أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فؤاد النمري - الشيوعيون المنتصرون أبداً















المزيد.....

الشيوعيون المنتصرون أبداً


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 14:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشيوعيون المنتصرون أبداً

يشيع القول منذ تفكيك الإتحاد السوفياتي في العام 1991 أن هزيمة تاريخية ماحقة لحقت بالشيوعيين وأن أثراً لهم لن يكون بعدئذٍ .
ليس أشبه بهذه المزاعم الجوفاء من صناعة الديانة اليهودية . فعندما حرر كسرى الفرس كورش (Cyrus The Great) الأسرى في بابل عام 537 قبل الميلاد وأعادهم إلى فلسطين أخذ هؤلاء الأسرى يقصون من تراث السومريين قصة شيخ اسمه أبرام (حولوه إلى إبراهيم) وزوجته، أخته غير الشقيقة، ساراي (حولوها إلى سارة) نزح من أور بسبب فيضان النهر يقود قطعان مواشي كبيرة إلى أعالي الفرات في حرّان . أخذ هؤلاء الأسرى يقصون تلك الحكاية التي حدثت ـ إن كانت قد حدثت ـ قبل الأسر البابلي بالف وحمسمائة عام، وأضافوا إليها من تصوراتهم وصول ابراهيم وزوجته إلى فلسطين حيث وعد الله ابراهيم بأن تكون أرض فلسطين له ولذريته مدى الحياة وهو ما سمي ب "العهد" (Covenant) الذي تقوم عليه أصول الديانة اليهودية ومثل هذا العهد هو ضد منطق التاريخ وقد ادّعاه أسرى بابل لخشيتهم من أسر آخر شبيه بالأسر البابلي في المستقبل، مفترضين دون أدنى سند أنهم هم أنفسهم من أبناء إبراهيم !! ـ عرفوا جد أجدادهم الخمسين في زمن الجهالة المطبقة ونحن اليوم في زمن العلم والمعرفو والتسجيل يكاد لا يعرف المرء جده الأول !!
البورجوازية الوضيعة التي خطفت السلطة السوفياتية، سلطة دولة البروليتاريا، في العام 1953، كما انتهت سلطات الدولة الرأسمالية إثر انهيار النظام الرأسمالي في العام 1975 إلى البورجوازية الوضيعة في الغرب، هذه البورجوازية الوضيعة في الشرق كما في الغرب لا تخشى على سلطانها المطلق المسروق في كل أنحاء العالم إلا من الشيوعيين ؛ ولها كل الحق في ذلك حيث أن التاريخ كان قد عبر النظام الرأسمالي ولن يعود إليه بالطبع في مختلف الظروف والأحوال، أما الشيوعية فالبورجوازية الوضيعة تعلم علم اليقين أنها قادمة إليها طال الزمن أم قصر . وهي لذلك تصنع "عهدها" الخاص، مثال عهد اليهود، وتجند كل من تستطيع تجنيده لحمايتها من الغزو الشيوعي والإطاحة بها عن السلطة التي آلت إليها في غفلة من التاريخ .

كان الرأسماليون يقاومون الشيوعيين منذ أن خطّ ماركس وإنجلز بيانهما الشيوعي في العام 1848 . لكن الرأسماليين كان لديهم أدوات المقاومة الفعالة وهي الثروة والعمل والنقود وكل أسباب الحياة . فمثلاً كانت حياة كارل ماركس، أبي الشيوعية، وهو يحمل الدرجة العليا في الفلسفة بالإضافة إلى علومه الأعلى في الاقتصاد وفي السياسية، كانت الحياة العائلية لرجل عبقري كماركس في أواسط القرن التاسع عشر موسومة بالإملاق الشديد والدائم، وهو ما دفع بالرئيس الأميركي السابق جون كنيدي بعد أن فشل في التوفيق بين العمال المضربين في مصانع الفولاذ في العام 1961 وبين الرأسماليين أصحاب تلك المصانع إلى أن يبصق في وجوه الرأسماليين ويصفهم بأبناء الكلبة (Sons of a bitch) منتهياً إلى مخاطبتهم .. " لو كنتم تدفعون أجوراً مجزية لكارل ماركس لقاء مقالاته في الصحافة الأميركية لما ورطتمونا في مقاومة الشيوعية كما نحن اليوم " .
