أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - دفاعا عن التحضر















المزيد.....



دفاعا عن التحضر


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 11:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعيش الفرد الإنساني قضايا مختلفة، هي أشبه بلحظات متكررة دون تكرار، ليكون بهذا كائنا خاصا ومتميزا، فهو قادر على تمييز المعيار، من أجل القرار، لهذا لابد له من الاختيار، خيارا ليس بالصعب، ولا هو بالسهل، لكنه مساق إليه، إذ هو مجبر على الاختيار، لأن اختياره هو محدد اتجاه بوصلة مساره وهدفه. "... يسعى المثقف المتناهي إلى توسيع دوائره بتفادي التماهي وتمديد آفاقه بناء على نفحاته الخُلقية وإمكاناته المفهومية. يؤسس لا محالة سلطته وسط هذه العقول العملية المتداخلة، لكنه أشبه بالقارب في بحر الخطاب الثقافي الذي لا ساحل له..." هذا السعي بالذات ليس حكرا على المثقف فقط، وإنما هو واسع ليشمل كل إنسان، وإذا اعتبرنا الحياة بحرا، فإنها لا تحدّ بالسواحل، ليكون لزاما على الفرد الإنساني أن يختار دائما الطريقة والكيفية إضافة إلى الطريق التي يراها مناسبة من أجل ركوب الأمواج التي تحيط بقاربه، وعليه تكون الذات هي قارب الإنسان وسط أمواج الحياة. يغدوا الفرد الإنساني متفائلا عندما يتعامل مع ذاتية ذاته في اطار محصور، غالبا ما يكون ذاك المعطى في دائرته القريبة والضيقة، لكن بالعودة إلى المشروع العلمي الذي من شأنه العودة بالمشاريع النظرية إلى حقل الفعل، فإن الدائرة الضيقة تأخذ شكلا أوسع، فيعود إلى أمر أكبر من حجمه، أمر يوصل الفرد إلى حدّ الانشطار وسط المعاني الكثيفة للمعطيات الحيوية التي تولد على أطراف دائرته الخاصة، ليكوّن بذلك نوعا جديدا من الخصوصية وإن شاء تسميته بـــ: المرجاس الذاتي. لكل إنسان مرجاسه الخاص، هو متشكل من نواة، تلك التي تُربط بالأداة، وغالبا ما تكون مرساة تتغلغل في عمق الذات. فبالعودة إلى الفرد الذي من شأنه أن يختار (الاختيار)، فإنه يدخل في دائرة استلزامية كمقدمة لذلك، وهي دائرة مضطربة، هي دائرة عشوائية وغير ثابتة، إذ يكون على الفرد الإنساني أولا أن يحتار (الحيرة)، قبل أن يتخذ الانسان القرار، عليه أن يمرّ بمرحلة ضبط الاعتبار وفقا لنوعية مرجحة من المعيار. لأن الفرد الإنساني يأخذ من منبع انسانيته القدرة الواضحة على فهم ما يدور من حوله، لكنه يحتاج إلى قرار من أجل التأثير في محيطه، كون أنّ التأثير ليس ردا للأثر، وإنما هو زخرفة لوجود أثر نتيجة أثر نظري يتخذ صورة القرار، وهذا ما يجعل التفكير البشري هو قائد الفرد الإنساني، بينما يستغني هو ذاته عن القيادة لصالح أطراف أخرى في حالة الابقاء على البشرية مسيطرة في حالة أو وضعية عند عدم احكام القرار والالتزام به. لكل وحدة زمنية خصائصها التي تثير في أعماق الأحياء دافعا ما للابتكار، الابداع أو الاسترجاع. وهذا ما يفسّر القدرة التي تتفجّر في عمق الفرد الإنساني حينما يتعلق الأمر بالرأسمال الرمزي الذي يشكل العلامة الفارقة بين البشر. كل دافع رمزي للفرد الإنساني هو ما يسمى بـ: الالهام، كون أنّ الفكرة هي وليدة ظروف ما، ولها علامة وظيفية لا تتكرر، كونها طلقة من مسدس يستحيل ارجاعها إلى حالتها الأولى وهذا ما يميز كل وحدة زمنية عن الأخرى، فالساعة السابعة على سبيل المثال من كل صبح ليست متشابهة، وإن بدت للفرد الإنساني كذلك، فإنها تختلف من يوم لآخر، فاختلاف السرد اليومي للزمن في حدّ ذاته كاف لنفي الصيغة التي تقول بتشابه الوحدات الزمنية، ليكون الزمن هو الدليل الأوّل على عدم الثبات، بينما الالتزام بالعهود هي التي تقدّر الزمن، التقدير الكمي للعهود المنجزة على شكل عقود هو ما يؤلف الفعل الأداتي لما يمكنه من أن يجعل شغل مساحة