أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبد ربه - عالم التشابه في النظم المعرفية الغربية في القرن السادس عشر














المزيد.....

عالم التشابه في النظم المعرفية الغربية في القرن السادس عشر


محمد احمد الغريب عبد ربه

الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 23:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتطرق الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو في كتابة الكلمات والاشياء، الي النظم المعرفية الحاكمة للثقافة الغربية حيث يؤكد أن فعل التشابه، لعب دور مهم في تفسير النصوص وتأويلها، وذلك حتي نهاية القرن السادس عشر، ويقول فوكو أنة فعل التشابه سمح بمعرفة الاشياء المرئية واللامرئية، وقاد فن تمثيلها، وتصورها، وكان يتبدي كعملية تكرار، معتبره مسرح الحياة، أو مرآة العالم. وبين فوكو أن هذا التشابه، تعلق بالصداقة بالمساواة، والتعاقد والزواج، والتشارك والتراضي، وثم قام بالتفصيل والشرح لأربعة اشكال جوهرية للتشابة.
الشكل الاولي تعلق بصيغة التوافق: ويتطرق فوكو الي هذ الصيغة، بشكل نظري ثم امثلة وقعية توضح هذا المعني، ويقول أن الملائمات هي الاشياء التي حين تقترب الواحدة من الأخري تجد نفسها وقد تجاورت أنها تتلامس في أطرافها وتختلط اهدابها، ويشير إلي أن التشابه يفرض تجاورات تؤمن بدورها تشابهات، فالمكان والتماثل يتشابكان، ومن الامثلة الواقعية التي ذكرها مثلا نمو الطحلب علي ظهر القوقع، النبات يتواصل مع الحيوان، والارض مع البحر.
الشكل الثاني، وهو المنافسة وعكس التوافق، حيث يتحرر من قانون المكان، ففي المنافسة شئ من الانعكاس، ومن المرآة، بواسطتها تتبادل الاشياء المبعثرة في شتي انحاء العالم، ووفق لذلك تستطيع، الاشياء ان تقلد بعضها من اقصي العالم إلي ادناه دون تسلسل او تقارب، بالتكرار في المرآة، التنافس هو نوع من التوأمية الطبيعية للاشياء، ويضيف فوكو أن التناافس يتبدي أولاً في شكل انعكاس بسيط، خفي، بعيد، ويطوف فضاء العالم في صمت، بيد أن المسافة التي يجتازها لا تلغيها استعارته الماهرة، وإنما تبقيه مفتوحة للرؤية
والشكل الثالث من التشابه هو التماثل أو القياس، وفي هذا الاطار، يتراكب التوافق والتنافس، النقطتين السابقتين، ثم انتقل فوكو الي الشكل الرابع، الذي يعني التعاطف، الذي يقوم بوظيفته في حرية كاملة في اعماق العالم، هو تجاذبات الاشياء لبعضها البعض، وجعلها متطابقة مع بعضها مع البعض الأخر، التعاطف يغير ويبدل ولكن في اتجاه المطابق.
ويؤكد فوكو أن فعل التشابه، ومكوناته الاربعة ( التوافق- التنافس- التماثل -التعاطف) تساعدنا في فك شفرات العلاقات، والوصول الي المعرفة، ويقول يجب أن يكون هناك علي سطح الاشياء ما يشير الي المتشابهات المدفونة في الاعماق وثمة حاجة لعلاقة مرئية عن التماثلات اللامرئية، ويشير فوكو الي أن التشابه يجب ان يتوافر فيه توقيع، فعالم التشابه، لا يمكن أن يكون إلا عالماً مطبوعاً بعلامة معينة، ويستند الي قول باراسيلوس، أن الله اذا أخفي بعض الاشياء، فأنه لم يترك شيئا بدون علامات خارجية مرئية مع علامات خاصة- شأن الانسان الذي دفن كثيراً ووضع علامة علي موضعه كي يتمكن من العثور عليه.
وكأن فوكو يريد القول في عالم التشابه، "فككوا المتشابهات، ليعرفوا اين تكمن الحقيقة، جهد مبذول بشري، في تصحيح ذات العبارات، اشارات وعلامات ورموز، تود الكشف عنها، سيحتار الانسان اينما وجد، ليغير تكتيكه من فعل المتشابهات، الي افعال جديدة، ومعارف جديدة".
ويصف فوكو التشابه بأنه شكل لا مرئي يجعل الاشياء من اعمق اعماق العالم مرئية. ويعطي عدة صفات للعالم وعلاقته التشابع، واصفاً أنه مغطي بالشعارات، والحروف والارقام، والكلمات الغامضة، ومثقل بالاشكال الخطية والرموز، وليس علينا سوي إلا أن نفك رموزها،
لتقول كلمات فوكو علي نفسها بالأتي، "العالم يخاطب نفسه، احشاء الارض، تسيل عبر الرماد، رموز الظلال الخرساء تصاحبها كلمات تشير إليها، نغمات التشابه والأفق البعيد تطالب بالتحرر من السلطات، لتعلن عن معلومات جديدة عن اسرار الاختفاء، لتحاكي الفضائل الداخلية لصمت الطبيعة".
ويصف فوكو التشابه، هو الاكثر عالمية وكلية في معرفة القرن السادس عشر، وهو أشد الاشياء مرئية، وفرق في هذا الاطار المعرفي التاريخي، بين علم التأويل واصفاً أنه مجموع المعارف والتقنيات التي تسمح للأشارات بأن تتكلم وأن تكتشف معانيها، وعلم السيمياء علي مجموع المعارف والتقنيات التي تسمح بأن نتبين أين توجد الاشارات، وتحديد ما يؤسسها كإشارات ومعرفة روابطها، وقوانين تسلسلها.



#محمد_احمد_الغريب_عبد_ربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاهد الضدي لما بعد حداثية لارس فون ترير
- الذات والحقيقة
- اربعون قصيدة في العشق
- البحث عن كافكا
- صندوق الاصدقاء
- مكان الاجتماع
- ماركس ضد فرويد وكافكا
- الحضارة واقوال اخري
- تحديات ثقافية للثورة المصرية
- تاريخ الشفقة لدي نيتشة والثورات العربية
- فلسفة الشفافية في كتاب هكذا تكلم زرادشت
- منطق الكذب في الحب
- تاريخ الفلسفة اليونانية
- هكذا تحدث فرويد : الحب والجنس
- الوعي الإنساني بالعلوم بالإنسانية
- سؤال التفلسف وسؤال الاصلاح
- الكتابة الفلسفية والكتابة النهضوية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبد ربه - عالم التشابه في النظم المعرفية الغربية في القرن السادس عشر