أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - كيف نقرأ النص














المزيد.....

كيف نقرأ النص


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 20:00
المحور: الادب والفن
    


أي نص بأي لغة ووفق أي منهج ولأي غاية لا بد أن يقرأ على حقيقة مزدوجة الأبعاد وهي أن النص بعد نشره سيكون عالما مستقلا يحمل شخصيته كاملة ,تعبر عن فكرة أو مجموعة أفكار لها مستقبل خاص وتتزعم هدف أو تزعم به أو تسير نحوه بعيدا عن شخصية الكاتب وإن كانت تعبر في أحد أوجه ثلاث عن جزء منه لكنه خارج هذا العنوان يبقى كيانا يحمل هوية ما لا يمكن إلصاقها بالكاتب كليا ولا يمكن أيضا سلخها من تأثيرات المنشئ وامتداداته الما بعد النصية .
النص عبارة عن سلسلة من التفاعلات بين الذاتي والموضوعي والحالي والبيئي والأجتماعي والتاريخي فهو ليس وليد فراغ ونبت من ظاهرة العدم , النص وليد فكرة متواصلة ونتاج خليط متضارب ومتسق ومتنوع من عوامل وإشكاليات ليعبر عن شيئين مهمين , واقع يشهد له وهدف ينشده وأيضا من خلال منهج وأسلوبية مميزة لا تتكرر ولا تتماثل بين أكثر من شخص , لذا كان سهلا على الناقد النصي أن يتبين من خلال البنائية والشكلية الذوقية خلفيات وشخصيات وحرفية الكاتب , تماما كما يفعل الناقد الفني حين يتعامل مع لوحة تشكيلية فهو يقرأ حتى حركة الألوان المميزة لينسبها لمنهج معبر عن روحية أبدعت في صنع لحطة الحركة تلك .
إذن النص اللغوي لبس بعيدا أبدا عن هذه المحددات بل إن الفرادة في طريقة البناء وهيكلية هذا البناء والجمالية التي توصم الشكل وحتى تقديم وتأخير وتصميم الفكرة إنما تعبر عن بصمة ذاتية لكل فرد خاصة وأن فكرة الأسلوب النص لا يمكن أن تتكرر أكثر من مرة ولمجرد التكرار لا يحسب للثاني وما بعده على أنها أنجاز وتسمى تقليد , وحتى هذا التقليد يفصح عن شخصية ظليه أخرى تعيش تحت هاجس المبدع الأول .
بعد هذه المقدمة يبدو السؤال الآن أكثر تعقيدا هل ما نقرأ في النص يعبر عن روحية تعود في الأساس بتشكيلاتها للكاتب التي يجب أن نقرأها كما أراد أم هي روحية القارئ الذي تلقى شخصيا نص مشحون بجملة من المؤثرات التي تريد أن تؤثر فيه وتدفعه نحو وجهة نظر أو فكرة محددة ليتبنى منطقها , أم أن المسألة أكثر وأكبر من حقيقة النص وعلاقته بالكاتب والقارئ وأن النص هو هوية مرحلة وتعبير عن روحية زمن يدور في فلك الفكرة ذاتها أو كما يبدو كذلك ,الرأي الغالب أن النص خارج الذاتيات هو أعلان عن موقف ما يحمل رسالة ويريد أن يصل لنقطة حاملا معه القارئ ليقول كلمة أو يتخذ موقف , إنه عالم الأثر والمؤثر , هذا للقارئ العادي الذي لا يعيش إلا الفكرة في النص القارئ الذي يبحث عن كونية محددة عندما يختار .
الناقد بأعتباره قارئ ممتاز لا يقف عند عالم كونية الفكرة وتجردها من محيطها وتأريخها , بل يعبر بها إلى أدق تفاصيل الزمن الفكري والبيئي والنفسي أنه يبحث عن منظومة العلاقات كافة التي جعلت هذا النص يولد في هذه اللحظة وهو يقرأ بين الحروف مسافات وأماكن وأحداث , وهذه القراءة النوعية ليست قراءة عادية حتى يمكن تعميمها على أنها الكيفية المثالية , إنها الأستثناء الذي يفحص النص سريريا ليستخرج كل المعادلات وليؤسس ويكشف مفاهيم أحيانا تبدو حتى غريبة للناص صاحب النص ومبدعه , إذا نحن نتكلم عن ثلاث حقائق , نص تأريخي قبل أن يكون بمتناول القاري , ونص وجودي بيد القارئ العادي ونص متشعب له عالمية خاصة وتفصح عن كونية فيها الكثير من التفاصيل التي لم تدرك ولن تدرك بدون هذه القراءة , هنا يمكننا أن نصف القراءة على أساس الزاوية التي ينطلق كل قارئ منها للنص .
طريقة القراءة ونتائجها مرتبطة أصوليا بما يريد القارئ ذاته أن يقرأ فلا تخلو المسألة من أمتداد ولا تنتهي عند بناء النص المادي ولا تنتهي عند القصديات والغائيات أنها عملية إبداعية أيضا , القارئ المبدع هو القارئ الذي يصنع نصا أخر مضاف للنص الأصلي بما يمتلك من قدرة على التحويل والتأطير من خلال فرض وليس إقحام شروط القراءة المبدعة التي تتخلل النص وتستنطقه دون أن تخرج النص من حدوده البنائية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة
- حق الإيمان وحرية التدين
- التصحيح وممارسة حق العود
- حقيقة الشيعة والسنة كمصطلح سياسي
- الهرمنيوطيقا... دلالة المعنى في الواقع الإسلامي
- أنتصار الغائية
- متى يسقط فرسان الدين
- النص واللغة
- من رسائل امرأة طفلة _ قصة فصيرة
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح1
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح3
- أحلام ليست وردية _ قصة قصيرة
- في معنى السياديني ح1
- في معنى السياديني ح2
- دنفش وصندوق جدتي وصورة الزعيم _ قصة قصيرة
- مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - كيف نقرأ النص