أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث21 إلى 26من 50















المزيد.....


خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث21 إلى 26من 50


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 14:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (41).

الإنسان أبدع فكرة الإله لتفى إحتياجاته النفسية والوجدانية والمعرفية ,وليعبر بها دوائر الغموض والألم والحيرة من وجود غير معتنى فكانت الفكرة تعبيراً حقيقياً عن تلك الإحتياجات تبغى ملاذ وراحة وأمان فى عالم مادى يقذف بقسوته .
تتمدد الفكرة لتتسلل وتستوعب كل مفردات الجهل الإنساني وليتماهى الإنسان فيها ليرفع سقوف أوهامه حداً يصل منح الفكرة حالة من الإستقلالية والوجود بالرغم أنها فكرة كل صورها ومفرداتها وبنائها جاء من الدماغ .!
سيكون نهجنا فى تفنيد وجود إله من المعطيات والفرضيات التى تساق عنه فمنها سنحظى على التناقض الذى ينفى وجوده فلن يكون لنا تصور خاص ننقد على أساسه خارج معطيات فكرة الله بل من أحشاءها ومكوناتها وفرضياتها ومفرداتها ذاتها , كما سنتطرق فى نهاية هذه المجموعة إلى تفنيد حجج الدينيين المتهافته عن وجود إله.
قدمت حتى الآن جزأين :
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446913
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6 إلى 20 من50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=447489
وبإسم العقل نقدم الجزء الثالث
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث 21 إلى 26 من 50.

*21- الله العليم ذو العلم المطلق .
- يُقال أن صفة المعرفة الكلية هى من صفات الله التى تتميز بالإطلاق والأزلية والأبدية واللانهائية ومنها يعلم الله كل الغيب وما كان وما سيكون أى يدرك كل خطواتك وهمساتك وحركاتك قبل أن تكون ولكن هناك إشكالية تنفى زعم المعرفة والعلم المطلق فهى لابد أن تكون مرتبطة بوجود صيرورة أحداث متتالية لا نهائية بالضرورة حتى تلاحقها فإذا إنتفى وجود الحدث الممتد بفعله وحراكه من اللانهاية إلى المالانهاية ستنتفى بالضرورة المعرفة الإلهية المطلقة ,فالإطلاق واللامحدودية فى المعرفة تعنى أن الأحداث أزلية سرمدية لتواكبها وتلاحقها المعرفة المطلقة بإدراكها بينما الإنسان له بدايات ونهايات محددة , لذا فالمعرفة الإلهية ستنتهى عند بدايات ونهايات وجود مسلسل الإنسان , ومن هنا لن يكون هناك نبع مستمر غير محدود للأحداث تتفعل فيها قدرات الإله ذو العلم المطلق فقد إبتدى وانتهى الوجود الإنسانى والحياة لتتوقف معلومات الإله عند البدايات والنهايات بإنعدام الأحداث التى يلاحقها الله بعلمه ,وهذا يسرى أيضاً على ما قبل خلق الكون حينما كان الله وحيداً فريداً ,فالمدة اللانهائية من أزليته إلى خلق الوجود والملائكة كانت عدم بلا أحداث أى لم يوجد عند الله أحداث ليدركها ومن هنا تتبدد مقولة العلم المطلق .
- بمعنى آخر كون الله بكل شئ عليم يعنى أن معرفته مطلقة لا نهائية وهذه مقولة غير صحيحة لأنها تعنى أن المعرفة كاملة لا يوجد بها جهل أو مساحات مجهولة فارغة ,فوجود مساحات فارغة تعنى أن المعرفة غير مطلقة وهذا حادث بالفعل وفق أن الإله كان منذ الأزل وحيداً متفرداً بدون خلق أى توجد مساحات هائلة لا نهائية فارغة بدون معرفة بحكم عدم وجود خلق وأحداث ليعلمها .
