أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ضد ثقافة التطرف














المزيد.....

ضد ثقافة التطرف


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


أعتقد أن صعود ثقافة التطرف هو الحدث الثقافي الأبرز في العام 2014 .
ذلك أن اجتياح هذه الثقافة لعدد من مجتمعاتنا العربية يعتبر الظاهرة الأكثر خطورة على حاضرنا ومستقبلنا. وهي تتخذ أشكالاً وتجليات عدة ابتداء من تحريم السلام على أخوتنا المسيحيين في أعيادهم، وانتهاء بتكفير الغالبية العظمى من المواطنين، واللجوء إلى ذبح الكائن البشري مثلما تذبح الشاة بالسكين.
إن نشأة هذه الظاهرة واستفحالها وصعودها ليست معزولة عن طبيعة الأنظمة السياسية المستبدة التي تحكمت لسنوات طوال في الدولة القومية الناشئة بعد الاستقلال، وهي ليست معزولة عن سياسات الهيمنة التي مارستها وما زالت تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول المركز الرأسمالي الطامعة في الثروات العربية، والراغبة في تأجيج الصراعات الطائفية والإقليمية والإثنية في المجتمعات العربية لزعزعة هذه المجتمعات ولتفكيكها ولتخريب النسيج الاجتماعي فيها، ولتقسيمها إلى دويلات طائفية هزيلة، لضمان استمرار السيطرة على ثرواتها الطبيعية وعلى أسواقها، ولاستنزاف مدخراتها عبر اضطرارها إلى شراء السلاح للتصدي للخصوم المحليين، الذين لا يقع العدو الصهيوني في عدادهم.
إن صعود ثقافة التطرف وتجليها في شكل تنظيمات مسلحة ذات طبيعة همجية، وتمسحها بالإسلام والإسلام منها براء، إنما يجد تفسيره في التمرد على القمع الذي مارسته الدولة الاستبدادية لسنوات، هذا القمع الذي خرب الحياة السياسية وأقام حظرًا على نشاط الأحزاب، وحرم الجماهير من حقها في ممارسة السياسة وفي التعبير الحر عن قناعاتها. ويجد تفسيره في اليأس من العدالة الدولية، وبالذات في ما يتعلق برفع الظلم الواقع على الشعب العربي الفلسطيني، وتمكينه من حقه في الحرية والعودة وتقرير المصير والاستقلال، ما يدفع أعدادًا غير قليلة من جيل الشباب العربي وغير العربي إلى الالتحاق بهذه التنظيمات، مع عدم استبعاد حقيقة أن هذه التنظيمات أو بعضها قد نشأت بدعم من دول المركز الرأسمالي التي استغلتها وما زالت تستغلها لأغراضها في الهيمنة واستنزاف الثروات، رغم بعض التناقض في الغايات والأهداف بين دول المركز وهذه التنظيمات، واضطرارها إلى تقليم أظافرها بين الحين والآخر من دون القضاء عليها، لغايات لا تخفى على أي مراقب لما يجري في منطقتنا من صراعات.
في ظل هذا الوضع المأساوي، يمكن الإشارة إلى أنه رغم وفرة الأنشطة الثقافية التي شهدتها بلدان عربية عدة في هذا العام، مثل إقامة المهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية والفنية، وتنظيم معارض الكتب وغير ذلك، فإن تأثير الثقافة الوطنية الديمقراطية في المجتمعات العربية ما زال محدودًا، بسبب ضعف انتشارها في أوساط الناس. كما أن تهميش دور المثقفين العرب في الحياة العامة ما زال مستمرًّا على نحو مؤسف، بسبب استهانة الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية بدور الثقافة والمثقفين في نشر قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والمساواة، وبسبب إيصال التعليم في المدارس والجامعات إلى الحضيض، وفي هذا ما يتيح فرصًا مؤكدة لثقافة التطرف المستندة إلى الأمية الثقافية وإلى الجهل والتعصب والفهم السطحي للدين، من أجل مواصلة الصعود، وإشاعة الفوضى والخراب في مجتمعاتنا إلى أمد قد يطول.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة: عالم
- قصة: قطط
- دراسة نادية عيلبوني عن رواية فرس العائلة لمحمود شقير
- قصة: الشخص 3
- قصة: الشخص2
- قصة: الشخص1
- لقاء
- قصة قصيرة جدا: ملل
- قصة قصيرة جداً: بين اليأس والرجاء
- قصة قصيرة جداً: فضاء افتراضي
- قصة قصيرة جداً: ماء الخيال
- قصة قصيرة جداً: اقتراح
- قصة: عرس
- قصة قصيرة جداً: فرس
- سؤال
- قصة: انفصال
- قصة: نقطة الحدود
- قصة: قط
- قصة: صمت النوافذ
- قصة: قطة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ضد ثقافة التطرف