أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عامر سليم - عامر .. ك















المزيد.....

عامر .. ك


عامر سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 12:19
المحور: سيرة ذاتية
    


حزيران من العام 1985 الساعه السابعه لصباح بغدادي مشمس.. نهضت على صوت امي كعادتي وهي تعلن عن موعد الاستيقاظ والفطور .. كان يوما عاديا لذا حاولت ان اتناول الفطور وشرب الشاي على عجل للوصول الى دائرتي في الموعد.. واذا بورقه بحجم الكف.. على المائده اشارت اليها امي قائله هذه الورقه سلمها لي شرطي من الباب قبل نصف ساعه..قراتها بعجل واهتمام.. واذا بصباحي المشرق الجميل يتحول الى صباح كافكوي كابوسي كالح حزين..
(( مركز شرطة القدس.. الى المدعو عامر سليم امين..تطلب حضورك الى مديرية الامن العامه .. الشعبه الخامسه... ))
هذا كل ماموجود في الورقه من كلمات.. لماذا ؟ متى ؟ لاشئ وكأنها كلمات محفوره على حجر لاتريد ان تنطق بالكثير! ..انتبهت امي لذهولي المفاجئ وانا انهي قراءة الورقه ..فتمتمت مالامر؟ اجبتها وانا اهم بالنهوض لاشئ انهم يريدونني بالامن العامه ! فزعت قائله هل تمزح ؟ اجبتها.. كلا هذا هو الموضوع !..وبطيبتها المعهوده قالت ربما في الامر سؤ فهم والا كانوا اخذوك من الشارع ! خرجت.. وانا متفائل بحسن نيتها وبديهيتها فأغلب الامهات بالعراق يعرفنّ طبيعة الغستابو البعثي (الذي لايعرف اي معنى للاحترام) بخطف الناس من الشوارع دون اوراق او استئذان! والورقه التي بيدي توحي بشئ من التقدير مهما كان ضئيلا !
تذكرت جوزيف ك بطل رواية المحاكمه لكافكا.. وصرت مثله عامر ك فقد صحوت على استدعاء غريب .. لا اعرف كيف ولماذا ومتى ؟
عندما وصلت الى مقر عملي في صباح ذلك اليوم.. رجوت زميلي في العمل ان يتولى البريد العائد لي لاني اريد مراجعة الطبيب ..بعد ساعة كنت في البيت مجددا احاول لّم شتات نفسي وبحث الموضوع برويّه وهدوء...رقدت على السرير اقرأ الورقه بتمعن... الى المدعو .. مخاطبه فجه ووقحه وخاليه من اي احترام.. فانا مواطن ومهندس واعمل في وظيفه حكوميه واسمي مثبت في كافة سجلات الدوله منذ الولاده فلماذا اخاطب بالمدعو! انها مهينه كمن يدعوك بالجاهل وهو لايعرفك وخاصة اذا كان الداعي تافها ولص معروف ! عندها ستكون الاهانه اكثر قسوة ! ثم انهم يؤكدون هذه الاهانه بمعرفتهم أسمي الثلاثي ! ورحت افسر كلمات الورقه حرفا حرفا .. تطلب حضورك.. ولكن متى؟ .. الامر مفتوح دون تحديد اليوم والساعه.. وهو امعان اخر في الاهانه ! عندما تأمرشخص بالحضور الى مكان ما ولاتحدد له وقت الحضور فانك بذلك لا تعيره اية اهميه تذكر بل هو اختبار مبطن لسرعة استجابته ومعرفة درجة تعاونه في الامر وهو بالتالي ارهاب واضح لمعرفة الخوف الذي يزرعه الداعي في نفس المدعو! واخيرا جملة الشعبه الخامسه انها تخص الامور السياسيه وهي بحق رعب وهلع لامفر منه لماذا هذه الشعبه السيئة الصيت
اخذت نفسا طويلا .. ورحت اهون الامر على نفسي شيئا فشيئا..
اولا - انها رساله من جهه امنيه وفاشيه بامتياز عليه لاتتوقع كلمات وديه او رسميه
ثانيا - انا متأكد من انني لست معادي سياسي لهم.. فلم انتمي لاي حزب وخاصة الحزب الشيوعي الذي كان الهم الاكبر للغستابو البعثي !