الزمنية ممكنا، وكون الوحدة الزمنية هي غالبا ما تقارن بمثيلاتها فإنها هي الأقرب إلى تقمص الأحكام من طول وقصر استنادا إلى ما أنجز كميا. لا يمكن مقارنة ما يحدث في الفكر من ناحية، وما يحدث في الفلسفة من ناحية مغايرة، لأن الفكر مقتصر على الترتيب وإعادة التصنيف، بينما الفلسفة هي قائمة على نطح الفكرة بفكرة أخرى حيوية، كي نتمكن من استخلاص فكرة ثالثة تقدّم البديل. في الوقت الذي قدّم العلم القيمة التقريبية لما بإمكانه الوصول إليه واعتباره حلولا، فإنّ الفلسفة أدخلت العلم نفسه في إمكان استخلاص الحلول من أجل مجابهة الصعاب الروحية، لكن الدين قد لعب على الدوريْن، دور السماء الروحي، ودور الأرض الماديّ، ليتشكل في أخر المطاف تعدّد خاضع لآلية العمل الفكري، كلّ على حسب الميزة التي تخصه، وسط استخدامات القيمة الكلية للوجود الإنساني ككتلة تقتات وتتزود من وقودها الاستعمالي، وهذا ما يطرح سؤال المرجعية الفكرية التي من شأنها توسيع المجال الثقافي في محاولة الاحاطة بالميزة التي توجه كل فرد على حدا. "... لدي قناعة بأن الأفكار جنود مجندة، قد تأتلف وقد تختلف سواء على مستوى الأسلوب والعبارة أو على صعيد الفكرة والاشارة... " تبقى الأفكار هي الحيّز الذي يجد فيه الفرد الإنساني قيمته النفسية، لأن النفس البشرية مهما بلغت من مستويات متدنية من المعرفة والبحث، إلاّ أنها تنزع وتميل إلى التغذية المعرفية، وانشاء حقل تبادل معارف هو اعتراف ضمني بهذا المحرّك السلمي الذي يحمل القيمة الفكرية للسلة الفردية بأيّ إنسان، وعليه يكون من المهمّ الإشارة إلى أنّ الفكرة التي تقوم على سلسلة من الأوجه، هي لا تهدأ سوى إن تمكنت من تشكيل الوجه المكتمل لدلالتها واتجاهها، هذا ما يطرح صيغة التبادل الفكرية للفرد مع غيره، أو التجاور المفاهيمي للفكرة مع دليلها، أي أنه يفسر أهمية وضرورية الأخذ بمنهج عام أو نسق كلّي يجعل من السير في ركب التعرّف بناء قاعدة على تقبّل أو تقبيل كل قابل على شكل قالب فيتم التقليب من أجل القلب أو احداث انقلاب يبدأ على مستوى الفكر ليبلغ منتهاه على شكل عبارة أو إشارة عندما يتعلق بالجهد بالترسيخ أو التخليد. "... هل نجد سقراط آخر رضي بشرب السم عقابا له بعد اتهامه بإغواء المواطن الاغريقي أو ما يسمى في اللغة السياسية المعاصرة "الاخلال بالنظام العام"؟ هل نجد ابن حنبل أو غاليلي آخر متمسك بالمعرفة رغم العواصف الدوغمائية والأدلجة... " تكمن التضحية في القيمة المهددة، هذا ما يدفع الإنسان إلى اقتلاع روحه فداء لتلك القيمة التي يدافع عنها ويحارب من أجلها، كون أن قيمة الإنسان هي في قدرته على بذل مقدراته من أجل حفظ رغباته حية ومتجانسة مع فؤاده الرمزي. استدعاء التضحية هو إعلان عن خطر يداهم قيمة ما، لكنه في الوقت نفسه هو ترخيص لإعلان الضعف وفق وسيلة الاستنجاد، أو طلب النجدة، كون أن طلب التضحية هو أبلغ العلامات التي تدلّ على وضعية الحاجة التي تشكل الرغبة في الحفاظ على قيمة معينة وثمينة بلا ضرر. بالعودة إلى الأفكار ومحاولة مني لربط الفكرة بقيمتها، فإنه من الظاهر إعادة رصف المفهوم الخاص بالتضحية، كون أنّ التدقيق فيه قد يقود إلى استنزاف الايثار من معانيها التي تشير إلى البذل، كون أنّ التجربة الثقافية، تلك المعبرة عن ثقافة فكرية أو فلسفية خاصة، ما هي سوى استحواذ عن ناصية الخسارة للبعض، من أجل الظفر بالإبقاء، وهذا ما يقدّم فصلا بين حالة الخطر، وحالة بذل العطايا الروحية. قد نلاحظ تقاربا ما بين الثقافة كمقابل للطبيعة، وما بين الروح كمقابل للجسد، وما بين النفس كمقابل للمادة، وهذا ما يجعل الطبيعة الفكرية هي ثقافة، وهي نفسية تخضع المادة، لكنها تنتسب إلى الروح بخصائصها، رغباتها وقيمتها النظرية والتصويرية. هذا ما يجعل من المشروع