أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديفيد ج. كوج - السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الثاني















المزيد.....

السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الثاني


ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 11:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


2
تأثر الفلسفة البراجمانية بالسوفسطائيين:
من العسير التمييز بين النزعة الانسانية ( التنويرية) السوفسطائية والبراجماتية لما يشمل الاثنين معاً من وجهات الشبه ، لدرجة قد يقول المرء ان البراجماتية ليست سوى سوفسطائية تجلت للفلسفة بثوب جديد . خاصة التوافق الذي يجمع الفلسفتين معاً.

ومع العلم ان البراجماتية تختلف بعض الشئ عن السوفسطائية . ولكنها تاثرت كبيراً باراء السوفسطائيون .
والبراجماتية هي المذهب التي تقول ان الحقيقة هي في صميم المعرفة الانسانية ، وان المعرفة آلة أو وظيفة في خدمة مطالب الحياة وان صدق قضية ماهو في كونها مفيدة وإن الفكر في طبيعته غائي. فالبراجماتية اذن مذهب نفعي اي تقر بصلاح الشئ او الفعل ( وحي القول) بفائدته تعود للانسان والا فلا.
وعلي الرغم من اجماع الفلاسفة البراجماتيين حول وجوب نفعية الشئ او الفعل حتي يعتبر مفيداً للانسان الا انهم اختلفوا بعض الشئ حول المعني الثابت البراجمانية اولا خاصة بين بيبرس وجيمس.
فبيرس يرى ان تصورنا لموضوع ماهو تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من اثار عملية . وهذا ما اعتقده يبرس انه معني البراجماتية.
ولكن وليم جيمس راى ان البراجماتية لابد ان تكون نظرية في الصدق ، فطالما ان الفكرة هي ما تفعله بها اي مضمون سلوكنا فانما تصدق بما يكون لها من نتائج طيبة او بمقدار ماتساعدنا في الوصول الي علاقات مرضية مع اجزاء الخبرة الماضية او المستقبلية. وهذا ما ادى الي الخلاف بين الاثنين ومع ان ديوى يتفق في المعني مع بيرس الا انه يتفقمع جيمس ببعض افكاره .
ومن هنا تاتي الفلسفة البراجماتية بالفلسفة السوفسطائية . وهي ان البراجماتيين تاثروا كثيراً بالسوفسطائيين . خاصة في تعريفهم كما يمكن ان يكون مفيد للانسان. بالاضافة الي ذلك رفض البراجماتيون المفهوم التقليدى للحقيقة وهي تطابق الواقع.
رفضوا ذلك تماماً خاصة عند وليم جيمس في حديثه عن ارادة الاعتقاد ويهدف بارادة الاعتقاد الي تاييد الحجة القائلة باننا نضطر ان نتخذ في الحياة العملية قرارات حيث لاتوجد اسس نظرية ملائمة لاتخاذ القرار اي ان مانعتقده هو مايصبح حقيقة وهذا يتطابق تماماً مع قول السوفسطائيين بنسبية الاشياء وارادة الاعتقاد هنا نسبية. فهنا تصبح البراجماتية تعريف جديد للحقيقة اي انه قدم تعريفاً غير الذي كان متعارف عليه وهذا ماسنتحدث عنه مابعد الحداثه لاحقاً.
ويرى البراجماتية ايضا ان الفكرة تكون صادقة بقدر مانعتقد انها مفيدة لحياتنا كما ان الحقيقة نوع من انواع الخبر وليس مقولة منفصلة . ومع ان جيمس قد عارض فكرة المطلق الا انه احترم اولئك الذين تحقق لهم فكرة المطلق اشباعاً. ولكنه لم يشاركهم هذه الرؤية.
ولكن ارادة الاعتقاد عند جيمس يكتنفه بعض الغموض خاصة فيما يتعلق بالاعتقاد وهذا معناه ان مانعتقده ليس له اي علاقة لامن بعيد او قريب بالاعتقاد فقط اقتناعك به. فالفكرة حسب راى جيمس تكون صادقه بقدر مانعتقد انها مفيدة لحياتنا.