ثالثا - انا قليل الاصدقاء فأصدقائي ثلاثه لاغيرهم وثقتي بهم كثقتي بنفسي وانا لا اتوقع وشايه من احدهم على نقاش او نكته او تحليل لمواقف حزب السلطه
وبدأت اهدأ قليلا.. ولكن هدوئي لم يستمر الا لثواني معدوده.. قد يكون الامر تقرير محرر ضدي عن هفوه صدرت مني لكلام عابر او سخريه معينه في زمان ومكان ما ..وربما تكون مسجله صوتيا (وهنا بدأ قلقي يتصاعد) وهي اللعبه التي يتلذذ بها هذا الغستابو القذر....
والاحتمال الاخير ربما عدم انتمائي الى حزب البعث * طوال هذه السنوات ! فقد انهيت الدراسه.. وعملت في الدوله واكملت خدمتي العسكريه البالغه ثلاث سنوات والتي كانت مقرره للمهندسين ابان الحرب الغبيه بين صدام والخميني * ولكنني بقيت غير منتميا لحزبهم واعتقد بان موقفي هذا هوالعمل البطولي الوحيد الذي افتخر به الى الان.. رغم انني دفعت ثمنه غاليا ..
اذن هناك خطأ ما او ان الامر ليس بالخطوره الكبيره التي اخشاها.. والا كان الشارع مكان اعتقالي دون شك كما قالت امي !
عصر نفس اليوم حضر اخي الكبير.. وكعادته جلس على الكرسي الكبير المنفرد والواسع ليرمي عليه جسده ناشدا الكسل والتراخي وبيده سبحته المعهوده وهو يمرر حباتها الكبيره بين اصابعه وبصوتها الرتيب الممل..اخذ الورقه وراح يقرأها ..ثم قال لا اعتقد ان في الامر شئ مهم والا لأخذوك من الشارع .. نفس الكلمات .. وراح يثرثر كعادته ..كان الاهل والاقارب يصفونه بالثرثار الشيوعي .. تخرج من كلية الاداب شيوعيا بعمر الجبهه التي كانت مع حزب السلطه في سبعينيات القرن الماضي .. في ايام الجبهه كان شرسا ومواقفه تدل على شجاعه غريبه حيث كان يعقد اجتماعاته ومؤتمراته في منزلنا دون خوف أو وجل.. حتى انه تشاجر مع ابي الذي رفض ان يتصرف وكأنه المالك الوحيد للمنزل دون ان يعير اهميه لعشرة افراد يسكنون البيت معه ! في حينه تصورناه يبشر بولادة رجل ثوري صعب المراس كتروتسكي مثلا ! ..ولكن حال انتهاء حاجة السلطه الفاشيه للجبهه وتم حظر الحزب الشيوعي اعلن بدوره انتفاء حاجته للحزب ايضا وكان اول من ترك كل شئ خلفه واعتزل الحياة والاصدقاء تماما بعدما ادلى باعترافاته ووقع وثيقة الانتماء الى الصف الوطني ! لان الغستابو واجهوه في التحقيق بالتسجيلات الصوتيه الكامله لكل اجتماعاته وبكافة التفاصيل ! وكانت اوسع عملية اختراق امني في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي كما كان يصرح دائما عندما يسكر! لذا ادمن شرب العرق وترك كل اصدقائه ..ثم قضى فترة الحرب العراقيه الايرانيه جنديا مكلفا في احدى ربايا الجبال الكرديه لمنع الاكراد من التسلل والمقاومه.. ربما للامعان في اذلال هذا الشيوعي الثوري ووضعه في موقف لمحاربة شعبه الذي كان يتغنى به ولكنه كان يؤكد لنا بانه لو كان في الضفه الاخرى لاضطر ان يقاتل جنودا من شعبه ايضا فليس هناك خيار اخر افضل غير الهرب من الوطن نفسه ! والحق يقال انه لم يطلق رصاصه واحده طيلة 8 سنوات والمره الوحيده التي تمت فيها مهاجمة الربيه من قبل المقاتلين الاكراد كان مجازا يحتسي العرق في البيت! ولم يكن هناك ضحايا بين المهاجمين وافراد الربيه...