اعتبار الثقافة فلسفة، إذ هي معطى إنساني خالص. "... المتاع الهيغيلي القديم، إنه ليس تاريخا دنيويا-تاريخ الانسان وإنما تاريخ مقدّس، تاريخ الأفكار. وليس الإنسان من وجهة نظره إلاّ الأداة التي تستخدمها الفكرة أو العقل الأبدي لكي يكشف عن ذاته... " يصاب الفرد الإنساني بهزات ارتدادية عنيفة، فيصبح المجال المقدّس بالنسبة له عاملا متوهجا، ليحتاج إلى الزوال أو الزحزحة، لهذا في فترات محددة من مجال المقدس الحيوي، يكون الفرد الإنساني طامعا في التجاوز، مجاوزة الأعمال الناقصة من أجل ابداع الرمز المحمّل بمعاني مختلفة، هذا ما يبعث على امتزاج الوجود بمعانيه، وهذا ما يحمل التواجد على العبث بأقداره ومسمياته، فيكون الإنسان موجودا دون أن يتواجد، هي حالة ترفع النسق الجرماني المتكامل لـ: هيغل، وتصيغ كافة البديهيات في هيئة مواضيع للبحث والدراسة، لأنّ تلك المرحلة بالذات، لا تهتم سوى بالذات. ما يؤسس للفعل المعرفي في العالم هو الفكر، لكن ما يظهر أهمية هذا الفكر، هي تلك "التجليات" التي ترافقه، ليصبح من الجدية العودة إلى مسميات الأفكار طمعا في إعادة أطوار المعرفة إلى سؤال: ما العمل؟ بدل سؤال: كيف أو لماذا نعرف؟ "... كنت في دراسة قد بيّنتُ "اللث" بالعربية، و"الليثيا" بالإغريقية، حيث الكلمة العربية تفيد الإقامة، كشيء يترسّخ ويثبت بشكل راكد ومكدّس بالمعنى الذي يطرحه بن نبي، والكلمة الإغريقية التي تفيد الاحتجاب، ومنه كانت الحقيقة بالمعنى الإغريقي (aletheia) هي مغادرة الاحتجاب، الخروج من الغطاء الذي يحتجب حقائق الأشياء بنزع الغشاوة عن العين... " مغادرة المبهم والاقبال على الواضح والمعقول، هو ما يفسّر الوجود الكامن من وراء البحث والتفتيش، عبر التدقيق والتسيير، الابتكار والاكتشاف، فالعودة إلى البحث والتنقيب هي من قبيل العودة إلى مسايرة الظروف والتعقب على ما يتجدد في كلّ مرة، إذ يعترف الفرد الإنساني بجدوى البحث وضرورته، لا لغاية في البشر، كونها عامل يقود إلى السؤال. ما هو منظور الوصول إليه، هو ما يمكن اعتباره حالة صحية، تجعل من الإنسان مصادفا لما هو غير متوقع، وهذا هو مربض الفرس، إذ أن يتوقع المرء ما لا يمكن توقعه، هو في حدّ ذاته أمر يقود إلى الحركة، حركة موزونة عقلا، من أجل احداث خلل فيما هو ثابت ويقين، وهذا بالذات ما يمكن تسميته بالحوار، حوار الإنسان مع إنسانيته، حوار الانسان مع الطبيعة وحوار الانسان مع السماء، الكلّ في دائرة الأخذ والعطاء، ليس أخذا خالصا، ولا هو عطاء حصري، إنما هما متغيران من حيث الحدّة، الشدة والذوق، لكن وفق آلية تتكرر عن بعد، مع أنها غير ملازمة للمحمل المستكين له وإليه. ما يجوز حقا هو البحث، وهو حياة الحياة في مداها المتوسط والبعيد، لكن حقائق البحث من سؤال ومحاولة تقدير شفاء السؤال، لأنها هي الأكبر والأقدر على تقرير أهمية هذه الآلية، فلا يكون منها سوى ما أرادته هي، كون أن الانسان يلعب دور العرّاب في منظمة أحكمت قواعدها مسبقا، وعليه فإنّ الفرد على فترات يحتاج إلى الاستغناء على الحجاب، وولوجه النور هو قائم على مدى حركته وبعثه للحركة، لأنّ البحث هو حركة، والحركة هي حياة، والحياة هي حياة الحياة. "... وكل واحد من الناس مفطور على أنه محتاج، في قوامه، وفي أن يبلغ أفضل كمالاته، إلى أشياء كثيرة لا يمكنه أن يقوم بها كلها لوحده بل يحتاج إلى قوم يقوم له كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه... " فيؤدي الإنسان وظيفته انطلاقا من عالمه الذي يجعل أعماله معلقة بما يمكنه أن يحتاج إليه، وبهذا يكون الفرد الإنساني مدفوعا لأن يشارك جماعته الخاصة، تلك التي يبحث عن سيادتها وفق قدرتها على استيعابه، وبهذا تسري الأمور على كافة الأصعدة وفق ما يمكن اتخاذه على أنه أكبر من حيث