أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد هلال - التنشئة السياسية للأطفال















المزيد.....

التنشئة السياسية للأطفال


عماد هلال

الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتخذ من شرطة شارعك صديقا لك
ولا تجعله يثور عليك
وأعطه من طرائف بيتك
حينما يكون منها فى بيتك " فى أيام العيد "
ولا تتغاضى عنه فى وقت صلاته
واقبل منه " المديح لك "
من وصايا الأب الفرعونى " انى " لابنه
" إنهم مثل أسرة البوربون فى الملكية الفرنسية ، لا ينسون شيئاً ولا يتعلمون شيئأ " جمال البنا
يقول شكرى عياد " عندما يكون عقل امتى فى خطر ، فلتذهب جميع الاشكال الفنية القصصية والروائية والمسرحية الى الجحيم ، ان الكتابة ليست هزلا .. الكتابة عمل خطير ، انها العقل والوجدان والروح تنسكب على الورق ، وقد أدرك أعداؤنا هذا منذ زمن طويل ، وتمكنوا من هزيمتنا فنيا وفكريا وسهل عليهم بعد ذلك أن يهزمونا عسكريا ، الهزيمة كانت انسانيا اولا ، لان الانسان هو من يقاتل وليس سلاحه ، الجزء المقاتل فى الانسان هو إرادته ، والكلمة الصادقة هى إرادة الانسان " 1 "
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل فى حياة الانسان ،ففيها تنمو قدراته وتتفتح مواهبه وتتكون شخصيته ، لذلك فان أى إستراتيجية للنهوض مما نحن فيه من صراع ضد الارهاب الأسود ، ستظل ناقصة طالما لا تجعل من الطفولة ضلع أساسيا فيه .
ولقد أجبرت الدول العربية " خاصة مصر " على دخول هذا الصراع ضد هذا الارهاب وظهر ووضح بما لا تخطئه العين دور التنشئة السياسية فى مرحلة الطفولة حتى أصبحوا الان هم رؤس الحربة لهذا الارهاب الذى نحياه ، فنرى شباب المدارس الثانوية والمراحل الأولى من الجامعات فى جامعة الازهر ، وعين شمس / وجامعة القاهرة ، والمنصورة وغيرها من الجامعات يخرجون على قواعد التظاهر السلمى بالحرق ، والتدمير ، وتحول المشهد الى شكل دموى .
والسؤال كيف تحول الامر الى هذا ؟
وما نريده ؟
وماذا يراد بنا ؟
أظن انه لا يخفى على أحد ، دور أدب الطفل ، ذلك الوعاء الذى يتضمن هذا الصراع ضد الارهاب الذى تشكل على يد جماعة الاخوان المسلمين منذ الأربعينات ، وترك الطفل لهم من قبل الدولة والأسرة ، ليكونوا قوامين على تنشئته ، فى الحضانة ، والمدارس ، والجامعات فكان هذا المنتج الارهابى لبعض الشباب والرجال والأطفال الذى نراه كل يوم فى جامعاتنا وشوارعنا ، ونتسائل جميعا عن الأسباب فى اندهاش ، دون المصارحة والكشف عن السبب الحقيقى ، وهو غياب دور أدب الطفل فى التنشئة ، وغياب جسر الثقة بين كتاب الطفل والصغار كما عبر عنها " ليف كاسيل " كاتب الطفل فى مؤتمر الكتاب السوفيت 15 – 25 كانون الاول 