أما البورجوازية الوضيعة فهي طبقة ميزتها الإفلاس ولا تمتلك من أدوات المقاومة أداة ذات فعل . هي دائماً بحاجة لمن يطعمها وبوفر لها أسباب العيش ولا تجد من يوفر كل ذلك سوى قوى الشيوعية أي البروليتاريا، ومع ذلك تصل بها الوقاحة الغليظة الفظة لأن تستقوي بخبز البروليتاريا لتهاجم الطاعم الكاسي، البروليتاريا . تغطية لإفلاسها وعجزها الفاضح في مقاومة الشيوعية تلجأ إلى تسعير كلابها من المثقفين والسياسيين ومنهم من تزيَّ بزي الماركسية من أمثال جماعة مدرسة فرانكفورت والمنادين بتحديث الماركسية أو بتطويرها، تسعّرهم للنباح ضد الشيوعية والشيوعيين كما يتعالى نباحهم اليوم وكأن الشيوعية قادمة غداً !!
نحن الشيوعيين البلاشفة، تلامذة لينين وستالين، لا نلقي بالاً للمجندين الرخصاء الصغار الذين ما انفكوا يشتمون ستالين ليلاً نهاراً كقاتل دموي قتل ملايين السوفييت وحتى الآلاف من الشيوعيين الكبار، حيث أن كل هذه المزاعم الفارغة لا تنفي .. " الدولة الاشتراكية العظيمة التي تركها لنا ستالين " كما اعترف بذلك خروشتشوف في خطاب افتتاحه مؤتمر الحزب الثاتي والعشرين في العام 1961 وهو من كان، قبل خمس سنوات فقط، أول من طعن بهالة عظمة ستالين في خطابه السري الخاص به 1956 . مثل هؤلاء المجندين الرخصاء الصغار لن يستطيعوا أن يتركوا أي نقطة سوداء على صفحة ستالين الوضيئة في تاريخ الإنسانية .
نحن اليوم نجابة جنرالات كباراً من جيش البورجوازية الوضيعة في هجومهم على معاقل الفكر الشيوعي وعلى كارل ماركس نفسه، أبي الفكر الشيوعي، يحاكمونه على أنه لم يعرف ما عرف معرفة حقيقية وأن الماركسية بكليتها تفتقد لنظرية المعرفة (Theory of Knowledge) كما ذهب هذا المذهب أساتذة مدرسة فرانكفورت هوركهايمر وهابرماس . تفحّص جنرالات جيش الأعداء جدران حصن الماركسية الحصين فلم يجدوا مدخلاً يدخلون منه لمهاجمة الحصن ؛ وكيلا يعترفوا بإفلاسهم بدأوا بنقض أصعب الحجارة في أساس الحصن وهي حجارة المعرفة . فأخذوا يتساءلون .. كيف عرف ماركس ما عرف !؟ هل كانت أحاسيس ماركس تستجيب استجابة كاملة لظواهر الأشياء !؟ وماذا عن دواخل الأشياء، الحركة الداخلية في الأشياء ؟ بل إن أحد هؤلاء الجنرالات قال .. إذا لم يكن بالإمكان إثبات أن استجابة أحاسيس ماركس كانت غير صحيحة فهي إذاً غير صحيحة !! وهو ما يعني أنه إذا ما كان كارل بوبر غبياً لا يستطيع إثبات خطأ الماركسية فذلك يعني بالضرورة أن كارل ماركس كان غبياً مثله ـ طبعاً مثل هذه المعادلة لا يكتبها إلا الأغبياء .
وهكذا فإننا نرى أن جنرالات جيوش البورجوازية الوضيعة المعادية للشيوعية وللبروليتاريا يطرحون للبحث مسائل في غاية الغرابة إن لم تكن في غاية الغباء . وعندما واجه هؤلاء الجنرالات الإفلاس طفقوا يبحثون عما يعينهم في مأزقهم، بحثوا في هيجل وفي كانت وفي ديكارت ليجدوا ما يعينهم في التشكيك في معارف ماركس ولما لم يجدوا شيئاً إدعوا أكذب إدعاء وهو أن الماركسية تفتقد لنظرية المعرفة وإلى النظرية النقدية (Critical Theory) أي أن كارل ماركس لم يبحث في تحرير البشرية تحريراً مطلقاً .