- هناك نقطة غريبة وعبثية فى قضية المعرفة الكلية المطلقة ,فالله يعلم أن هذا الإنسان سيعصاه ويكفر أو يمارس الشرور ليكون مصيره جهنم الساعة 5م يوم 17 -6-3045 ورغم ذلك يُصر الله على خلقه !! .. ليكون من حقنا أن نتحدث فى هذا الإدعاء المتهافت الذى يقول بأن الله خلق الإنسان حراً ونسأل سؤال واضح ومباشر هل يمكن لحرية وإرادة الإنسان أن تخالف علم الإله وقدره..وقبل ان نجاوب فلنقرأ هذه الآيات:( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة51 (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ ولا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نبرَأَهَا إِنَّ ذَلكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )الحديد22- وقال المسيح : ( ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه ) وهذا يعنى ان المعرفة الكلية تقود إلى جبرية الإنسان حتماً لتنفى حريته فلو خالف الإنسان بسلوكه علم الله فستسقط معرفة الله الكلية وما خطه فى كتابه المحفوظ وبذا تتبدد ألوهيته ,لذا لكى لا تختل المعرفة والمشيئة والأقدار الإلهية لابد أن يساق إلى الفعل المدون وبذا دخلنا فى الجبرية وعبثية حراك الانسان , ,فالجبرية تتحقق من برمجة الإنسان مع ما هو مُرتب ومُقدر ومَعلوم ليخطو فيما رُتب له رغماً عن أنفه فلا يشذ عنه لتطغى بذلك صفة العلم المطلق على صفة العدل والحكمة فتدمرهما ,وبذا لن يكون هناك أى ذرة عدل أو حكمة فى ظل وجود الجبرية و مشاهد محسومة ومقررة سلفاً بحزم ,أما العبثية فستغمر كل المشهد لتصفعنا بسؤال لما كل هذه الجلبة وذاك العبث طالما السيناريو معلوم سلفاً لن يتغير فهل الله يعشق مشاهدة الأفلام المعادة ,وتزداد العبثية عندما يروج لمقولة الإله الغير محتاج للإختبار كونه فى حالة من الغنى والكمال وعدم الحاجة مُستغنياً عن الإنسان والوجود بأكمله .
-كون الله يعلم وعلمه أزلى أى يعلم الحدث قبل وقوعه فلا تكون هذه المعرفة قبل الحدث بيوم أو شهر أو سنه أو مليون سنه لذا يدخل أى حدث بكل تفاصيله فى معرفة الله منذ الأزل لا تفارقه أى فى ذات وطبيعة الله مُدمجة فيه لا تفارقه لأن قدم أى معلومة ولو كانت من مليون سنه ستجعلها مُستحدثة وفقا لمفهوم المطلق والأزلى ,وطالما لا يحق لنا أن نقول أن الله له بداية فهذا يعنى أن قبلتى لبنت الجيران التى جاءت فى مراهقتى موجودة فى ذات الله لا تنفصل عنه فى طبيعته وذاته وكينونته ,أى أن الوجود الإلهى يختل بدون مشهد القبلة..عليك أن تتأمل هذا .!
أن يكون للإله معرفة ومشيئة مطلقة فستنفى حرية الإنسان وتجلب الجبرية وطالما نحن لنا حرية فلا يوجد إله مطلق .

*22- الله الحكيم -جدوى علم الغيب .
( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) الأنعام59 -( أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم محصاة )متى30:10.-( شعرة واحدة من رؤوسكم لا تسقط فلا تخافوا.انتم افضل من عصافير كثيرة )متى30:11. آيات تثبت علم الله المطلق الكامل ,ولكن ما معنى ,وما جدوى معرفة سقوط كل ورقة من تريليونات المليارات من أوراق الشجر ليعلم الله مكان وزمن سقوطها وكذلك كل حبه و تمره ويابس لتكون مَعلومه ومُدونة فى كتاب مبين , وما معنى أن مليارات الرؤوس مُحصاة عدد شعورها فلا تسقط شعرة أو تشيب إلا بإذنه وعلمة ؟!! ..ألا يحق أن تتصدر الدهشة لمن يمتلك أى خاصية للإندهاش من تلك المعرفة التى لا تزيد عن قرص مدمج c.d تُحصى فيه عدد أوراق الشجر وشعور الرأس ..ولنا ان نسأل ثانية : ما أهمية المعرفة هذه بالنسبة للإله ذاته وماذا يفيده معرفة تاريخ وزمن سقوط كل ورقة شجر من تريليونات المليارات التى سقطت على الأرض وعدد الشعور فى الرأس , فالمعرفة هنا أرشيفية عبثية لا تفيد وبلا أى معنى ولن تقدم شيئاً سوى العبث .. فعل بلا جدوى ولا معنى يعنى فعل عابث عشوائى بلا عقل كحال الطبيعة .

*23- الله والعرش .
- الله لديه عرش ويستوي عليه ,وعرش الإله يحمله ثمانية يعنى هذا أن الله محدود فى المكان فهو يجلس على عرش محدد الأبعاد كذلك له مقعدة يجلس بها على العرش لتقع هذه الصورة فى التشخيص الفج لتحرج من يتفوه بغير المحدود ولكننا لن نجد صعوبة فى إدراك جذور هذه الصورة فهى نتاج فكر عفوى لإنسان قديم متصوراً إلهه كالملوك والسلاطين الذين يحمل عروشهم مجموعة من العبيد الأشداء .
- دعونا نتأمل الله والعرش من منظور آخر فهل العرش قبل الإله أم مع الإله منذ الأزل أم بعد الإله.. لاشك أن أصحاب الفكر الدينى سيرفضون فكرة وجود العرش قبل أو مع الإله ليقال أن العرش جاء لاحقاً و ليس مرافقاً لأزلية الله أو سابقاً له , وهنا نعتبر العرش حَادث وهذا يعنى أن الله عاش دهوراً سحيقة بدون عرش ..أى تواجد بدون الحاجة لعرش ليقرر أن ينشأ عرش فمعنى ذلك أنه إحتاج إليه ولديه غاية كى يكتمل ملكه وصولجانه أو لكى يستريح فوظيفة الكرسى الجلوس والراحة أو قد يكون فى حاجة إلى الأبهة ولكن الإله الكامل يُفترض فيه أنه غير محتاج للإستواء والراحة والأبهة فلا يعتريه التعب باحثاً عن الراحة ولا يحتاج لمن يعظمه ولا ممارسة عظمته لتبدد قصة العرش والكرسى الكمال والألوهية.
- يكون العرش والكرسى فى علم الله المطلق ليحين لحظة محددة لبناء العرش وهذا ينطبق أيضا على خلق الكون فكل الأشياء فى علم الله المطلق وفى أوقات محددة لنقول هنا لماذا جاء ميقات خلق العرش والكون فى لحظة معينة لم تسبقها أو لم تأتى بعدها؟! .. سيقول لنا أحدهم ساخراً أنه لو جاء فى لحظة مغايرة ستقول أيضاً لماذا خلق فى هذه اللحظة ؟!.. بالطبع لا يكون سؤالنا بهذه السذاجة بل يعتنى بأن الخلق جاء مناسباً للحظة معينة لها ظروفها الخاصة التى حتمت الخلق فى تلك اللحظة دون غيرها وهذا يعنى أن الله يخضع لملابسات اللحظة وظروفها التى تجعل هذه اللحظة مناسبة للخلق وأخرى غير مناسبة..لو حاولت أن تنفى تميز هذه اللحظة وعدم خضوع الرب لظروف وملابسات وتوازنات أجبرته على إختيارها بإعتبار كل اللحظات متساوية وغير مؤثرة لدى الله فهنا دخلنا فى العشوائية والعبثية وإفتقد الإله للنظام والعقل وهذا ما يلفظه المؤمنين .!