1954م عن هذه الثقة العميقة التى يثقها الأطفال بقصصيهم فيقول : " ان كاتبا من كتاب الطفل اذاع مرة قصة من خلال الراديو جاء فيه ان بطله يحتاج الى ثلاثة عشر روبلا ، وما ان انتهى من قصته ، حتى أخذت دار الاذاعة تتلقى المخاطبات التليفونية من الاطفال بتبرع كلا منهم بثلاثة عشر روبية ، ذلك ان أطفال الشعب لا يعتقدون ان كتابهم لا يكتبون الا الحقيقة" " 2 "
ان هذه الثقة من الأطفال بكتابهم تدل على حجم المسؤولية الملقاة على ‘كتاب الطفل فى هذه المرحلة الخطرة ضد الافكار الهدامة والإرهابية ، لتعبر عن روح الكفاح فى تلك الظروف الاجتماعية والسياسية
وانكفاء أدب الطفل لدينا على الحكايات الخيالية ، وبعض الفيتامينات للفكر ، وغاب بشكل واضح عن اذكاء الخيال ، والتزويد بالمعلومات العلمية ، والنظم السياسية ، والتقاليد الاجتماعية ، والعواطف الدينية ، والوطنية ،ومدهم بعادة التفكير المنظم ، ووصلهم بركب الحضارة من حولهم ، من الجدير بالذكر أن أدب الاطفال بكل بلسفته ، وفنونه ، ووسائطه يلعب دور ليس بالهين ، فى التوجيه السياسى الدولى والعالمى ، وربما علينا ان نعلم أن مركز " سبان " ومؤسسه المليونير اليهودى المصرى " حاييم صبان " المهاجر من بورسعيد فى أواخر الخمسينات وصاحب مؤسسة سينمائية للرسوم المتحركة ، والتى ابتكرت شخصيات " سلاحف الننيجا ترنلز " التى اشتهرت لدى الأطفال فى العالم ، ودرت عليه أرباح كبيرة استخدم بعضها فى تأسيس هذا المركز " مركز سبان " للعمل من اجل السلام بين العرب والاسرائيلين ، بل ان هذا المركز هو الضلع الثالث لمنتدى العالم الاسلامى ، الذى لعب دور ليس بالقليل للارتباط " البناء " بين أمريكا والاخوان المسلمين العالمية والذى سيجنى ثمارها فيما بعد جماعة الاخوان المسلمين فى مصر بالطبع " 4 " بوصولهم للحكم ووقف السياسة الامريكية فى أعلا مستوياتها فى خدمتهم .
كما أن الأدب بشكل عام ، وخاصة أدب الطفل ، هو مرأة صادقة لنفسية الشعوب ، والتعرف على اتجاهاته المستقبلية ، ونحن بحاجة الى دراسات جادة وملحة حتى نتبين الطريق .
ان تجربة " بير بنك " فى اقناع نبات الصبار بالتخلى عن أشواكه ، وذلك عن طريق الحوار تنير الطريق لأهمية أدب الطفل .
" بينما كنت أقوم بتجاربى لاستنبات صبار بدون أشواك ، كنت غالبا ما أتحدث الى النبات بهدف تعميق ذبذبات الحب بيننا .. كنت أقول له " ليس هناك ما يمكن أن تخاف منه .. لن تكوم محتاج لأشواكك الدفاعية هذه .. سأقوم بحمايتك "
وأغرب ما فى الموضوع أن نبات الصبار استجاب لنداءات " بير بنك "وتخلى عن أشواكه 3"" فهل نفلح فى نزع أشواك الصبار من الارهاب الذى يضرب الجامعات والعقول مثلما أفلح " بير بنك " مع نبات الصبار .
