أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كيف تربح المعركة وتخسر الحرب














المزيد.....

كيف تربح المعركة وتخسر الحرب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 1967, وعلى إثر الهزيمة الكاسحة التي هزمت فيها إسرائيل ثلاثة جيوش عربية, خاطب الرئيس الجزائري هواري ابو مدين رئيس مصر جمال عبدالناصر قائلا : لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب.
أما في يومنا الحالي فإن العراقيين يعيشون إفتراضية ابو مدين ولكن بالمقلوب, اي أنهم بمعاونة من قوات التحالف وفي حربهم ضد داعش, في مواجهة أن يكسبوا معركة ويخسروا حربا.
كان الرجل يحاول أن يعيد بناء الموقف العربي المتهاوي بفعل هزيمة الخامس من حزيران, وهي هزيمة لم يكن من المعقول الحكم عليها بمسطرة الخسائر العسكرية والسياسية وإنما كان يجب وضعها في خانة الهزائم التاريخية التي تستوجب إعادة النظر بمجمل الثقافة العربية التي تعاملت معها الإنقلابات بمنطق المساومة لا منطق الثورة الحقيقية.
وبالنتيجة كان ابو مدين مخطئا لأنه حسبها بمسطرته العسكرية لا بمسطرة الثائر الحقيقي.أما العرب فقد خسروا المعركة, وكذلك خسروا الحرب.
قصة ابو مدين مع هزيمة الخامس من حزيران تعاد في نزاعنا مع داعش, لكن مع تغيير في طرفي المعادلة.
لو أننا نحارب داعش لوحدنا, بنظامنا السياسي المتهاوي, بمجتمعنا المهزوم, بطوائفنا المتقاتلة, بفساد سياسيينا الذي لا يتحمله كتاب جينس للأرقام القياسية, لما قدر لنا أن نربح معركة ضدها, فكيف نقدر أن نكسب الحرب ذاتها؟! . لكن حمدا لله, لقد دخلت إلى جانبنا قوى إقليمية ودولية وجد بعضها نفسه إلى جانبنا لأن داعش خرجت من مساحة العمل ضمن القطاع العام إلى العمل في القطاع الخاص فصار وجودها يشكل تهديدا جديا من شأنه أن يشمل تجارة الجميع.
وإني هنا لا أبخس قدر العراقيين الذين يقاتلون داعش بصلابة, لكننا حينما نتحدث عن مقومات النصر فإن الشجاعة لوحدها ليست كافية ولن تكون الحاسمة.
وأرى أن داعش قد أجرمت بحق العراقيين مرتين.
مرة لأنها داعش, بكل فكرها المتخلف وجرائمها ضد العراقيين عموما.
ومرة ثانية لأنها دخلت على الخط وحرفت وجهة المعركة الحقيقية, فبدلا من أن تكون هذه المعركة موجهة بشكل مركزي ضد نظام اللصوص والطائفية والتبعية نرى داعش وقد نفخت في روح النظام من جديد ومنحته فرصة أن يعيد ترتيب صفوفه وأن ينظم عناوين المرحلة بحيث تتقدم المعركة ضد داعش المعركة ضده بعد أن تراجعت هذه المعركة الأخيرة من موقعها المركزي إلى موقع ثانوي. وكان من إرهاصاتها أيضا أن تصير عنوانا يختفي وراء سواتره جهلة طائفيون وسراق كان الأحرى أن يكون مكانهم السجون فإذا بهم اصبحوا أبطالا بلباس عسكري وهم يتجولون بجبهات القتال على طريقة صورني وأنا أقاتل.
حتى سليماني قائد فيلق القدس الإيراني المسؤول عن مهمة تحويل العراق إلى ضيعة فارسية صار يتجول علنا في الأراضي العراقية وكأنه محرر لا محتل.
داعش ستنهزم في النهاية. ربما لأن الحاجة إليها ستنتفي, لكن من المؤكد أن هزيمتها ستكون نتاجا لأيديولوجيتها التي وضعتها ضد العالم كله.
لكن, مع هزيمة داعش, وبالطريقة التي نقاتل بها, فإننا سنربح معركة, لكننا سنخسر الحرب.
وسوف لن تكون مفاجأة أن يكون من بين أرباح إنتصارنا في المعركة وجود رجال كان يجب ان يكون مكانهم السجون فإذا بهم وقد تحولوا إلى ابطال, وعقائد ليس فيها فضيلة تذكر سوى أنها كانت ضد داعش فتعود ووجهها القبيح ممكيج بمساحيق النصر المنهزم



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى
- الوصول إلى منتصف الليل
- المسلمون والدولة اليهودية
- إيران والمالكي
- ما مر عام والعراق ليس فيه مِيوْ
- صناعة الفرح
- مناقشات حول ظاهرة الحزن العاشورائي
- ركضة طويريج لهذه السنة
- المؤامرة .. على الإسلام أم بالإسلام
- هنود عبدالجبار محسن
- جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف ...
- من الذي إنتصر .. الفتلاوي أم اللهيبي
- زراعة الأدمغة
- التاريخ بعين بصيرة
- هذا ما حدثني به رسول الله حول إسلام أبي سفيان ونهج الخليفة أ ...
- إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقاف ...
- إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كيف تربح المعركة وتخسر الحرب