التقدير، لكن في الوقت ذاته هناك أمور لا تصح ولا تجب سوى على من لهم قدرة كفاية على التسليم والأخذ بها جماعة، أو اجتماعا. من السهل على أيّ إنسان أن يركب أمواج الفهم المتداول، لكن أن يصطنع لنفسه موجته الخاصة، فهذا من غير الممكن بالنسبة للجميع، إذ يكون من المسترسل لدى أغلب الخراف أن يستسلموا أمام ذئابهم، وهذا بالذات ما يُبقي الخراف على ضعفها. تحرّي الكمال هو هاجس الرعاة، ذاك الراعي الذي يسوس قطيع الخراف باحترافية، وعليه تولد حاجة الخروف من طمع الذئب، ليقع الراعي بينهما مكتفيا بدور الموجه والضابط لكافة تصرفات الطرفيْن. مهم للغاية ايقاع القواعد التي تؤطر المعطى الجامع بين القوة والضعف، على القوة ألاّ تلتهم الضعف بالكامل، وعلى الضعف ألاّ يقصي القوة على وجه الشمول، لأنّ كلا منهما محتاج إلى الآخر، وهذا ما يؤسس للراعي الذي يجعل هذه الأمور مرتبة. "... إننا تؤمن بضرورة الانفتاح على تاريخ الفلسفة برمته، لا لشيء سوى للوقوف على ما تطرحه الثقافات الأخرى من وجهات نظر في الحياة والوجود... " لحظة تقرير الفرد الإنساني الانفتاح على العالم، هي اللحظة التي تتيح له توسيع مجال انسانيته، لأنّ تقرير التوجه نحو الاكتشاف (اكتشاف العالم) هي لحظة تدفع بالفرد الانساني إلى التوجه باتجاه معيّن، يكون له القدرة على الأخذ به، من أجل الوصول إلى تسريح معتقداته، والأخذ بكل ما هو جديد. لا يمكن أن يعود الإنسان إلى التفكير وهو منغلق في زاويته وحيدا، إنّ الفكرة الوليدة، هي الفكرة التي تعبّر عن معطاها القادر على ازاحة كيانها، وهي التي تدعم إقليمها الفكري بما هو قابل للتأقلم مع ما هو من حولها، فكلّما كانت الفكرة المتوارية قادرة على البروز والحركة، كلما استطاعت البقاء والتحوّل إلى فعل، أو في الحد الأدنى إلى انفعال. سريان التفكير على كافة رقع التفكير، وعلى جميع ألوانه ومفاهيمه، هو ما يحدد صلابة الأفكار الناتجة عنه، لأنّ الاصطدام، الانجذاب وحتى الحوار الفكري، هو المعيار الصادق الذي يرجح فكرة دون أخرى، كون أنّ عملية كهذه بإمكانها الايعاز إلى حمولاتها بأن تصنع لها أشكالا مرتبة، عبر قوالب جديدة، مما يؤهلها إلى مواجهة أي وارد من الوافدين إليها. أنانية المفكّر هي عوائق انفتاح أفكاره على أقاليم فكرية أخرى، هذا ما يؤجج الانغلاق الفكري ويُحكم أبوابه المؤصدة، وعليه فإنّ الانفتاح الذي أتحدثُ عنه في هذا المقام، إنما يكون بالفكرة في بادئ ذي بدء، قبل أن ينتشر إلى أمور أخرى كثيرة، منها المثير ومنها الجامد، إذ كلّ المعايير تتخذ شكلا مناسبا للانغلاق، لكن الانفتاح لا شكل ولا لون ولا جنسية له على الاطلاق. "... لذلك تصبح الحقيقة فعلا مثبتا وواضعا لموضوع التمثّل، ويكون الحق الأمر المستقر والثابت داخل الفكر لحظة القيام بفعل التمثّل. لا يعني نتشه بالثابت ها هنا ما هو مختص بالمعقولية أو ما هو متواجد في عالم المثل الأفلاطونية، بل هو ما يتضمن ثبات الكائن الحيّ، فصفة الثبات هي التي تمكّن من حفظ درجة الاقتدار والعمل على تزايدها، ينجرّ عن ذلك أنّ الحقيقة تصبح قيمة ضرورة لتكثيف إرادة الاقتدار... " هناك علاقة بين الحياة والفكر، وعلاقات بين الحقيقة كغاية وامتلاك المقدرة كوسيلة، يفكّر المرء في تكثيف قواه من أجل بلوغ حقيقة الحياة، هذا ما يجعل المطالب تتماهى في الجسد العضوي للوسيلة. يتعبد الفرد الإنساني أمام باب بيت الأقوياء من أجل فهم حقيقة ضعفه، هو يريد الخروج من حقيقته، لكنه من ناحية مغايرة يحنّ إلى قوة ضعفه، وهي التي تلبس موضع الثبات، وكأنّ للعالم رمزا واحدا، ثمّ للإنسان منفذا وحيدا أيضا. ضرورة البقاء من ضرورة امتلاك ارادة، الوجود هو إرادة تواجد، وعليه يبنى كل ما من شأن البناء الحجري أن يجعله يصمد أمام ريح العاصفة. لأنّ تمرير