- هناك نقطة أخرى فى مشهد الملائكة الثمانية التى تحمل العرش فهذا يعنى أن الله خاضع لقانون الجاذبية لا يستطيع ان يكسره أو يحيد عنه فهو بحاجة للملائكة لتحمل العرش وترفعه من السقوط لأسفل وهذا يعنى أن الإله خاضع لقانون المادة لا يستطيع الفكاك منه وتجاوزه لذا إستعان بالملائكة على الحمل وكونه لا حيلة له أمام قانون المادة فسيؤدى هذا إلى نفى وسخافة فكرة الإله الخالق المهيمن .
- الإنسان أبدع فكرة العرش والكرسى فهو لم يتصور إلهه بدون عرش فكما يرى الملوك اصحاب عروش فكيف يكون صاحب العظمة والجلال بدون .. ولكن الإله الواحد المُتفرد الكامل من المُفترض أنه ليس فى حاجة لعرش يُثبت عظمته أو يستريح فهو عظيم كامل لا ينتظر إستحقاقات من أحد .. ثم هل نسينا مقولة أنه روح غير محدودة فما علاقتها بالعرش والكرسى .!

*24 - الله والنظام .
- عقليا ومنطقيا لا يخرج الوجود عن أربعة إحتمالات لا خامس لهم إما وجود نظامى , أو عشوائى , أو نظامى يحتوى على فوضى , أو عشوائى يحتوى على نظام فأى وجود هو الصحيح .؟! ويمكن صياغتها بإحتملات أخرى تقاربها لو قلنا هل الوجود نظامى أم عشوائى أم يسير إلى نظام .؟!
لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية تثقب عيوننا , ولو قلنا عشوائياً فنحن نرى حالات نراها نظام , هل هو نظام يحتوى على عشوائية فهذا مرفوض أيضا , فالنظام وجود لن يستثنى فلا ينتج إلا نظام بينما العشوائية يمكن أن تتحمل نظام لأن من إحتمالاتها النظام فلو ألقينا 5 مكعبات فيمكن أن تحصل بعد عدة رميات منهم على نفس رقم سته للمكعبات الخمسة بغض النظر عما بذلته من محاولات .
- لو أسقطنا هذه الأسئلة على الإله تحت دعوة أنه المُنظم وقلنا أن الله نظم الكون فى المطلق فالفوضى والعشوائية واللانظام ماثلة امامنا , ولو قلنا انه وجود عشوائى فقد إنتفى وجود الإله ,ولو قلنا انه نظام يحتوى على عشوائية أو فوضى تسير لنظام فهنا تنفى وجود الإله أيضا فهو عاجز أمام وجود أشياء عشوائية خارج سيطرته ونظامه وهيمنته ليناضل من أجل ان يسيطر عليها ويضعها فى نظام .
- لو تسايرنا مع مقولة لكل مخلوق من خالق فهى تُعبر عن نظام ناقص يكتمل بوجود خالق لهذا المخلوق ,فالخالق هنا وسيلة لإكتمال النظام ,أى ان الله جزء من منظومة معينة لا فكاك منها فهو جزء فيها كخالق وهناك جزء مخلوق,,فهل الإله جزء من نظام خاضع له ؟!
- سنستفيض فى تفنيد حجة المُنظم العاقل فهى حجة المؤمنين المتبقية فى مقال لاحق من هذه السلسلة ,كما لن نكتفى هنا بحجة تبيان تهافت وجود إله لنقول أننا فى وجود عشوائى أنتج صيغ أطلقنا عليها نظام ومانشاهدة من نظام هو فقط مستوي قياسنا وفقاً لزماننا ومكاننا ، فهذا النظام وليد حالة عشوائية تامة , فتفاعل المادة مع بعضها هو تكون مشهد نظامى فى لحظة زمكانية.
- النظام رصدنا لتكرار التوازن فى الزمن ..لذا لا يوجد شئ إسمه توازن فى المطلق فيستحيل أن تستمر معادلة التوازن ثابتة بل الحالة التوازنية يستحيل لها أن تتطابق إذن لا يوجد نظام فى المطلق .