يقول .." وليم لامبرت " فى حديثه عن سيكولوجية الصراع بين الجماعات
" فنحن اذا عرفنا الكيفية التى تنشأ بها عادة الولاء تجاه الجماعة ، والاحساس بالافتخار بها على أساس أن جماعته هى افضل فى بعض النواحى من الجماعات المقارنة التى لا يرتبطون بها وسواء أكانت هذه المشاعر مبررة أم لا ، فان أعضاء الجماعة يتأثرون بها ، وحيث أن الافتخار بالجماعة غالبا ما يتدعم بالمقارنات السلبية مع الجماعات المشابهة ، فانه يصبح مصدرا ممكنا للتنازع والصراع كلما اتصلت الجماعات ببعضها البعض ، وفى الواقع فان الكثير من الصراع الذى نلاحظه بين الأحياء ، والجماعات الدينية ، والأمم على المشاعر المبالغ فيها بالافتخار بالجماعة " "5"
ويجدر بالذكر هنا حيث ان هذه الورقة البحثية تتعرض بشكل خاص عن أحد الأسباب الهامة فى انتشار العنف عند النشأ فى المدارس والجامعات ، على يد جماعة الاخوان المسلمين ومؤسسها
"حسن البنا" الذى طرح أهم مفهوم عند الجماعة للتنشئة السياسية " أن الفرد فى الجماعة " كالموتى أمام مغسلهم " ،ولهذا نعرض لبعض المفاهيم عن التنشئة السياسية اعتمادا على رسالة الماجستير "التربية السياسية فى أدب الطفل دراسة مقارنة بين مصر واسرائيل د. أسماء بيومى
Political Socialization التنشئة السياسية :
هى التلقين الرسمى والغير رسمى ، المخطط والغير مخطط للقيم والمعارف السياسية وذلك فى كل مراحل الحياة ويتضح من هذا التعريف ما يللى :
1 – ان عملية التنشئة السياسية هى عملية تلقين رسمى للقيم والمعارف السياسية حين تقوم بها الدولة ممثلة فى مؤسستها التربوية والاعلامية والاجتماعية .. الخ بما يخدم اهداف الدولة .
2 – انها عملية تلقين غير رسمى ، عندما تقوم بها مؤسسات خاصة بعيدة عن تخطيط الدولة ، وهذه المؤسسات قد تكون الاسرة ، والمدرسة الخاصة التى لا تشرف عليه الدولة وأدب الطفل .. الخ
3- وانها فى كلتا الحالتين الرسمية والغير الرسمية ، المخطط والغير المخطط ، عملية تبدأ من الطفولة وتستمر طوال الحياة .
حسب تعريف " جود " : التربية السياسية Political E DUCATION
هى تنمية وعى الناشئين بمشكلات الحكم والقدرة على المشاركة ، فى الحياة السياسية ، وتنمية ذلك بالوسائل المختلفة كالمناقشات غير الرسمية والمحاضرات والمشاركة فى النشاط السياسى .. ويتضح لنا من هذا التعريف ما يلى .
1 – انه يفترض وجود مناخ ديمقراطى يسمح بمناقشة ما يتعرض له الحكم من مشكلات .
2 – انه يؤكد على ايجابية الأفراد التى تبدوا من خلال حرصهم المناقشة فى الندوات والمشاركة فى الأنشطة السياسية ، بعكس تعريفات أخرى تناولت الأفراد كمتلقين سلبيين للتنشئة كما سبق .
وقد اعتمدنا فى هذه الورقة على التعريفات السابقة للتتنشئة السياسية ، والتربية السياسية فى محاولة لوضع أيدينا على بعض أسباب العنف من قبل أفراد جماعة الاخوان خاصة من هم فى مراحل الطفولة المتأخرة وربما ولو بمساهمة صغيرة ، حيث ان التربية السياسية فى أدب الأطفال تكون بمثاب الفناء الخلفى لهذا الصراع الدموى ، وسواء كان بحضوره ، أو بتغييبه عامدا متعمدا فى مرحلة ما ، ليتسع المجال أمام أحادية فكرية لتنتشر كالنار فى الهشيم ، فى كل أنحاء مصر من مدنها وقراها ونجوعها ، دون مقاومة تذكر من قبل ‘كتاب الطفل – اللهم الا محاولات فردية وخاصة – تاركين المجال مرغمين أو مد جنين فى مؤسسات الدولة فى عهد وزير الثقافة الأسبق " فاروق حسنى " وجماعته التى ظلت تحتكر صناعة الثقافة فى مصر اكثر من عشرين عام .
