أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار نوري - ثقافة الفرهود ---- تعود ثانية















المزيد.....

ثقافة الفرهود ---- تعود ثانية


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافة الفرهود ---- تعودُ ثانيةً !!!
عبد الجبار نوري
في بداية حديثي في هذا الموضوع أنني أتوخى " التعميم "لأنّ المقصود بالفرهود السرقة أي أنحراف في القيم الخلقية ، وتُظهرْ أنساناً غير سوياً (شاذاً) - والشواذ لا يقاس عليها - يرفض القوانين السماوية والوضعية ، ولكنهُ عند الأندماج يبدو وكأنهُ ظاهرة مرضية خطرة تحمل فايروسات العدوى ألتي سرعان ما تنتشرفي المجتمع كالنار في الهشيم ، وخصلة الشر تتمحور وتأخذ شكل ظاهرة السلب والنهب ، وهي بالأساس نتاجات الصراع الطبقي ، والتأثيرات البيئية الصحراوية القاسية التي تشحُ فيها موارد العيش حين يكون الغزو المصدر الرئيسي لهُ ، فعندما يخرج البدوي من داره يقول : "اللهم أرزقني غزوة"!! .
وأنّ أعمدة علماء النفس والتأريخ منهم الدكتور علي الوردي ، والعلامة المؤرخ الدكتور عبد الرزاق الحسني ، ويضاف لهما تحليلات العلامه المغربي أبن خلدون ، في موضوع "البداوة " أكدوا على بداوة وذكورية المجتمع العراقي والشحصية العراقية بالذات والترسبات الأرثية القبلية التي يحملها ، وقساوة البيئة الصحراوية القاحلة ، أضافة لمعاناتهِ المريرة من الحروب والمجاعات والفيضانات والطاعون وحكومات دكتاتورية مستبدة ، بلورتْ في أعماق اللاوعي بعض الصفات السلبية أبرزها ( نزعات جرمية ، ولصوصية وتخريبية ) أضافةً الي الأنتهازية ، وأزدواجية الشخصية ، والغلو في "الولاء والطاعة" --- وبماذا نفسّرْهذهِ الظواهر السلبية التي تقبلتها شريحة منفلتة من المجتمع العراقي ؟ أمثال :
*فرهود اليهود في 1948عندما تمّ الأستيلاء على أملاكهم وأموالهم ، وأسقاط الجنسية عنهم بأسلوبٍ قسري ومفرط وكيفي ، مما شجع ضعاف النفوس والحرامية والشقاوات والبلطجية أنْ ينهبوا موجودات محلاتهم التجارية وحتى أثاث منازلهم وهم يجوبون أزقتهم ويرددون أهزوجتهم المعروفة { حلو الفرهود كون يكون يوميه } .
* الأكراد الفيليون في 1980 عندما أسقط صدام الجنسية العراقية عنهم ، وتسفيرهم خارج العراق ، ومصادرة أموالهم المنقولة وموجوداتهم النقدية في البنوك وبشكلٍ كيفي شوفيني تعسفي غير أنساني ، مما شجع أفراد الجيش الشعبي وبعض العراقيين من وعاظ السلاطين أن ( يفرهدوا محلاتهم بلصوصية علنية ) .
*فرهود وتتدميرقصور الملوك والرؤساء في 1958 ونهب محتوياتها ، بالوقت الذي حافظ المصريون على قصر عابدين ومقتنيات فاروق( حتى الشبشب والبرنص للملك ، وأنا شاهد عيان ) .
*وفرهود الحواسم 2003 – وهنا تسكب العبرات – حين تعرضتْ بغداد الحبيبة لأبشع عمليات سطوٍ ولصوصية بأشراف المحتل والجارة الخبيثة الكويت ، حيث لم تسلم دوائر الدولة والمستشفيات والمتاحف ، والبنوك ، من يد السوء واللصوصية .
**ويتجدد اليوم الفرهود خلال 11 سنة من سقوط النظام الشمولي و بثوبٍ حداثويٍ جديد ، والأختلاس واللصوصية بلغة أرقامٍ خيالية وفلكية ومشرعنة ، حين أقرت بغداد موازنة 2015 ب103 مليارات دولار ، وعجز 20 مليار دولار، وأفتراضياً نعتبرمعدّلْ الموازنة 100 مليار دولار وننصف الحكومة ونقول يكون الله في عونها لقصر مدتها ، وأنخفاض أسعار النفط العالمي ، أضطراب أمني وحرب داعشية ،ومشكلة النازحين ، ومع هذه التبريرات يتساءل العراقي : أين تبخرتْ الأرقام الترليونية ؟ ولم يحصد الشعب سوى الفقر والبطالة والمرض وبيوت الصفيح وغياب البنى التحتية ، وطوفان الأحياء السكنية بساعة مطر، وشحة مياه الشرب ، ونقص حاد ومزمن في الكهرباء ، وحرب طائفية ، والأحتراب المخيف على الكراسي التي هي – في نظر أصحاب القرار – دجاجة تبيضُ ذهباً ، وخلال هذه المناصب يملآ رصيدهُ بالكومشن والنسبة والمشاريع الوهمية وقوائم الفضائيين من الأقارب والقريبين من الحزب والطائفة والقومية والمناطقية ، فأنهُ نفس الفرهود القديم والحوسمة ، مع فارق أنهُ حداثوي الكتروني عبر غسيل الأموال .
أوجه نهب المال العام