- عندما نقول أن الكون مُصمم ومُنظم فهو تعبير ينم عن خلل كبير وتعسف فى الحكم لا يوجد ما يبرره ,فالقول بأن الكون مُنظم ومُصمم لا يخرج عن إطار فكر تقييمى نسبى كما ذكرنا ويفضح هذا التوصيف أننا لم نرى أكوان أخرى حتى نحكم على كوننا بتميز التصميم فإدراكنا للتوصيف والتقييم لا يأتى إلا بوجود الضد حتى تتولد المقارنه ويتحقق التوصيف , فأنت لا تستطيع أن تقول عن إنسان كريم إلا بوجود إنسان آخر بخيل حتى تتحدد هوية الكرم لذا لا نستطيع قول كون منظم إلا بوجود أكوان عشوائية حاضرة .ولو تواجدت الأكوان الأخرى العشوائية فيجب ان نقارن كوننا بها لتبيان الفروق فإذا كان الوجود له مصمم واحد فهنا سيسقط عنه الحكمة ودقة الصنعة فهو صمم كون بنظام والباقى بلا نظام .
- نحن فى وجود عشوائى لا غاية فيه ولا معنى لنخلق نحن نظامه ومعناه .فلتنظر لشئ شائع فى وجودنا يمثل حجر الزاوية لوعينا وتطورنا وحضارتنا وهى اللغة فستجد أى لغة عبارة عن كلمات ,والكلمات ذات حروف متلاصقة عشوائية بذبذبات عشوائية قمنا بلصقها مع بعضها بشكل عشوائى لننتج كلمة نمنحها معنى ودلالة , فالحروف المتشابكة ليس لها أى بناء أو تنظيم بل النظام والبناء جاء من الإنسان الذى اتفق على تشابك حروف بشكل عشوائى ليعطى له معنى ودلاله معينة .. فيمكن لأى انسان أن يشبك مجموعة مختلفة من الحروف ,وهذا ما يحدث بالفعل من اختيار أسماء للمعدات والأجهزة والأدوية ولكن هذا التشبيك العشوائى نترجمه لدلالة ومعنى معين حتى تكون شفرة بيننا بإدراك ماهيتها .. يهمنا التركيز أن أى كلمة لغوية يمكن ان تكون بأى حروف أخرى , أى أننا أخذنا من الوجود العشوائية وانتجنا منها نظام وعليه تكون الكتابات المقدسة وغير المقدسة هى لغتنا ورموزنا وما إتفقنا عليه من مصطلحات وذبذبات .

*25 -الله كمجيب للدعاء
- (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ) البقرة186( وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُه )يوحنا 14:13,14(وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ ). لوقا 11:9,10- الله مُجيب الدعاء وكل من يسأل يُعطيه ولكن الفقراء والتعساء لم يعد يطلبون منه شيئا بعدما يأسوا من تغيير أوضاعهم من الدعاء بالرغم أن الله يؤكد أنه مُجيب الدعاء, فقد تكون فنجرة بق من المُبدع الإنسانى لجذب المستضعفين بمداعبة أحلامهم ولكنها لم يظهر لها جدوى مُحققة. !
مُبدع فكرة الله مُجيب الدعاء تهور فى نصوص كثيرة وصريحة بالكتب المقدسة, فالبشر يرفعون دعاءهم فلا يستجاب لهم بالرغم أن النصوص صريحة وجادة ومن المُفترض أن الله أصدق الواعدين بل يُمكن إعتبار أن تحقيقه لدعاء المؤمنين دليل وحجة قوية أمام الذين يتشككون فى وجوده فهو هنا فاعل وحاضر .
- فكرة الدعاء تجلب التناقض فإذا حقق لله الدعاء فقد حقق ألوهيته كمُجيب ولكنه وقع تحت إرادة ورغبات البشر لتكون إستجابته ومشيئته رهينة برغبات وإرادة الإنسان فلا تكون إرادة ومشيئة حرة من الله فهى تجعله بمثابة مصباح علاء الدين هذا إذا تصورنا أنه صادق فى كونه مُجيب محققاً لها على الدوام .
