أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - بوش ...هل رايت كم هو الله غاضبا منك














المزيد.....

بوش ...هل رايت كم هو الله غاضبا منك


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بطبيعة الحال ومع رجل لاهوتي مثل بوش يمتلك معتقدات دينية صاخبة وحدية ويظن بأن كل ما يحدث ويدور في العالم ما هي إلا إشارة واضحة للمؤمنين لتوجيه خطاهم أو لتحذيرهم من مغبة الانجرار نحو المعاصي ، وحين يكون هذا الخطاب هو السائد لتبرير الأعمال مهما كانت قاسية وعلى البشر أن يتحملوا تبعاتها لأنها صادرة من أعالي السماء وحكمها نافذ لا استئناف به ، أيحق لنا حينها يا تري أن ندخل ذات الحقل المعرفي حتى نعيد تركيب الأحداث كما يفهمها اليمين المسيحي المتطرف ألذي أعلن منذ البداية أن العالم هو قسمين مكون من شر و من خير وأنه يمثل الخير المطلق الذي منحه الله ؟ أيجوز لنا القول بأن الله قد عاقبهم بإعصار كاترينا جراء ما فعله في العالم الآخر من موبقات ومجازر تفوق أي تصور إنساني .

هل هذه العقلية التي تعيش في عالم غيبي وتؤمن بقراراته المسبقة وتحاول أن تسقطه على الشعوب الضعيفة و المفككة ، هي عقلية لا يستطيع أحد أن يوقظها إلا بصدمة قوية وعنيفة تكون مخرجاتها قابلة للتأويل الديني ، أم أن الإيمان بأن مثل هذه الحوادث لن تكون ذات تأثير قوي على ذهنية آمنت بأن الله لن يتعرض لها وأن ما حدث من دمار وخسائر ما هي إلا امتحان له ولمدى صبره على البلاء ! وفي كل الحالات أن الخوض في مثل هذا النوع من الجدل لن يغير قناعة أي طرف ، لسبب بسيط وهو أن تلك المعتقدات الدينية تصر على تقديم النهايات وتعظيم الوسائل وحسم الأمور .

هل الله غاضب من بوش ومن إدارته ، هذا ما لا نعلمه ، ولكننا نعلم جيدا أننا نحن البشر غاضبون جدا مما يفعله بمنطقتنا العربية ، فقتل مئات الآلاف من المدنيين في العراق وتدمير مستقبل أجيال قادمة هو أمر باعث على السخط والنفور من إدارة تحكم أقوى دولة في العالم وتملك خطط لتعيد ترتيب المنطقة حسب ما تعتقد أن الله يريد ذلك ، نحن غاضبون لأننا لا نملك أداة غير الغضب ، بل أننا غاضبون أيضا لأننا لا نستطيع أن نعبر عن غضبنا ، سوى بتأمل ما أحدثه ذلك الإعصار ، وكيف جعل الكثيرون منهم يشعرون ولو بشيء يسير مما يعاني منه الشعب العراقي وقبله أيضا الشعب الفلسطيني ، بل ربما ولأجل ذلك اعتقدنا بأن العدالة السماوية قد تحركت أخيرا .

ليس بالأمر ثمة شماتة أو تشفي من المصائب الإنسانية ، فقيمنا العربية تأبى ذلك ، و لكن ألا يحق لنا أن نسأل ، لماذا الشعب الأمريكي الذي أعاد انتخاب بوش مرة أخرى لم يضع في الحسبان آلامنا وقتلانا والتعدي علينا بدون أي سبب حقيقي ، بل أنه كان يعلم بأن الدافع الوحيد لتلك الحرب هي رسالة من السماء ورغبة في القتل والاستحواذ على النفط فقط .
دائما الشعوب تظل متأثر بموجة السياسي الذي يستطيع أن يستغل أدواته في أخفاء الحقائق والتعتيم ليظهر بصورة ذلك الذي يحرز تقدما ، وهذا ما حاول فعله بوش وإدارته المتطرفة مع الشعب الأمريكي الذي يصر الكثيرون بأنه من أكثر شعوب العالم لا مبالاة بمصائب الآخرين الذين تسببها دائما حكومتهم ، بل قد يرى البعض بأنهم خاضعون للإعلام الغير منصف ويصر على عدم تبرئتهم طالما مواقفهم التي نراها في الصحف أو في الاستفتاءات متصلبة ومنحازة ضدنا وحتى و أن ظهرت أصواتا منصفة فهي لا تشكل نسبة يعتد بها في تغير المسار السياسي ، فالعلاقة مثلا مع الدولة العبرية ، هي علاقة إستراتيجية ليس باستطاعة أحد أن يؤثر عليها ، أما أسباب هذه العلاقة ، فعلمها عند الله وعند اللوبي الصهيوني القوي جدا ، أقول بأن تلك النجاحات المبهرجة التي يسوقها بوش لشعبه فيما يحدث في العراق ما هي في حقيقتها إلا تمزيق طائفي ومحاولة إلغاء هويته العربية التي لا يمكن إلغائها بمسودة كتبتها بعض العمائم التي تعيش داخل دوائرها الضيقة الطائفية ، وما هي إلا آلة قتل مستمرة ومتوحشة لا تخفى عن العالم كله عدى الشعب الأمريكي الذي وحتى الآن لم تتحرك في داخل طيفه السياسي وعلى المستوى الشعبي سوى امرأة واحدة تتسأل لماذا قتل ولدها في العراق مع تجاهل بوش لها وإصراره على عدم مقابلتها .

الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة الأمريكية بدت لنا وكأنها دولة من العالم الثالث ، متخبطة تعاني من فقر في مواد الإغاثة وانعدام الخبرة وقلة الرجال الذين اضطرت أن تستدعي بعض مواطنيها وتعفيهم من قتل العراقيين ليساعدوها في هذه النكبة ، وقبولها كل المساعدات التي قد تصلها من دول العالم مع تعالي أصوات الاحتجاج حول ما إذا كان هناك تمييز عرقي وعدم مبالاة بما حدث كون معظم الضحايا هم من ذوي البشرة السمراء ، ظهرت لنا أمريكا وللحظة بأنها تلعثمت أمام مشكلة داخلية ، بينما وفي كل السنوات الماضية تحاول أن تظهر بصورة الوحش الكاسر الذي يلتهم كل معارض له وتؤدي مهامها المقدسة بكل اقتدار .

العراق هي الجناية والإثم الأكبر في خاصرة الشعب الأمريكي ، وسواء كان إعصار كاترينا عقابا من الله أو تصرف أهوج من الطبيعة ، على الشعب الأمريكي أن ينتفض إنسانيا ويحول دون استمرار هذه السياسة المتعجرفة ضد الشعوب المستضعفة وخاصة أنهم الآن ذاقوا الشيء اليسير من معاناتنا ألتي لولاهم ولولا إعادة انتخاب هذه الحكومة لما حدثت ، وأيضا وحتى نشعر بألم اشد لأجلهم حين يتعرضون في المرات القادمة لمصائب طبيعية قد تكون أقوى مما هي عليه الآن .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري
- الوعاء الثقافي لصيرورة الحكم في اليمن
- الخيواني .. ورغم ذلك أنت فوقهم
- ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي و ...
- المرأة العربية لن تتحرر ابدا
- فعلها الناصريون وفشل غيرهم
- الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - بوش ...هل رايت كم هو الله غاضبا منك