واما ديوى فيذهب عكس ذلك اذا يرى ان البحث عن الحقيقة ل اجدوى منها. بل يجب البحث عن ما ينبغي ان يكون وليس ماهو كائن لان الصدق والحقيقة هو المفيد
وبذلك يكون جون ديوى قد نقد التصور التقليدي للحقيقة. فالحقيقة عند الفلاسفة السابقين عليه كان هو كل مايطابق الواقع وثابت ونهائي. لذا ذهب ديوى عكس ذلك التعريف شأنه فيها شأن البراجماتيين كلهم حيث ان نزعتهم نزعة عملية.
وقد ركز جون ديوى كثيرا علي مفهوم الخبرة في فلسفته . ويقول ان الشئ المهم في الفلسفة ليس الحديث بالطبيعة ويضيف ان الخبرة هي خبرة بالطبيعة وتفاعل حيوى بين الكائن والبيئة كما ان الخبرة شاملة بمعني ان الانسان يدخل في معاملات متصلة مع كل الطبيعة. وما يجعل البراجماتيين يشبهون السوفسطائيين هو التطابق في المذهب ، اي اهتمام كل من هذين المذهبين بالانسان اولا ثم اهتمام البراجماتية فيما بعد بالنتيجة العملية لكل امروء. فالشئ مهم عندما ياتي بنتيجة عملية مفيد للانسانية .شأنهم في ذلك شأن النفعيين امثال جون ستيورات ميل وجيرمي بنتسام وغيرهم من الفلاسفة النفعيين. وهذا المذهب يقول بأن كل فعل أو عمل صدر من الانسان لاتعد خيرا أو شراً الا لمعرفة النتائج.
فالمنفعة عمل ما تقاس بمدى انتفاع الناس منه واذا كان العكس فذلك يعد شراً اي ان المنفعة هي الخير الاقصي والمرغوب فيه لذاته. وهذا مايتفق او لنقل يتلاقي فيه البراجماتية بالنفعية اي الاهتمام بالنتائج. فنفعية الشئ او الفعل تترتب علي نتائجها هذا عند النفعيين واما البراجماتية فالعمل او النتيجة العملية هي المهمة.
وكذلك الابقورية سابقاً اهتمت باللذة وتتقارب كذلك مع النفعية وقريبة بعض الشئ عن البراجماتية. وعلي اي حال فان مانجريه هنا ليس المقارنة بين الفلسفة البراجماتية وباقي مدى تاثر البراجمانية بالفلسفة السوفسطائية . كما ان البراجماتية بدورها اثرت علي الكثير من المذاهب الفلسفية المعاصرة لاسيما في القرن العشرين مثل فلسفة الظواهر أو الظاهراتية عند ادموند هوسرل . هكذا هي الفلسفة ومذاهبها عملية تأثر وتأثير. تتأثر بالمذاهب والحركات الفلسفية السابقة وتأثر في الحركات والفلسفات اللاحقة. وهذا هو حال البراجماتية التي اعادت السوفسطائية ونزعتها التي تمت تناسيها عمداً من قبل الفلاسفة بعد افلاطون وارسطوطاليس وتم تجاهلهم تماماً.
الا ان السوفسطائية عادت من جديد بثوب جديد وربما مقنع وهي الفلسفة البراجماتية الامريكية وعلي حد الكثير من فلاسفتها وهم شارلس ساندرز بيرس ووليم جيمس وجون ديوى وماكس شيلر هو الوحيد الذي لم يكن امريكي من بين البراجماتيين كلهم.
وكان شيلر من عادته ان يقول عن نفسه انه تلميذ لبروتاجوراسولقد اهتم شيلر في مذهبه بالكثير من الموضوعات الفلسفية ولكن كلامه عن المعرفة يبدو شبيها نوعا ما مع ما ذهب اليه جورجياس حول استحالة المعرفة او عدميتها منها ولكن شيلر ينحو منحي اخر في نظرته حيث يقول انه لاتوجد معرفة لذاتها بغرض التامل ولكنها كما يقول ظاهرة وضرب من السلوك يتكييف الانسان تاريخياً واجتماعياً وهي بيولوجيا مع الوجود ويذهب شيلر الي ان هناك ثلاثة انماط للمعرفة كما قال وهم المعرفة بحكم ما لها من وظيفة بمعني ان المعرفة في هذا الجانب بتهدف للسيطرة علي الطبيعة ، كما قال بيكون ذلك . وكذلك سيطرة الانسان علي الطبيعة والتكنولوجيا وسيادته علي المجتمع والتاريخ.