- تأتى نقطة أخرى أكثر خطورة فى أن إستجابة الدعاء هو إفساد لكل المُقدرات والمُخططات الإلهية ,فالإنسان الداعى قد يطلب طلبات خارج ما قدره الله وخَططه وهذا يعنى أن الإله فى مأزق فإما أنه فوجئ فلم يكن هذا فى حسبانه ,وإما يستجيب للدعاء فسيفسد علمه الإلهى ويَحيد عن مقدراته وخططه وهذا سيفقده ألوهيته أو لا يستجيب فيفقده صفة الداعى المُجيب لدعوة الداع إذا دعاه .
- إذا كان الله مجيب الدعوات ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى ) - ( وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ ). مرقس 11:24- فالمفترض أن الله يعلم منذ الأزل كل الأحداث والمصائر والأقدار والمشاهد والأرزاق ,فإذا قدر للإنسان أن يموت بمرض معين فمهما تضرع الإنسان ورفع الصلوات والدعوات أن يشفيه فلن يُستجاب له وسيموت بالمرض حسب ما مُدون فى مدوناته . إذن الدعاء لا يغير من الأحداث فالأمور تسير بشكل صارم وفق علم لله المطلق وما سطره فى كتبه ومدوناته لتسقط صفة المجيب سقوطاً ذريعاً فلا يكون لها أى معنى ,فسواء دعوت أو لم تدع فالمُقدر والمُرتب والمُدون سيتحقق ولن يتبدل .أى سواء دعوت الله أن يلبى لك حاجة أو لم تدعوه فالأمور سيان فلن يتحقق إلا قدره ومراده فهل نقول: أهى عبثية إيمان أم عبثية فكرة .
- إذا فعلنا صفة الله مُجيب الدعاء سنجدها تنسف العلم المطلق , فالداعيّ إذا طلب مخالفاً لما مُدون فى علم الله منذ الأزل فلو إستجاب له الله فستنسف علمه المُطلق لوقوعه تحت تأثير الدعاء ,فالله لم يدرك أنه سيعدل من قراره ,فمشهد التراجع هذا جاء مخالفاً لما مدون منذ الأزل فى ذاكرة الله المعرفية ..هذا يقودنا أن الله ليس حراً ذو مشيئة بعكس ما يتصور المؤمنين به ,فنحن أمام إله مُسير فى أفعاله وفقا لما مُدون فى كتابه فلا يستطيع أن يحيد عنه فلو حاد عنه تبددت صفة العلم المطلق ومشيئته وأقداره ولم يعد لها وجود.

*26- الله و مستقبله .
- إذا قلنا الله يعلم الغيب ومستقبل الإنسان وما سيؤول إليه فبديهى أن يعلم الله مستقبله وغيبه فليس من المعقول أن يعلم مستقبل كل إنسان ولا يعرف مستقبله ولكن هذا يقودنا إلى أن الله كيان مُسير مُبرمج فاقد الحرية والمشيئة ,فمعرفة الله لمستقبله يعنى إدراكه لكل الخطوات التى سينجزها مستقبلاً فلا يستطيع أن يحيد عنها لأنه لو حاد وعَدل فى مستقبله فهنا سيكون بالفعل حقق الإرادة والحرية والمشيئة ولكن سينسف معرفته المطلقة وقدرته ,فمعرفته عجزت عن إدراك ما سيُستجد من أحداث إستدعت التعديل لذا فإرادة الله محكومة بما هو مُدون فى لوحه المحفوظ لا يستطيع تعديله وإلا فقد قدراته كصاحب معرفة مطلقة أزلية أبدية وليفقد حينها بالضرورة صفة القادر على الإتيان بفعل حر.!