المقتضيات الذاتية في صالح الوجود الإنساني، ويكون في هذه الحالة فقط متجوّلا في ساحة الخواطر البشرية، دون أن يتعرض له أي نوع من أنواع الهجران؛ ليس الأمر منوطا باعتقادات تلازم الوهم المسيطر على الإنسان الكلي، وإنما هي طريقة من صلاحياتها اكتساب المزايا الناظمة التي تؤهل الإنسان من أجل استنبات الشخصية المثلى لإرادته، فتكون أعماله متسلسلة بشكل يرتبها، كلّ هذا حتى تصبح العجينة الفكرية في خدمة بطش التفكير. الغرض من القوة هو الابقاء على الفكر ضمن مجال التأثير، وهذا ما يجعل القدرة على امتلاك الحقيقة واقعا ما دام للفكر قوة يتحكم بها في عناصر كثيرة تتحداه، ومع ذلك يبقى التحدي الأكبر أمام هذا الفكر هو ثباته في وجه الحركة. "... إن الوجود سوى تركيب بين حامل ومحمول، وإن علمك بوجود الحق هو اثبات لوجوده الذي هو سبب وجودك... " لكل معنى له حامل يجعله في صيغة مشكلة، وهذه الخاصية هي في مشتركة بين كافة الموجودات، حيث يكون الوجود عمودا على موجوده، إذ علامة التواجد هي الأقدر على كسب تراتيل الأنغام الوجودية الخاصة بوجودها ضمنيا. ليس من الضرورة أن يفهم الإنسان أسباب عدله على تواجده في أزمنة غير معلومة، لكن من الضروري تأمّل الوجود من أجل تفادي الغاء الموجود المتواجد. "... في اللسان العربي، الايالة معناها السياسة، فالراعي الذي يؤول الرعية فهو يسوسها، أستعمل هنا الايالة كقيمة فكرية وتأويلية، لأنّ المقولة ذاتها تتقاطع مع التأويل، وإمكانية تشكيل ما يمكن تسميته "تأويلية سياسية"... " تأويل السياسة لا يجب أن يحصر ما هو متداول في عالم الإعلام، إذ على المتأمّل أن ينتقل من سياسة السلطة إلى سياسة الكيان، وهذا ما يجعل "الجهاد الأكبر" هو الأخطر على الوجود البشري كعنصر مؤثر، منه وجود رمزي يُساق من طرف وجود أسمى يكون راعيا له، هذا ما يثبت الخاصية التراكمية للفعل التابع، وهذا ما يبرز أهمية الارتقاء، لأنّ السمو هو راقي، والترقي هو ما يصطلح عليه بسياسة تأويل الكيان البشري ذاتيا. تعطى الأهمية هنا لوجود ذا قيمة، وهذا ما يسمى بالمؤشر الدال على سياسة الكينونة الهامة للوجود، إذ أنّ السلام يولد الفكر، ومن التفكير ينتج الارتقاء والارتقاء هو محرر الحرية عينها. قد تكون هناك قيمة ما لما يسمى بـ: الايالة السياسية، لكنني أرى بأن الايالة الوجودية هي الأجدى والأسمى من حيث العناية بقيمتها، لأنها طريق إلى تلمس حرية التحرير. إذن لا أمل لمن يجود على نفسه في حدود الرعية، لكي يكون الإنسان عارفا عليه أن يكون سيّدا للراعي، وهذا ما يؤسس لما يعطي الأبعاد الوجودية ضرورة إنسانية. لا يعود إلى التاريخ إلا عاقل، فالتاريخ الذي يسرد عبقريات الأجناس السابقة، هو عملة نادرة تتحرك وفق آلية الوجود المعنوي، فتسيطر على الملكوت العام وهو متغيّر، وهذا ما يكسب العقل البشري انفتاحا وتحررا أعظم من الزمن الذي يعيش فيه وبه؛ لأنّ الأحداث التاريخية الكلية هي عامة، لكن دون ضياع أو انفلات لجزيئياتها، إنها العلامة الواحدة والموحدة التي تدخل في القائمة العامة بشكل موحّد، لتسيطر المظاهر العامة على الراهن الذي يلعب دور السجن، في حين أنّ الفرد يلعب دوره: دور السجين. يبقى الفرد في حالته الحيوانية ما دام قابعا في سجنه الراهن، فيبدوا أنّ هذا الطرح يعطي للتاريخ دور المحرر، وبه حسب الفرد ذاته، يتم التخلص من حيوانية البشر، تلك التي تفرضها عليهم أوضاعهم الراهنة.
من جهة أخرى تبقى البرهانية أكبر من أن تصاغ وفق الصورة التجسيدية لهذا المفهوم، أقصد التاريخ، وعليه يبنى العمل الفكري بأسره، إذ لا ينطلق المفكّر المعاصر من ذاته، رغم ما يدّعيه من تشبثه براهنه، فيبقى مسترسلا بعيدا عنها، وهذا ما هو موجود في مآسيه التي تولد من كتب الأقدمين، ثم تنتقل إلى المعاصرين.