1-الرواتب الخيالية الضخمة للقيادات الحكومية في الرئاسات الثلاثة ونوابهم ، وأعضاء مجلس النواب وحماياتهم ، حيث كشف مصدر نيابي في اللجنة المالية ، إنّ رواتب الرئاسات الثلاثة ونوابهم " 365 مليون دينار شهرياً ، بالأضافة لمخصصات غريبة ما أنزل الله بها من سلطان ، كمخصصات طعام ، وسكن ، وأيفاد ، ونفقات عناصر الحماية البالغة " 124 " ألف عنصر أمني لحماية المسؤوليين ، والشخصيات الرسمية في عموم البلاد ، وقد وصلتْ نفقاتهم إلى مليار دولار شهرياً ، وهناك مخصصات لم يلقى عليها الضوء لآصحاب المناصب العليا تتراوح بين " 350-600 دولار يومياً للوزير في حالة السفر أو الأيفاد ، أليست هذهِ سرقة من المال المخصص لقوت الشعب ،والأيتام ، والأرامل ، ومليوني ونصف مهجريعاني الأمرين تحت خيمة وطنهِ ؟؟ ثُمّ هذا البذخ الأنفاقي يجعل من المال العام سائباً وبالتالي تتعرض للسرقة والحصيلة "عجزمالي في الميزانية "، وترهل الحكومة ، ويكون العلاج الحقيقي هو الترشيق في السلّم الوظيفي خاصةً القيادة الهرمية ،حيث أنّ الكابينة الوزارية العراقية 25 وزير نصفهم فائضون عن حاجة الدولة الحقيقية ، و716 وكيل وزير ، و4553 مدير عام علماً أنّ 80 % منهم فائضون ، في حين الكابينة الوزارية الأمريكية 14 وزير ولهُ وكيل واحد ، ونتساءل وبألحاح أين الرقابة المالية ؟ حين أضع أمامهُ راتب النائب الأمريكي 165 ألف دولار سنوياً ، أي حوالي 190 ملين دينار ويساوي "16 مليون شهرياً " ، وراتب النائب البريطاني 170 ألف دولار سنوياً ويساوي 200 مليون دينار عراقي ، أي بالشهر 17" مليون دينار!!!! للمقارنة فقط .
2-الفضائيون تلك الظاهرة الغريبة والغير مسبوقة بوجود رواتب وهمية لأشخاص غير موجودين ، أليستْ هي سرقة ونهب المال العام ؟ وبشكلٍ يوحي إلى موت الضمير وأندثار الوازع الأخلاقي ألتى لم يفعلها عتاة غزاة بغداد عبرالتأريخ ، عندما أعلن مسؤول رفيع أن هناك 50 ألف فضائي في وزارة واحدة معينة والخافي أعظم عندما أكتشفوا بعد خراب البصره أنها ليست مقتصرة على أفراد بل منتشرة في جميع دوائر الدولة ومؤسسات حكومية ، وبشكلٍ هائل ومخيف ( لك الله يا شعب العراق ) ، وعلاجها يا ساده يا كرام { بأكمال البطاقة المدنية} وكشف ملفاتهم وأسمائهم ومراكزهم لتعريتهم أجتماعياً ، وتفعيل العقوبة الجادة والرادعة بتقديمهم للقضاء العادل .
3-ظاهرة غسيل الأموال : هي عملية تحويل الأموال المتحصلة من أنشطةٍ جرمية كالرشا والتهريب ومن صفقات العقود الحكومية ما تسمى بالكومشن ، ولتجنب المسؤولية وأخفائها تُحوّلْ ألى مشاريع حتى وهمية ، أو شراء موجودات ، وتبسيطها أكثر (خلط الأموال الغير مشروعة بأمولٍ أخرى مشروعة وأستثمارها في أنشطة مباحة ) ، وتعرض العراق ألى نهبٍ ( فرهودي) بتهريب مليارات الدولارات ألى الخارج ، حين أستغلّ المجرمون التطور التقني والتكنلوجي والرقمي في تطوير أدواتهم الأجرامية ، وكان من أبشع أنعكاساتِها السلبية ظهور العجز في موازنة 2015 ب 25 مليار دولار، ولمعالجتها يجب أنْ يعطى للقانون الجديد بعداً "وقائياً " ، وأشراك العراق في الأتفاقات الدولية ألتي تعالج هذهِ الظاهرة الجرمية .
أخيراً فأبواب الفساد المالي والأداري في عراقنا كثيرة ومتعددة ترقى إلى مافيات شيطانية رهيبة ، لا أرغب أن أسبب لكم متاعب فكرية ولا أقصدُ مشاركة أحاسيسي التي تكتوي بلهيب هموم وطني المستباح والمداف في لُجّة عذابات وحشة منافي غابات الثلج ومعاناة الجلد الذاتي ، لذا أختزلتْ الجغرافية والتأريخ في سرد تجليات الملهاة المأساوية لشعبي الأسير، والظاهر أنّ شعبنا في العراق وقع في الشبكة العنكبوتية للأحتلال وعجز عن المقاومة وفضّلَ الخلود للنوم لنسيان واقعه المرير وأراهُ يشيرُ عليّ مشاركتهُ في سباتٍ عميق على ترنيمة " تنويمة الجياع " : للجواهري :
نامي جياع الشعب نامي----- حرستك آلهة الطعامِ
نامي على زُبد الوعود ----- يدافُ في عسل الكلامِ
نامي تزُركِ عرائس الأحلام ----- في جُنح الظلامِ
نامي ألى يوم النشور------ ويوم يؤذنُ بالقيامِ
عبد الجبار نوري
في/1-1- 2015