ولا يفوتنا تردى الأوضاع الاقتصادية بشكل مزرى ، من بيع القطاع العام ونهبه ، الى تخلى الدولة عن دورها الخدمى الجاد والحقيقى خاصة التعليم والصحة ، بمنهج تلفيقى أو بطريق" كأن "حسب قول الأستاذ هيكل " كأن هناك تعليم أو صحة أو خلافه ، وحلت جماعة الاخوان المسلمين لتحتل دور الدولة بأموالها التى لا نعرف مصدرها منذ أوائل الثمانينات ، فاحتكرت التعليم الأولى منذ الحضانة بدعوة تعليم المدارس الدينية ، وفى ظل غياب الأزهر الشريف وأوضاعه المتردية مثله كمثل كل مؤسسات الدولة ، والذى سيضعون فيه بعد ذلك أعوانهم ليتآخون ويساهم بقدر ليس ضئيل فى انتشار فكرهم الدموى ، ثم يكون هناك تعليم موازى ، وصحة موازية ، وتقريبا دولة موازية للدولة حسب ما عرفناه وشاهدناه فى عام حكمهم النهضوى ، وكان قد سبق لنا أن شاهدنا فى انتخابات عام 1995 حشود تخرج لانتخابهم فى دورة 88 نائب ، أطلق عليهم أحد الاصدقاء " يأجوج ومأجوج " لحشدهم الكبير مع شدة فقرهم واستغلاله من طرفهم حسب نظرية ، من لا يملك قوته لا يملك قراره .. وتحضرنى قصة أطفال للكاتب غسان كنفانى اسمها " المنزلق " تعبر عن هذا الأمر وحضور أدب الطفل الحقيقى للازمات ومعبرا عنها .
وقف الطفل فى الفصل يحكى قصة أبيه على مشهد من زملائه ، وأستاذه فقال :
" كان ابى رجلا طيبا ، يعمل اسكافيا ، وكان دكانه ، عبارة عن صندوق من الخشب والصفيح ، والورق المقوى ، ولم تكن تسع الا له ، ولعدد من المسامير ، والأحذية والسنديان ، وفيما عاد ذلك ، لم يكن متسع لذبابه ،
كان الصندوق هذا موضوعاً على المنحدر هضبة يعلوها قصر رجل غنيّ , و لم يكن بوسع أي انسان أن يكتشف وجود هذا الصندوق إذا بحث عنه من شرفة قصر الرجل الغنيّ . ذلك أن الحشائش كانت قد نبتت فوق سطحه التَربة , و لذلك فإن أبي لم يكن يخاف من أن يكتشف صاحب القصر مخبأه فيُطرد , صاحب القصر لم يكن ينزل من قصره أبداً , كان الخدم يقومون بإيصال كل ما يشتهيه إلى قصره , و قد اتفق أولئك مع أبي على أن يكتموا السرّ عن مخدومهم مقابل أن يصلح لهم أحذيتهم مجاناً ! .
و ذات يوم وصلت شهرته إلى صاحب القصر الذي كان يطلّ فوق دكانه الصغيرة ,
فأرسل له بكل ما لديه من الأحذية العتيقة ليصلحها و يعيدها جديدة مرة ً أخرى . لقد اشتغلَ جميع الخَدم في نقل تلك الأحذية
إلى الدكان الصغيرة لمدة يومين كاملين , و حينما انتهوا من نقلها كان والدي قد اختنق تحت أكوامها , فالدكان الصغيرة لا .. لا تتسع لكل تلك الاحذية
وضع المدير إبهامه في جيب صدّارته , و فكر قليلاً ثم قال :
- هذا طفل مجنون , يجب أن نرسله إلى مدرسة أخرى .
قال الطفل :
و لكنني لستُ مجنوناً , اذهب إلى قصر الرجل الغنيّ و انظر إلى أحذيته فستجد عليها اطرافاً من لحم أبي , بل ربما تجد عينيه وأنفه فى نعل حذاء ما .. اذهب الى هناك .. اذهب . .