ما لا يجوز تجاهله هنا هو أن الإمبريالية العالمية كانت قد اتخذت سائر احتياطاتها لمواجهة "خطر" الشيوعية عقب فشلها في خنق البلشفية في مهدها في حروب التدخل 1918 - 1921. ولذلك رأينا مدرسة فرانكفورت المتخصصة في نقض أو تحوير الماركسية تظهر في جنوب ألمانيا في نفس الوقت حين تخلت الأممية الثانية نهائياً عن الماركسية 1923، وحين قام ملك إيطاليا بفرض الفاشية على الشعب الإيطالي المتعاطف مع الاشتراكية السوفياتية بشخص المهووس بالقوة وبالعظمة بنيتو موسوليني 1922، وتلاحم تحالف الرجعية في غرب أوروبا وقد قضى على الثورتين الإشتراكيتين في ألمانيا وفي المجر 1919 وانتهى أخيراً إلى ظهور النازية وهتلر في ألمانيا .
أساتذة مدرسة فرانكفورت، وقد غدوا جنرالات البورجوازية الوضيعة في مقاومة الشيوعية من خلال التشكيك بصحة الماركسية، ليسوا أقل إفلاساً من البورجوازية الوضبعة نفسها التي هم جنودها اليوم وليسوا أقل خطراً من جنرالات الجيش "الأحمر" الذين انقلبوا على الاشتراكية في العام 1953 . ما يفجؤ المرء هو أن أساتذة كباراً، بعرف العامة، وهم جنرالات البورجوازية الوضيعة في الحرب على الشيوعية، يتفحّصون علوم الماركسية بمختلف تشعباتها ومنعرجاتها فلا يجدون ما يعترضون عليه سوى ما يصفونه بنظرية المعرفة والإدعاء بأن الماركسية تفتقد لنظرية المعرفة. تفحَّص هؤلاء القوم تفرعات وأغصان شجرة الماركسية الباسقة الخضراء دائماً دون أن ينظروا إلى ساقها وجذورها العميقة في الأرض . ما كانت شجرة الماركسية لترتفع مثل هذا الإرتفاع الباسق وتحافظ على خضرتها الدائمة لولا أن جذورها العميقة في الأرض هي جذور المعرفة . المعرفة ليست هي النظرية التي يبتنيها الإنسان لنفسه بل هي الطبيعة المتمثلة في أحد مظاهرها بالوعي البشري . ولما كان الوعي البشري الإبن الوليد للطبيعة فإنه لا يجوز أن ينفصل عن إمه ليعارضها كما يتوهم جنرالات البورجوازية الوضيعة أنهم يفعلون ذلك . ماركس لم يفعل ذلك حيث ظل الإبن البار بإمه والملازم لها وأدى ما تؤديه الطبيعة فكان الديالكتيك الماركسي الذي لا تخرج كل المعارف عن إطاره، فالديالكتيك هو أم المعرفة وأبوها . الإحساس في سائر الأحياء والمتمثل بالعقل البشري في أعلى صوره إنما هو النقيض النافي للواقع الذي تلده الطبيعة في حركتها الديالكتيكية التي تنفي النفي . العلاقة بين الواقع من جهة والعقل البشري من جهة أخرى هي علاقة ديالكتيكية تقررها الطبيعة دون أن تخضع لأية مؤثرات خارجية . الطبيعة النابضة أبداً بالديالكتيك تجلت في أرقى تجلياتها بالكائنات الحية على كوكبنا الأرضي، بأحياء نابضة بالديالكتيك أيضا . التناقض في الأحياء يتمثل بالتناقض ما بين مادة الجسم ونقيضه الإحساس الذي تطور إلى الوعي في الإنسان . وليس إلا بفعل هذا التناقض تشكلت سائر الأحياء وتحصّلت في غريزة التأقلم أو التكيّف (Adaptation) الجامعة لكل الأحياء . جنرالات مدرسة فرانكفورت لم يعوا أن كل ما فعله كارل ماركس هو أنه تساوق مع الطبيعة حتى قال أن الشيوعية ليست حالة يخلقها الإنسان عن سابق تخطيط بل هي حالة تروح إليها المجتمعات بفعل ميكانزمات الطبيعة وغريزة التكيف في الأجسام الحية . الفعل الغريزي لا يتحقق كما هو معروف بفعل العلم والمعرفة بل بفعل إملاءات الطبيعة . الفعل الغريزي في الإنسان هو ضمان البقاء من خلال أدوات الإنتاج وتطويرها وهذا وحده ما يطور معارف الإنسان وينميها دون افتعال أية تنظيرات من خارج هذه العملية العفوية . في هذه العملية العفوية ارتكزت كل معارف ماركس وإنجلز . الإنتاج بمختلف أشكاله وألوانه إنما هو النتيجة المباشرة لفعل العلاقة الديالكتيكية بين الإنسان والآلة وما المعارف بكل أشكالها وألوانها سوى الناتج غير المباشر (by-product) لهذه العلاقة الأبدية . ليس من معارف أخرى تولد من خارج هذه العلاقة كيما تصاغ لها نظرية للمعرفة . الإنتاج المادي والمعرفة هما بحد ذاتهما فعل الإنسنة، فهل يجوز التساؤل .. لماذا يتأنسن الإنسان !؟ الإنسان لا يتأنسن دون معارف تتوالد عفوياً دون نظرية ودون تخطيط .
