أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بلال عوض سلامة - فلسطين: كلمات موجعة وكتابتها مؤلمة... بلد الالتباسات














المزيد.....

فلسطين: كلمات موجعة وكتابتها مؤلمة... بلد الالتباسات


بلال عوض سلامة
محاضر وباحث اجتماعي

(Bilal Awad Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 16:28
المحور: كتابات ساخرة
    


فلسطين بلد التناقضات والانهيارات والصعود والأفول والصمود، وبلد الذهول والطبول، يفاجئك انهيار المنهارين ليتحول إلى رماد ساكن بعد أن أُطفئت نيرانه، فهمِد ولم يبقى من الجمر سوى فكرة كانت منذ زمن تفضي إلى فكرة أخرى...، ومنهم من ينهار لينفجر في الآخرين فيؤذيهم، ومنهم ينهار ويصمد فيفجر ذاته خوفاً عليهم من ذاته، ومنهم من ينهار لينفجر في العدو ليتهالك الوهم الذي خُيل له...
في فلسطين يصرعك من التحف الليل سارياً لبناء حجر على وطنه على شكل مستعمرة، ويبهرك جاره الذي يستميت ليمنعه من الوصول اليها، التباس الوعي وظل أفعاله، وهن جرت العادة لتكليله انتصار،، بفلسطين الحبر تحول لدم، والدم تحول إلى ممحاة يمسح بها التاريخ النضالي... فلم يعد للكتابة والقراءة معنى خارج النص...
تتهاوى الأفكار ويبقى الرمز محلقاً كطائر الفنيق الاسطوري، يموت لنفسه وثأراً لكرامته إذا ما اجترحها نصوص نكلت به او ثكلته، فما بالنا إذا تم التنكيل به وبيعه من ظناه..
ضاع الرمز والوطن والقضية ولم يبقى سوى الرماد، وسُحلت البندقية بشوارع رام الله، وتم اتهامها باغتصاب فكر اللوجستيين، الذين راهنوا على الممحاة والقلم الأبيض، كان هنا ولم نكن معه...
تُستدعى الذاكرة والمناسبة وفكرة بندقية التي طالت عنان السماء في سبعينيات لبنان، ليبقى في ذاكرتها سوى شوارع الحمراء والصفراء والبيضاء... تستدعى كمناسبة لتتزيف الوعي الذي غييب، وارتهن المقاوم لقروض القضية.. وأصبح المقاوم يتقاضى ثمن سكوته من البنك الدولي..
بفلسطين ينتفض الجبن في سياق الهالة والحالة، ويعود عميلاً بعد هدنة وقف الايقاع، فتدق الأعراض ويتهم الملثم بوطنيته... بفلسطين كنا هنالك يوم احتضنتنا الأرض ووهبتنا ثروتها التي فرطنا بها، وعدنا نتغنى ببرتقال لم تبقى سوى ذاكرة الحزن والخزي المبين، فما الذي حدث لأرض "البرتقال الحزين"...
بفلسطين لم يعد الخجل اسمه كذلك، لأنه خجل من ممارسات الوقحين من ذاته فاعدم نفسه، فلسطين أصبحت سجناً وثقلاً وعبئاً، وتهافت الكل ليصبح سجان، ألم يقل الشاعر "سجان يسجن سجان"، فقدنا حريتنا وكرامتنا وطرنا مع عبق الأثير نطارد كلمات بلاغية وشعارات وطنية تخرجنا من قفص بنيناه بأيدنا ورفعنا جدرانه بحجارتنا....
بفلسطين النفق والأفق والنفق، تهنا من التلاعب بالكلمات ولم يعد يرضينا أن نكون تابعين، ولكننا مرتهنين... فهنالك فرق من نفق البندقية ونفق "مات" على اعتاب المجالس الأممية...
بفلسطين تبقى الكرامة والشهامة نداً للنذالة، ولكنها ما زالت لحظات خجولة بعدما كانت جسورة،،، فمنهم ما زال قابضاً على الجمر، ومنهم يقوم بإشعاله،،، لعبة الجحيم لدانتي تتحول لتراجيديا بشرية، "فالمأساة تتحول لملهاة" كما قيل...
مات الشعب بفلسطين وتحولنا أفراداً بلا وطن، ألم يقولوا الصهاينة أرض لشعب لشعب بلا أرض، تغاضى البعض عن الكلمات وأتهمت بالزندقة... بفلسطين شعرة لا تقسم ظهر البعير... لأن البعير فقدت الاحساس... ولعبنا لعبة تطيل أمد الكيان إلى ما لا حسرة...
نُدب الماضي والحاضر والمستقبل بفلسطين أصبحت شوارع إلتفافية، كما هي خريطة أوسلو ونظام الابارتهاييد الذي نساهم به يومياً بوعى دون انكار... بفلسطين شعب ثار وأمة عربية اتهمته بالخيانة والإرهاب... لأن الإرهاب لم يعد كما كان... وكما كنا...
بفلسطين الاحساس تجذر، والخجل من حضرة المناسبة صار رمزاً، واصبحت كتاباتنا ايماءات كنا هي لغة الحيوان، حتى لا تفهم لغة الخرفان وايماءاته من قبل الذئاب... ضاعت اللغة وأُخرس القلم ولم نعد حيوات ناطقين، فبقى الحيوان ولجمت اللغة...
بفلسطين جيل يقتل جيل ويورثه السفالة كرتبة عسكرية دون أن تكون لديه مقدرة على إطلاق النار، المهم رمز البندقية وحضورها وإن المعنى قد تحول من تحرر إلى قمع، ومن ثورة إلى دولة ومن سيادة إلى أسرى...
فلسطين أصبحت سجناً ليس من أعدائها فحسب، لأن للحرية أعداء أكثر من الكيان الصهيوني، فتحول المثقف والمتخلف والسجان والمعلم والفلاح والعامل والسجان إلى قطعان تهاجم قطعان... بفلسطين اصبح القلم يبرى ليقتل الكلمات الخارجة عن السرب... بفلسطين المثقف والمؤلفة قلوبهم يستهويهم الشحدة على بوابات الأنجزة وطوابير القبض ثمن الكلمة، "ثقافة الاستجداء" بعدما كانت مرهونة بشريحة، تم تبنيها كاستراتيجية لنظم الفضاء العام...
بفلسطين مقاوم لم يعد يعرف حدود ساحات الوغى للنضال، بفلسطين مساوم لم يعد له سقفاً للتنازل، بفلسطين كان وطن الشهداء والأسرى والمسرى والميلاد وحتى الموات... في فلسطين اصبحت سلطة ودولة وجنود ومخابرات واستخبارات ولم يعد من الشعب مواطناً إلا من رحم ربي...
بفلسطين تستدعى الكرامة في المقاومة كلما نزفت غزة أو تنهدت القدس، ألم تكن "القدس عروس عروبتكم"؟، بفلسطين أصبحت الوطنية دعوة سرية كما كان أصحاب الرسالة المحمدية، 13 سنة عجاف، بفلسطين أصبحنا "سحيجة" لبلاط السلطان وبوق السلطان وكلب السلطان، أعتذر من العرب فقد كنا نعتقد أن سلوكهم المذعن وجبنهم من ولاة الأمر حالة مفجعة، واضحى حالنا لا نفرقه عن زيمباوي أو مصر أو قطر أو حتى نيجيريا... ألم تنتشر ثقافة "المصالح" هي ثقافة وسلوك السياسي والأتاسي وسائس الخيل، فما هي مصلحتكم في ذلك؟؟؟؟
فلسطين المهجر والمنشر والمحشر،،، ورأسمالنا يتهاوى في الخارج ويتسرب غازنا وكازنا إلى من يحتل العرض والأرض، ألم يقل أجدادنا في 48 العرض أو الأرض، ففضلوا العرض على الأرض.... ضاعت الأرض وانتهك العرض....
فلسطين ليست لم يسكنها، فلسطين لم يدافع عنها....