ولعلنا لحظنا فى هذه القصة تصور التفاوت الطبقى لهذه الفئات المطحونة ، والتى تركت نهبا لأفكار بعينها ، وترى هذه الدراسة أن هذا الشعور الحاد بالفوارق الطبقية ، سوف يشكل أحد التحديات الكبرى لكل حكومات الثورة ، بالإضافة الى الاستسلام التام عند هذه الطبقات لكل ما يخص الدين والتدين للشعب المصرى
، والتى استغلتها جماعة " حسن البنا " استغلال أمثل منذ نشأتها ِ ، ويتضح هذا فى استراتيجيته التى أفصح عنها فى محاضرته عام 1927 أمام جمعية الشبان المسلمين والتى يقول فيها ضاربا التعددية والديمقراطية عرض الحائط .
غاية التربية التي نرجوها لأمتنا
"يجب أن نحدد غايتنا من تربية النشء تحديدا دقيقا واضحا حتى يمكننا معرفة الوسائل المؤدية إلى هذه الغاية وما لم نحدد الغاية فإننا نسير بالأمة على غير هدى .. ويجب أن تكون هذه الغاية شاملة ومشتركة مرضية حتى تتوجه إليها الأمة كتلة واحدة فإن تعدد الغايات في الأمة الناشئة وبخاصة في بدء نهوضها يؤدي إلى تفريق القوى وتوزيع الجهود ، فلا تصل الأمة إلى القصد إلا بعناء وبعد زمن"
ويركز " حسن البنا " الارهابى الاول كما يطلق عليه " ثروت الخرباوى " على وسائل التربية ، ويطلق عليها وسائل التربية الاسلامية وهى " البيت ، والمدرسة ، والبيئة ، ولا يترك شئ دون رسم خطته ، فلا يوجد لديه ولا يترك أى مساحة ابداعية للنشئ ، أو للأخر .
البيت عند حسن البنا هو البيت الاسلامى من وجهة نظره.. يقول فى محاضرته " حسن اختيار والدي الناشئ المسلم ، فالأب لابد وأن يكون صالحا ، تقيا ، غيورا على دينه. والأم يجب أن تكون ذات خلق كريم و حياء و دين " وان كان المنزل له الأثر الكبير فى تربية النشئ عنده ، فحتما تكون المرأة لها أهمية كبرى ، ويجب أن تأخذ قدر كافى من التعليم ، ولكن من وجهة نظره أيضا .. فيقول " أولا ـ ترقية تعليم المرأة عندنا وتزويدها في المدارس بالقدر الوافر من الدين والخلق وإفساح المجال في مناهج دراسة البنات للبحوث البيتية وتراجم فضليات النساء اللاتي كن مضرب المثل في الخلق الفاضل في زمنهم كنسيبة بنت كعب" .. الخ ، فيجب ان يكون تعليمها فى البحوث البيتية وتراجم فضليات النساء لتلقنها الى اولادها ، بل ولا يترك للام حتى حرية الغناء لطفلها فى المهد، ولكن يلقنها ما تقول " وحري بمَن يسمع في مهده- لأول عهده بالحياة ترنيمة أمه :
ثكلتُ نفسي وثكلتُ بكري
إن لم يَسُدْ فِهراً وغيرَ فِهْرِ
بالـحَسَبِ العَدِّ وبذلِ الوَفْرِ
حتى يُوَارَى في ضَرِيحِ القَبْرِ
أما عن منع الكتب والمجلات الثقافية بدعوى أنها " ماجنة " فحدث ولا حرج ، وقد علمنا بالفعل أن شباب الجماعة وأشبالها لا يقرؤن الا ما يسمح به من قبل مسئول الأسرة و، والذى من الممكن أن يكون عاملا أو ترزيا ليس له أى معرفة بالثقافة أو الفن .
وحتى لا أطيل عليكم فالمحاضرة فى جملتها تركز على قيم تبدو إنها ايجابية ، ولكنها فى المقابل تنفى الأخر بكل أشكاله ، وتهمشه ، وفى نهاية الأمر تدفع الى العنف والقتل لكل ماهو ليس فى صالح جماعته ، أليس هو القائل فى فتوى له .
