أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سماح هدايا - عامنا الجديد ...صراع حياة ...















المزيد.....

عامنا الجديد ...صراع حياة ...


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 16:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



حتى في حلكة الظلمة، يمكن استنباط النور بالتخيّل والعمل على خلقه. فعندما نفقد الثقة بالنفس، نفقد الثقة بالحياة وبالآخرين، ونخسر البصيرة ونغوص في تفاصيل المأساة. السعي إلى الحياة هو جهاد حقيقي من أجل الحياة. أما الموت الذي أخذ يقتحم الحياة بقسوة؛ فيبجب النظر إليه على أنه جزء من دفع الثمن للحياة .

المشهد السوري يغصّ بتفاصيل المأساة والكارثة والأوجاع، ومساعي الإحباط والتعجيز مستمرة بقوة. أن نترك العام يمرّ علينا ونحن جالسون في مواقعنا الأمامية من التشوش والارتباك، نتابع الواقع من الزاوية المظلمة ونتحوّل ببطء إلى ظاهرة سلبية نتسلى بقصص الإخفاق والهزيمة ونستسلم للخضوع وتحقير الذات وكره الآخر لا يحقق الخلاص؛ فلا يمكن للرأس أن ينجو من القدر الذي يحيط به مهما اختلق تفاهات يتسلى بها ويتجاهل مسؤوليته في المقاومة والكفاح والتضحية؟
ثورة الأحرار ضد الطغاة من أجل الحرية ، لا يواجهها الطغاة فقط، بل أيضا العبيد الذين اعتادوا أصفاد العبودية وأصبحت كالزينة في أرجلهم وايديهم .ولذلك فإن ثورات التحرر تواجه حروبا شرسة من جميع الجهات وعلى مختلف المستويات، حتى من شعوبها؛ ومن ثمّ تتناقض الأمور وتختلط الفضائل بالرذائل. ويندس الجهل والغوغائية في الفكر والمعرفة. لأنّها ثورة تطيح بكل الواقع. والعالم الذي تهدّدت مصالحه بالثورة استنزف الثورة، بأقصى الممكن حتى مصّ أعماقها . ولم يترك للثورة إلا الحرب . والحرب قذرة، مهما كانت أسبابها وشرعيتها. وقد أعلنوا الحرب على الشعب المنتفضى وعلى الثورة ومشروع الحريّة باسم محاربة الإرهاب.
الموت دين في رقبة كل إنسان. لا مفك من دفع ثمنه. لذلك لا جديد في أن نموت..كل مايحصل في الحروب الآن أنه اصبح للموت سطوة مروّعة ووحشية أشد شراسة. ليست الدماء والآلام الصراعات، فقط، ما رافق مسير الثورة السورية بل هناك بطولات وهناك حقائق تنكشف بشكل سافر لتعري الباطن المظلم الفاسد الذي استشرى في قلوبنا وضمائرنا وأفسدنا وطنيا وإنسانيا.
إن السلام لأمر عظيم واي محادثات للسلام هي سليمة مادامت النيّة تحقيق مكسب حقيقي، وبالطبع فإنّ المساعي للسلام العادل هي غاية نبيلة وطموح سليم الإنسان السوري السوي. ولن يكون خطأ فادح خلل أو رذيلة في تقديم بعض التنازل من أجل تخطى الدماء وصنع السلام. . فليذهب العالم للسلام. لكنّ ذلك مشروط بعدم استغباء الناس وخيانتها باسم السلام. فكيف يمكن بناء السلام في سوريا في ظل طغاة وجبابرة إرهاب؟ من الذي يمنع حدوث السلام؟ ومن هم أعداء السلام والمنافقون باسم السلام؟. لا يمكن أن يستمر الطغاة بقهر الإنسان بعد كل هذه الدماء المبذولة ويشرعنون طغيانهم باسم السلام ومحاربة الإرهاب.
المباردة التي حدثت في نهاية العام 2014 وستستمر في 2015، وهي استمرار تجارب سابقة خائبة، هل هي قادرة على تحقيق السلام؟ هل ستنجح المبادرات السياسية التي يمثلها ساسة العالم وموظفوهم في الدول والمعارضات السياسية في جلب السلام والأمان ؟
اللاعبون في الساحة السورية هم الذين أوجدوا كل العنف وهم الذين يمنعون السلام . قد يكون العالم أيقن أن على الأسد الرحيل لكن السؤال هل سيضحي به؟ أي حل واقعي سيطرحه العالم للسلام في ظل بقاء الأسد أو نظامه؟ إن عقدة المشكلة أن بشار لن يقبل بالرحيل. بشار له جماعاته وأنظمة كبيرة تدعمه، لذلك حتى لو كان لدى العالم نيات الإطاحة ببشار. لن يتمكن من القضاء على بشار. في الأعوام الماضية دفعت الشعوب العربية ثمن الحرية..والسياسيون السوريون والعرب لم يقدموا خيرا ولم يؤخروا شرا. ليس لأنهم انتهازيون أو محاصرون بالأفكار التقليدية وأهداف السيطرة على السلطة، بل لأنهم، أيضا، ضعفاء.