كان من حظ كارل ماركس أن يرفض دراسة الحقوق في بون وينتقل إلى برلين لدراسة الفلسفة . وهناك تفتح ماركس على فلسفة هيجل وفلسفة فيورباخ وهو ما ساعده على التعرف على القانون العام لحركة الطبيعة، "المادية الديالكتيكية"، وهو القانون الذي قبر الفلسفة نهائياً وقد غدت علما لا يخضع لتأويلات وتخرصات المتطفلين كجنرالات مدرسة فرانكفورت .
تبعاً لنظرية مؤسس مدرسة فرانكفورت هوركهايمر " النظرية النقدية ـ Critical Theory " فإن الماركسية كنظرية ليست نظرية نقدية أي أن ماركس لم يستهدف بنظريته تحرير الإنسان من كل ما يستعبده . وهذا صحيح بصورة مطلقة فالماركسية ليست أكثر من تساوق مع فعل الطبيعة التي تنبض بالتطور نحو المجهول إن لم يكن الفناء التام . ومع ذلك فإن ديالكتيك الطبيعة الذي هو قانونها العام للحركة والتطور يحكم المجتمعات البشرية كونها من إنتاج الطبيعة وستعبر إلى الشيوعية حيث يتحرر الإنسان من مختلف القيود التي كانت قد قيدته عبر التاريخ بما في ذلك القيد الأساسي والأهم وهو قيد الإنتاج . في الشيوعية لن تعود الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية مطلباً للإنسان حين لن يعود بحاجة إليها بفعل قانون الطبيعة وليس بفعل ماركس أو معارف ماركس . ماركس لم يتعرف على الديالكتيك من هيجل بل من الطبيعة، من الطبيعة بكل تجلياتها بما في ذلك تجليها في المجتمعات البشرية استطاع ماركس الفيلسوف العبقري أن يتعرف على حركة الطبليعة أمام ناظرية فكيف بعد كل هذا أن يحكي بعضهم عن نظرية المعرقة !؟ لعل هيجل ساعد ماركس في صياغة قانون الديالكتيك لكن القانون نافذ في الطبيعة أمام ناظري ماركس الثاقبين .

في خمسينيات القرن الماضي كنت شيوعياً ناشطاً أتابع العمل الشيوعي حتى في أقاصي العالم . كانت الولايات المتحدة وقد ورثت كامل التركة الإمبريالية تدخل حروباً عسكرية كبيرة ضد الشيوعية لكن حرباً فكرية بمستواها اليوم لم تكن باستثناء حرب مكارثي القصيرة في بداية الخمسينيات التي ما لبث الكونجرس أن شجبها وأوقفها وكانت نتيجتها تعاطف عالمي مع الشيوعيين . كان ذلك عندما كانت الشيوعية على الأبواب .