-هناك توثيق إضافى , فالحدث المستقبلى بالنسبة لله يعنى موقف من مشهد محدد بتفاعلاته ليكون الله موقف منها فى ضمن ذاكرته وقاموس معرفته الكلية وأى تغيير فى إرادة الله فى المستقبل يعنى تغير ملابسات الحدث وهذا يجعل للأحداث استقلالية خاصة بها وتؤثر على الله , فلو نفيت هذا بإعتبار أن الله صاحب الأحداث وخالقها والمتحكم فيها فهنا سيحقق الله معرفتة الكلية ولكن سينسف ويبدد فى الوقت ذاته إرادته ومشيئته وحريته فلن تكون واردة على الإطلاق ومن هنا نقول أن الله مُبرمج على ما يعلمه فلا جديد بحياته سوى مراقبة الأحداث المستقبلية مع ما هو مُدون فى معرفته الكلية .!
-إختيارنا لفرضية أن الله حر قادر على تغيير الحدث فى المستقبل فهذا ينال من فكرة الألوهية لأنه يعنى أن الله وقع تحت تأثير الأحداث ليمارس رد الفعل بإختيار حل مغاير لما يعلمه وفقاً لتأثير الظرف المُستحدثة المُستقلة عنه.
- هناك إشكالية أخرى فى مسألة معرفة الإله لمستقبله أن المعرفة هنا أرشيفية أى مجموعة معلومات سيسلكها بدون أن تكون لديه إرادة فى تشكيلها لاحقاً فأتصور أن هذا لن يلغى ألوهيته فحسب بل عقلانيته ,فالمفترض أن الله يعلم مستقبله وفقا لرؤى منهجية منظمة ذات خطوات ليكون خاضعاً هكذا لقوانين ومنطق ونظام صارم يرتب على أساسه سيناريوهات مستقبله فلا يحيد عنه أى هو خاضع لنظام إما مفروض عليه فتنسف بهذا ألوهيته , أو كانت من نظام ذاتى فسيكون هذا النظام إطار حديدى يحدد حرية الإله ومشيئته وتشل قدراته المطلقة .
- يوجد مشهد جانبى فى تلك النقطة المثارة عن العلم المطلق نقتبسها من مشهد القبلة التى فى العلم الإلهى منذ الأزل وهذا يعنى أن الله لديه المعرفة الكلية بكل شئ فى الوجود فى لحظة زمنية واحدة منذ الأزل إذا جاز لنا أن نقول أن هناك لحظة أولى .. أى أن علم الله كله جاء فى لحظة واحدة فقط ولم يفعل الله شيئا منذ تلك اللحظة حتى الآن وإلى المالانهاية من الزمان !!! فالمعرفة المطلقة لا تأتى على دفعات أو تراكمات ,ولتسأل هنا كيف تكون هناك لحظة فى المالانهاية ,كما ستثير الشبهات حول كماله فهو لم يكتمل إلا بعد أن إكتملت معرفته الغير منقوصة .. هذا ما آلت إليه فكرة الإله من تخبط عندما تعاملنا مع فكرة المطلق .

دمتم بخير وعام سعيد .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهايمر3-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء عاشر
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6إلى20من50
- 50حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50
- الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير
- ماذا تستنتج من هذه المشاهد التراثية-الأديان بشرية الفكر واله ...
- فنجرة بق- الصورعندما تحاكم وتدين
- دعوة للخربشة– نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- ماذا لو ؟!- الأديان بشرية الفكر والهوى .
- ليس هذا إسلام داعش بل إسلام الأزهر الوسطى الطيب
- تأملات فى الإنسان والإيمان .
- تنبيط 2-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- بالذمة ده كلام – منطق الله 3.
- ضبابية الإيمان أم عبثيته– منطق الله الغريب2
- ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله–خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- زهايمر2- تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء تاسع .
- بماذا تستنتج من هذه القصص-الأديان بشرية الفكر والهوى.
- مفاهيمنا المغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود.
- ثقافة الوحشية وإرادة التوحش لن تترك أحداً
- على الحوار رفض جائزة ابن رشد وردها كموقف إحتجاجى.
- أمتحنكم !-الأديان بشرية الفكر والهوى.


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث21 إلى 26من 50