|
يمكن الاستفادة من انخفاض سعر النفط في العراق ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 14:29
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من اهم المواضيع التي اثرت دوما على السياسة في البلدان المنتجة و المستوردة للنفط على حد سواء هو المراحل التي مرت بها تلك البلدان من تذبذب الاسعار و كيفية استغلالها داخليا من اجل تنظيم الحال و العلاقة التي ما همت السوق النفطي و الديموقراطية في تلك البلدان . ربما توافقني جماعة او تخالفني حول ايجابية او سلبية تاثير النفط و اسعاره على الديموقراطية، وفق بعض البحوث التي اجريت على هذه العلاقة المعقدة بينهما و بين الاقتصاد بشكل عام و السياسة و التي يمكن ان نختزلها في السياسة النفطية و السلطة بشكل عام، الا اننا نتكلم عن الشرق الاوسط و البلدان النفطية و العراق بشكل خاصة، و ما لدينا من العقلية الحاكمة و الظروف الموضوعية و الذاتية التي تفرز لنا حكام تتعامل مع ما موجود تحت يديه من الثروات و الامكانيات . عندما تكون الاسعار مرتفعة يزداد الفساد و يهمل القطاعات الاخرى و يتصرف الحاكم بحرية تامة و يفعل ما لصالحه و دائرته بشكل خاص، و هذا ما يضر بالنظام العام و السياسة و الديموقراطية بدورها، اي استغلال سعر النفط من اجل ضرب القيم الديموقراطية سواء كان مقصودا او جراء ادارة البلد بما لدى الحاكم من الوسائل، بينما تستند الديموقراطية على الشفافية و احترام القانون و التوزيع العادل للثروات و توفير الحد الممكن من المساواة و التي لا يمكن انجازها او تامينها في حال كان فيها الاسعار مرتفعة و الواردات كبيرة، لان هناك تدخل المزاجات مهما كان النظام و الضبط و الربط هو المفروض، و كما شاهدنا في العراق منذ سقوط الدكتاتورية لحد اليوم، و العكس صحيح عند انخفاض اسعار النفط و ما تواجه السلطة من التحديات التي تفرض التنظيم المحكم و الدقة و عدم التبذير و تطبيق القوانين المكلفة بالعدل و المساواة اكثر من اي وقت اخر . و عليه، يمكن ان تعتمدامرار القرارات السياسية و بالاخص الدبلوماسية منها على كيفية استيراد او تصديرالنفط و تعامل مع كل البلدان من خلال المتاجرة مع البعض و الشروط التي تفرض و التي تكون دائما لصالح الحاكم، و ما تضمن من التوافقات التي لها التاثير المباشر على سياسة كل بلد . و هنا يمكن ان يسال اي منا، لماذا تطورت الديموقراطية في البلدان الفقيرة بالنفط و الثروات اكثر من غيرها؟ و هل الترابط و التعاون و المصالح المشتركة لدى المجتمع في تلك الحالة تحتاج الى التنظيم والتعاون القوي و الدقة، و عندئذ ستكون التاثيرات ايجابية في جوانب عديدة، من الاكتفاء الذاتي الى التقشف و الحفاظ على المصالح المشتركة للشعب . من جانب اخر، في الدول المصدرة للنفط، نجد ان السلطات غير مستقرة و يستخدم الحاكم الاموال لصالح تقوية موقعه داخليا و يكسب ود الدول المستوردة منه النفط مما يفرض عليه التعاون مع السلطة بالذات على حساب الشعب من جانب ثاني، و هذا يضرب الديموقراطية من الاساس، بحيث يمكن للسلطة المتنفذة استغلال النفط من اجل التفرد داخليا و خارجيا و يمكنها ان تقمع اي معارض دون اي رد فعل منظور، و كما تستخدم السلطة و الحاكم الاوحد اموال النفط من اجل كسب المؤيدين و الموالين الشخصيين و به تُقوي المكانة و يُحكم المكان الذي فيه ، و لم ينس احد ما فعله الدكتاتو رالعراقي من توزيع اموال العراق بمزاجه االشخصي على من كان يؤيده داخليا و الدول التي تؤديه في تهوراته خارجيا و كم رئيس و ملك زاروا العراق و عادوا برزم واكوام اعتباطية من اموال النفط، و كم من اقلام رخيصة اشتراها صدام لمدحه و كان يعتمد تحديد مقدارها على مزاجه الشخصي فقط و كان هو المتسلط، و كما قالوا اذا اقل صدام قال العراق، و هي من اموال نفط البلد و ملك كل الشعب و لكل فرد حقه فيه، و كما استفاد الدكتاتور من هذا المال لقمع المعارضين اينما كانوا، اليس هذا احد اركان و العوامل المساعدة لانبثاق الدكتاتورية و التفرد بالقرار و هذا بالضد من الديموقراطية الحقيقية من كل الجوانب، و بعد السقوط و توفر المال لدى المالكي بما يشتهي و يُكشف يوميا خروقاته و من حوله من اهله و اقاربه و حلقته الحزبية الضيقة خلال السنين الماضية من حكمه الفوضوي . بكل المقاييس و التقيمات و المقارنات فان انخفاض اسعار النفط يقرب البلد من التنظيم و الترتيب و ما يؤدي الى الديموقراطية، و ارتفاعها تؤدي الى الاهمال و التفرد و الدكتاتورية، لعلنا نستفاد من هذا الجانب على الاقل في العراق، و نرى انفسنا نتقدم من الناحية الديموقراطية او تفرض الحال نفسها علينا، و نقول رب ضارة نافعة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشجاعة لا تكفي لوحدها
-
توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص
-
هل تعقمنا من البعثية في كياننا ؟
-
هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟
-
التمنيات كثيرة و الجميع بانتظار الايام لتحقيقها
-
من هو مصدر التهديدات لهيفاء الامين
-
رقصت السلطة على الحان الحزب الحاكم
-
الكورد يستشهدون بتراثهم
-
هل تبقى قيادة العالم كما هي في السنة الجديدة ؟
-
ضمانة نجاح المصالحة قبل ازاحة داعش
-
نطق الحق فنعتوه بالمرتد
-
انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي
-
نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟
-
برجوازي السلوك يساري الادعاء
-
كوردستان بحاجة الى معارضة جديدة
-
هل نقول الحقيقة ولو على حساب مكانتنا ؟
-
المسايرة ام الموقف الحاسم ؟
-
هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
-
تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
-
قضى منه وطره و تركه
المزيد.....
-
ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف
...
-
صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
-
-الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت
...
-
روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم
...
-
-بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر
...
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م
...
-
تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
-
البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ
...
-
-بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض
...
-
علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|