أما اليوم والشيوعية ليست في الأفق فإننا نرى ألف مكارثي ومكارثي في مختلف منابر الفكر والثقافة ينبحون ليلاً نهاراً ضد الشيوعية !! التساؤل الغريب العجيب الذي يفرض نفسه هنا هو .. لماذا كل هذا الهجوم الحازب اللازب والشيوعية ليست على الأبواب ولا حتى في الأفق البعيد!؟ التفسير الوحيد لدي لهذا التساؤل الغريب العجيب هو أن الشيوعية تقرع الأبواب لكننا وقد أصابنا الصمم بفعل دويّ انهيار المشروع اللينيني لا نسمعها .
ليس ثمة أدنى شك في أن دولة البورجوازية الوضيعة ستدول وتزول حيث أن هذا الصنف الطارئ من الدولة يقوم على الإقتصاد الاستهلاكي وهو ما يؤول سريعاً إلى الإفلاس فالإنهيار . كانت البورجوازية الوضيعة حال استلامها للسلطة قد عمدت إلى محو عدوها التاريخي وهو الطبقة الرأسمالية التي كانت تستولي على كامل إنتاج البروليتاريا وتحرم البورجوازية الوضيعة من حصة كبيرة من الإنتاج القومي . ذوّبت الطبقة الرأسمالية وحلت محلها في نهب إنتاج طبقة البروليتاريا تنفقه على رفاهها وشكلت لذلك دولة الرفاه (Welfare State) في الدول الرأسمالية سابقاً حيث كانت البروليتاريا تنتج ما يزيد عن إنفاقها . كان الرأسماليون ينفقون على البروليتاريا حوالي 80% من قيمة الإنتاج على شكل أجور وكان من أول اهتمامات الرأسماليين هو توسيع وتنمية طبقة البرزليتاريا حيث هي وحدها من ينتج فائض القيمة . أما البورجوازية الوضيعة فهي تلاحق البروليتاريا في أجورها فتبيع عليها خدمات بأسعار تعسفية مضاعفة بالإضافة إلى ضرائب ورسوم مدعاة . بفعل النهب غير المنظم الذي تمارسه البورجوازية الوضيعة ضد البروليتاريا ضمُرت طبقة البروليتاريا وفقدت أكثر من 50% من حجمها السابق في خمسينيات القرن العشرين . ثمة من يعزو ذلك إلى تطور أدوات الإنتاج غير أن مثل هذا الرأي هو في غاية السخف فالرأسمالي يربح من العمال ولا يربح من أدوات الإنتاج . محور عجلة الرأسمالية هو تنمية طبقة البروليتاريا كماً ونوعاً بالعكس من تطوير وتحسين أدوات الإنتاج الذي يتسبب بالخسران .
البورجوازية الوضيعة استطاعت أن تذهب بعيداً في محو الطبقة الرأسالية لكنها لا تستطيع أن تفعل نفس الشيء مع البروليتاريا، فكلما ضمرت أكثر طبقة البروليتاريا كلما دنا أجل البورجوازية الوضيعة فالبروليتاريا هي وحدها الطاعم الكاسي للبورجوازية الوضيعة .
البروليتاريا وهي قوى الإنتاج البشرية الوحيدة لن تمّحي . تمّحي كل الطبقات والبروليتاريا لن تمحي . البروليتاريا وهي قوى الشيوعية منتصرة أبداً مهما واجهت من أعداء مسعورين .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي ينقلب ضد الشيوعية
- كيف يستكلب أعداء الشيوعية!
- رسالة توجيهية من الرفيق علي الأسدي
- أزاهير الربيع العربي لن تثمر
- عبد الرزاق عيد يهرف بما لا يعرف
- فؤاد النمري - الكاتب الماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات وا ...
- الرفيق سابقاً عبد الرزاق عيد !
- نمط الإنتاج الرأسمالي
- البورجوازية في التاريخ
- رسالة مفتوحة ثانية إلى سعد الحريري
- في السياسة والاقتصاد
- في بيتنا تروتسكيُ
- الشيوعيون ليسوا وطنيين
- برهان غليون يرثي انحلال الطوائف
- رسالة مفتوحة إلى سعد الحريري
- الماركسية والخارجون على القانون (تابع 5)
- الماركسية والخارجون على القانون (تابع 4)
- الماركسية والخارجون على القانون (تابع 3)
- الماركسية والخارجون على القانون (تابع 2)
- الماركسية والخارجون على القانون (تابع)


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فؤاد النمري - الشيوعيون المنتصرون أبداً