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوبا --------- الحرب والسلام
- الأعلان العالمي لحقوق الأنسان------ الذكرى - 66 -
- الرواتب الفلكية وأخواتها ------- أيبولا الحس الوطني
- أنّها لعبةٌ أمريكية ----- أليس فيكم رجلٌ رشيدْ ؟؟؟
- الحشد الشعبي ------- منجز وطني كبير
- من أرشيف البيت الهاشمي ------ قراءة في منهجية - الحسن السلمي ...
- { لا } --------- للتمييز في البرلمان بين الشهداء
- ثقافة الفوضى----- وحكومة المقبولية
- أضاءات سوسيو نفسية ------- في أوهام البطولة الداعشية
- مصفى بيجي ------- 150 يوم صمود أسطوري
- السياسة الأنبطاحية -------- لحكومة المقبولية
- أيها العراقيون -------- أحذروا - ديمبسي - !!!
- عُكاظ ----- الموصل
- التقشّف ------- حذاري الرغيف خط أحمر
- مُعلّمْ البروليتاريا------- كارل ماركس
- المناضل القس - لوثر- والحلمI have adream
- تجليات مسودّة قانون الرأي والتعبير----- بين الواقع الوطني وا ...
- فضائح السياسة الأمريكية في الوجود الداعشي
- خواطر بغدادية ------- أحلاها مُرْ
- لعبة التسقيط


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار نوري - ثقافة الفرهود ---- تعود ثانية