#بلال_عوض_سلامة (هاشتاغ)       Bilal_Awad_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاعل الاجتماعي( 1) : رؤية نقدية على ضوء تحديات المشهد الفل ...
- فشة خلق تعبوية بفلسطين الهوية والمنهاج
- شذرات سريعة في المخيم والقدس والقهر
- وسائط الاتصال/الاعلام وثقافة المقاومة الفلسطينية: من حرب الع ...
- فلسطين: يوجد مقاومة ولكن ليس هنالك انتفاضة ؟ من يقرر ذلك؟
- سلطة القمع والخضوع والتمرد ما بين سلطة أوسلو وقهر الاستعمار؛ ...
- أن تعمل في بيئة غير قابلة للعمل: نحو تأصيل مفهوم وممارسة الع ...
- استطلاع رأي بمناسبة الاحتفالية ب 40 سنة لتأسيس جامعة بيت لحم
- الحركة الطلابية الفلسطينية ما بين الواقع والامكان *
- الثقافة المدنية: حصار الثقافة وغياب المدينة في فلسطين
- الحركة الطلابية في بيت لحم
- تحليل نقدي للمجتمع الفلسطيني: البنية الثقافية والمجتمع المدن ...
- مكونات وعناصر المجتمع المدني في الخليل (فلسطين)
- الخطاب السياسي لدى الطفل الفلسطيني: أطفال مخيم الدهيشة بين ر ...
- ثقافة المدن، مرآتها سكانها: دراسة مقارنة ما بين الخليل وبيت ...
- المرأة والمشاركة السياسية
- محاولة بحثية لموقع ومكانة المرأة في المؤسسات الاسلامية في فل ...
- ملاحظات عامة في قضايا مرتبطة بالمدن العربية
- القهر الاجتماعي والفراغ السياسي وأزمة الشباب: مخيم الدهيشة ا ...
- قراءة نقدية للاعلام الفلسطيني: تشخيص ورؤية مستقبلية للإعلام ...


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بلال عوض سلامة - فلسطين: كلمات موجعة وكتابتها مؤلمة... بلد الالتباسات