حركة التاريخ ....تقول ان علينا نعيد قراءة الواقع بنضج ومن دون اندفاع عاطفي سطحي. لماذا بدأت الثورة؟ ومتى بدأت. وماذا تريد ؟ وما هي تعقيدات الأمر؟ ونحن كشعوب ماذا نريد؟ وذلك حتى نعرف أين نقف ولا نغوص في التفاصيل. الناس تنظر للأمر كما في الصورة السطحية المباشرة ..يقولون بخيبة وإخفاق : ماذا قدمت الثورة؟ لم تقدم سوى الخراب. نظام بشار مازال موجودا والشعب قدم مئات الآلاف من ضحايا وجرحى ومعتقلين ومفقودين وملايين لاجئين وقوافل فاسدين . وسوريا تدمرت وأمريكا ودول العالم القوية دخلت على الخط واصبحت جزءا من تدمير سوريا وتمزيفها؟ إيران وميلشياتها مازالت فعالة وفاعلة في سوريا. والعالم يحمي نظام بشار ابتداء من الغرب ووصولا للشرق فماذا استفدنا؟ ماذا فعلت هذه الثورة؟ لم تقدم سوى الخراب.
رؤية الأمر يجب أن تكون من العمق وإلى الأمام . لدينا مشاكل كبيرة وعظمى لابد من تفكيكها وحلّها. والحرب تفككها بوحشية وقسر وعنف. لا يمكن فهم التغيير بآليات التفكير القديمة وضمن قراءة الواقع بالنظر للوراء. نحن نفكر في أطر خاطئة ومفاهيم عقيمة .
قد أسهمت العقليات المتطرفة والتقليدية في الدين والحزب والقومية والمعتقد في تأزيم الواقع والاحتيال على مسير الثورة وتفجير آليات الإرهاب...وصارت القضية إما الدن أو ضد الدين بشكل عدائي. إما مكسب الأنا، أو ضد الآخر في حرب شرسة وأوضاع غير أخلاقية. جرى حرف الثورة بالتجاهين إما باتجاه مصالح الغرب والتبعية الخرقاء له.. أو باتجاه تطرف الإسلاميين والعصبية المظلمة للتكفير. وهذا خلل يجب التخلص منه. أما الذين يتصدرون للحلول السلمية التي يشرف على ديكورها كل اللاعبين الدوليين؛ فهم منفصلون عن الأرض ولا علاقة لهم بها. ولا يستطيعون ان يطبقوا أي حل سلمي. كان يجب أن يكون الحوار مع الذين يقاتلون ولهم الأرض، وبدمائهم تجري المعركة. أما أن يلبسوا ثوب الحل السياسي لحماية نظام يمارس الإرهاب باسم محاربة الإرهاب، وتصنيع نظام شبيه؛ فلن ينفعهم ولن ينفع أحدا. الموضوع هو كفاح لتحرر واستقلال.
ما يحصل هو إرادة دولية لإغراق الناس بالدماء والتطرفات حتى يقبل الكثيرون بالاستسلام أو يخوضوا في حروب مروعة تستنزف جرائمها كل دمائهم. لكن الدنيا ليست هكذا ..نهايات سعيدة أو نهايات تعيسة. هي صراع ومعارك وجولات..والصراع يجب أن يأخذ مداه ليتحدد غالب ومغلوب ويؤتي الموسم ثماره وحصاده. وباختصار ..لا يمكن حل مشكلة كبيرة بالترقيع، أو حتى بإزاحة رمز الطغيان بشار ...يجب أن تأخذ القضية الوطنيّة وإشكالياتها كل تمددها في معركة طويلة قبل ان يأتي الاحتواء والقضاء على المشكلة. ونحن في حرب تتمدد فيها كل الأوضاع الرديئة التي أسسها الاستبداد وأسست للفساد...وفي الحرب يسقط قتلى وضحايا. والمنتصر هو إرادة المقاومة والأهداف الكبرى التي تصمد لأجلها.
الأرض مثل الرمال المتحركة. مياه تبدو راكدة لكنها تحمل العواصف والتيارات الجارفة...والصراع مستمر مع العام الجديد. من يريد أن يبقى متفرجا ومستهلكا وشكاء بكاء...سيبقى رهين العجز وتتخطاه المعركة تلفظه على الهوامش. والهوامش كثيرة...طفيليات تنمو..لكن الأرض قوية، وما إن يقوى الجذر فيها سيموت الوافد الغريب وسيلفظ التراب الطفيليات.



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرّف مكنون السلطات الاستبدادية
- هل يحتاج الأمر فصاحة وذكاء حتى نعرف أبسط الحقوق؟
- سياقات مجزوءة من زمن متجمّد
- ثنائية التضاد والتوافق-الأمة والأقليات-
- هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق ال ...
- أسئلة في الهوية والثقافة
- صناعة الحب في زمن الحرب
- مدخل في سياق المواطنة
- جراحهن أوسمة
- عقليّة صائدي الهنود الحمر
- التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله
- الإيمان القبيح عندما يصبح علامة تجاريّة لترويج بضاعة السلطة
- التغيير استحقاق وهو قادم
- خلط الأوراق حتى الإيهام
- حتمية خلاص ... موت أو حياة...
- بلاغة الصدق وبيان الواقع
- المرجعيّة.. شرعيّة حق
- أينما توجّهتْ الحرية يرتعب الطغاة ويتلونون
- إشكالية اللغة العربيّة واللهجات المحكيّة
- يتناغم كل شيء من أجل الحياة...


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سماح هدايا - عامنا الجديد ...صراع حياة ...