بالعودة إلى الفرض المتكامل للسلم الكبير الخاص بالتفكير، يمكن القول بأنّ الحكمة قد ولدت بعيدا زمنيا، في بلدان متفوقة بالترتيب، لكنها أصغر من الصغير من حيث ما يتعلق الأمر بالظرف والراهن.
وما يبدوا جديرا بالذكر حول التاريخ، هو أنه لعب حسب اعتقادي دورا مزدوجا، إن لم يكن أكثر من ذلك، لقد كان محرّرا ومستعبدا في الوقت ذاته، محرّرا من الراهن، وسجانا في خدمة سجن الماضي أو المستقبل، وهناك بعدٌ ثالث لفعل التاريخ، قد يستهوي البعيدين عنه أيضا.
لا يمكن ربط الراهن بلوازمه، إذ أن العدد هو الذي يميّزه لا غير، قد تتغير التقنيات العددية، لكن صعوبات البشر لا تتغير، سوى في نتائج تغيّر العدد المصاحب للراهن اللحظي.
علامات! تصنع التاريخ البشري، ليدقها البشر وينزوي في عمقها، دون ذكر لما هو مؤكد، أو حتى ما هو مفهوم أبدا؛ فيسير ريحان الوجود بما هو غير ملائم لقطع غياره الصدئة، وهو حامل لسكونه الزمردي، إذ لا يمكن اخضاع الممكن للإمكان مجددا، هي طلقة رحيمة في جسد متآكل، وعلى رموش الحياة ترسم أرقى التضحيات، لتصبح المشاهد تكرارا بألفاظ جيّدة وجديدة، هذا ما لقنه العمل الفكري لمسار الفرد التاريخي، فكر لازم الشواذ من بني البشر، لتكون حياتهم ونويتهم من كلماته، أن يشعر براحته الوجودية هي نتيجة لوجوده في صورة الكل المناسب له.
الثواني كالصور، لها أهدافها، لكنها لا تجعل من المسار ككل منفذا ليّنا لما هو معنوي، من ينظر إلى الصورة على أنها عامل غير ملائم، أو سأم يريد انفراده بالانهيار، ينظر من ناحية مغايرة، لا تعيد الصور مكانة الأفراد.
جحيم العَدَم هو نعيم الدَعْم، من الدعم يخرج العدم، وهذا ما يسري في كافة المكنونات الجمالية للذوق العقلي، إذ التحليل الذي يسترجع تراكيب الصور، هو من أهم العوائق اللغوية في طريق التجسيد المعنوي، لطالما عاد الفرد الإنساني إلى قضاياه وفقا لرؤية الصور، دون الاعتراف بما تحمله.
ما هو رديف للفعل التاريخي، هو لا يعدوا عن التقنية البشرية في التواجد، وما يعطى في الأمور اللحظية، قد يعطى في أي وقت، دون الالتفات إلى ثوبه اللغوي أو المعنى الذي يسير وفقه. إذ لا يمكن أن نعدد الآثار المستوية على ما هو مقذوف في عالم الصور، ولا يمكن أن نحصر مجال انشطار أبعاد شظايا الحدث، مهما حاولنا، هناك حدود للمرء، لكنها بارومتر العقل الذي يشتغل عليها، أو يتلقاها قيميا.
للحرف المرسوم مغنى لا يدرك أهميته إلا عظيم، وهذا ما يجعل الأجيال تتصل ببعضها من أجل ضمان اليقظة البشرية عبر الروح الزمنية، إذ لا يمكن استرجاع ما فقد من عقول البشرية الأولى إلا بواسطة الحرف الأنيق، وعلى الرغم من أنّ راسم الحرف قد يكون على أعتاب زمنه أو مجتمعه أو محيطه بشكل عام، إلا أنه يكون عبر رسوماته موجودا على مدى الأزل في محفظات العباقرة؛ إنّ الحرف هو العدوّ الأوّل لأحكام البيولوجيا على الفرد الإنساني، وهي أحكام اعدام دائما، لكن الحرف يؤجل حكم اعدام الإنسانية الأزلية، إذ لا يدرك قيمة الحرف سوى من يدرك قيمة حياته المستمرة أو الخالدة.
الحرف لا يكفل الذاكرة أو الروح الانسانية فحسب، وإنما هو مجسّد لثلاجة المعارف والعلوم، باختصار: هو حافظ للإنسانية التي تلتف بالحرير في مقابل الانفلات والعودة إلى التوحش والغلبة.
والإنسان الذي يعتني بالحرف هو بطريقة آلية يعتني بجميع أجناس اللطف، هذا هو المرصد الآمن لكل ما هو إنساني، إذ التعبير هو أهم وسيلة للتغيير، والمفاوضات هي أسمى أشكال الصراع، وهي لا تتم سوى برونق الحرف وصلابته.
يتكفل الرسم بنقل جزء من الذات التي ترسم، والرسام يكون متضمَنا فيما يرسم، حيث بهذا يكون انتقال الرسام عبر الأجيال عبر ما يرسمه من حروف، وأنا لا أجد أبلغ من هذا، كتعبير عن صورة وجودية أزلية، تتعاقب بحدّة عند نقاط بشرية تسلك الفعل التأصيلي لتثبيت الاسم عبر تحريكه.