من المحزن ان يهجر الحياة والاصدقاء شخص في مقتبل العمر قد يرى البعض بان هذه الحاله هي نتاج لزمن الخديعه الكبرى ولكنني اقول انه ايضا سؤء تقدير لحجم وأمكانيات الفرد والقراءه الخاطئه للمشهد العام المحيط به !
على اصوات حبات سبحته كنت لا اصغي لثرثرته..التي اعتدتها دوما.. ولكنني تمنيت ان يقف الى جانبي ويقول سأصحبك في هذه الزياره.. كما قالت لي امي واختي الكبيره وابي..بالطبع لم اكن لاصطحب اي منهم معي ابدا فالموضوع يخصني.. ولكنني كنت اريد موقفا شجاعا يشد من ازري وان اشعر بأن هناك من يقف معي في محنتي.. تمنيت ذلك منه بالذات لكونه الاخ الاكبر ولكني لم احظ به ..والحقيقه لم اتفاجئ بل كنت سأتفاجئ لو قالها ! حينها وانا اغادر صالة الجلوس امتلكتني رغبه غريبه وهي ان اخطف سبحته اللعينه تلك من بين اصابعه وافرط حباتها في كل مكان!
قبل ان اقرر متى سيكون ذهابي خطرت لي فكره مجنونه وهي ان اخبر رئيسي المباشر بالموضوع حيث انني مهندس في دائره ومسؤولي في العمل له الحق بمعرفة مصير موظف تم استدعائه ( وهي فكره مضحكه لو فكرت بها.. لان في عراق الحكم الفاشي ليس هناك من يفكر بمصير الاخر ) مدير الشعبه كان مهندس على وشك التقاعد وكان شجاعا ولم يكترث للموضوع وحاول ان يهون القضيه واعتبرها مجرد خطأ ولكنه اقترح عليّ ان اذهب بسيارة الدائره الحكوميه والتي كانت بحوزتي وهي فكره لها مدلولاتها .. ثم قال ضاحكا واذا لم تعد سنرسل احد السواق لاعادة السياره قبل ان يستولوا عليها هي الاخرى! خرجت من موقع العمل وانا اشعر بغربه فظيعه.. والقرار القادم لازال يقض مضجعي ويلح عليّ ..متى سأذهب؟..لم يأخذ قراري وقتا طويلا اذ حددت اليوم التالي والساعه التاسعه صباحا للذهاب ..اذ ان انتظار المصير اصعب من المصير ذاته.. قرأت مره لدستويفسكي قولا... بان الاعدام نفسه اهون من انتظار تنفيذه !
الساعه التاسعه من يوم حزيراني اخر مشمس كنت ( بملابس انيقه وبذقن حليق وكأني متوجه الى حفلة موسيقيه) واقفا امام البوابه الكبيره لمديرية الامن العامه بعد ان ركنت سيارة ( الحكومه !) في احد الشوارع القريبه , امام البوابه كان هناك شخص يرتدي ملابس مدنيه ..اخذ الورقه من يدي وبوجه متجهم اشار اليّ بالتوجه الى احدى البنايات التي تقابل البوابه الكبيره وعلى مبعدة مائة متر تقريبا.. حاولت ان اتماسك بعد هذه البدايه المفزعه..عند دخولي البنايه كانت هناك صالة استعلامات كبيره يديرها ثلاث اشخاص توجهت نحو احدهم وبيدي الورقه التي سرعان ما اخذها ثم اجرى اتصال سريع واخذ يتمتم بكلمات لم افهمها حيث كان الكاونتر الذي يفصلنا عريضا ثم اومأ اليّ بالاقتراب واشار الى السلم الجانبي قائلا اصعد الى الطابق الثالث ..