وكذلك المعرفة الماهوية تاتي في المرتبة الثانية في الترتيب اي العلم بالكليات بمعن انها معرفة قبلية وتقوم علي التكيف والسيرطة ولكن عكس الاول اي انها تتميز بالحس الذي خاص بالانسان فقط. والنمط الثالث هو المعرفة التي قوامها الخلاص والنجاة . وهي التي تدمج نتائج العلوم بالفلسفة انما هوية وبذلك يخرج السؤال الذي يقول ماهو الانسان.
إذن مذهب شيلر له وجه اتفاق واحد فقط مع جورجياس وجود او جدوى معرفة خالصة وهي عند جورجياس انه لاشئ يوجد ولكنه معرفة خالصة وهي عند جورجياس انه لاشئ ويوجد ولكنه يذهب الي ابعد من ذلك حيث ينفي امكانية المعرفة نهائياً لذلك عد نظريته ( جورجياس) عدميه. واما شيلر فنظريته اقل وطاة لانه استند ايضا اي الميتافيزيفا في سؤال عن ماهو الانسان فهذا ضرب من يسمي بما وراء الطبيعة . حالة في ذلك حال جيمس الذي اهتم في مذهبه بالدين والله وموضوع الله الفلسفة نقد موضوع ميتافيزيقي.
وهناك بعض الفلسفات ترفض الميتافيزيقا مثل الوضعية المنطقيه وبعض الفلاسفة التحليلين مثل رودلف كارناب وحتي ايمانويل كانوا دعا الي ميتافيزيقا باسس جديدة، عكس الميتافيزيقا القديمة و التقليدية عند ارسطوطاليس وغيره من القدماء. ومع ذلك فقد اختلف جيمس مع بروتاجوراس حول موضوع الالوهية ( الآلهة – الله).
فبروتجوراس كما ذكر سابقاً لم يكلف نفسه عناء البحث في موضوع الآلهة . فقال لايعلم ان كانت الآلهة موجودة ام ( قال آلهة لان اليونان قديما يعتقدون وجود الكثير من الآلهة). *واما وليم جيمس فيعتقد بوجود الله الذي خلق كل شئ ويجب عبادته والمهم عند جيمس في هذا الجانب القول اني أومن بالله لان الله كائن واقعي عنده وليس مجرد فكرة انسانية . وهكذا افترق الاثنان عند منعطف الطريق فالاول لم يتعب نفسه للبحث عن ما يصعب العثور عليه لغموض الموضوع وقصر الحياة الانسانية . ففي راى بروتاجوراس ان هذا الموضوع يحتاج لوقت طويل.
واما جيمس فيرى ان الموضوع سهل جداً، وهو الايمان بالله وبوجوده ككائن ليس كفكرة أو تصور كأن وليم جيمس يريد ان يردوا ماقاله القديس اوغسطين في العصور الوسطي وهي آمن كي تعقل.
فجيمس يؤمن بوجود الله وليس الهو وهو متيقن بذلك.
مع ان البراجماتية اتفقت مع السوفسطائية في بعض الجوانب الا ان البراجماتيين مع السوفسطائية في بعض الجوانب الا ان البراجماتيين لم يحاولوا الدفاع او توضيح المذهب السوفسطائي وربما يرجع ذلك الي فوات الاوان وعدم جدوى ذلك.
وقد اثرت البراجماتية بدورها علي بعض ان لم يكن معظم فلاسفة القرن العشرين ومذاهبهم امثال هنرى برجسون رائد الوضعية المنطقية وكذلك ادموند هوسرل رائد الظاهراتية والكثير من الفلاسفة . وقد اثرنا ذكر هؤلاء لانهم ايضا اثروا في بعض فلاسفة ما بعد الحداثة وهذا كله يصب في صالح السوفسطائية اولاً
والبراجماتية ثانياً ثم الفلسفة بصفة عامة ثالثاً وهذا ما سنوضحه فيما بعد.
نواصل...



#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة
- لماذا فشلنا؟؟؟
- الفلسفة السوفسطائية
- علي الرغم من الالم نحتفل
- علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً
- الحركة السوفسطائية
- البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب
- الداعرة الشريفة! قصة قصيرة
- جنوب السودان.. وجامعة الدول العربية
- ريك والحركة هل سينتصر منطق القوة مرة اخري؟


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديفيد ج. كوج - السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الثاني