«من يقعد من الإخوان عن التضحية مع هذه الكتائب فهو آثم».
وتتبعت هذه الدراسة مجموعة من القيم التى بثتها جماعة الاخوان المسلمين بشكل عام على المجتمع ، وبشكل خاص على الطفل بمراحله المختلفة ، مستغلة حالة التجريف والفقر به ، لنرى ماهو عليه الان من من عنف وقتل ، بعد سيطرة أعضائها من المعلمين والمعلمات لدرجة قص شعر تلميذتين بالابتدائى بالأقصر من قبل معلمه منتقبة لعدم ارتدائهما الحجاب ، وأخرى بالإسكندرية قصت شعر طفل فى الخضانه عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لعن الله المتشبهين بالنساء " وكلا الحادثتين تندرج تحت استخدام العنف ضد الأخر ، علاوه على نشر قيم التكفيرية بمفاهيم " بنى علمان " وغيرها التى التى سادت المجتمع خلال العشرة سنوات الأخيرة ، بالاضافة الى ما شهدناه من فض اعتصام الاتحادية من قبل ملشيات الاخوان التى تربت وتدربت فى المدارس والجامعات ومشهد " جبنه نستو يامعفنين " بدلالاته النفسية التى نشؤا عليها بمفهوم السمع والطاعة طوال السنوات الأخيرة ، ثم العمل على طرد قيم الامن القومى والوطنية مقابل التنشئة على دولة الخلافة و " طظ فى مصر " .. هذا ما أريد ينا .
أما ما نريده .. هو إعادة ارتباط الطفل وثقته " ب‘كتاب الطفل " المستنيرين والمثقفين من خلال الكتاب وبرامج الراديو الذى عاد بقوى فى الدول المتقدمة ليلعب دور هام فى قضايا المحتمع وخاصة الطفل ، وهناك جيل كامل ارتبط ببرامج الراديو من خلال برنامج " لعبة وحدوته " للرائدة أبلة فضيلة ، وايضا برامج التلفزيون التى انحصر بها برامج الطفل أمام برامج الطبخ وغيرها من برامج التسلية ، ونكاد لانرى برنامج واحد على قنواتنا الفضائية الخاصة واسعة الانتشار تهتم بقضايا الطفل رغم ما نشاهده من مأساة على طول الشارع المصرى ، ولا يفوتنا دور وزارة الشباب والثقافة والتربية والتعليم التى تتجاهل حسب قول الكاتب " أحمد طوسون " الاهتمام بأدب الطفل ولا تقرر ضمن مقرراتها فى مرحلتى رياض الاطفال والمرحلة الابتدائية كتابا من كتب أداب الطفل "."6"
انه من الصعب وغير المقبول تصور أن السفينة كانت تسير ومن عليها من الأدباء يغطون فى النوم حتى اذا ماصطدمت بكتل الجليد العائمة ، واستيقظ من فيها اثر الارتطام القوى ليستطلعوا ماحدث فيجيبهم القبطان أن السفينة على وشك الغرق .
المراجع :
1- شكرى عياد من القصة الى المقالة – مجلة ادب ونقد
2- هادى نعمان العيتى – ادب الطفل فلسفته ، فنونه ، وسائطه – سلسلة الالف كتاب ص 111
3- راجى عنايات – النبات يحب ويتكلم ويقرأ افكار البشر – دار الشروق 1984 ص 54
4- عبد العظيم حماد – الوحى الامريكى – قصة الارتباط " البناء "بيا امريكا والاخوان ص 134
5- وليم و . لا مبرت علم النفس الاجتماعى – دار الشروق – ترجمة سلوى الملا – ص 206
6- مؤتمر أدباء الفيوم – أدب الطفل – سؤال الهوية والابداع – الفيوم 25 مارس 2009 ص 65



#عماد_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد هلال - التنشئة السياسية للأطفال