لم يكن في البنايه مصعد اذ انها كانت بنايه قديمه ومثخنه بالترميمات التي كانت باديه على كل تفاصيلها.. وكان صعود الدرج رحلة عذاب وقلق اخرى.. فمع كل سلم اتسلقه تزداد الظلمه وتنتشر النوافذ المغلقه وتنشط رائحة الرطوبه والعفونه .. كنت وقتها بحق جوزيف ك وهويتجول بين اروقة بناية المحكمه بابوابها ونوافذها الغريبه وناسها اللذين غابت ملامحهم وكأنهم اشباح مأخوذه تتحرك بكل هدوء وصمت..في الطابق الثالث كنت امام رواق طويل تنتشر الابواب المغلقه على جانبيه.. وفي بدايتها استعلامات اخرى ولكنها صغيره عباره عن دولاب واحد و طاوله يجلس خلفها رجل بدين ذو شارب كث يتناول فطوره اقتربت منه لأستفسر عن مدى صحة وجهتي ..اخذ الورقه قائلا انتظر هناك وهو يشير الى اريكه جلديه سوداء متهالكه ..جلست بقلق وانا انظر بكل الاتجاهات وكأن الشيطان يسكنني.. فكرت للحظات ... قبل ايام كنت اتمشى مع اصدقائي في شارع الرشيد ونحن نضحك لنقاش اشغلنا.. فما الذي تغير خلال هذه المده البسيطه..انتظرت وانا احسب الدقائق والثواني ! كنت اراقب حركة الرجل البدين وهو يتنقل بين الغرف والاوراق بيده ..واخيرا خرج شخص من احد الابواب القريبه من الاستعلامات واشار اليّ بأصبعه ..انتفضت قافزا مبديا حسن نيتي باستجابتي السريعه لامره .. دخلت الى غرفته واغلق الباب خلفي بهدوء ..كانت الغرفه كبيرة الحجم مفروشه بسجاده قديمه ولكنها من النوع الفاخر ..وتحوي الغرفه دولابين معدنيين كبيرين احدهما كان بابه مفتوحا وتظهر منها بعض الملفات المتراكمه... ومكتب كبير خلفه نافذه بعرض الجدار تقريبا تطل مباشره على المدخل الرئيسي .. اسفل النافذه جهاز تبريد علاه الصدأ اخترق الجدار وكأنه وحش محشور الرأس.. على الجانب الاخر من الغرفه هناك سرير مخصص لشخص واحد مرتب بعنايه وجلس على حافته شخص من اغرب ما شاهدت في حياتي ( لم يكن مهندما مثل الذي دعاني ) حملق فيّ حال دخولي الغرفه دون ان يرمش له جفن وكان ساكنا هادئا كالقبورحتى تصورته تمثالا شمعيا فلم ار اية مشاعر ترتسم على وجه ولم اسمع حتى صوت انفاسه رغم الصمت المريب الذي كان يلف الغرفه.. قلت لنفسي هو ذا الذي سيتولى تعذيبي بدون شك!
اشار اليّ الشخص الاول بالجلوس على كرسي بجوار مكتبه الكبير ثم استدار حول الطاوله ليجلس على كرسيه الدوار..وابعد ملف كان امامه بعد ان دس امر استدعائي فيه.. عرفت انه ملفي ولكنني لم اقرأ اسمي بل رقم كبير من خمس اوسته ارقام لا اتذكر عددها.. وكان ملفا متوسط الحجم وادركت ان لديهم عن حياتي اكثر مما كنت اتصور!..لا اريد ان اغرق في التفاصيل الاخرى ولكنني سأنقل اغرب حوار كافكوي جرى بيني وبين الشخص الذي امامي اذ ادركت حينها ان كافكا ما كان ليكتب روايته بهذا الصدق الا لو كان عاش تجربه او عرف تجربه من شخص ما الهمته تلك الروايه الكابوسيه ..المحاكمه.. ..
قال لي .. تسرحت من الجيش منذ شهور اليس كذلك؟.. اجبته بنعم..