يمكن للمسالك العامة أن تعبّر بواسطة قضايا مختلفة، لكنها لا تدوم إن كانت خارج اطار التلقين أو الرسم، فنقطة افتراضية أفضل وأقدر على إعانة المسلك الاصطناعي للفكر من كافة التجاوزات الانفعالية، ولو كانت مدمّرة.
المسائل التي يحملها الحرف لا تعدوا أن تكون ثقافية، هو حامل للأنا، كما هو معرّف كإجابة عن السؤال، ذاك الذي يكون عادة حول: من أنت؟، لا يمكن للجميع أن يقدموا العمل الإنساني في صورة أوضح مما يقدمه الحرف، ليكون الإنسان عنقا لحرفه، ومن لا يرسم، هو غير متعقل لعمقه.
ليس من السهل رسم أي حرف على الرغم من أنه يبدوا كذلك، إنّ رسم الحروف هو رسم للأبدية، وهي عملية محفوفة بالمخاطر، لذلك يعتمد العظماء أكثر من وسيلة للرسم، وبعضهم يرسم بطرق لا يفهمها سوى هو، إذ السوط ينزل على الرسام الذي يعتني بالحروف، كما لو لم ينزل على غيره، لأنّ الراعي لا يفضل تمرّد الخراف برسوماتهم.
الاعتماد على رسم الحرف، على ما يجلبه هذا الفعل من ألـم، هو ما يفسّر دور الضريبة في نزع الحياة من حياتها، وهو ما يمكّن الأموات من الحياة، إذ ينحوا الإنسان باتجاه انسانيته كلّما أراد، لكنه يلتزم بدفع الضريبة أوّلا وأخيرا.
تسير مصائر الانسان جنبا إلى جنب مع نمط تفكيره، وهذا ما يفسّر الفرق ما بين البشر، كون أن الانسان هو متسلق لسلّم الرقي بواسطة إنتاجه الفكري، إذ يبلغ من المستويات الزمنية، والمفردات الوجودية ما يجعل من السلم العام للمجتمع الفكري أولوية ثم يتدحرج هذا السؤال إلى بيئته، سواء القريبة أو البعيدة.
قد يكون في ذهن الرجل الميّت الكثير من المبهمات، تراوده وهو ينظر إلى حسنائه القاتلة، هذا ما يدفعه إلى التحليق بعيدا بتراكيب فكرية هادفة؛ فالحسناء القاتلة هذه ككل النساء لها عينان آسرتان للنجوم، لها لمسة تخفق لها القلوب، ولها كل ما يلهي الرجل الميّت عن التفكير، على الرغم من أنّ أفكاره تظلّ ملتصقة به دون إدراك.
ليس كل المسافات الفلسفية طويلة بالنسبة للرجل الميّت، إذ الأفكار هي وليدة الأسباب والتمرين، وعلى هذا الأساس نظر الرجل الميّت إلى أفكاره بنفس الكيفية التي عالج بها كل طرف من جسد حسنائه القاتلة، إذ كلّ نظرة منه إلى الفكرة هي رؤيا وليدة للتجديد، وكلّ رؤية منه إلى حسنائه هي موجة أخرى من صدق الانسان يجسد قضية ما، ففي مسافات كهذه، تولد الحدود من الأبعاد، لتشهد تقاربها على خارطة فكرية تغدوا منتشيه بالجديد الإنساني كلما أنشدت أسرها.
ما أقرب الأفكار من الحسناوات، على العظيم أن يعامل أفكاره كحسناوات في قصره، كل حسناء تزور الرجل الميت في مضجعه، وكلّ واحدة منهنّ تظهر جسدها الشفاف أمام تحليله الحي، إلا الحسناء القاتلة، هي فكرة في صيغة جسمية، وأمامها يكون الرجل الميّت حيا، بينما تحليله يصبح في خبر الممات.
على أعتاب أكاديميات الفلسفة ينام الرجل الميّت وهو في مظهر مشرّد تائه، وعلى أسوار القلعة الفلسفية تتم الحسناء القاتلة همزتها الأنيقة، وما بين المشهديْن يتراص جسر الحياة والموت، موت الموت، وحياة الفكر.
مشرّد من يذكر تراتيل الليالي بلسان العنفوان، وتائه من يرفض العبودية المقدسة في ملكوت الانصياع، وميت من يرغب في الرغبة دون المام بما يجول في أفلاكها وخباياها، فما كانت أجمل هدايا الحسناء القاتلة إلى الرجل الميّت سوى قتله بلطف ودون حنين إلى الأنين.
مخربشات تلك التي رسمت في أعماق الأهرامات منذ آلاف السنين، وتغريد ذاك الذي علق على صفحات الكعبة الالكترونية منذ اكتشاف الرنين، وما بين الهرم والكعبة رجل ميّت قارب وراهن على حياته بلا اصفين.
