر مرتكبي هذه المذابح قد نالوا عقابهم، فالحقيقة أن بعض الأتراك الشباب في قيليقية قد وافقوا علي " إن لم يساعدوا في إفساد العلاقات الأرمنية- التركية.
ولكن انتصار خصوم " الاتحاد والترقي" ما لبث أن انهار. ففي 24 أبريل 1909 ، حاصر الجيش المقدوني الأستانة. وفي 27 أبريل أعلن " مجلس المبعوثان" خلع عبد الحميد ونفيه إلي سالونيك وإحلال أخيه الضعيف محمد رشاد الخامس (1909-1918) محله سلطانا وخليفة.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-4
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-3
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-2
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-1
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 4
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-2
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-1
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -1
- نشاط الجالية الأرمنية في التعليم في مصر خلال القرن التاسع عش ...
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-4
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-3
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-2
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-1
- الأيتام الأرمن في مصر (1923-1927)
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -7
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -6
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -5
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -4
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -3


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عطا درغام - الأرمن العثمانيون (1461-1909)-5