استرسل في الحديث قائلا: لماذا انت غير متزوج ..قلت لا اعرف ربما لاني لم اجد رفيقة العمر ( لا اذكر انني ذكرت مفردة الرفيقه اذ انها تثير الحساسيه عند الغستابو البعثي!) او لانني غير مؤهل ماديا للزواج..حينها قال وكأنها صيغة امر تزوج وكمل دينك! ..اجبته موافقا سأحاول .. ( كنت اتوقع صفعه قويه في اي لحظه من قبل ذلك المسخ الجالس على السرير!) ثم كتب على ورقه صغيره اسم ورقم تلفون ومدها لي قائلا اذا اتصل بك شخص لاي امر يخص الوطن او اي شأن سياسي عليك ان تعلمني وتتصل بي على هذا الرقم فورا ..انت مواطن جيد وقررنا ان نتولى حمايتك ولكن بمساعدتك لنا ايضا ..قلت دون نقاش حسنا (اذ ادركت حينها انه لايملك اي شئ لادانتي او ربما لانه كان هادئا ومبتسما بمخاطبتي)..ثم بعد صمت قليل قال هل تحب ان تتصل باي شخص قبل المغادره..قلت وانا اشعر بسرور داخلي لا يوصف وانا اسمع كلمة المغادره نعم اريد ان اتحدث الى والدتي فهي قلقه وانت تعرف قلوب الامهات ..قال لك ماتريد ..استخدمت تلفون المكتب واتصلت بوالدتي وقلت لها بكلمات مقتضبه بأنني سأكون في البيت خلال نصف ساعه ..حالما وضعت سماعة التلفون مد يده مصافحا قائلا : في امان الله
...صافحته وانا ابتسم متمتما شكرا ثم استدرت الى الشخص الجالس على السرير بنفس الابتسامه الا انني وجدته لم يحرك ساكنا وظل يحدق بيّ وكانه يحاول ان يحفظ ملامح وجهي جيدا و لاطول فتره ممكنه..لاأعرف من اين جائتني تلك السرعه الجنونيه حينها وانا اغادر المبني بطوابقه وقطع مسافة المائة متر لاصل الى البوابه الخارجيه دون ان التفت يمينا او يسارا عند البوابه وانا ابتسم للحارس المتجهم خطر لي خاطر غريب وشجاع او ربما كانت حركه لا اراديه ناتجه عن مزيج من الرعب والسرور التفت الى البنايه وتسلقت عيناي بسرعه الى الاعلى حيث الغرفه التي كنت بها واذا بيّ ارى وراء النافذه رجلا الغرفه يحدّقان بيّ كأنهما شبحين يتابعاني ادرت راسي بنفس السرعه وانا اهرع نحو السياره لاكون في البيت على عجل.. راميا الورقه المكوره في يدي والتي تحوي الاسم ورقم التلفون من نافذة السياره وانا انطلق بها !
بعد شهور قررت الدائره التي اعمل بها ارسال مجموعه من المهندسين الى الهند لمدة شهر للتدريب على مشاريع هندسيه ..وكان الامر يتطلب موافقات امنيه للموفدين وكنت الوحيد الذي لم يحصل على هذه الموافقة !..ادركت حينها انهم حقا يرغبون بحمايتي حتى من السفر! قررت ان اوفد نفسي خارج الوطن لاوفر عليهم عناء حمايتي والانشغال بحماية الوطن فقط ..فالوطن اولى ! بعد سنوات طويله لم اعد افكر بملفي وماذا كان يحوي وما الغرض من استدعائي الغريب اذ ادركت ان اكثر من نصف الشعب العراقي سبق وان مروا من هذه الاماكن وكانت لهم ملفات ايضا لذا كانت الحرائق هائله بعد السقوط فوقودها هذه الملايين من الملفات والتي لم يتمكن احد من احتوائها واطفائها الى الان!


هوامش..
*حزب البعث الذي حكم العراق وسوريا تم تأسيسه من قبل عفلق والبيطار في اربعينيات القرن الماضي تأثرا بالاحزاب الاوربيه القوميه وخاصة الحزب النازي الالماني والحزب الفاشيستي الايطالي لذا كان هذا الحزب فاشيا فكرا وممارسة وسلوكا وكان السبب الرئيسي لانهيار وتفتيت الدولتين اللتين حكمهما .. وللاسف لازال هناك وفي هذا الموقع بالذات من يذكر عفلق ورفاقه وكأنهم مفكرين احرار ومناضلين بلا خجل ولاحياء !
*لم تكن لي بطولات في الجيش كما تهكم معلق متسرع لايعرف اللهجه العراقيه ..ولكنه عرف الغضبه العراقيه بجداره! ففي العراق الخدمه العسكريه الزاميه والبشر من الذكور يقادون كالنعاج لخدمة النظام وليس الوطن !



#عامر_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجي راضي يقرأ مقال!!
- نزهة المشتاق في اختراق النفاق!
- المعطف قراءه تفكيكيه بنيويه بسحاق لغوي!!
- كيف تطبخ مقالا ليبراليا أو نيوليبراليا


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عامر سليم - عامر .. ك