لا يهب الحب الكوفي للكون سوى معلقة كمعلقات ماء الذهب، لكنها تصبح حية في ضمير الوجدان إن كانت المعلقة مزينة لصدر الحسناء القاتلة، ولن كما لم تسرد المعلقة مودتها سوى إن عبّرت عن نسق مضموني كاسر للإيمان بالوهم، ليست كل الأوهام هي إيمان، ولا كل إيمان هو وهم، لكن ما بينهما تقع الكثير من خيوط غطاء فراش الحسناء القاتلة، عند تقليبه بجوارح الرجل الميّت.
فجأة على باب نار الوجوه، يتجه تفكير الرجل الميّت إلى واجهة الماهية الراعية للسلطة، لما نتسلّط؟ ولماذا يتسلط الإنسان؟ وما هي الأسباب التي تدفع الرجال الموتى للتسلط عبر استعمال سلطاتهم على حسناوات هنّ القاتلات فكريا؟
لكنّ الرجل الميّت يعيد الترتيب، فالسلطة في ذهنه البسيط هي تغيير بالفرض لأمور عبر التأثير فيها بواسطة هيبته المستقرة من قوته الدينية، القانونية أو الاجتماعية؛ بينما التسلط هو افراط في استعمال هذه السلطات حتى يضيق المجال أمامه، ذلك المجال تسبح فيه حسناؤه القاتلة، مما يمكنه من التعويل على التحكّم بكافة تقنيات منافذ إدارتها لحياتها المستقلة؛ لكن!!! إنّ التسلط يأخذ في الحالات المرضية شكلا من أشكال التعبير عن الذات المنهكة، من يجعل ذات الرجل الميّت تابعة لكلّ ما يخص الحسناء القاتلة، وبالمقابل هناك احكام لسيطرته عليها، وهذا ما ينتج هوّة روحية بين الاثنيْن، ويعجّل بنفاذ كيان لصالح أخر، فإما العيش في ظلّ الانهاك المستمر، أو التعايش مع السلطة الأحادية هذه عبر التدبير التعسفي المتواصل، وفي كلتا الحاتيْن طريق إلى البؤس، وقد يؤدي إلى تحويل الاتصال إلى انفصال حتمي ناتج عن أعراض مضاعفة على طرف لا يتحمّل الاحتمال لوقت طويل، وكلّما زاد عمر الكبت والصبر على الضغط، كان الانفجار أعنف. السلطة هي المورد الرئيس لما يجعل الفرد الإنساني يتخبط في عالم الموجودات بلا روح، وهي أيضا علامة واضحة التصوّر لما من شأنه إلقاء العمود الفلسفي بأكمله في حيّز النظر، ذاك الذي يدخله منطقة الخطر، وما موت غاليلي سوى نتيجة لما وجد في قصة ابن رشد المأساوية. نتائج الافراط في السلطة سواء في اكتسابها أو استخدامها، هو أمر يجعل من الطبيعة مسلكا لا يخضع سوى لبعض الصنائع القانونية لمشاكل الأداة العملية، ولكن تشقق الصخور لا يحدث إلاّ عبر الضغط الزمني الطويل.


الوثائق المستعملة:

فوزية ضيف الله، هايدغر قارئا نتشه، مجلة دراسات فلسفية، العدد الأوّل، جانفي 2014، ص: 94.
عصام محفوظ، مع الشيخ الأكبر ابن عربي، دار الفارابي-بيروت، 2003، ص: 88.
محمد شوقي الزين، الثقاف في الأزمنة العجاف، مصدر سابق، ص: 332.
محمد شوقي الزين، الثقاف في الأزمنة العجاف، منشورات الاختلاف-الجزائر، ط: 01، 2014، ص: 287.
أبو نصر الفارابي، المدينة الفاضلة، تقديم: عبد الرحمان بوزيدة، موفم للنشر-الجزائر، 2011، ص: 109.
هشام بن دوخة، نتشه والمتوسط، ط: 1، 2013، ابن نديم للنشر والتوزيع-الجزائر، ص: 19.
محمد شوقي الزين، إزاحات فكرية، ط: 1، 2008، منشورات الاختلاف-الجزائر، ص: 94.
محمد شوقي الزين، إزاحات فكرية، مصدر سابق، ص: 97-98.
كارل ماركس، بؤس الفلسفة، ترجمة: محمد مستجير مصطفي، دار الفارابي-لبنان، ط: 3، 2007، ص: 260.
محمد شوقي الزين، إزاحات فكرية، منشورات الاختلاف-الجزائر، 2008م، ص: 122.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقرا-فكرية
- غوانتنامو الفلسفة الجزائرية
- لماذا أفكر؟
- حرج مشروع
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9
- فلسفة كالخاس الجزائري 7
- فيلسوف بعقل البيشمركة
- نابليون إسلامي، فمن أنتم أيها الإسلاميون؟
- العالم كهدية إلى كونثيا
- باسم يوسف و فلسفة الضحك
- الجزائر، المقبرة الفلسفية
- المسلمَة الأخلاقية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - دفاعا عن التحضر